-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
الفئة
-
اللغة
-
مكان وتاريخ الميلاد
-
الوفاة
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
الزوجة
-
سنوات النشاط
-
السيرة الذاتية
كان الموسيقار العراقي يوسف زعرور من أهم وأبرز الأسماء الفنية في عالم الموسيقى في العراق، وقد حقق شهرة عالمية. نشأ زعرور في عائلة تعد من أكبر العائلات العراقية التي تميزت بالفنون المختلفة ومنها الموسيقى، وتمكن يوسف من تحقيق شهرة واسعة من بينهم، تعرف أكثر على مسيرته الفنية وحياته.
من هو يوسف زعرور؟
يوسف مئير زعرور هو موسيقار وعازف قانوني عراقي ولد في مدينة بغداد عام 1909 في عائلة يهودية كبيرة، ويعد من أشهر الموسيقيين في العراق.
حقق زعرور نجاحًا كبيرًا في بلده العراق وحصل على احترام وحب الجمهور العراقي الذي وصفه بأنه أعظم عازف قانون في العراق، كما شغل عدة مناصب هامة ومنها منصب رئيس الإذاعة العراقية.
إلا أنه لم يكمل مسيرته الفنية في العراقية بعد حركة "الفرهود" التي قامت بعمليات نهب وسرق ليهود العراق إجبارهم على الهجرة إلى فلسطين، وقد كان زعرور من ضمن الفنانين العراقيين الذين هاجروا إلى فلسطين المحتلة بجانب نجوم آخرين منهم فلفل كرجي.
نشأته وحياته
ولد يوسف زعرور في عائلة يهودية تعد من أعرق العائلات في العراق، وقد نشأ في أسرة كبيرة مكونة من 7 أولاد و3 بنات، وعقد عمل والده في صناعة تصليح الساعات والصياغة.
بدأ شغف يوسف بالموسيقى والفن منذ سن مبكرة، وتقريبًا في سن 8 سنوات حيث كان يستمع إلى الموسيقى والألحان الشرقية في الكنيسة، لذا اتجه إلى تعلم الموسيقى، وقرر أن يصنع آلة موسيقية شبيهة بآلة القانون.
واجه يوسف في البداية اعتراضًا من والديه حيث خافا بأن تعيقه الموسيقى عن دراسته في المدرسة ودراسة التوارة في المدرسة الدينية التي كان يدرس عليها، لذا صادر والده الآلة الموسيقية البدائية التي صنعها.
لم تكسر هذه الحادثة من عزيمة يوسف الذي أصر على تعلم العزف على الآلات الموسيقية، فراح يحضر ترانيب السبت وحفلات الختان والأعراس من أجل أن يكون قريبًا من الآلات الموسيقية بشكل أكبر ويتمكن من صنع آلة موسيقية أكثر دقة.
زوجة يوسف زعرور
تزوج الفنان يوسف زعرور عام 1932 من سيدة اسمها نعيمة عبودي ولديه منها 5 بنات وابن وحيد. وقد عُرف بأنه أب حنون وزوج رحيم وكان يحاول أن يقضي أوقاتًا مع أبنائه رغم انشغاله بعمله في الإذاعة العراقية لسنوات.
أرسل زعرور أبنائه للدراسة في أفضل المدارسة البغدادية، وبعد هجرة العائلة إلى فلسطين المحتلة سكنوا أولًا في "شاعر هعليا" بالقرب من حيفا، ثم انتقلوا بعدها إلى "رمات جان" وهي المنطقة التي فضلها يهود العراق بسبب قربها من مراكز التجارة والدوائر الحكومية والفنية في تل أبيب.
بدايته الفنية
تمكن يوسف زعرور بعدها من الانضمام إلى جوقة "يوسف زعرور الكبير" كعازف على آلة القانون وقد عكس لساعات طويلة على العزف على لقانون بمنتهى البراعة، وفي سن الثامنة عشر اشترى أول آلة قانون له وتمكن من العزف عليها ببراعة بالغة.
شجعته موهبته في العزف على العود على تعلم آلات موسيقية أخرى منها المزمار والكمان وآلة الجيلو. عندما بلغ يوسف زعرور سن العشرين من عمره أسس مدرسة لتعليم العزف على الآلات الموسيقية وحققت المدرسة نجاحًا باهرًا وأخرجت مواهب موسيقية عدة.
تحقيق نجاح كبير
انتقل يوسف بعدها من العزف على القانون إلى العزف على الألحان الشعبية، وتمكن من احتلال مكانة خاصة في عالم الموسيقى في بغداد وشارك في العديد من الحفلات ومنها حفل موسيقي كبير لدار المعلمين العالية شارك فيها كبار الموسيقيين، وقد التقى بالموسيقار محمد عبد الوهاب والفنانة أم كلثوم الذين حضروا إلى بغداد بدعوة من العائلة الهاشمية المالكة.
صاحب يوسف زعرور كبار قراء المقام في العراق ومنهم سلمان موشيه ورشيد القندري ومحمد القبانجي ونجوم آخرون، وقد ساهم في رفع مستوى المقام العراقي وتطويره.
رافق يوسف زعرور محمد القبانجي إلى برلين لتسجيل أسطوانات عديدة، وكانت برلين وقتها مركزًا عالميًا للتسجيل حينها، كما أذيعت الكثير من حفلاته مع القبانجي في إذاعة برلين العربية، كما قدم حفلات عديدة للجالية العراقية هناك.
ساهم زعرور في زيادة عدد الموسيقيين في الجالغي العراقي، وقد اشتهر بتقاسيمه المنفردة، كما برع في عزف فنون موسيقية متنوعة منها المقام والتواشيح المصرية والموسيقى التركية والفارسية والكردية.
عزف يوسف كذلك للمطربة أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في عامي 1932 و1933 خلال تواجدها في العراق لإحياء عدد من الحفلات، كما أنه عزف في حفلات في مصر ولبنان وسوريا وتركيا ودول أخرى.
المشاركة في المؤتمر العالمي للموسيقى العربية
كان يوسف زعرور بصحبة عدد من قراء المقام وعازفي العراق ضمن المشاركين في المؤتمر العالمي الأول للموسيقى العربية في القاهرة، وقد شارك فيه عدد من العازفين اليهود العراقين بصحبة الفنان محمد القبانجي.
لفت يوسف زعرور أنظار وأسماع كل من شارك في هذا المؤتمر وقد حصل على الميدالية الذهبية بفضل موهبته الرائعة في العزف على القانون.
عمله في الإذاعة العراقية
كان يوسف زعرور من أهم العازفين والموسيقيين في الإذاعة العراقية منذ عام 1936 بصحبة الملحنين صالح ودواد الكويتي، وقد تم تعيينه مديرًا عامًا لقسم الموسيقى بعد إقالة الأخوين الكويتي من الإذاعة العراقية.
خلال شغله هذا المنصب شكل 3 أجواق للعزف بعد أن أجرى مقابلات معهم، الأولى فرق عزف للموسيقى العراقية، والثانية فرقة عزف للموسيقى الكردية، والثالثة فرقة عزف للموسيقى المصرية، كما اختار قارئ القرآن في الإذاعة في بغداد.
عمل يوسف كذلك على وضع برنامج الإذاعة اليومي وكان ضمن لجنة التحكيم في امتحانات الموسيقيين والمطربين في برنامج الإذاعة بصحبة نجوم يهود آخرين منهم سليم شبث، والبير إلياس وبراهيم داوود، وإبراهيم سلمان وآخرين.
في عام 1944 سافر زعرور إلى فلسطين لتقديم حفلات خيرية لمساعدة المحتاجين، وحقق نجاحًا كبيرًا، وزار قبر صديقه شمعون بار يوحاي في مدينة صفد للحصول على بركاته ثم عاد إلى العراق.
بعد الحرب العالمية الثانية في عام 1945 زار وفد من الإذاعة البريطانية BBC العراق لتسجيل الموسيقى العراقية، وقد سجلت الإذاعة البريطانية عزفا منفرداً ليوسف زعرور وتم بثه حتى عام 1956 حتى حرب السويس التي أدت إلى تعليق البث من قبل الإذاعة البريطانية.
وقد غضب نوري السعيد من عدم بث أغاني جالغي بغداد في يوم الغفران ويوم السبت، لذا قرر يوسف تشكيلة جوقة من العازفين المسلمين لتقديم برامج في أيام السبت والأعياد اليهودية بقيادة الموسيقار روحي الخماش، وغانم حداد.
كرّس زعرور معظم وقته من أجل العمل في الإذاعة العراقية، وكان أمينًا حيث لم يستجب لدعوات إقامة حفلات موسيقية خاصة خارج الإذاعة ما عدا حفلات عقدها للمك غازي في البلاط الملكي، وحفلات الوصي عبد الإله ورئيس الوزراء نوري السعيد ووزراء الخارجية والداخلية في العراق.
شغل زعرور هذا المنصب حتى يوم 3 مايو عام 1951 وهو اليوم الذي تم إسقاط الجنسية العراقية عنه واضطراره إلى مغادرة العراق والعيش في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
مساعدته الجالية اليهودية في العراق
كان المنصب الهام الذي تولاه يوسف زعرور في الإذاعة العراقية سببًا في تعرفه على كبار الشخصيات السياسية وأصحاب الحكم في العراق، وبفضل هذه العلاقات، أصبح زعرور ملاذاً للمحتاجين والمظلومين من اليهود، حيث لم يدخر جهداً في تقديم المساعدة لهم، كما كان يتوسط لهم ويسعى للحصول على الدعم والمساعدة من المتنفذين.
بالإضافة إلى دعمه المعنوي والاجتماعي لليهود، كان زعرور يساعد مالياً الفقراء والمعوزين ويدعمهم في مختلف جوانب حياتهم، بما في ذلك دعم الشباب والشابات الفقراء في الزواج.، كما كان يقدم دعمًا ماليًا لبعض الكنائس اليهودية.
أهم أغاني يوسف زعرور
لحن يوسف زعرور العديد من الأغاني التي عرضت في الإذاعة العراقية والتي لا تزال تذاع حتى يومنا هذا، ومنها من بين هذه الأغاني أغنية "حاكم العدل نخته" للمطربة زهور حسين، وأغاني للمطربين أحمد موسى ورشيد القبانجي وناظم الغزالي.
ومن الألحان الشهيرة التي قدمها يوسف كذلك للأغاني الشعبية العرقي أغاني "دندهي للولد ندهيه"، و"روك كلو لامي لا تكول لأبويا"، و"اتحسر يا قلبي حيل وياك"، و"تدري اشعامل فركاك"، و"يا صاحبي كومي سويلك" وأغنيات أخرى.
كما قام بتلحين أغاني للمطربة سليمة مراد، مثل "روح كول لامي لا تكول لأبويا" و"يا ولد نكس الفينة"، وللمطربات سلطانه يوسف ولميعة توفيق ونرجس شوقي ووحيدة خليل ومنيرة الهوزوز وزهور حسين. أيضًا
لحن كذلك للمطربة سليمة مراد أغنية "هذا مو إنصاف منك غيبتك عني تطول"، وللمطربين حضيري أبو عزيز وداخل حسن.
علاقة يوسف زعرور بناظم الغزالي
كان الفنان يوسف زعرور من ضمن المشاركين في امتحانات القبول في الإذاعة العراقية عام 1947، وكان ضمن لجنة التحكيم حينما تقدم ناظم الغزالي للاختبار في الإذاعة.
في الاختبار غنى الغزالي أغنية مصرية، فكان رد زعرور أن طلب منه أن يغني أغنية عراقية لأنه رأى أنها الأنسب بالنسبة له، وبالفعل غنى الغزالي مقام حكيمي، فوافق عليه وأشاد بموهبته.
وقع الغزالي بعدها اتفاقية للغناء في دار الإذاعية لمدة 6 أشهر، واستمر في زيارة زعرور في مكتبه 3 مرات في الأسبوع ليتعلم منه قراءة المقام والغناء العراقي، كما لحن له عددًا من الأغنيات العراقية، فكان زعرور سببًا في شهرة الغزالي.
مغادرة العراق إلى الأراضي المحتلة
كان الفنان يوسف زعرور من ضمن النجوم اليهود في العراق الذين واجهوا عمليات "الفرهود"، وهي عمليات اعتداءات تمت على يعود العراق وطردهم من وظائفهم بتهمة انتمائهم إلى الصهيونية.
كان زعرور وقتها من الذين قدموا المساعدة إلى اليهود الذين تعرضوا لاعتداءات شديدة، وقبل هجرته واجه موقفين، الأول حدث في يوم الفرهود حيث تم الإعلان عن حظر التجول ومن يخرق الحظر يطلق عليه النار، وكان وقتها في مبنى الإذاعة منهمكًا في عمله، لذا أرسل له صديقه أرشد العمري سيارة طوارئ إطفائية لنقله من الإذاعة إلى بيته آمنًا.
الحادثة الثانية كانت في يوم الفرهود أيضًا حيث رأى عدد كبير من اليهود يهربون من المعتدين فتنكر بزي عربي وفتح أبواب مدرسة الإليانس وأنقذهم من الموت.
وبسبب حادثة الفرهود قرر زعرور الهجرة إلى الأراضي المحتلة، وهناك أخذ على عاتقه تقديم حفلات خاصة للجالية اليهودية القادمة من العراق، كما عمل في إذاعة "صوت إسرائيل باللغة العربية" وشارك في برامجها الموسيقية وقدم عزفًا منفردًا على العود فيها.
وفي الإذاعة شكّل زعرور فرقة موسيقية لعزف المقامات العراقية مرة في الأسبوع بصحبة المطرب حسقيل قصاب، كما التقى بقائد الأوركسترا ليناردو برنشتاين الذي أعجب بموهبته، وتعرف على عازف الكمان الشهير يهودي منحوين وقدما عزفًا ثنائيًا في كونسرت مشترك.
أدى هجرة زعرور من العراق إلى تراجع مكانته الفنية التي اكتسبها وحققها في بغداد بشكل ملحوظ، فقد انتقل من كونه مديرًا للفنانين والأوركسترا في الإذاعة إلى العمل في الحفلات الخاصة والعزف في أفراح الجالية العراقية. ورغم ذلك لم يتوقف زعرور في البحث عن المواهب الفنية والموسيقية وضمها إلى فرقته.
ووفقًا لعائلته فقد اكتسب زعرور مكانة كبيرة واحترام من الجالية العراقية في الأراضي المحتلة، حيث كان يُعرض عليه العزف بشكل منفرد في الحفلات العائلية وعندما يسأل أصحاب الحفلات إذا كانوا يرغبون في وجود عازف كمان بجانبه كانوا يرفضون لرغبتهم في سماع عزفه المنفرد.
وكان زعرور يحصل على أجر أوركسترا كاملة في الحفلات التي يشارك فيها رغم أنه كان يعزف لوحده. وقد تم تسجيل العديد من الحفلات التي أحياها زعرور بشكل منفرد ولا تزال محفوظة حتى وقتنا هذا.
وفاة يوسف زعرور
عاش يوسف زعرور في الأراضي المحتلة وتحديدًا في تل أبيب مع أسرته حتى توفي في 14 نوفمبر عام 1969 عن عمر 67 عامًا. ترك زعرور خلفه إرثًا فنيًا وتمكن من تطوير الموسيقى العراقية وأصبح واحد من أهم الموسيقيين وعازفي العود في العالم حتى بعد وفاته منذ عقود.