يعد الكاتب الأمريكي وليام جيبسون من رواد مؤلفات الخيال العلمي في العالم، حيث يُنسب إليه الفضل في نوع الخيال العلمي المعروف باسم "سايبرسبيس" وهي الحياة المستقبلية التي بها تكنولوجيا عالية ومستوى حياة رديء، وقد بدأ مسيرته المهنية ككاتب في أواخر السبعينات، في السطور التالية تعرف على مسيرته الأدبية وحياته.
من هو ويليام جيبسون؟
ويليام فورد جيبسون هو كاتب خيال علمي أمريكي كندي ولد في 17 مارس عام 1948 في مدينة كونواي الساحلية في نورث كارولينا في الولايات المتحدة، ونشأ في مدينة ويثفيل في ولاية فرجينيا.
اشتهر جيبسون بمؤلفات الخيال العلمي، وهو رائد نوع الخيال العلمي المعروف باسم "سايبربانك"، وقد بدأ مسيرته الأدبية بكتابة قصص تتحدث عن المستقبل القريب وتأثير التكنولوجيا والكمبيوتر على البشر.
تمكن جيبسون من التنبؤ ببعض الاختراعات والاستكشافات التكنولوجية قبل انتشارها في التسعينيات، كما أنه أول من صاغ مصطلح الفضاء الإلكتروني، للإشارة إلى التكنولوجيا الرقمية واسعة النطاق.
ألف جيبسون العديد من روايات الخيال العلمي، والتي تحول العديد منها إلى أفلام سينمائية، كما وصلت كتبه ومؤلفاته إلى قوائم الكتب الأكثر مبيعًا، وقد وصفته صحيفة الغارديان بأنه الروائي الأكثر أهمية في العقدين الماضيين، وذلك في التسعينات.
طوال مسيرته المهنية كتب جيبسون أكثر من 20 قصة و12 رواية حققوا نجاحًا كبيرًا، كما كتب العديد من المقالات، وقد تم الاستشهاد بأعماله في العديد من المجالات مثل الموسيقى والسينما والأدب والتكنولوجيا كذلك.
طفولته ودراسته
انتقل ويليام جيبسون في طفولته إلى نورفولك في فرجينيا، حيث عمل والده كمدير في شركة إنشاءات، وقد التحق مدرسة بياينز الابتدائية، وحرص والديه على تشجيعه على هواية القراءة.
توفي والده في أحد المطاعم بسبب الاختناق، ثم انتقل إلى مدينة أخرى مع والدته، وكانت وفاة والده المفاجأة سببًا في نمو حبه للخيال العلمي.
عشق جيبسون القراءة منذ صغره، في المرحلة الثانوية كان يقضي معظم وقته في قراءة الكتب، وكان يشتري الكثير من الكتب بكل الأموال التي يملكها. كان جيبسون طفلًا خجولًا وقد لجأ إلى القراءة لتؤنس وحدته.
توفيت والدته في عمر الثامنة عشرة، وبسبب حزنه ترك المدرسة قبل أن يتخرج وأصبح منعزلًا، وقد تنقل بين نيويورك وأوروبا، وقد أكمل دراسته الثانوية في سن ال21 عامًا.
في عام 1977 حصل جيبسون على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة كولومبيا، وقرر إكمال دراسة الماجستير في روايات الخيال العلمي.
تهربه من التجنيد
قرر ويليام جيبسون الانتقال إلى كندا للتهرب من التجنيد الإجباري في حرب فيتنام عام 1967. وقد أوضح أنه تهرب من التجنيد لرغبته في تعاطي الحشيش والعلاقات مع النساء.
زوجة ويليام جيبسون
التقى ويليام جيبسون بزوجته ديبورا جين طومسون خلال رحلاته في أوروبا، وقد تزوجا في كولومبيا البريطانية عام 1972 بعد أن رزقا بطفلهما الأول، وكان جيبسون يعيش على راتب زوجته في التدريس.
مسيرته المهنية
في كندا عمل ويليام جيبسون في متجر لبيع الحشيش، وقد كان أول متجر يبيع هذا المنتج في تورنتو كندا، وفي منتصف السبعينات عمل مراسلًا لقناة سي بي سي حول ثقافة الهيبيز المنتشرة مقابل 500 دولار أسبوعيًا.
عمل جيبسون أيضًا في بيع القطع الأثرية الرخيصة خلال دراسته. كما عمل كمساعد تدريس في دورة تاريخ السينما في جامعة كولومبيا، ثم بدأ كتابة القصص القصيرة في أواخر السبعينات.
بدايته الأدبية
كتب ويليام جيبسون أول قصة قصيرة له بعنوان Fragments of the Hologram Rose خلال دراسته الجامعية.
بعد حصوله على درجة البكالوريوس بدأ في كتابة مجموعة من القصص القصيرة بعنوان Omni and Universe 11 وذلك في عام 1981. حققت هذه المجموعة القصصية نجاحًا جيدًا، وخاصة قصة Burning Chrome.
في التسعينات تعاون جيبسون مع بروس سترلينغ في كتابة قصة قصيرة بعنوان The Angel of Goliad، وقد تم تحويلها فيما بعد إلى رواية بعنوان The Difference Engine.
أصدر أيضًا كتاب قصص مصورة عام 2017 بعنوان William Gibson's Archangel، وآخر مؤلفاته كانت في عام 2019 في كتاب الخيال العلمي Agency.
روايات ويليام جيبسون
كتب بعدها رواية Neuromancer عام 1984 والتي حققت نجاحًا بعد فترة من نشرها، وحققت هذه الرواية العديد من الجوائز، وأصبحت هذه الرواية واحدة من أشهر روايات السيبربنك.
في عام 1986 أصدر رواية Count Zero، وبعدها بعامين أصدر الكتاب الثالث من السلسلة بعنوان Mona Lisa Overdrive، وأنهى سلسلة Sprawl Trilogy.
أصدر في التسعنيات سلسلة روايات بعنوان Bridge Trilogy، ثم نشر رواية Idoru، ورواية All Tomorrow's Parties. في عام 2003 أصدر رواية Pattern Recognition، وفي عام 2007 نشر كتاب Spook Country.
في عام 2010 نشر رواية Zero History، وأصبحت هذه الرواية من الروايات الأعلى مبيعًا وأصبح بعدها واحدًا من أشهر الروائيين في مجال الخيال العلمي، وقد تبع هذه الرواية مجموعة من الأعمال الأدبية الناجحة، منها كتاب Distrust That Particular Flavor، ورواية The Peripheral.
في عام 2012 نشر ويليام جيبسون أول كتاب له بعيد عن مجال الخيال العلمي بعنوان "لا تثق بهذا المذاق المميز" والتي كانت تجربة مميزة وصعبة بالنسبة له.
الكتاب عبارة عن مجموعة المقالات والمحاضرات التي ألقاها وكتبها طوال مسيرته وقد تلقى الكتاب إشادة واسعة من النقاد.
أعماله التي تحولت إلى أفلام
تحولت الكثير من روايات وكتب الخيال العلمي للكاتب الأمريكي الكندي ويليام جيبسون إلى أعمال سينمائية، ومنها فيلم The Miracle Worker عام 1962، وفيلم Johnny Mnemonic عام 1995، ومسلسل The X-Files S8 عام 2000.
من مؤلفاته الأخرى التي تحولت إلى أفلام سينمائية No Maps for These Territories عام 2000، وفيلم New Rose Hotel.
مخترع مصطلح سايبرسبيس
الفضاء السيبراني أو سايبرسبيس هو مصطلح استخدم لأول مرة من قبل ويليام جيبسون في قصته القصيرة عام 1982 "الكروم المحترق" ثم انتشر لاحقًا في روايته "نيورومانسر" عام 1984.
يشير المصطلح إلى عالم افتراضي غير متبلور يتم إنشاؤه بواسطة الروابط بين أجهزة الكمبيوتر والأجهزة التي تدعم الإنترنت والخوادم وأجهزة التوجيه والمكونات الأخرى للبنية التحتية للإنترنت
في رؤية جيبسون، الفضاء الإلكتروني هو هلوسة متفق عليها يتعرض لها يوميًا المليارات من المشغلين الشرعيين، في كل دولة، من خلال تعليم الأطفال المفاهيم الرياضية.
وفي الثقافة الشعبية، غالبًا ما يُستخدم الفضاء الإلكتروني لوصف "الموقع" الذي يتفاعل فيه الأشخاص مع بعضهم البعض أثناء استخدام الإنترنت، مثل الألعاب عبر الإنترنت وغرف الدردشة ومحادثات المراسلة الفورية.