يعد الملحن يوسف المهنا واحد من أبرز الفنانين الكويتيين الذين لهم دور بارز في تطوير حركة الغناء في الكويت والخليج، فقد قدم ألحانًا مميزة ومتنوعة غناها كبار النجوم في الخليج، وخلال رحلته الموسيقية قدم العديد من الإنجازات، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.
من هو يوسف المهنا؟
يوسف يعقوب المهنا هو ملحن كويتي ولد في 18 مارس عام 1940 في منطقة المرقاب في العاصمة الكويتية ونشأ في أسرة فنية تعشق الفن والموسيقى، فشقيقه هو المطرب عبد المحسن المهنا، وشقيقه الآخر هو المؤلف ماجد المهنا.
يعد المهنا واحد من رواد الأغنية الكويتية وقد برز اسمه على الساحة الفنية الغنائية بفضل ألحانه المتنوعة ما بين الألحان العاطفية والرياضية والدينية والوطنية، وقد منح ألحانه لكبار النجوم في الخليج.
عشق المهنا الموسيقى منذ صغره، فقد كان يسمع أغاني أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، ثم تعلم العزف على العود على يد الموسيقار المصري محمد حسن صالح. بعد أن أنهى المرحلة المتوسطة في الكويت قرر السفر إلى القاهرة لدراسة الموسيقى، وهناك حصل على الدبلوم من معهد الموسيقى العربية عام 1970، ولكن مشواره الفني بدأ بالفعل في الستينيات من خلال إذاعة الكويت.
كان شقيقه المطرب عبد المحسن المهنا دوراً مركزياً في بدايته الفنية، فقد كان نجمًا وقتها وساعد شقيقه في تشجيعه على الفن والألحان، كما أنه تلقى مساعدة من أسماء فنية كبيرة منها الفنان صالح الحريبي ومحمد حسن صالح ومحمد عفيفي وحسن بعد المطلب وغيرهم من الموسيقيين والنجوم.
بدايته الفنية
بدأ الملحن يوسف المهنا مسيرته الفنية عام 1962 من خلال الإذاعة في الكويت حيث كانت وقتها تهتم باستقطاب مواهب واعدة في مجالات الغناء والألحان والعزف والتأليف، وكان الفنان يوسف من الملحنين الذين قدموا في الإذاعة.
تلقى المهنا دعمًا كبيرًا من شقيقه المطرب عبد المحسن المهنا الذي شجعه على إكمال مسيرته في التلحين، كما تلقى مساعدة من نجوم آخرين منهم الموسيقى حسن عبد المطلب، والموسيقي محمد حسن صالح، والفنان أحمد علي وغيرهم.
كانت أغنيته الأولى في الإذاعة بصوت الفنان صالح الحريبي، حيث استمع الحريبي إلى أغنية من ألحان وتأليف المهنا وأعجب بها وقرر غنائها في الإذاعة الكويتية، وهي أغنية "ليش بس يعني" التي لحنها على مقام الصبا، وقد أعجب بهذا اللحن الموسيقار نجيب رزق الله الذي طلب منه تطوير مهارته في العزف على العود.
وكانت أغنية "ليش بس بعتني" من ألحانه وكلماته وغناء صالح الحريبي عام 1962 بدايته الحقيقية وباكورة أعماله الفنية الرائعة مع كبار النجوم في الخليج. أتقن المهنا فيما بعد العزف على العود، كما تعلم إيقاعات الفنون الشعبية الأصيلة في الكويت.
أغاني يوسف المهنا
خلال مسيرته الفنية قدم الملحن يوسف المهنا أكثر من 500 أغنية تعاون فيها مع كبار النجوم في الكويت والخليج، ومن أشهر أغاني يوسف المهنا أغنية "حلفت عمري" للمغني حسين جاسم، و"أبعاد"، و"في الجو" للمغني محمد عبده، وأغنية "داعية" للفنان عبد الكريم عبد القادر.
أيضًا لحن المهنا العديد من الأغنيات لشقيقه الأكبر عبد المحسن، ومنها "عوافي"، و"مع ريح الهوى مسافر"، و"الله أمر"، كما لحن أغنيات لمصطفى أحمد، ونادية مصطفى، وعبد الحسن، وغيرهم من النجوم. انضم المهنا إلى جمعية الفنانين الكويتين وعمل على إحياء العديد من الحفلات الموسيقية، فقد كان مسؤولًا عن لجنة الحفلات في الجمعية.
الملحن يوسف المهنا والأغاني الرياضية
يعد الفنان يوسف المهنا من العاشقين لرياضة كرة القدم، فبجانب عمله كملحن ظل أعوام يعمل في تحرير الصفحة الرياضية في مجلة "عالم الفن" كما كان عضوًا في نادية القادسية الرياضي وأحد مشجعي النادي كذلك.
وقد لحن المهنا العديد من الأغنيات الرياضية الناجحة ومنها أغنية "أوه يا الأزرق"، و"يا متكتك" بصوت غريد الشاطئ وعبد المحسن المهن. أيضًا لحن أغنية "هيدوه" بصوت عبد الكريم عبد القادر وعبد المحسن المهنا وغريد الشاطئ.
لحن المهنا أيضًا العديد من الأغنيات الرياضية لنادي القادسية، كما لحن أغنيات في مناسبات رياضية مختلفة، منها أغنية سجلها بمناسبة فوز الكويت في دورة الخليج الثانية عام 1986 وشارك فيها غريد الشاطئ وعبد المحسن المهنا ومحمد البلوشي وعهود الرويشد.
أعماله المسرحية
وبجانب الأغنيات المتنوعة شارك الملحن يوسف المهنا في تلحين العديد من الأغنيات المسرحية، فقد كان عضوًا في فرقة مسرح الخليج العربي وشارك في أنشطة الفرقة.
وضع المهنا ألحان لأغنيات مسرحية متنوعة منها مسرحيات "ضاع الديك"، و"شياطين ليلة الجمعة"، و"بحمدون المحطة" من إخراج صقر الرشود وكلها مسرحيات عرضت عام 1973 ومن كلمات عبد العزيز السريع.
كان له إسهامات أيضًا في مسرح الطفل، منها مسرحية "أ ب ت" للمخرج منصور المنصور، حيث لحن أغنيات هذه المسرحية من كلمات فايق عبد الجليل وتم تسجيل الأغنيات في القاهرة عام 1980.
تعاونات فنية ناجحة
شكل المهنا ثنائيات فنية ناجحة مع عدد من النجوم والشعراء، ومنهم الشاعر مبارك الحديبي وبالطبع شقيقه الفنان عبد المحسن، وقدم الثلاثي العديد من الأغنيات الناجحة التي عرضت في الإذاعة والتلفزيون ومنها أغنية "واجهت خلي" التي حققت نجاحًا كبيرًا.
أيضًا شكل المهنا مع شقيقه الكاتب ماجد والفنان عبد المحسن ثلاثي ناجح حينما لحن أغنية "طير يا طير المودة" من كلمات شقيقه ماجد وغناء عبد المحسن، وكانت الأغنية بداية حقيقية لشقيقه ماجد في عالم الشعر الغنائي.
قد الأشقاء الثلاثة معًا أغنيات ناجحة منها أوبريت "الكويت دائمًا" وشارك في كتابته إلى جانب ماجد المهنا يوسف ناصر وأحمد الشرقاوي، ويوسف ناصر، ويعقوب السبيعي، وشارك في الغناء بجانب عبد المحسن، صالح الحريبي وغريد الشاطي، ومحمد المسباح وعبد الله الشحمان وإبراهيم القطان ونوال وهدى حسين وغيرهم.
زامل المهنا العديد من الملحنين في الخليج منهم عوض دوخي وأحمد الزنجباري، كما شارك في مناسبات فنية مختلفة منها مهرجان أوسكار للأغنية المصورة والفيديو. ساهم المهنا أيضًا في صناعة نجومية العديد من الفنانين منهم المطربة المغربية أسماء لمنور وغيرهم.