-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
الفئة
-
اللغة
-
الوفاة
-
التعليم
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
الزوجة
-
سنوات النشاط
-
السيرة الذاتية
يعد الكاتب والمؤرخ الأمريكي ويل ديورانت من أهم الكتاب الذين اهتموا بتاريخ الفلسفة وتاريخ الحضارة، والتي كتب عنهما كتب مطولة، وتميزت مسيرته الفكرية بتنوعها وغزارة إنتاجها، وقد تعاون مع زوجته أريل في تأليف العديد من الكتب التي ركزت على دراسة مختلفة الحضارات، وتاريخها وثقافتها، تعرف أكثر على مسيرته وأهم مؤلفاته في هذا المقال.
من يكون ول ديورانت؟
ويليام جيمس ديورانت هو مؤرخ وفيلسوف وكاتب أمريكي ولد في 5 نوفمبر عام 1885 في ماساتشوستس في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد عُرف بشكل أساسي في العالم بعمله ومؤلفاته في مجال التاريخ والفلسفة، وشملت العديد من الكتب والمجلدات، والمقالات.
تعاون ويل مع زوجته، أريل ديورانت، في كتابه "قصة الحضارة"، وهو الكتاب الذي يعتبر واحد من أكثر الأعمال التاريخية شمولًا وتأثيرًا في القرن العشرين، وهو سلسلة من 11 مجلدًا تغطي تاريخ الحضارة من العصور القديمة حتى القرن الثامن عشر، واستغرق كتابته حوالي 40 عامًا من البحث والكتابة.
آمن ديورانت بأهمية التاريخ والفلسفة من أجل فهم العالم وتحسينه، وقد هدفت أعماله إلى جعل المعرفة التاريخية والفلسفية أكثر قابلية للوصول إلى الجمهور العامل، لذا فهو يعتبر واحد من أهم المؤرخين والفلاسفة في القرن العشرين.
تركت أعمال ديورانت أثرًا دائمًا على الطريقة التي يفهم بها الناس تاريخ الحضارة والفلسفة، حيث سعى إلى تبسيط المفاهيم الفلسفية المعقدة، وتقديمها للقارئ العادي بشكل بسيط، وركز على مختلف الحضارات.
تأثر الكثيرون بكتاباته ومؤلفاته، وألهمت مؤلفاته العديد من القراء للتفكير في العالم من حولهم بشكل نقدي، وترك إرثًا فكريًا ضخمًا.
نشأته وتعليمه
ولد ويل ديورانت في نورث آدامز في ماساتشوستس في الولايات المتحدة الأمريكية، لعائلة مسيحية كاثوليكية متدينة من أصول فرنسية كندية، فقد كان والداه جزءًا من هجرة سكان كيبيك إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
درس ديورانت في مدرسة سانت بيتر الإعدادية في نيوجيرسي، وتخرج فيها عام 1903، وقد درس في مدارس تتبع الكنيسة الكاثوليكية، وبعد التخرج التحق بكلية سانت بيتر، والتي أصبحت جامعة سانت بيتر حاليًا، وتخرج فيها عام 1907، وهي جامعة يسوعية خاصة.
درس كذلك في جامعة كولومبيا في نيويورك، كما حصل على درجة علمية فيها عام 1917، وقد سبق أن درس في كلية ستين هول في ساوث أورانج.
خلال دراسته ارتبط ديورانت بالفلسفة الاشتراكية، إلا أنه أدرك بعد الحرب العالمية الأولى أن "الرغبة في السلطة" هي التي تكمن وراء جميع أشكال السلوك السياسي.
مسيرته المهنية
في عام 1907 بدأ ويل ديورانت مهنة تدريس اللاتينية والفرنسية في جامعة سيتون هول في نيو جيرسي، وظل يعمل بها حتى عام 1911، ليتجه فيما بعد إلى التدريس في مدرسة فيرير الحديثة لمدة عامين، وكانت هذه المدرسة تقدم تجربة التعليم الليبرالي.
في عام 1913 استقال من منصبه كمدرس، وبدأ في إلقاء محاضرات في كنيسة مشيخية مقابل 10 دولارات في المحاضرة، لكي يعين نفسه وأسرته الجديدة، حيث تزوج في هذه الفترة من أريل كوفمان، والتي كانت تبلغ من العمر 15 عامًا فقط.
في عام 1914 أصبح ديورانت مديرًا ومحاضرًا في مدرسة في مدينة نيويورك، وحتى عام 1927، وظل يعمل في التدريس حتى بعد حصوله على درجة الدكتوراه من جامعة كولومبيا عام 1917، وهو العالم الذي بدأ فيه تدريس الفلسفة.
عمل ديورانت كذلك كمراسل صحفي لصحيفة نيويورك إيفينينج جورنال، وكتب العديد من المقالات عن المجرمين الجنسيين. خلال تحضيره للدكتوراه في الجامعة أول كتاب له بعنوان "الفلسفة والمشكلات الاجتماعية".
ويل ديورانت وأرييل ديورانت
تزوج ويل ديورانت من السيدة أريل كوفمان، والتي أصبحت بعد الزواج أريل ديورانت، في عام 1913، وكانت وقتها تبلغ من العمر 15 عامًا، وقد رزق منها بابنة واحدة اسمها إثيل، ولديهما ابن بالتبني اسمه لويس.
عرف ويل وزوجته أرييل بأنهما أشهر زوجين تعاونا أدبيًا وعلميًا في مجال التاريخ والفلسفة، فقد أسهما معًا في كتابة سلسلة "قصة الحضارة" التي تعد واحدة من أكثر الأعمال الشاملة والمؤثرة في مجال التاريخ، واستغرق الاثنان حوالي 40 عامًا في كتابة هذا الكتاب.
الكتاب هو سلسلة مكونة من 11 مجلدًا غطت تاريخ الحضارة من العصور القديمة حتى عصر نابليون، ويُعرف عن السلسلة تقديمها التاريخ بطريقة سردية مشوقة تجمع بين التحليل العميق والنثر الأدبي الجذاب.
كان الزوجان يعشقان بعضهما لدرجة كبيرة، وقد كتبا سيرتهما الذاتية معًا، وبعد دخول ويل المستشفى، توقفت زوجته أرييل عن الأكل، حتى توفيت في 25 أكتوبر عام 1981.
بعد وفاتها حاولت ابنتهما إيثيل إخفاء خبر وفاة أرييل عن ويل، الذي كان يمكث في المستشفى، إلا أنه عرف بموتها أثناء مشاهدته الأخبار المسائية، وتوفي بعدها بأسبوعين في يوم ميلاده السادس والتسعين في 7 نوفمبر عام 1981، ودفن بجانب زوجته في مقبر ويستوود في لوس أنجلوس.
ديانة ويل ديورانت
نشأ ويل ديورانت في عائلة مسيحية كاثوليكية متدينة، وقد درس طوال حياته في مدارس تابعة للكنيسة الكاثوليكية، إلا أنه بعد سنوات من البحث والدراسة أعلن ديورانت أنه مستعد بأن يتم تصنيفه بأنه "ملحد".
إلا أن إلحاد ديورانت كان مختلفًا، فقد كان مهتمًا بالدين والفلسفة كمجال للدراسة، وتناول موضوعات دينية وفلسفية من زوايا متعددة خلال كتاباته، كما أنه بحث في تأثير الدين في الحضارات والثقافات الإنسانية.
بحث ديورانت عن القيم والمعاني السامية التي تقدمها الأديان من منظور فلسفي، إلا أنه لم ينتم لدين بعينه، لذا وصف نفسه ملحدًا، ولكنه رفض أن ينفي كلمة الله في قلبه وإخراجه من حياته.
ويقول ديورانت عن معتقداته الدينية: "أنا مستعد لأن تصنفني على أنني ملحد، لأنني تخليت على مضض عن الإيمان بإله شخصي محب. لكنني أكره أن أترك كلمة الله خارج حياتي وعقيدتي"، وأضاف: "أنا مسيحي بالمعنى الحرفي والصعب للإعجاب بشخصية المسيح بصدق، وبذلت جهدا مستمرا للتصرف كمسيحي".
كتب ويل ديورانت
ألف الكاتب والمؤرخ الأمريكي ويل ديورانت العديد من الكتب الفلسفية والتاريخية، ولعل أشهرها كتاب "قصة الحضارة"، وقد ترجم أجزاء من الكتاب إلى اللغة العربية، و"قصة الفلسفة" والتي قدم فيها لمحة عن الفلاسفة الغربيين.
من كتبه أيضًا "دروس التاريخ"، و"الأبطال الخالدون"، و"قضية الهند"، و"أعظم العقول والأفكار في كل العصور"، و"دعوة إلى الفلسفة"، و"الأوراق المتساقطة".
من مؤلفاته أيضًا: "سيرة حياتنا" وهي سيرة ذاتية له مع زوجته، و"تفسير الحياة"، و"مغامرون في بحار العبقرية"، و"التحول"، و"مباهج الفلسفة".
رحلاته حول العالم
كتب ديورانت كذلك عن روسيا، ففي عام 1933 نشر كتاب "مأساة روسيا: انطباعات من زيارة قصيرة"، كما نشر كتاب "درس روسيا"، وقد وصف الكتاب بأنه أفضل كتاب عن روسيا، والأكثر شجاعة.
كتب كذلك عن الهند، حيث زار الهند البريطانية عام 1930، وسافر بهدف جمع المعلومات من أجل كتابه "قصة الحضارة"، وألف كتاب "حالة الهند" وتحدث فيه عن الفقر والمجاعات التي تشهدها الدولة، وتحدث أيضًا عن الاستنزاف المتعمد للهند من قبل بريطانيا، ووصف ما رآه في الهند أنها "أعظم جريمة في التاريخ كله".
وفي كتابه عن الهند قال: "الغزو البريطاني للهند كان غزوًا وتدميرًا لحضارة عالية من قبل شركة تجارية لا تراعي أي تحفظ أو مبدأ، ولا تهتم بالفن وجشعة للربح، اجتاحوا بالنار والسيف بلدًا مضطربًا وعاجزًا مؤقتًا، ورشوا وقتلوا وضموا وسرقوا، وبدأوا مسيرتهم في النهب غير القانوني و"القانوني" الذي استمر بلا رحمة لمدة مائة وثلاثة وسبعين عامًا".
ما هو مفهوم الحضارة عند ول ديورانت؟
قدم الكاتب ويل ديورانت مفهومًا شاملًا ومعقدًا للحضارة، وقد تجاوز مفهومه المعايير الاقتصادية والتكنولوجية البسيطة، وقد تحدث عن هذا المفهوم في سلسلة "قصة الحضارة"، حيث طرح رؤية متكاملة للحضارة تشمل مجموعة متنوعة من العناصر الاجتماعية، والسياسة، والثقافية.
يرى ديورانت أن الحضارة تتطلب وجود نظام اجتماعي مستقر يتيح للبشر العيش معًا بسلام، ويشمل هذا النظام القوانين والمؤسسات التي تحكم العلاقات بين الأفراد والجماعات.
تتطلب الحضارة أيضًا نظامًا اقتصاديًا يسمح بتلبية احتياجات الأفراد الأساسية (مثل الغذاء والمأوى)، ويتضمن الاقتصاد الحضري التجارة، الصناعة، والزراعة المنظمة.
يرى ديورانت أن وجود نظام حكومي أو سياسي يساعد في تنظيم الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وتشمل الحكومة المؤسسات التي تحافظ على النظام وتطبق القوانين.
تناول ديورانت في مفهومه للحضارة الجانب الثقافي أيضًا، مثل الأدب، والفن والفلسفة، والعلوم، واعتبر الثقافة وسيلة للتعبير عن القيم والأفكار والمعتقدات.
تحدث أيضًا عن القيم الأخلاقية والدينية، ورأى أنها تلعب دورًا مهمًا في تشكيل الحضارات، وتؤثر المعتقدات الدينية والأخلاقية على السلوك الفردي والجماعي.
أكد ديورانت أن التاريخ والجغرافيا يلعبان دورًا كبيرًا في تشكيل الحضارات. الطبيعة الجغرافية والمناخ تؤثر في تطوير المجتمع والثقافة، كما رأى أن الحضارات تتطور من خلال التفاعل مع بعضها البعض. التبادل الثقافي والتجاري يسهم في نمو الحضارات وازدهارها.
ماذا قال ويل ديورانت عن النبي محمد والإسلام؟
كان الفيلسوف والمؤرخ الأمريكي ويل ديورانت من أشهر المؤرخين الذين دافعوا عن الإسلام والنبي محمد، وقد أشاد بتعاليم الدين الإسلامي وسماحته، وفي ذلك قال: "الإسلام عقيدة نبيلة سامية ألفت بين الأمم المتباينة المنتشرة في قارات الأرض، فجعلت منها شعبة واحدة، وهي لعمري أعظم معجزة للإسلام".
وعن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فقد وصفه بالقائد الماهر الذي نجح في رفع المستوى الروحي والأخلاقي، وتمكن من تغيير عبادة العرب من عبادة الأوثان والتفرق إلى قبائل موحدة ومتماسكة تحت دين واحد.
أشاد بقيم الوضوء قبل الصلاة كمظهر للنظافة والطهارة، وأيضًا كما تعبّر عن الاحترام للمسلمين والإسلام، مع تسليط الضوء على سرعة انتشاره وتأثيره على حياة الناس.
تناول أيضًا كيف تحوّلت حياتهم، وتزيّنت نفوسهم وأفعالهم بالعزّة والكرامة، وأشاد بالاحترام المسيحي للإخوة المسلمين ودراسة آرائهم وأفكارهم، كما لم يُغفل ديورانت النظر إلى ما حقّقه الإسلام من تقدير للمرأة بعد أن كانت محرومة في الجاهليّة، حيث أصبحت تمارس حقوقها الإنسانيّة ومكتسباتها إلى جانب الرجل.
ماذا قال ويل ديورانت عن مصر؟
تناول ويل ديورانت مصر والحضارة المصرية في كتابه "قصة الحضارة"، وتحدث عن لحظات القوة والضعف التي مر بها التاريخ المصري.
وعن هذا يقول: "لم يكن الملوك في بلد من البلاد بالكثرة التى كانوا بها في مصر القديمة، والتاريخ يضمهم جميعا في أسر، تشمل كل أسرة ملوكاً من بيت واحد أو ذرية واحدة، ولكن عدد هذه الأسر نفسها يثقل الذاكرة التى لا تطيق كثرتها".