ياسر علي الديب وإعلامي ومعلق رياضي سوري، يعتبر من أشهر الأصوات العربية التي أمتعت الجماهير بصوته الرائع كمعلق رياضي سوري، اشتهر بتعليقه على أهم المباريات والبطولات العالمية والعربية والآسيوية، وبأسلوبه الحماسي والمميز في نقل الأحداث والتفاعل مع المشاهدين.
وعاد صوت المعلق الرياضي ياسر على الديب ليغازل إذن جماهير الكرة بعد غياب لسنوات عن التعليق الكروي، ليتفاجأ الجميع بظهوره مجدداً في الاستديو التحليلي لقنوات SSC السعودية للتعليق على مباراة "إنتر ميامي" الأمريكي و”الهلال” السعودي.
ولفت ظهور المعلق السوري ياسر علي ديب انتباه العديد من عشاق الكرة، بعد أن استطاع رغم غيابه لفترات طويلة عن استديوهات تحليل الخاصة بمباريات كرة القدم أن يقود دفة التعليق بمهارة واحترافية.
من هو ياسر علي ديب؟
في ريف دمشق وتحديدا في حي كفرسوسة ولد ياسر علي ديب عام 1959، وقضى في دمشق مراحل دراسته الأولي كان حلم ياسر أن يكون إذاعيا منذ صغره، ولكن قام بالالتحاق بكلية الحقوق بجامعة دمشق، وانصاع لرغبة عائلته بدراسة الحقوق ولكنه لم يكمل مشواره في العمل بالقانون.
اتجه ياسر على ديب إلى شغفه الحقيقي إلى الإعلام الرياضي فقد تقدم لمسابقة أقيمت عام 1977 لانتقاء معلقين رياضيين في سوريا، وعمره 18 عاما فقط، ليكون بذلك أصغر المتقدمين سنا.
واستطاع ياسر علي ديب أن ينجح واختير معلقاً رياضياً من بين 600 متسابق، وبدأ عمله في التلفاز السوري عام 1978، وتدرب على يد عميد الإعلام الرياضي السوري ومدير البرامج الرياضية في الإذاعة والتلفزة السورية ورئيس تحرير صحيفة الاتحاد الرياضية الأستاذ عدنان بوظو.
ويقول ياسر على ديب عن نشأته: "أذكر أن منذ كان عمري 6 سنوات وأنا أعشق الإذاعة، فكنت أستمع إلى الإذاعي الراحل عدنان بوظو رحمه الله كان معلقاً رياضياً كبيراً في سوريا وأستاذ في التعليق الرياضي ومن تابعه وعاصره يعرف قيمة هذا الرجل".
وتابع قائلاً : "لم يكن لدينا في ذلك الوقت تليفزيون في البيت فكنا نسمع للإذاعة وأعجبت وقتها بموضوع التعليق الإذاعي، وأذكر مرة أني رسمت على كرتونة أزرار المذياع القديم واستخدم قمعاً أذيع وكان هذا القمع أول ميكروفون لي كمذيع في منزلي وكانت جدتي رحمها الله أول مستمع لي وأول مدرب".
واستطرد ليروي قصته حبه مع التعليق الرياضي: "تطور الأمر بعد ذلك مع انتشار التليفزيون، فكنت أقف على النافذة واعتبرها هي الفريم الخاص بي كأنه شاشة تليفزيون، واضع والدي ووالدتي الضيوف وأقوم بإلقاء نشرة أخبار واستمر هذا الحب للإعلام حتى المرحلة الثانوية وتخرجت من مدرسة ابن خلدون بدمشق".
وتابع قائلاً: "في سنة البكالوريا استلمت إذاعة المدرسة فصرت أشرف عليها، وفي نفس الوقت كان في مجلة رياضية حائطية كنت أكتب فيها أخبار الرياضة وكنت تحددها بشكل يومي، وكنت بين الحصص كان هناك فرصة في إذاعة المدرسة لأقوم بإلقاء عليهم الحكم والأخبار المهمة عن نتائج الدوري السوري ومن هنا انتقلت أول المراحل التدريبية الحقيقية بوجود جمهور من التلاميذ والأساتذة وبعد انتهاء سنة البكالوريا مباشرة انتقلت للتلفزيون السوري".
الانطلاقة العالمية
وبعد حضور دورات تدريبية عديدة بدأ معلقاً أمام الجمهور العربي العريض في كأس العالم بالأرجنتين عام 1978، وعمل مقدماً برامج تلفاز رياضية مثل برنامج (الأحد الرياضي)، و(ألو رياضة).
وشارك أستاذه عدنان بوظو في التعليق على المباريات المهمة الدولية للمنتخب السوري، وقدم برامج أخرى منوعات فنية مثل برنامج (مسابقة طريق النجوم) وهو البرنامج الذي أكسبه شهرة واسعة لدى الشعب السوري،وبرنامج (صوت وصورة).
كانت انطلاقته الحقيقية حين اختاره اتحاد إذاعات الدول العربية ليكون ضمن فريق معلقي كأس العالم عام 1994 في الولايات المتحدة، وكان من أفضل معلقي الاتحاد في البطولة صوتاً وأداءً وثقافة كروية، وكذلك علق على بطولة الألعاب الآسيوية في هيروشيما.
الانتقال إلى أوربت
انتقل ياسر علي ديب إلى إيطاليا للعمل في قنوات أوربت عام 1996، واكتسب فيها خبرات كثيرة، وهو مذيع ومعلق رياضي في شبكة أوربت الإعلامية واستمر فيها لمدة 26 عاما، وابتعد عن التعليق بعد خسارة أوربت العديد من حقوق البث لأهم الدوريات الكبرى.
وقد علق على العديد من الدوريات والكؤوس الأوروبية والعالمية، وأصبح صوتاً مألوفاً ومحبوباً لدى الجماهير العربية.
الحياة الشخصية
ياسر علي ديب متزوج وله أربع بنات وهو يحب القراءة والموسيقى والسفر، وله مؤلف رياضي وحيد بعنوان (أبطال الدوري والكأس)، يتحدث فيه عن تجاربه ومغامراته في عالم التعليق الرياضي.
ياسر علي ديب هو واحد من أبرز المعلقين الرياضيين في العالم العربي، وله تأثير كبير على الجيل الجديد من المعلقين والمتابعين. يتميز بصوته القوي والواضح، وبمعرفته الواسعة بالرياضة والثقافة العامة، وبحسه الفكاهي والمرح، وبقدرته على إضفاء الحماسة والإثارة على المباريات، ويعتبر نموذجاً للمعلق الرياضي الناجح والمحترف والمبدع.