كان الداعية الإسلامي الأمريكي سوف إستس قسيسًا ومبشرًا للمسيحية يحمل كراهية شديدة للإسلام والمسلمين إلا أن حياته تبلدت بعدما بدأ العمل مع رجل مصري مسلم فأعجب بالإسلام واعتنقه ليصبح من أهم دعاة الإسلام في أمريكا والعالم وأسلم على يده الآلاف من حول العالم.
من هو يوسف إستس؟
اسمه قبل الإسلام جوزيف إدوارد إستس هو داعية إسلامي أمريكي ولد في عام 1944 في ولاية أوهايو في الولايات المتحدة الأمريكية ويعد من أشهر الدعاة المسلمين حول العالم.
كان يوسف قسيسًا ومبشرًا مسيحيًا في الكنيسة ولديه نشاطات عدة في التبشير في ولايته، ولكنه تحول إلى الإسلام بعدما قابل شخص مسلم اسمه محمد عبد الرحمن وبعد اعتناقه الإسلام بدأ عمله الدعوي في أمريكا وحول العالم.
انشأ يوسف قناة تلفزيونية تبث في أمريكا وكندا وتصل إلى أكثر من 300 مليون شخص، فضلًا عن المؤتمرات والندوات التي يقدمها في أمريكا وحول العالم وأيضًا المواقع الإلكترونية التي أنشأها، والتي وصلت إلى أكثر من ألفي موقع لنشر الدين الإسلام والتعريف به لغير المسلمين والمسلمين الجدد كذلك.
تعاون الداعية يوسف مع الكثير من الدعاة المسلمين حول العالم، ومنهم الداعية الهندي الشهير ذاكر نايك، حيث قدم دورسًا وبرامج دينية في قناته الفضائية، كما شارك في ندوات إسلامية مع دعاة آخرين.
وعلى مدار 30 عامًا عمل يوسف مع والده على مشروعات تجارية كثيرة، والتي ساعدته أكثر على تمويل مشاريع الدعوية والإسلامية، كما أنه يلقي محاضرات في جامعات وهيئات دينية حول العالم.
يوسف إستس قبل الإسلام
نشأ الداعية الإسلامي يوسف إستس في عائلة مسيحية متدينة مهتمة بالدين، وقد ورث يوسف اهتمامه بدينه من عائلته فباشر في الدراسة الكنسية واللاهوتية حتى يعرف عن دينه أكثر، حتى أصبح واعظًا ومبشرًا للنصرانية مثل والده.
اهتم يوسف كذلك بالجانب الموسيقي في الكنيسة، فعمل بالتجارة في الأنظمة الموسيقية وبيعها للكنائس، وخلال هذا الوقت كانت معرفته بالدين الإسلامي ضئيلة وتكاد تكون معدومة وكان يحمل كراهية شديدة للإسلام والمسلمين.
ويقول يوسف في هذه الفترة إنه تأثر كثيرًا بما كان يسمعه عن الإسلام في الكنيسة كما أنهم كانوا يحذرون رواد الكنيسة من قراءة القرآن الكريم.
كانت نظرة يوسف عن الإسلام بأنه دين وثني لا يعبدون الله وإنما يعبدون صندوقًا أسود في الصحراء، كما كان يرى المسلمون بأنهم إرهابيون وهمجيون ويقتلون كل من يخالف معتقداتهم.
درس يوسف اللاهوتية ثم حصل على شهادة الماجستير في الفنون عام 1974 ودكتوراه في علم اللاهوت واستمر في عمله كمبشر نصراني لسنوات حتى اعتنق الدين الإسلامي بسبب صديقه المسلم.
يوسف إستس قصة إسلامه
ظلت فكرة الدعية يوسف إستس عن الإسلام كما هي لسنوات طويلة، يرى أنه دين وثني ومعتنقوه لا يؤمنون بالله، إلا أن هذه النظرة تبدلت حينما تعرف على صديق مصري مسلم اسمه محمد عبد الرحمن والذي غيّر نظرته تمامًا عن الدين الإسلامي.
وعن هذه الصداقة يقول يوسف إن والده أخبره أنه سيبدأ بالتجارة مع شاب مصري مسلم، حينها رفض يوسف تمامًا التعامل معه لأنهم لا يؤمنون بالله، ولكن بعد إقناع من والده وافق ولكن بشرط أن يقابله يوم الأحد بعد الكنيسة، وعندما ذهب لمقابلته ارتدى قبعة مكتوب عليها "عيسى الإله".
عندما قابل يوسف الرجل المصري المسلم تغيرت نظرته النمطية تمامًا، فوجده بلا لحية كما كان يتصور المسلمون دائمًا، كما وجده بشوشًا ولطيفًا في التعامل معه.
زاد فضول يوسف عن الإسلام فبدأ يسأل الرجل المصري عن الإسلام والأنبياء وخاصة عيسى عليه السلام، فرد عليه الرجل المصري أن كل شيء موجود في القرآن ومنحه نسخة من القرآن الكريم باللغة الإنجليزية.
تذكر يوسف حينها قول الكنيسة بمنع قراءة القرآن الكريم ولكن الفضول دفعه لفتح القرآن ففتح على سور الفاتحة وقرأها حتى وصل إلى آية "إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم".
خاف يوسف من إكمال القراءة فتوقف عن القراءة فورًا ولكنه ظل يفكر في الأمر وقرر أن يحاول إقناع صديقه المسلم بالمسيحية.
ما سبب إسلام يوسف استس؟
تقابل إستس مع صديقه المصري ومع والده وزوجته وقس آخر وأخذوا يتحدثون عن الإنجيل وكل واحد منهم لديه نسخة مختلفة من الإنجيل، فوالده كان يحمل نسخة الملك جيمس، بينما حمل يوسف نسخة المراجعة، وزوجته تحمس نسخة القسيس جيمي وسواقرت، أما القسيس الآخر فكان يحمل نسخة أخرى.
بدأ الأربعة يتجادلون فيما بينهم عن أي نسخة من الإنجيل هي الأصح، وحينها وجّه يوسف سؤاله إلى صديقه المصري وسأله عن عدد النسخ الموجودة من القرآن الكريم فرد عليه قائلًا إنه لا يوجد إلا نسخة واحدة فقط من القرآن أنزل بلغته العربية منذ أكثر من 1400 عامًا وكان هذا الجواب كالصاعقة عليهم.
بعدها بأيام فوجئ يوسف إستس إن القسيس في الكنيسة الذي يرتادها يوسف قد اعتنق الإسلام بعدما رأى صلاة المسلمين، وقد شكّل هذا الخبر صدمة ليوسف فأسرع إلى البيت ليخبر زوجته بالأمر وقال لها ما رأيك في هذا الأمر.
حينها طلبت زوجته منه الطلاق وأخبرته أن المسلمة لا يمكنها أن تتزوج من مسيحيًا، حينها أخبرها بأنه لن يعتنق الإسلام ولكنه يفكر في الأمر، فقالت له إنها هي من أسلمت ويجب عليها أن تنفصل عنها.
حينها أسرع يوسف إلى صديقه المسلم وأخبره بحيرته فنصحه بأن يتحدث مع الله، وقد تعجب يوسف من الأمر أنّى له أن يتحدث مع الله فخرج إلى حديقة منزله ودعا الله بأن يهدي قلبه وقرر بعدها اعتناق الإسلام وبعدها دخلت أسرته كلها في الدين الإسلامي في عام 1991.
يوسف إستس وزوجته
حكى الداعية يوسف إستس حكاية طريفة عن زوجته، فعندما علم يوسف باعتناق القسيس في الكنيسة الإسلام أسرع لإخبارها بالأمر وحينها صدم من طلبها الطلاق لأنها تريد أن تصبح مسلمة ولا يمكن للمسلمة أن تتزوج من رجل غير مسلم.
حينها ذهب إلى صديقه المسلم واشتكى له فقال له أن الأمر ليس بينك وبين زوجتك وإنما بينك وبين الله وحينها قرر أن ينطق الشهادتين، وفوجئ أن زوجته ستنعتنق الإسلام معه في نفس الوقت.
نشاطه الدعوي
بعد اعتناقه الإسلام اهتم يوسف إستس بدراسة الدين الإسلامي بعمق فدرس الإسلام بشكل مكثف في مصر والمغرب وتركيا وبدأ نشاطه الدعوي بإلقاء الدروس والمحاضرات عن الإسلام وتميز بأسلوبه المرح في الحديث حتى إنه لُقب ب"الشيخ المرح".
تميز الشيخ يوسف بمعرفته العميقة بالأديان المختلفة، لذا امتلك قدرة الإقناع في نقاشه مع المسيحيين واليهود، وذلك لأنه درس اللاهوت وعمل طوال حياته الدعوية على تحسين صورة الإسلام في أذهان الأمريكيين.
أسس الشيخ يوسف قناة تلفزيونية اسمها Guide us والتي تبث في أمريكا وكندا ويمكن لأكثر من 300 مليون شخص هناك مشاهدة برامجها الدينية والتلفزيونية.
انطلق إلى مصر أيضًا وقدم عددًا من البرامج الدينية هناك باللغة الإنجليزية بهدف تغيير الصورة النمطية الخاطئة عن الدين الإسلامي، كما تعاون مع الداعية ذاكر نايك في قناته التلفزيونية "السلام" وقدم عددًا من الدروس الدينية فيها.
أسس يوسف أكثر من 2500 موقع إلكتروني للتعريف بالدين الإسلامي وأهم هذه المواقع موقع لإرسال نسخ من القرآن الكريم مجانية في أمريكا وكندا للتعريف بالإسلام.