هيا راشد آل خليفة.. أول سفيرة في تاريخ البحرين

دخلت البحرينية هيا راشد آل خليفة التاريخ كونها أول امرأة بحرينية تتولى منصب السفير فضلًا عن كونها أول امرأة عربية ومسلمة تتولى منصب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تعد أكبر المنظمات الدولية وتمكنت من إدارة هذا المنصب بنجاح منقطع النظير، في السطور التالية تعرف على مسيرتها المهنية وأبرز إنجازاتها.

من هي هيا راشد  آل خليفة؟

هيا راشد بن عبد الله بن عيسى بن علي آل خليفة هي محامية وسفيرة سابقة ودبلوماسية بحرينية تعد من أبرز النماذج النسائية الرائدة في دولة البحرين وفي الخليج العربي.

شغلت الشيخة هيا عددًا من المناصب الهامة التي مكنتها من تحقيق إنجازات كبيرة، أولها اختيارها سفيرة لمملكة البحرين في فرنسا وشغلت هذا المنصب لعدة سنوات، والمنصب الأهم الذي شغلته هو اختياره في منصب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة لتصبح أول امرأة مسلمة وعربية تشغل هذا المنصب في التاريخ.

عملت الشيخة هيا في المحاماة لعدة سنوات، ولديها مكتب للمحاماة في البحرين، ومتخصصة في مجالات البنوك والصيرفة الإسلامية والمقاولات والإنشاءات والملكية الفكرية ومجالات أخرى واستمرت مسيرتها المهنية في مجال المحاماة لأكثر من 40 عامًا.

عائلة الشيخة هيا آل خليفة

ولدت الشيخ هيا آل خليفة في 18 أكتوبر عام 1952 في الرفاع الغربي في البحرين لعائلة عريقة، فوالدها هو الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، وهو ابن الشيخ عبد الله بن عيسى آل خليفة أخو حاكم البحرين السابق الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة الذي تولى حكم البحرين من عام 1932 إلى عام 1942.

كما أن جد الشيخ حمد هو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة الذي تولى حكم البحرين من عام 1942 حتى وفاته عام 1961.

بالإضافة إلى ذلك فإن جد الشيخة هيا، الشيخ عبد الله له إنجازات هامة في تاريخ البحرين المعاصر، فقد كان أول رئيس لبلدية المنامة  من عام 1919 حتى عام 1929، ثم تولى هذا المنصب مرة أخرى من عام 1939 حتى عام 1956.

تولى جدها أيضًا رئاسة منصب رئيس مجلس التعليم والمدارس العام من عام 1919 إلى 1931 وكان له دور هام في تأسيس أول مدرسة نظامية في البلاد وهي مدرسة الهداية الخليفية، كما دافع عن تعليم البنات وأسس أول مدرسة للبنات عام 1928، وأرسل أيضًا أول بعثة طلابية حكومية إلى الخارج في العام نفسه، كما عمل في القضاء.

أما جدها الأكبر فهو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة رحمه الله الذي حكم البلاد منذ عام 1888 حتى وفاته وكان له الفضل في إرساء دعائم الدولة البحرينية الحديثة، ونظم قوانين للبلاد وشؤون الأسرة الحاكمة بمساعدة ابنه الشيخ حمد الذي كان وليًا للعهد.

تعليمها

تلقت الشيخة هيا راشد آل خليفة تعليمها حتى المرحلة الجامعية في البحرين، حيث درست في مدرسة الرفاع الابتدائية، ثم درست في مدرسة الحور الإعدادية ومدرسة المنامة الثانوية، وبعدها درست القانون في جامعة الكويت وحصلت على درجة البكالوريوس في القانون عام 1974.

سافرت الشيخة هيا بعدها إلى فرنسا لإكمال دراستها العليا في مجال القانون الدولي في جامعة باريس، كما أنها حصلت على دبلومًا في قانون حقوق الإنسان من جامعة الإسكندرية في مصر عام 1986، ثم  حصلت على دبلومًا آخر في القانون المقارن من جامعة عين شمس في القاهرة.

مسيرتها المهنية في المحاماة

بعد عودتها من باريس بدأت الشيخة هيا راشد آل خليفة تدريبها على المحاماة في مكتب المحامي الأستاذ حاتم الزعبي، وبعدها أسست مكتبها الخاص للمحاماة وكانت هي والبحرينية لولوة صالح العوضي أول امرأتين من البحرين يعملان في مهنة المحاماة.

أسست هيا مكتبها الخاص الذي يحمل اسم "مكتب هيا راشد آل خليفة للمحاماة" وهي محامية مجازة للترافع أمام محكمة التمييز والمحكمة الدستورية في البحرين.

تخصصت الشيخة هيا في مجالات مختلفة على رأسها قطاعات البنوك والصيرفة الإسلامية والإنشاءات والملكية الفكرية والقانون التجاري والتحكيم التجاري الدولي. وخلال مسيرتها المهنية التي امتدت لأكثر من 40 عامًا شاركت في قضايا تحكيم محلية ودولية.

شغلت الشيخة هيا منصب نائب رئيس نقابة المحامين البحرينية سابقًا، كما تولت عدة مناصب في مراكز التحكيم الدولية، ومنها مجلس المحافظين لمركز القاهرة الإقليمي للتحكيم التجاري الدولي.

شغلت كذل منصب عضو اللجنة الاستشارية الدولية للمركز الدولي لتسوية المنازعات، كما أنها شغلت منصب عضو مجلس أمناء مركز دبي للتحكيم الدولي سابقًا، وعضو سابق في محكمة التحكيم الدولية لغرفة التجارة الدولية في باريس. أيضًا كانت الرئيسة السابقة للجنة الوطنية لغرفة التجارة الدولية في البحرين.

أول سفيرة في تاريخ البحرين

حققت الشيخة هيا إنجازًا كبيرًا حينما تم اختيارها سفيرة لمملكة البحرين في فرنسا لمدة 4 سنوات وعدة أشهر لتصبح أول سيدة في تاريخ البحرين تشغل هذا المنصب، كما تم تعيينها سفيرة غير مقيمة في بلجيكا وسويسرا وإسبانيا من عام 2000 إلى عام 2004.

تم اختيارها كذلك مندوبة دائمة في مملكة البحرين في منظمة اليونسكو في باريس، كما أنها كانت عضوة لجنة استشارية لمركز التحكيم في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، ولا تزال تمثل البحرين حتى الآن في محكمة التحكيم الدولية في غرفة التجارية العالمية في باريس.

أول امرأة عربية ومسلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة

بعد انتهاء مهمتها كسفيرة في باريس عادت الشيخة هيا راشد آل خليفة لتعلم مستشارة قانونية في الديوان الملكي، وبعد سنوات، وتحديدًا في عام 2006 رشحتها مملكة البحرين لمنصب رئاسة الجمعية العام للأمم المتحدة في دورتها الحادية والستين.

تم اختيار هيا لشغل المنصب بعد الدبلوماسي السويدي يان إلياسون، لتصبح أول امراة عربية ومسلمة تشغل هذا المنصب وثالث امرأة في تاريخ الجمعية تشغل هذا المنصب.

بعد شغلها هذا المنصب حصلت الشيخة هيا تهئنة ودعم كبيرة من الدول العربية في الجمعية العامة، وعلى رأسها دولة الجزائر التي رأت أن هذا الاختيار يعتبر فخرًا للبحرين والمجموعة العربية كلها.

تكريمها

حصلت الشيخة هيا راشد آل خليفة على تكريمات عدة وأبرزها تكريم من المؤتمر السادس لمؤسسة الفكر العربي عام 2007، وتعتبر تكريم المرأة العربية عمومًا علامةً للتقدير، إذ يمكن لمؤسسات الفكر العربي وما يماثلها أن تلعب دورًا موحدًا في تعزيز الثقافة وتوحيدها، تجسيدًا لتلك الفترة التاريخية حيث كان هناك تبادل ثقافي وفكري مع العالم الآخر خلال عصر الدولة الإسلامية.

وترى أن هذا التكريم يُبرز هذا الدور الحاجة الملحة لتبادل المعرفة والتفاعل الثقافي، مما يؤكد على أن النجاح لا يأتي من الاعتقاد بأننا الأفضل بمفردنا، بل يأتي من التبادل والتعاون مع الآخرين. إذاً، فإن الحضارة الحقيقية تتجسد في التنوع والحركة المستمرة.