هوارد شولتز Howard Schultz مؤسس ستاربكس

يعتبر هوارد شولتز واحد من أكثر رجال الأعمال نجاحًا في العالم، فقد تمكن من تحويل علامة ستاربكس إلى علامة عالمية بها فروع في كل أنحاء العالم، وأثرت أفكاره ورؤيته في صناعة القهوة على العالم كله، في السطور التالية تعرف على مسيرته المهنية وقصة  نجاحه.

من هو هوارد شولتز؟

هوار فريد شولتز هو رجل أعمال أمريكي والرئيس الفخري لشركة ستاربكس وأحد مؤسسيها، وشريك مؤسس لمؤسسة عائلة شولتز، ولد في 19 يوليو عام 1953 في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.

يمتلك شولتز فريق كرة السلة سياتل، وقد بدأ العمل في ستاربكس عام 1982 وتمكن من جعلها واحدة من أشهر متاجر بيع القهوة في العالم وأكبر سلسلة مقاهي في العالم.

بجانب عمله الاستثماري والإداري ألّفشولتز أربعة كتب عن الأعمال التجارية لاقت نجاحًا كبيرًا، وقد تم تصنيفه من أغنى الرجال في الولايات المتحدة.

نشأته وتعليمه

نشأ هوارد شولتز في أسرة يهودية فقيرة، كان والده سائق شاحنة، ووالدته ربة منزل ولديه شقيقين، وقد نشأ في منطقة كانراسكي ودرس في مدرس كنارسي الثانوية وتخرج فيها عام 1971.

التحق شولتز بعدها بجامعة شمال ميشيغان، وحصل على درجة البكالوريوس في الاتصالات. تزوج شولتز من شيري كيرش ولديه منه ابن وابنة.

ثروة هوارد شولتز

في أكتوبر عام 2020 صنفت مجلة فوربس شولتز بأنه ضمن أغنى رجال الأعمال في الولايات المتحدة وتم تصنيفه في رقم 209 في الولايات المتحدة بثروة تقدر ب4.3 مليار دولار أمريكي.

اعتبارًا من عام 2022 بلغ صافي ثروة شولتز 3.9 مليار دولار أمريكي، وقد بلغت قيمة استثماراته شركة في هذا العام 1.3 مليار دولار، حيث يستثمر في الشركات الناشئة، وفي عام 2023 قدرت ثروته بحوالي 3.2 مليار دولار. يملك شولتز يخت فاخراً بطول 77 مترًا تبلغ قيمته 120 مليون دولار.

في عام 2011 كان شولتز يحصل على 1,2 مليون دولار كراتب أساسي بجانب تعويضات تقدر بحوالي 9.7 مليون دولار أمريكي.

ديانة هوارد شولتز

ولد هوارد شولتز في عائلة يهودية وهو يهودي تحدث صراحة عن تراثه اليهودي وممارسة بعض التقاليد الدينية اليهودية، حيث يحتفل بعيد الفصح وغيرها من الأعياد اليهودية مع عائلته.

ورغم أنه لا يعتبر نفسه متدينًا إلا أن تراثه اليهودي يلعب دورًا هامًا في هويته، في عام 2019 وحينما كان يفكر في الترشح للرئاسة تحدث صراحة عن تجربته الشخصية في معاداة السامية واستخدم صورًا لمحرقة اليهود لتوضيح مخاطر القومية المتصاعدة ضد اليهود.

قصة نجح هوارد شولتز

بدأ رجل الأعمال هوارد شولتز مسيرته المهنية عام 1979 حينما عمل في شركة أسهم فرنسية، ثم أصبح مندوب مبيعات في شركة  Xerox لتصنيع أدوات المطبخ، حيث كان مسؤولًا عن بيع آلة لصنع القهوة.

في عام 1982 وعندما كان عمره 29 عامًا انضم شولتز إلى شركة ستاربكس كمدير لعمليات البيع بالتجزئة والتسويق، وكانت شركة ستاربكس وقتها متخصصة في بيع السلع ذات العلاقة بالقهوة وليس القهوة نفسها.

بعدها بعام سافر إلى إيطاليا للتعرف على القهوة هناك ولدى عودته أقنع أصحاب الشركة وهما جيري بالدوين وجوردون بوكر على تقديم مشروبات الإسبريسو التقليدية بالإضافة إلى الشاي.

رغم نجاح الفكرة في البداية إلا أن ارتفاع أسعار الإسبريسو وندرة الخبرة في صيانة وإصلاح آلات القهوة في أمريكا غضو النظر في هذه الفكرة، فقرر شولتز الاستقالة من ستاربكس وبدأ عمله الخاص.

كان شولتز قد زار أكثر من 500 مقهى إسبرسو في ميلانو، وفي عام 1986 فتح مقهى صغير لبيع القهوة والأيسكريم بعدما حصل على استثمارات من شركة ستاربكس نفسها تقدر بحوالي 150 ألف دولار أمريكي، كما حصل على استثمارات أخرى.

بعد عامين قرر فريق إدارة ستاربكس التركيز على بيع القهوة والشاي وباعوا سلسلة ستاربكس إلى شولتز مقابل 3.8 مليون دولار أمريكي.

من مقهى صغير إلى أضخم سلسلة لمتاجر القهوة في العالم

تولى شولتز إدارة ستاربكس وأعاد افتتاحها مرة أخرى عام 1992 وبدأ في إدخال ثقافة القهوة في الولايات المتحدة ووضع ستاربكس كمركز اجتماعي ووصلت قيمة الاكتتاب العامة لشركة ستاربكس 271 مليون دولار في التسعينات.

اتجه شولتز بعدها إلى فتح فروع لمتاجره خارج الولايات المتحدة وبدأ بالصين، وزادت عدد مقاهي ستاربكس من 11 مقهى فقط في سياتل إلى 28 ألف متجر في 77 دولة.

تنحى هوارد شولتز من منصب المدير التنفيذي لشركة ستاربكس أكثر من مرة، المرة الأول عام 2000، ثم عاد إلى المنصب خلال الأزمة المالية عام 2008، حيث تعرضت الشركة لأزمات وانتقادات بسبب ظروف عمل الموظفين في المتاجر.

في عام 2016 تنحى للمرة الثانية من منصبه كرئيس تنفيذي تولى منصب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي، ومن عام 2008 إلى 2017 كان قد أشرف على إضافة ما يقرب من 100 مليار دولار إلى القيمة السوقية للشركة.

في عام 2017 بلغت أرباح الشركة 21.67 مليار دولار أمريكي ويعمل بها 254 ألف موظف، وبلغ عدد متاجر ستاربكس في 12 دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 600 متجر يعم بها 10 آلاف شخص.

في عام 2018 تنحى من جديد ليتولى كيفن جونسون منصب الرئيس التنفيذي، وكان سبب تنحيه هو رغبته في الترشح لمنصب سياسي في أمريكا. في عام 2022 عاد إلى منصب مرة أخرى ثم استقال من منصبه من أجل السياسة.

عمله السياسي

في عام 2019 أعلن شولتز أنه سيترشح للرئاسة الأمريكية كمرشح مستقل. ركز حملته الانتخابية على القضايا الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك الإصلاح المالي، والرعاية الصحية الشاملة، والتعليم.

ومع ذلك، لم يتمكن شولتز من حشد الدعم الكافي للتأهل للانتخابات العامة. حصل على أقل من 2% من الأصوات في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، ولم يتمكن من جمع ما يكفي من التوقيعات للتأهل للانتخابات العامة كمرشح مستقل.

على الرغم من عدم نجاحه في الترشح للرئاسة، إلا أن دخول شولتز مجال السياسة كان حدثًا مهمًا. كان أول رجل أعمال ناجح يدخل السباق الرئاسي كمرشح مستقل، وقد أظهر أن هناك اهتمامًا من جانب بعض الناخبين ببديل سياسي عن الحزبين الرئيسيين.