من خليط بسيط ورثه من جدته، إلى واحد من أشهر العلامات التجارية للتوابل في المكسيك والولايات المتحدة، إنها رحلة رجل الأعمال المكسيكي هوارسيو فرنانديز، الذي بنى إمبراطورية ضخمة بفضل استراتيجيته المميزة التي اتبعها مع شركته تاجين، وخطته الجريئة لدخول السوق الأمريكي رغم المنافسة، في السطور التالية تعرف على مسيرته وقصة نجاحه.
من هو هوراسيو فرنانديز؟
هوراسيو فرنانديز كاستيلو هو رجل أعمال وملياردير مكسيكي، وهو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة التوابل تاجين، ولد في 13 سبتمبر عام 1958.
بدأ فرنانديز مسيرته المهنية في المكسيك، حينما قرر دخول عالم التجارة من خلال التوابل، وأسس شركة "تاجين" وهي شركة متخصصة في إنتاج التوابل المستوحاة من النكهات المكسيكية التقليدية.
واجه فرنانديز صعوبات في الترويج لمنتجاته في البداية، إلا أنه قاد الشركة لتصبح من أشهر شركات التوابل في السوق الأمريكية، حيث عمل على تكييف منتجات تاجين لتناسب الذوق الأمريكي، مع الحفاظ على الهوية المكسيكية للعلامة.
تحدت إدارته، اعتمدت شركته استراتيجيات تسويقية مبتكرة، وأدى هذا إلى زيادة شعبية منتجات تاجين بين المستهلكين الأمريكيين، وانعكس الأمر إيجابيًا على قيمة الشركة السوقية.
نجح فرنانديز في أن يدخل عالم المليارديرات بسبب شركته التي تحقق إيرادات بملايين الدولارات سنويًا، فضلًا عن امتلاكه معظم أسهم شركته تقريبًا، وهو ما ساهم في زيادة ثروته.
نشأته ودراسته
ولد هوراسيو فرنانديز في عائلة ثرية، وهو طفل بين 7 أبناء، والده رجل أعمال ثري يعمل في مجال البنزين.
درس فرنانديز في المعهد الغربي للتكنولوجيا والتعليم العالي في خاليسكو في المكسيك، حصل كذلك على ماجستير في إدارة الأعمال العليا من المعهد الأمريكي لإدارة الأعمال العليا في جامعة هارفارد.
![هوراسيو فرنانديز.. رجل أعمال بنى ثروة ضخمة من التوابل]()
بداية مسيرته المهنية
امتلك هوراسيو فرنانديز شغفًا بالتجارة، ففي بداية مسيرته، أسس أكثر من 20 مشروعًا صغيرًا في التجارة في قطاعات مختلفة، بدءًا من السلع الجلدية ووصولًا إلى الحلوى، واعتمد بشكل كامل على تمويل شخصي، دون مساعدة من أحد، ودون الحصول على قروض والاستدانة من البنوك.
إلا أن محاولات فرنانديز في البداية باءت جميعها بالفشل، ولكن ذلك لم يثبط من عزيمته، وظل يبحث عن المزيد من الفرص في التجارة، فعمل في بيع الخضروات مثل الفاصوليا والأرز، وسافر إلى الولايات المتحدة أكثر من مرة لحضور المعارض التجارية.
في عام 1980، سافر فرنانديز إلى الولايات المتحدة لحضور معرض تجاري للأغذية في شيكاغو، وحينها أدرك أن الفلفل الحار تجارة مربحة يمكنها أن تدر عليه الكثير من الأرباح، وسط حاجة السوق في الولايات المتحدة لهذا المنتج.
تأسيس شركة تاجين للتوابل
قرر هوراسيو فرنانديز أن يتاجر في التوابل، وبدأ في تجربة وصفات مستوحاة من خلطات جدته التي كانت تستخدمها في الوجبات المكسيكية التقليدية. وضع فرنانديز نصب عينيه السوق الأمريكية، لكن كان عليه في البداية أن يؤسس لنفسه مكانة في السوق المكسيكية.
اعتمد فرنانديز على استراتيجية مميزة خلال مشروعاته التجارية السابقة، وحتى في مشروعه الجديد للتوابل، ألا وهي الاعتماد على التمويل الذاتي، دون الاقتراض من البنوك، أو حتى من عائلته، فبدأ مشروعه وهو خال من الديون، ولا حتى ديون بطاقة الائتمان، ومول أعماله بالكامل من أرباحه والأموال التي ادخرها.
بدأ فرنانديز شركته عام 1985، وقد واجه صعوبات شديدة في البداية لبيع منتجه، حتى إنه استغرقه عامًا كاملًا لبيع 200 علبة فقط من المنتج الذي ابتكره. قضى فرنانديز فيما بعد 8 سنوات من أجل زيادة المبيعات في السوق المكسيكية، وحدث الأمر بوتيرة بطيئة، لكنها كانت خطوات ثابتة صنعت لمنتجه اسمًا عملاقًا فيما بعد.
وبحلول عام 1993، كانت قيمة إيرادات شركته السنوية لا تتجاوز 10 آلاف دولار، لكن في ذلك العام، تمكن فرنانديز أخيرًا من أن ينقل منتجاته إلى الولايات المتحدة، وأصبحت منتجات تاجين متواجدة في متاجر البقالة والسوبر ماركت الأمريكية.
![هوراسيو فرنانديز.. رجل أعمال بنى ثروة ضخمة من التوابل]()
التوسع في السوق الأمريكية
عندما أسس هوراسيو فرنانديز شركة تاجين، كان هدفه هو صنع منتجات موجهة للأمريكيين في السوق الأمريكية، وفي الوقت نفسه يحافظ على هوية التوابل المكسييكة التي يقدمها.
في عام 2002، وبعدما تمكن من إدخال منتجاته إلى السوق الأمريكية، انتقل فرنانديز وعائلته وأطفاله الخمسة إلى هيوستن، في وقت كانت مبيعات الشركة السنوية لا تتجاوز 130 ألف دولار.
ولم يقتصر عمل فرنانديز عند انتقاله إلى أمريكا على إدارة أعماله فحسب، بل كان عامل توصيل لمنتجات شركته، فقد استخدم شاحنة صغيرة توصيل صناديق تاجين إلى محلات البقالة في في كل أنحاء تكساس.
وبفضل قدرته على تكوين علاقات تجارية، نجح فرنانديز على أن يكسب ثقة عدة موزعين بارزين، منهم سوبر ماركت فييستا، الذي يعد أكبر المتاجر في هيوستن ولديه 48 فرعًا، ومتجر H-E-B في تكساس.
بحلول عام 2004، تمكن فرنانديز من بيع منتجاته لدى عملاق تجارة التجزئة وول مارت، ونجح في مضاعفة مبيعات كل عامين. وعلى الرغم من النجاح والتوسع بشكل موزون، واجه فرنانديز تحديات، أهمها تقليد شركات أخرى لمنتجاته، ومنها شركة تريدر جو.
اتبع هوراسيو فرنانديز نهجًا تسويقيًا فريدًا، ففي عام 2015، نجح في اكتساب فئة الطلاب الصغار من خلال بيع توابل فردية في المدارس العامة في أمريكا، واتق تلك التواب رواجًا كبيرًا.
![هوراسيو فرنانديز.. رجل أعمال بنى ثروة ضخمة من التوابل]()
مواجهة التحديات وزيادة التصنيع لتوفير طلبات السوق
نجحت منتجات تاجين، التي يديرها هوراسيو فرنانديز، من أن تصبح الأكثر طلبًا في الولايات المتحدة في فترة قصير، وبلغ إنتاج مصنع طاقته القصوى، وفي سبيل توفير طلبات السوق، استخدم حوالي 50 مليون دولار من مدخراته الخاصة وقرض صغير لبناء مصنع أكبر بثماني مرات من مصنعه الأول، وقد افتتح عام 2020.
ومنذ ذلك الوقت، ارتفعت مبيعات منتجاته في وول مارت، والتي تشكل حاليًا 50% من إيرادات تاجين. استحوذ فرنانديز كذلك على علامة بوليتا الشهيرة للفلفل الأخضر في نيو مكسيكو في عام 2022.
وحاليا، تقدر إيرادات الشركة السنوية حوالي 300 مليون دولار، مع هامش ربح يصل إلى 70%، وقد نمت مبيعات شركته بداية من عام 2020 15%.
ثروة هوراسيو فرنانديز
يمتلك فرنانديز تقريبًا أسهم شركته بالكامل، فيما يمتلك رجل الأعمال سيرجيو أرياس نحو 3% فقط من أسهم الشركة، وأصبح مديرًا ماليًا عام 1996.
ووفقًا لتقديرات فوربس، فإن ثروة هوراسيو فرنانديز وصلت إلى 1.5 مليار دولار، مدعومة بزيادة الأرباح التي تحققها شركته.