هل فعلاً الشيشة أقل ضرراً من السجائر؟

  • Rony Issabronzeبواسطة: Rony Issa تاريخ النشر: منذ ساعة
هل فعلاً الشيشة أقل ضرراً من السجائر؟

أصبحت اجتماعاتنا مع الأصدقاء أو العائلة لا تخلو أحياناً من وجود الشيشة كوسيلة للتسلية معهم. معتقدين أنها وسيلة أقل ضرراً من تدخين السجائر وأكثر نظافة. حتى أن الأطباء يعانون مع هذا الاعتقاد خلال سؤالهم للمريض إن كان مدخناً، متعرّضين لإجابات مثل” لا أنا لست مدخناً، أنا فقط أشرب الشيشة”!

الشّيشة، النرجيلة، أو الجوزة كما تسمى في بعض المناطق. بدأت شعبيتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتنتشر مؤخراً إلى بلاد الغرب. الشيشة هي عبارة عن وعاء ماء، غرفة دخان يوضع فيها التبغ، وخرطوم (أنبوب). يوضع الفحم فوق غرفة الدخان ليحرق التبغ الموجود فيه. عندما يسحب الشخص من الأنبوب يتم سحب الدخان من الغرفة، ليمر بوعاء الماء، ثم يصعد عبر الأنبوب إليه.

التبغ المستخدم في الشيشة غالباً ما يكون منكّه، كالبطيخ والليمون والنعنع وغيرها. هذا ما يشد الناس إليها، بالإضافة الى اعتقادهم أنها أقل ضرراً من تدخين السجائر؛ لأن وعاء الماء ينظّف السموم الموجودة في التبغ (وهذه المعلومة مغلوطة). عدا عن جوانبها الاجتماعية اللطيفة في جلسات المقاهي والأصدقاء. يوافق حوالي 20% من الأشخاص الذين يتراوح عمرهم بين 25 و 35 أن الشيشة أقل ضرراً من السجائر.

أضرار الشيشة:

1- دخان الشيشة يحتوي على مستويات عالية من المواد الكيميائية الضارة. وتشمل هذه المواد القطران، أول أكسيد الكربون، المعادن الثقيلة والمواد الكيميائية المسببة للسرطان. في الواقع، يتعرض مدخنو الشيشة لأول أكسيد الكربون والدخان أكثر مقارنة بمدخني السجائر.

2- مقارنة بسيجارة واحدة، فإن تدخين الشيشة في “جلسة واحدة” يساوي 25 ضعف كمية القطران، و125 ضعف كمية الدخان، و2.5 ضعف كمية النيكوتين، و10 أضعاف كمية أول أكسيد الكربون، وفقًا لأبحاث من كلية الطب بجامعة بيتسبرغ.

حيث أظهرت الدراسات أن المدخنين يأخذون باستخدام الشيشة حوالي 100 نفس وسطياً في الجلسة، كل نفس منها يساوي تقريبا نفس كمية الدخان التي يتم استهلاكها عادة من سيجارة واحدة فقط!

هل فعلاً الشيشة أقل ضرراً من السجائر؟

3- -أنبوبة الشيشة غير النظيفة، أو مشاركة الأنبوبة  (الإنفلونزا، ويزيد فرص الإصابة بأمراض مثل (الإنفلونزا، كوفيد-19, التهاب الكبد، والسل).

4- أضرار التدخين على الحامل وخطورة تشوه جنينها، بالإضافة إلى الضرر الذي يسببه التدخين السلبي على المجتمع المحيط بالمدخن.

5- من الضروري ذكر بعض مخاطر استخدام الشيشة التي تشترك بها مع السجائر مثل:

• سرطانات الرئة، المثانة، المعدة، المريء والفم.

• أمراض القلب والرئة والتسمم بأول أكسيد الكربون.

• حالات خطيرة أخرى، مثل هشاشة العظام والعقم والشيخوخة المبكرة.

• تحتوي الشيشة (مثلها مثل السجائر) على كميات كبيرة من النيكوتين، وهي المادة الكيميائية المسؤولة عن الإدمان، وهي التي تسبب الاستمرار في التدخين.

من المهم التنويه أن مقارنة السجائر بالشيشة هي مقارنة غير متكافئة. قد يدخن مدخنو السجائر عدد لا يستهان به من السجائر كل يوم. في الوقت نفسه تجد بعض مدخني الشيشة يدخنونها في نهاية الأسبوع فقط، أو مرتين لثلاث مرات في الأسبوع. لكن في كلتا الحالتين الآثار الضارة على الجسم لا تعد ولا تحصى.

الشيشة الإلكترونية:

لم تنتهي الأبحاث والدراسات الخاصة بالشيشة الإلكترونية بشكل كامل حتى الآن. لكن جميعها أكدت أنها تكاد تكون أكثر ضرراً من الشيشة العادية حتى. تعتمد هذه الأجهزة على بطارية لتسخين سائل يحوي مادة كيميائية، لتتحول إلى بخار يستنشقه الشخص لتسبب ذات الأمراض والأضرار التي ذكرناها، ولكن ربما بتسارع أكبر.

بدأت الكثير من منظمات الصحة الدولية والوزارات والمؤسسات بمحاولة نشر الوعي حول أضرار التدخين الإلكتروني (شيشة أو سجائر) مع الإشارة إلى أن مظهرها الاجتماعي “الراقي” ما هو إلا قناع يخفي وراءه الكثير من الأخبار السيئة القادمة.

الخلاصة:

‌يفتقر المجتمع الحالي بشبابه وبالغيه إلى الوعي الكافي لمعرفة العادات التي تضر أجسادهم. هنا تقع مسؤولية المجتمع الطبي، الذي يتوجب عليه نشر الحقيقة ودحض الخرافات الاجتماعية التي من شأنها إدراج فكرة” اتبع الأقل ضرراً” بدلاً من سعينا لإدراج فكرة” اتبع ما لا يضرك أبدا “.

أما إذا كنا نبحث عن جواب واضح حول مقارنة الشيشة بتدخين السجائر، فإن الأمر يعتمد على مقدار ما تدخنه وعمق استنشاقك له. ولكن يمكننا أن نؤكد أن جلسة واحدة من تدخين الشيشة، برغم نكهاتها المختلفة، فإنها تعادل كميات أكبر من القطران والنيكوتين وأول أكسيد الكربون مقارنة ببعض السجائر.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة
  • المحتوى الذي تستمتع به هنا يمثل رأي المساهم وليس بالضرورة رأي الناشر. يحتفظ الناشر بالحق في عدم نشر المحتوى.

    Rony Issa bronze

    الكاتب Rony Issa

    طالب طب بشري مهتم بنشر الوعي بما يتعلق بصحة الإنسان وعاداته اليومية، من أجل خلق مجتمع مثقّف سليم ومعافى جسدياً ونفسياً.مشارك على مدار آخر عامين في مجال العمل التطوعي الإنساني، بمجالات وتدريبات متعلقة بصحة الطفل وسلوكياته، بالإضافة إلى محاربة العنف بكافة اشكاله، لنعيش في مجتمع يتواصل ويتفاعل بشكل صحيح صحياً. أعمل على نشر بحثي القادم.

    image UGC

    هل لديكم شغف للكتابة وتريدون نشر محتواكم على منصة نشر معروفة؟ اضغطوا هنا وسجلوا الآن!

    انضموا إلينا مجاناً!