يوجين كاسبرسكي.. رمز الأمن السيبراني في عالم التكنولوجيا

يعد المخترع ورجل الأعمال الروسي يوجين كاسبرسكي واحد من أشهر الأسماء وأكثرهم تأثيرًا في مجال الأمن السيبراني، فقد ساهم في حماية العالم الرقمي من التهديدات الإلكترونية المتنوعة بفضل شركته التي أسسها بهدف توفير حلول أمنية فعالة لحماية أجهزة الكمبيوتر من الفيروسات والبرامج الضارة، وسرعان ما حققت الشركة نجاحًا هائلًا، وأصبحت من أكبر شركات الأمن السيبراني في العالم.

من هو يوجين كاسبرسكي؟

يوجين فالنتينوفيتش كاسبرسكي هو رجل أعمال ومخترع وخبير روسي في مجال الأمن السيبراني، والرئيس التنفيذي لشركة كاسبرسكي لاب، ولد في 4 أكتوبر عام 1965 في نوفوروسيسك في روسيا.

أسس كاسبرسكي شركته "كاسبرسكي لاب" التي تضم 4 آلاف موظف، وأصبحت واحدة من أهم شركات الأمن السيبراني في العالم. ساهم كاسبرسكي في تطوير تقنيات الأمن السيبراني، كما ابتكر العديد من الحلول المتقدمة لمكافحة التهديدات الإلكترونية المتنوعة.

اشتهر كاسبرسكي أيضًا بنشاطه في مجال التوعية بأهمية الأمن السيبراني ونشر ثقافة الاستخدام الآمن للإنترنت، كما أنه دعاة حظر الحرب الأهلية. شغل كاسبرسكي منصب الرئيس التنفيذي منذ عام 2007.

نشأته وتعليمه

ولد يوجين كاسبرسكي في مدينة نوفوروسيسك خلال الاتحاد السوفيتي، وهي مدينة قريبة من العاصمة موسكو، وقد انتقل إلى العاصمة برفقة عائلته في سن التاسعة. كان والد يوجين مهندسًا، أما والدته مؤرخة.

أظهر يوجين منذ صغره اهتمامًا بالرياضات والتكنولوجيا، وكان يمضي معظم وقت فراغه في قراءة كتب الرياضيات، كما فاز في مسابقات الرياضيات في المدرسة. في سن الرابع عشر التحق كاسبرسكي بمدرسة داخلية تديرها جامعة موسكو، وتخصص في الرياضيات، وخلال هذه الفترة كان عضوًا في الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي.

في سن السادسة عشر التحق كاسبرسكي ببرنامج مدته 5 سنوات مع الكلية التقنية، وكانت المدرسة مهمتها إعداد ضباط استخبارات للجيش الروسي، وقد تخرج من البرنامج في عام 1987 بدرجة الهندسة الرياضية وتكنولوجيا الكمبيوتر. بعد تخرجه عمله كاسبرسكي في جهاز الاستخبارات العسكرية السوفيتية كمهندس برمجيات.

زوجة يوجين كاسبرسكي

تزوج رجل الأعمال الروسي يوجين كاسبرسكي من ناتاليا كاسبرسكي، وقد التقى بزوجته خلال عمله في جهاز الاستخبارات العسكرية السوفيتية، وتزوجا في عام 1987، ولديه 5 أبناء، إلا أنه انفصل عن زوجته عام 1998.

زوجته ناتاليا هي رائدة أعمال في مجال تكنولوجيا المعلومات، كما أنها رئيس مجموعة شركات إنفو واتش، وشاركت مع زوجته في تأسيس شركة كاسبرسكي لاب، وتعد واحدة من أغنى النساء في روسيا، وأكثر الشخصيات تأثيرًا في صناعة تكنولوجيا المعلومات في روسيا.

أنقذ ابنه من الاختطاف

في عام 2011 تعرض ابن يوجين كاسبرسكي، إيفان البالغ من العمر 20 عامًا، للاختطاف، وطلب المختطفون فدية قدرها 4.4 مليون دولار. استغل كاسبرسكي خبرته في التكنولوجيا، وتعاون مع جهاز الأمن الفيدرالي والشرطة الروسية لتتبع مكالمة المختطف، ونصبوا فخًا له.

تمكن كاسبرسكي من استعادة ابنه بأمان، وتم إلقاء القبض على العصابة التي خطفت ابنه، وقد كانت لهذه الحادثة تأثير كبير عليه، حيث أصبح يسافر مع حارس شخصي وفريق أمني كامل.

ثروة يوجين كاسبرسكي

يعد رجل الأعمال الروسي يوجين كاسبرسكي من أغنى الشخصيات في روسيا، ففي عام 2017 احتل المرتبة 1567 في قائمة فوربس لمليارديرات العالم، وقدرت ثروته في ذلك الوقت 1.3 مليار دولار.

في عام 2015 ظهر في قائمة أثرياء العالم لأول مرة بصافي ثروة تقدر بمليار دولار. في عام 2024 فوربس ثروته ب2 مليار دولار، ويحتل المرتبة 1623 ضمن أثرياء العالم وفقًا لفوربس.

تأسيس شركة كاسبرسكي لاب

بدأ اهتمام يوجين كاسبرسكي بأمن تكنولجيا المعلومات خلال نهاية الثمانينات خلال عمله في وزارة الدفاع، حيث أصيب جهاز الكمبيوتر الخاص به بفيروس، فطور برنامجًا لإزالته، ودرس كيفية عمل الفيروسات.

واصل كاسبرسكي اهتمامه، واكتشف المزيد من الفيروسات، وطور برامج متنوعة لإزالته، وكان الأمر في البداية مجرد هواية، حيث وزعه في الغالب على أصدقائه فقط، ولم يكن يفكر في الأمر بشكل جدي.

في عام 1991 حصل كاسبرسكي على إعفاء مبكر من الخدمة العسكرية، فترك العمل في وزارة الدفاع، وانتقل للعمل في شركة خاصة لتكنولوجيا المعلومات اسمها KAMI، وفي الشركة عمل على تطوير برامج لإزالة الفيروسات.

في العام التالي أنتج برنامج Antiviral Toolkit Pro، وكان يبيعه مقابل 100 دولار، وبسبب هذا البرنامج حصل على المركز الأول في مسابقة برامج مكافحة الفيروسات في جامعة هامبورغ الألمانية عام 1994.

وبسبب هذه الجائزة أصبح كاسبرسكي المزيد من العملاء من شركات أوروبية وأمريكية مختلفة، وهو ما دفعه لتأسيس شركته الخاصة "كاسبرسكي لاب" بمساعدة زوجته ناتاليا وصديقه أليكسي دي موندريك.

كانت زوجته ناتاليا هي من دفعته لتأسيس الشركة، وشغلت في البداية منصب الرئيس التنفيذي، فيما عمل يوجين رئيسًا للأبحاث، وفي العام التالي نمت منتجات الشركة لمكافحة الفيروسات، ونمت الشركة بسرعة في أواخر التسعينات.

من عام 1998 وحتى عام 2000 زادت إيرادات الشركة بنسبة 280%، وبحلول عام 2000 أصبحت شركته شركة دولية، حيث بلغت الإيرادات الدولية نسبة 60% من إيرادات الشركة كلها. ومع مرور الوقت زاد نسبة الموظفين في الشركة، وأصبحت الآن تضم حوالي 4 آلاف موظف.

شغل منصب المدير التنفيذي للشركة

منذ تأسيس الشركة وحتى عام 2007 كان يوجين كاسبرسكي يعمل مديرًا للأبحاث، وقاد فريقًا لتطوير برامج لمكافحة الفيروسات، كما عمل على تسويق منتجات شركته حول العالم.

وفي عام 2007 شغل منصب الرئيس التنفيذي للشركة، وواصل الترويج لمنتجات الشركة، فقد ذكرت إحدى الصحف الأمريكية أنه زار 30 دولة من عام 2008 إلى 2009 للترويج لشركته، وقد ساهمت شخصيته في نمو الشركة.

في عام 2009 أصبحت شركة كاسبيرسكي لاب رابع أكبر شركة أمن سيبراني في العالم، ورغم ما وصلت إليه الشركة من نجاح، إلا أن كاسبرسكي رفض عام 2011 طرح شركته للاكتتاب العام، حيث رأى أن ذلك سيجعل عملية اتخاذ القرار بطيئة، ويمنع الاستثمارات في البحث والتطوير، وقد أدى هذا القرار إلى خلافات داخل الشركة، ورحل الكثير من الأشخاص، وعلى رأسهم زوجته التي غادرت مجلس إدارة الشركة.

أهم إنجازات يوجين كاسبرسكي

ساهم رجل الأعمال الروسي يوجين كاسبرسكي في تطور تقنيات الأمن السيبراني، ومن أهم إنجازاته تقديم شركته حلولًا للحماية من البرمجيات الخبيثة، والهجمات السيبرانية، والتهديدات الأمنية الأخرى.

تعتبر برامج مكافحة الفيروسات من كاسبرسكي من بين الأفضل في العالم. حصلت هذه البرمجيات على جوائز عديدة وشهادات تقدير من مؤسسات مستقلة متخصصة في تقييم البرمجيات الأمنية.

تحت قيادة يوجين، قامت كاسبرسكي لاب بتطوير تقنيات مبتكرة لمكافحة التهديدات السيبرانية المتطورة. تشمل هذه التقنيات الحماية من الفيروسات، والجدران النارية، والحماية من هجمات الفدية، والحماية من الهجمات المستهدفة.

وتحت قيادته أيضًا أصبحت شركته من أبرز الشركات التي تقوم بإجراء البحوث الأمنية، حيث تنشر الشركة تقارير دورية حول التهديدات السيبرانية الجديدة، وتساهم في توعية المستخدمين والشركات حول كيفية حماية أنفسهم من هذه التهديدات.

نجحت شركته كذلك في التوسع عالميًا، وأصبحت منتجاتها متاحة في أكثر من 200 دولة، ومنطقة، وقد اشتهر يوجين بجهوده في مجال التعليم والتوعية حول الأمن السيبراني، ويشارك في مؤتمرات دولية وندوات للتحدث عن التهديدات وسبل مكافحتها.

حظر الولايات المتحدة منتجات شركته

في عام 2017 حظرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية منتج مكافحة الفيروسات الرئيسي لشركة كاسبرسكي، حيث اتهمت الوزارة بأن يوجين مرتبط بالاستخبارات الروسية، وفي عام 2024 أعلن وزارة التجارة الأمريكية أن شركته لن تتمكن من بيع برامجها داخل الولايات المتحدة أو توفير تحديثات للبرامج المستخدمة بالفعل.