هل تعيش النساء أطول من الرجال لكن في صحة سيئة؟

هل تعيش النساء أطول من الرجال لكن في صحة سيئة؟ يتردد على لسان الكثيرين أن النساء لديهن الحظ الأوفر لعيش عمر أطول، لكن السؤال الأهم هنا هل يدل هذا العمر المديد دليلًا على العيش في سعادة وصحة أم إنها مجرد أيام تضاف إلى رحلة شاقة تمر بها الكثير من النساء؟ 

هل تعيش النساء أطول من الرجال لكن في صحة سيئة؟

يعتبر الموت في سن مبكر من الإشارات المتواجدة بكثرة في حياة الرجال، لكن النساء يمكنهن الاستمتاع بحياة طويلة، لكن هل يعني ذلك أنها حياة بلا معاناة أو طول عمر بسبب الصحة؟ الحقيقة أن بعض الدراسات الحديثة أثبتت أن طول عمر المرأة لا يكون دليلًا على ذلك بل على العكس تتمتع المرأة بصحة سيئة مقارنة بالرجل على مدار العمر للأسباب التالية:

المخاطر البيولوجية

بعض الجوانب البيولوجية تشير إلى قدرة النساء على العيش طويلًا، لكن الجانب المظلم منها يؤكد على المعاناة التي تعيش بها النساء حيث ان بعض الجينات تؤدي إلى الإصابة بأمراض محددة مثل السرطان والقلب أكثر مما لدى الرجال، كما أن الأمراض المناعية تصيب النساء أكثر من الرجال.

تصبح المرأة منذ سن المراهقة عرضة لاضطرابات المزاج أكثر من الرجل وهو ما يؤثر على حالتها النفسية ويجعلها تعاني من الكثير من الأعراض مثل القلق والتوتر وبعض الأمراض التي تؤثر على عمل الدماغ مثل الاكتئاب.

تزيد هرمونات الحمل من خطر الإصابة بتسمم الحمل ويمكنها التأثير على عملية انقطاع الطمث، ولها بعض الارتباطات بخطر الإصابة بأمراض القلب.

أمراض الجهاز التناسلي

تعاني النساء في مراحل كثيرة من حياتهن من أمراض ترتبط بالجهاز التناسلي أكثر من الرجل بداية بمشكلات الحمل والولادة مرورًا بالأمراض المنقولة جنسيًا وسرطانات المبيض والرحم وغيرها من الأمراض الخطيرة.

التدخين السلبي

تجبر الكثير من النساء على التواجد في محيط المدخنين على الرغم من عدم رغبتهن في التدخين، وهو ما يتركهن يعانين من التدخين السلبي بقوة وهو ما يؤثر بالسلب على حياتهن الصحية أكثر من الرجال المدخنين بالفعل.

التوتر والقلق

تعيش الكثير من النساء في حالات قلق وتوتر أكبر من الرجال وعلى مدار الحياة مما يؤثر على عمل الجهاز المناعي لديهن وقد يتطور الأمر إلى الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.

العنف ضد المرأة

تعاني المرأة في الكثير من المجتمعات على مدار حياتها من العنف الجسدي والجنسي وبشكل أكبر من الرجال، ومع وجود فرص للنجاة بعد التعرض إلى تلك المواقف إلا إنها تترك ندبات جسدية على الصحة العامة والصحة النفسية خاصة.

الفقر

فرصة عيش النساء في الفقر أكثر من الرجال خاصة مع وجود أطفال وارتباطهم بها، لذلك قد تعاني من صحة هشة طوال حياتها بسبب نقص الموارد التي تدعمها ومنها الموارد الغذائية السليمة والصحية.

التوقعات المجتمعية

يحمل المجتمع بعض النساء مسؤوليات أكبر مما ينبغي عليهن حملها بسبب التوقعات المجتمعية لذلك تعاني وحدها من رعاية الأطفال لسنوات مع التركيز على المظهر الخارجي لا الصحة الداخلية وهو ما يجعل صحتها في حالة سيئة.

لماذا تعيش النساء أكثر من الرجال؟

تعيش النساء أطول من الرجال، ربما رأيت تلك العبارة في مكان أو آخر بينما يسخر كاتبها مما يفعله بعض الرجال من أفعال مجنونة أو خطرة وبدون تفكير، فما الحقيقة وراء هذا الوضع؟ تعيش النساء بالفعل أطول مكن الرجال بخمسة أعوام على الأقل في المتوسط وذلك للكثير من الأسباب ومنها:

كرموسوم إضافي

هناك العديد من العوامل البيولوجية التي تؤثر في عمر النساء ومنها العوامل الجينية التي تجعل المرأة تمتلك كرموسوم X زائداً عن الرجال وأثبتت بعض الدراسات أن هذا الكروموسوم قادر على حمايتها من الإصابة بالأمراض المزمنة بسهولة.

الجهاز المناعي

يمتلك النساء جهازًا مناعيًا أقوى من ذلك الذي يمتلكه الرجال وهو ما يتيح لهن مكافحة شتى أنواع العدوى بسهولة.

الهرمونات

بعض أنواع الهرمونات التي تتواجد لدى السيدات بنسبة عالية مثل الأستروجين والبروجسترون تلعب دورًا كبيرًا في حماية النساء من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطان الخطيرة.

السلوك الصحي

تميل النساء إلى عيش حياة صحية أكثر من الرجال، وذلك للكثير من الأسباب ويمكنك أن ترى الكثير من النساء يستغنين عن الطعام السريع ويتجنبن التدخين ويمارسن الرياضة من أجل الحفاظ على صحتهن وجمالهن، فيما لا يبالي الرجال لهذا الأمر.

الرعاية الصحية

تحصل السيدات على رعاية صحية أعلى من الرجل وخاصة النوع الوقائي من تلك الرعاية، لذلك تجد لديهن فرصة أكبر في الحفاظ على صحتهن في المستقبل.

صحة النساء أسوأ في السن المتقدمة

على الرغم من العوامل التي ذكرناها والتي تشير إلى تمتع النساء بصحة جيدة أكثر من الرجال، إلا أن صحة النساء تكون أسوأ في السن المتقدمة من الرجال وذلك مع وجود نظريات ودراسات تشير إلى أن الرجال عرضة للوفاة أسرع من النساء.

يمكن اعتبار الأمر صحيحًا لأن النساء عندما يصلن إلى سن اليأس، تبدأ الدورة الشهرية بالانقطاع لديهن مما يبعدهن عن فرص الإنجاب وهو ما يسمى بانخفاض الانتقاء الذي يجعل المرأة غير قادرة على تمرير جيناتها إلى الآخرين.

هذا الأمر السابق يجعل المرأة بدون جينات متراكمة كما يحدث في حالة الرجل الذي تدعم فكرة قدرته على الإنجاب في أي سن قدرته الصحية عند تقدم العمر.

يمكن للمرأة أن تصاب ببعض الأمراض أسرع من الرجل عند كبر السن ومنها هشاشة العظام لفقدان كثافة العظام والتهابات المفاصل والسكري والسكتات الدماغية وذلك بسبب العوامل الهرمونية المختلفة.

تتعرض النساء إلى الإصابة بالاكتئاب والقلق واضطرابات المزاج أكثر من الرجال في هذا السن بسبب التغيرات الهرمونية والضغوطات الاجتماعية التي لا تستطيع تحملها والتي يكون البعض منها تراكمي.

تتعرض بعض النساء إلى العنف الأسري أكثر من الرجال وهو ما يؤثر على صحتها في المستقبل، وتعتبر الصحة المنهارة في السن المتقدم من أكثر الأشياء الموجودة في البلدان النامية والتي تعاني منها النساء.

تتغير بنية النساء مع التقدم في العمر ويميلن إلى فقدان العضلات واكتساب الدهون عوضًا عن ذلك، مما يزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض.

هل تعيش النساء أطول من الرجال لكن في صحة سيئة؟ يمكننا الإجابة بنعم على هذا السؤال فعلى الرغم من العمر الطويل الذي تحظى به العديد من السيدات إلا أن الأمر يكون كارثي مع عدم وجود الصحة اللازمة للاستمرار في الحياة أو لدعم الأعمال المطلوبة منها على مدار عمرها.