وكالة الطاقة… الطلب على الوقود الأحفوري سيبلغ ذروته هذا العقد

قالت وكالة الطاقة الدولية في توقعاتها التي نشرت هذا الأسبوع إن الطلب على الوقود الأحفوري سيبلغ ذروته هذا العقد؛ حيث تعيد الحرب الروسية على أوكرانيا تشكيل نظام الطاقة العالمي.

أزمة الطاقة تلوح في الأفق

يأتي هذا الرأي في الوقت الذي تواجه فيه أوروبا والولايات المتحدة وآسيا أزمة طاقة، مع تقلص إمدادات الغاز الروسي وفرض عقوبات على النفط الروسي مما يهدد الدول التي تعاني من نقص كبير في الإمدادات هذا الشتاء.

لقد زاد الطلب على الوقود الأحفوري الأكثر تلويثاً للبيئة مثل الفحم، مما أثار مخاوف من أن أزمة الطاقة قد أفسدت التقدم الكبير في تحويل العالم إلى طاقة متجددة.

لكن الطلب على الوقود الأحفوري من المقرر أن يستقر أو يصل إلى الذروة على مدى السنوات العشر المقبلة، وفقاً لتقرير آفاق العالم الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، ويمكن أن يؤدي نقص الإمدادات الناجم عن روسيا في الواقع إلى تحول زلزالي نحو الطاقة الخضراء.

ويقدر التقرير أن الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة سيرتفع بنسبة 50% إلى 2 تريليون دولار سنوياً بحلول عام 2030، وستصل انبعاثات الوقود الأحفوري إلى الذروة بحلول عام 2025.

بيان وكالة الطاقة الدولية

وقالت المنظمة في بيان: «تسببت أزمة الطاقة العالمية الناجمة عن الحرب الروسية لأوكرانيا في تغييرات عميقة وطويلة الأمد من شأنها تسريع الانتقال إلى نظام طاقة أكثر استدامة وأماناً»، مشيرة إلى المبادرات الخضراء الأخيرة في سياسات مثل قانون خفض التضخم الأمريكي، وبرنامج الاتحاد الأوروبي RePowerEU، بالإضافة إلى الاهتمام المتزايد بالطاقة النووية في جميع أنحاء العالم.

كما عانت روسيا، إحدى أكبر مصدري الوقود الأحفوري في العالم، وسط أزمة الطاقة، حيث تراجعت الصادرات مع تجنب الدول الغربية لروسيا كمورد.

وانخفضت صادرات النفط الروسية المنقولة بحراً إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من عام، كما تراجعت عائدات صادرات النفط الخام.

وقالت وكالة الطاقة الدولية إن هذه الإيرادات لن تنتعش إما لأن الدولة تعيد توجيه إمداداتها نحو الدول الآسيوية، وتوقعت أن تنخفض حصة روسيا في سوق الطاقة العالمية سبع نقاط مئوية بحلول عام 2030 - مما يعطي دفعة أخرى نحو التحول الأخضر.

تأثير الحرب الروسية الأوكرانية

وقال فاتح بيرول، رئيس وكالة الطاقة الدولية: «تغيرت أسواق وسياسات الطاقة نتيجة حرب روسيا لأوكرانيا، ليس فقط في الوقت الحالي، ولكن لعقود قادمة».

لكن بيرول حذر من الخطر الذي تواجهه أوروبا والدول الأخرى التي تعاني من ضائقة الطاقة هذا الشتاء، واصفا إياها بـ «لحظة محفوفة بالمخاطر» يمكن أن تضغط على التضامن في الاتحاد الأوروبي مع تزايد الإمدادات بشكل أكبر.

وأوضح بيرول، في مؤتمر يوم الثلاثاء، أن النفط الروسي لا يزال مطلوباً لتلبية الطلب العالمي، مضيفاً أنه من «الجيد» أن تتمكن روسيا من تصدير ما يصل إلى 90 في المائة من نفطها في مواجهة سقف سعر لمجموعة السبع.