يتميز الكاتب المغربي يوسف فاضل بتنوع نتاجه الأدبي، فيكتب المسرحيات والروايات والسيناريو كذلك، وهو ما جعله من أبرز الأسماء الأدبية في المغربية، والذي تناول في أعماله قضايا اجتماعية تخص المجتمع المغربي.
من هو يوسف فاضل؟
هو روائي وكاتب سيناريو ومسرحي مغربي، ولد في عام 1949 في الدار البيضاء في المغرب، وهو واحد من أشهر الأدباء والكتب في المغرب والوطن العربي. درس الفاضل اللغة الفرنسية، وعمل في تدريس الفرنسية لعدة سنوات، ثم اتجه إلى الكتابة.
تميز فاضل بأعماله الأدبية التي تناول فيها قضايا اجتماعية وسياسية، وسلط الضوء على التحديات التي تواجه المجتمع المغربي، مثل المعاناة الإنسانية والفساد، والعادات والتقاليد.
بدأ فاضل مسيرته الأدبية في السبعينات، وتنوعت أعماله بين السيناريو والرواية والمسرح، وقد قدم نصوصًا مسرحية مهمة لاقت إشادة واسعة. عرف فاضل بأسلوبه السردي الذي يجمع فيه بين الخيال والواقع في تصوير الأحداث.
حصل فاضل خلال مسيرته الأدبية على العديد من الجوائز المرموقة والتكريمات، منها الجائزة العالمية للرواية العربية.
تجربة السجن
بدأ الروائي يوسف فاضل مسيرته الأدبية في الستينات، حيث اتجه للكتابة حينما انضم إلى مجموعة من اليسار خلال شبابه، وكتب عددًا من المسرحيات، ومنها مسرحية "حرب" التي كتبها عام 1974.
لفتت هذه المسرحية انتباه الحكومة، وذلك بسبب انتقادها الشديد لرد فعل المجتمع المغربي تجاه الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973، وقد تم حظر المسرحية، واعتقل فاضل بسببها لمدة 8 أشهر.
خلال فترة السجن، عاش فاضل ظروفًا صعبة، حيث تم تقييده وإلقائه على الأرض خلال أيامه الأولى، وقد تعرض للتعذيب والاستجواب لساعات طوال، وبسبب حزنه على حاله لم يكن قادرًا على تناول الطعام، ويرغب في الخروج بأي شكل.
اعتقل فاضل في فترة حكم الملك الحسن الثاني، الذي دام من الستينات إلى أواخر التسعينات، وقد كانت فترة حكمه صعبة على المعارضين الذين تعرضوا للاختفاء القسري والتعذيب. في نهاية التسعينات، وبعد اعتلاء الملك محمد السادس العرش، تم إجراء تحقيقات في التعذيب والاحتجازات التي تمت تحت حكم والده، وتم تدشين مجموعة من الإصلاحات في البلاد.
أعماله في المسرح
بدأ الكاتب يوسف فاضل بكتابة المسرحيات بداية من الستينات، ومن ضمن مسرحياته "حلاق درب الفقراء"، و"صعود وانهيار مراكش"، و"سفر السي محمد"، و"جرب حظك مع سمك القرش"، و"أيام العز".
تحولت مسرحيته الأولى "حلاق درب الفقراء"، إلى فيلم سينمائي عام 1982 من إخراج الراحل محمد الركاب. انضم فاضل إلى اتحاد كتاب المغرب عام 1982.
من المسرح إلى الرواية
كتب يوسف فاضل الرواية لسنوات عدة، وعرضت مسرحياته في العديد من المسارح في المغرب، وبعد سنوات من العمل في المسرح، بدأ فاضل الاشتغال بالكتابة الروائية منذ التسعينات، وصدرت له حتى الآن أكثر من 10 روايات.
أول رواية كتبها فاضل كانت رواية "الخنازير"، وبعدها صدرت له روايات "أغمات"، و"سلستينا"، و"ملك اليهود"، و"ميترو محال"، و"قصة حديقة الحيوان"، و"طائر أزرق نادر يحلق معي"، والتي ترشحت للجائزة الدولية للرواية العربية البوكر، ورواية "قط أبيض جميل يسير معي"، و"فرح"، و"حياة الفراشات".
صدرت له مؤخرًا رواية "غبار ونجوم"، وفي عام 2024، أصدر أحدث أعماله وهي "ريفوبليكا ثلاثية الريف"، ومن اقتباسات يوسف فاضل في هذه الثلاثية "ثمّ ارتفعت الأصوات محتجّة، مندّدة، لمّا ظهرت على الشاشة صورة الشابّ الذي أضرم النار في نفسه أمام بلدية سيدي بوزيد، وتلتها صور المظاهرات في القاهرة، والاحتجاجات في الدار البيضاء. صفّقوا بحرارة عندما بدأت التلفزة تستعرض صور المظاهرات في الحسيمة والناظور، وهو واقف خلف الشجرة".
رواية طائر أزرق نادر يحلق معي
تعد هذه الرواية هي الرواية التاسعة للكاتب المغربي يوسف فاضل، وقد صدرت عام 2013، وترشحت للجائزة العالمية للرواية العربية "جائزة البوكر". في هذه الرواية، يحكي فاضل عن "عزيز"، وهو طيار في قاعدة عسكرية جوية، يعتقل في ليلة زفافه على زينة، صاحبة الست عشرة سنة، وتبحث عن زوجته لمدة 26 عامًا.
اقتبس الكاتب فاضل العديد من القصص والأحداث في الرواية من أحداث عاشها خلال فترة اعتقاله في السجن، ومن روايات وشهادات أناس اعتقلوا في السجون السرية خلال الثمانينات، والعنف الممارس داخل تلك السجون.
في هذه الرواية، ألقى فاضل الضوء على عدة شخصيات ديكتاتورية خارج أسوار السجن، وهو ما فسره بأن ما يحدث داخل المعتقلات، ما هو إلا صدى لما يحدث خارجه، فالمجتمع يضم العديد من الديكتاتوريات الصغيرة والكبيرة التي تؤدي إلى الكثير من الضحايا المجهولين. في هذه الرواية، اعتمد فاضل على استخدام اللغة المحكة المغربية في بعض المواضع.
كتابة السيناريو
وبجانب الكتابة المسرحية، والكتابة الروائية، لدى الكاتب يوسف فاضل تجارب مميزة في كتابة السيناريو منذ الثمانينات، ولعل تجربته الأولى كانت كتابة سيناريو فيلم "حلاق درب الفقراء" عام 1982، والمقتبس من مسرحية من تأليفه.
في عام 1991 ألف فيلمه الثاني "حب في الدار البيضاء"، وفي عام 1996 ألف فيلم "مكتوب"، ثم فيلم "باي باي سويرتي" عام 1998. في عام 2005 ألف فيلم "طلب عمل"، ثم فيلم "في انتظار بازوليني"، و"طريق العيالات"، و"الكبش" عام 2007.
في عام 2009 ألف فيلم "اللجنة"، و"الرحلة"، وفي عام 2011 ألف فيلم "حب وخيل وأشياء أخرى"، ثم فيلم "أكادير إكسبريس" عام 2014. في عام 2016 ألف فيلم "العريس"، وفي عام 2020 كتب سيناري وحوار فيلم "المفتش المعقول"، وأحد أعماله في التأليف كتابة فيلم "الكنجي" عام 2020.
خاض يوسف فاضل تجربة الإخراج السينمائي لبعض الأفلام التي ألفها بنفسه، منها أفلام "اللجنة"، و"حب وخيل وأشياء أخرى"، و"العريس"، و"أكادير إكسبريس".
جوائز وتكريمات
خلال مسيرته الأدبية، حصل الروائي يوسف فاضل على العديد من الجوائز والتكريمات، ومنها ترشيح روايته "طائر أزرق نادر يحلق معي" إلى جائزة البوكر العربية عام 2014.
في العام نفسه، حصل فاضل على جائزة المغرب للكتاب عن روايته "طائر أزرق نادر يحلق معي". في عام 2000 حصلت روايته "حشيش" على جائزة الأطلس الكبير.