هل الرسائل النصية من أدوات التنمر الإلكتروني؟ أسبابه وعلاجه

هل الرسائل النصية من أدوات التنمر الإلكتروني؟ بالطبع تعتبر تلك الرسائل التي تنص على الكثير من السخرية أو الأشياء المهينة للطرف المستقبل من أشكال التنمر الإلكتروني، والتي لا يكون الشخص نفسه أو تصرفاته عادة سببا فيها، ولكن للمتنمر أسبابه الكثيرة التي يمكنه التنمر على الآخرين بسببها والتي سنتعرف عليها بالكامل.

هل الرسائل النصية من أدوات التنمر الإلكتروني

تعتبر الرسائل الإلكترونية من أدوات التنمر الإلكتروني التي انتشرت في الآونة الأخيرة وخاصة بين الشباب وذلك لسهولة استخدامها وأثرها السيء على الآخرين دون الإمساك بالمتنمر في الكثير من الأحيان إذا قام بإخفاء هويته.

تشمل تلك الرسائل محاولات تخويف الطرف الآخر أو إهانته أو تهديده بأي شكل من الأشكال وقد يتم نشر مقطع فيديو أو صورة في محادثة جماعية كنوع من أنواع التنمر.

استبعاد شخص ما من محادثات جماعية أو مجموعات، والإلحاح على شخص ما للرد على رسائلك أو التواصل معك يعد من أنواع التنمر.

نصائح لمواجهة التنمر عبر الانترنت؟

إذا كنت تتعرض للتنمر أو أحد الأفراد الآخرين فإليك بعض النصائح التي قد تساعد على تخطي تلك التجربة الصعبة:

المحافظة على الهدوء

من الطبيعي أن تشعر بالغضب أو الحزن أو الخوف عندما تتعرض للتنمر عبر الإنترنت، لكن من المهم أيضًا أن تحافظ على هدوئك قدر الإمكان، لذلك فكر بهدوء وحاول استيعاب الموقف بشكل أفضل مما يساعدك على اتخاذ القرار السليم.

عدم الرد

يعتبر عدم الرد من أفضل سبل مواجهة المتنمرين، لذلك لا ترد على المتنمر أبدًا بل تجاهله قدر الإمكان ولا تحاول أن تتناقش معه فيما يحدث.

مجرد ردك يجعله يشعر بالانتصار وأنه يمكنه تهديدك أو التمادي في أذيتك، ولكن صمتك يعني أن كلامه غير مهم وسيقوم ذلك بسد كافة السبل أمامه.

اجمع أدلتك

كي تثبت تعرضك للتنمر من قبل شخص ما يجب أن تقوم بجمع الأدلة حول ما يحدث معك، لذلك احتفظ بجميع الرسائل النصية أو رسائل البريد الإلكتروني أو المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي أو أي أدلة أخرى على التنمر.

يمكنك بعد ذلك استخدامها في الإبلاغ عما يحدث معك والتأكيد على تعرضك للتنمر، والتقط لقطات من الشاشة من جميع الرسائل والمنشورات، وقم بحفظها في مكان آمن.

تحدث مع من تثق بهم

تحدث إلى أحد والديك أو أحد معلميك أو أصدقاءك ممن تثق بهم، فكل هؤلاء يمكنهم تقديم المساعدة لك على أكمل وجه، ولا تخجل من ذلك لأنك الضحية التي يجب أن تحصل على الدعم كله، كما أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يهتمون بك ويريدون مساعدتك.

الإبلاغ عن المتنمرين

يمكنك الإبلاغ عن المتنمر عبر منصة التواصل الاجتماعي التي يستخدمها، أو الإبلاغ عنهم لدى المكان المتواجدين به إن كان مدرسة أو جهة قانونية.

تأكد من اتباع إرشادات الإبلاغ الخاصة بالمنصة أو الجهة التي ستبلغ عنها ولا تخف لأنهم سيساندونك على الفور.

الحماية

قم بحماية حساباتك الإلكترونية على الفور وسارع إلى حذف أي صور أو فيديوهات يمكن استغلالها ضدك، لأن المتنمر من الممكن أن يسعى إلى اختراق حساباتك.

بدل إعدادات الخصوصية على حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي لجعلها أكثر خصوصية، وقم بحظر حسابات الشخص الذي يطاردك.

ومن البداية يجب ألا تقبل طلبات صداقة من أشخاص لا تعرفهم وكن حذرًا بهذا الشأن، ولا تشارك معلوماتك الشخصية مع الآخرين دون داع.

اعتن بنفسك

من المهم أن تعتني بنفسك على الجانب الجسدي والنفسي خلال هذه الفترة الصعبة، كما عليك أن تتأكد من الحصول على قسط كبير من النوم وتناول الطعام الصحي واعمل على ممارسة المزيد من الرياضة بانتظام.

تحدث إلى شخص تثق به عن مشاعرك، أو اطلب المساعدة إذا كنت بحاجة إليها.

يجب أن تعلم أنك لست وحدك فهناك العديد من الأشخاص الذين يتعرضون للتنمر عبر الإنترنت، وهناك العديد من الموارد المتاحة لمساعدتك حيث تعمل المجتمعات الآن على محاربة التنمر بكل أشكاله فلا تتردد في طلب المساعدة ولا تحاسب على خطأ لم يكن خطأك.

يجب أن تعلم أنك قوي وقادر على التغلب على أي صعاب تواجهك.

أثر التنمر على الضحية

يمكن أن يكون للتنمر، سواء كان جسديًا أو لفظيًا أو عاطفيًا، آثارًا سلبية كبير على الضحايا سواء على المدى القصير والطويل. وتشمل بعض هذه الآثار:

يبدأ الضحية بالشعور بالوحدة والعزلة وذلك لأنه يظن أن مشكلته لا حل لها وأن السماء باتساعها لم تعد تغطيه وكذلك لم يعد له مكانًا على الأرض وهو ما قد يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب الشديد، والابتعاد عن الأنشطة الاجتماعية خوفًا من التعرض للتنمر مرة أخرى.

يبدأ الضحية في فقدان ثقته بنفسه وبالآخرين، فقد يشعر الضحية بانعدام القيمة وعدم القدرة على تحقيق أي شيء، مما قد يؤثر على تحصيله الدراسي وعلاقاته الاجتماعية وحياته المهنية والعملية.

كما ذكرنا يمكن أن يصاب الضحية بنوع من أنواع الاكتئاب والقلق، حيث يعاني الضحية من أعراض الاكتئاب المدمرة مثل الشعور بالحزن واليأس وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كان يستمتع بها، واضطرابات النوم من أرق أو نوم متواصل، وصعوبة التركيز.

تتوارد الأفكار الانتحارية في بعض الحالات على رأس الضحية، وربما ينفذ الأمر كوسيلة للهروب من الألم والمعاناة.

قد يؤدي التنمر إلى الألم والإصابات الجسدية نتيجة للتنمر الجسدي أو اعتداء أي مجموعة من الأصدقاء المتنمرين عليك.

تتطور المشاكل الصحية لدى ضحية التنمر نتيجة للمشكلات النفسية، وقد يصاب الضحيةبالصداع والآلام في المعدة والتهابات القولون العصبي، نتيجة للضغط النفسي والقلق.

الإصابة باضطرابات النوم من الأعراض التي قد يعاني الضحية منها مثل صعوبة النوم أو الاستيقاظ المتكرر خلال الليل، مما يؤثر على الصحة العامة وطاقته.

يفقد الضحية الشهية أو يفرط في تناول الطعامفقد يعاني الضحية من أعراض مضطربة في تناول الطعام كطريقة للتعامل مع مشاعره السلبية.

من الآثار الاجتماعية التي تحدث نتيجة للتنمر صعوبة تكوين العلاقات، فيجد الضحية صعوبة في تكوين علاقات جديدة مع الآخرين، أو الحفاظ على علاقاته الحالية، بسبب انخفاض ثقته بنفسه وخوفه من التعرض للرفض.

بعض ضحايا التنمر يتحولون إلى متنمرين جدد فيما يعرف بالتنمر المضاد،وقد يلجأ الضحية إلى ممارسة التنمر على الآخرين كطريقة للدفاع عن نفسه والشعور بالقوة.

يتسرب بعض الضحايا من المدرسة ويبتعدون عن التعليمخوفًا من التعرض للتنمر المتراكم مما يؤثر على المستقبل، وما يترتب عليه من انخفاض التحصيل الدراسيبسبب صعوبة التركيز وفقدان الاهتمام بالمدرسة.

وتختلف شدة هذه الآثار من شخص لآخر، اعتمادًا على عوامل مختلفة مثل نوع التنمر ومدته وشدة التعرض له، وخصائص الضحية مثل عمره وجنسه وشخصيته، ولذلك، من المهم التدخل لمنع التنمر ومعالجته في أسرع وقت ممكن، لحماية الضحية من هذه الآثار السلبية.

الأسباب المستخدمة في التنمر الالكتروني؟

لماذا يحدث هذا لي؟ هذا هو السؤال الذي يرد على ذهن من يتعرضون للتنمر في أي وقت، لذلك إليك بعض الأسباب التي تؤدي إلى التنمر بك أو بغيرك.

الشعور بعدم الثقة

للأسف يعتقد من يتعرض للتنمر أنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه، لكن في الحقيقة يكون المتنمر هو الشخص الأضعف في تلك الحلقة، حيث يعاني من ضعف الثقة بالنفس واهتزاز صورته أمام نفسه ويسعى إلى استخدام التنمر كوسيلة لإبراز نفسه والحصول على أهمية لذاته على حساب الآخرين.

الانتقام

يلجأ البعض أيضًا إلى التنمر بهدف الانتقام من أشياء حدثت لهم في الماضي وقد يكون هذا الشخص هو السبب في هذا الأمر أو يذكره بذلك.

الغيرة

إذا كنت من الأشخاص الناجحين سيكون التنمر عليك بسبب الغيرة منك أو من شعبيتك المتزايدة.

البحث عن الاهتمام من الآخرين

يعاني المتنمر من عدم الاهتمام لذلك يلجأ إلى محاولة جذب الاهتمام إليه حتى وإن كان سلبيًا.

البيئة

إذا كان المتنمر يعيش في بيئة عنيفة فقد يعتاد على سلوكياته الخاطئة عن طريق المنزل مع نقص الإحساس بالأمان والحنان والحب، لذلك يزداد تصرفه السيء تجاه الآخرين.

حتى في حالة لم يكن الآباء هم من يتنمرون على الطفل، إلا أن التسامح في التنمر يجعلك ترى التنمر سهلًا بل وممتعًا في الكثير من الأحيان.

ضغط الأصدقاء

يمكن أن يكون الشخص نفسه لا يفضل التنمر، لكنه يلجأ إلى ذلك بسبب تنمر الآخرين عليه إن لم يجاريهم في التنمر، وكذلك كي يحصل على مكانة جيدة بين أصدقائه وفقًا لما يعتقده.

قلة الوعي

قد لا يدرك الفرد المتنمر خطورة ما يفعله مما يجعله يزيد من سلوكياته المتنمرة، دون أن يدري أن ذلك يحطم حياة ضحيته.

التأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي

تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي بالسلب على الفرد وتجعله يعتاد التنمر لرؤيته له في كل مكان حوله.

الحالة النفسية

تؤثر الحالة النفسية بشكل كبير على المتنمر وتجعله يزداد سوء بسبب إصابته بالنرجسية أو اضطراب الشخصية الحدية، ويلجأ بعضهم إلى الرسائل الإلكترونية للتنفيس عن غضبهم سواء لسبب عادي أو بسبب حالتهم العاطفية غير المستقرة.

كيف يكون التنمر الالكتروني؟

يعتبر التنمر الإلكتروني من أبرز أشكال التنمر والذي يعتمد على استخدام التكنولوجيا، بما في ذلك:

استخدام الإنترنت لممارسة التنمر الإلكتروني من خلال نشر رسائل مسيئة أو تهين الضحيةعبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو إرسال رسائل بريد إلكتروني لا يريد الاطلاع عليها، أو نشر صور أو مقاطع فيديو محرجة لشخص لهذا الشخص عبر الإنترنت دون موافقته.

من الوسائل المستخدمة في التنمر الإلكتروني الهواتف المحمولة وحتى بدون وجود إنترنت عن طريق إرسال رسائل شخصية تهينه أو تبتزه بسر ما أو الاتصال به وتوجيه التنمر المباشر إليه.

يتم استخدام ألعاب الفيديو لممارسة التنمر الإلكتروني من خلال إرسال رسائل مسيئة أو مهينة للاعبين الآخرين، أو استبعادهم من اللعبة، أو مضايقتهم عبر الإنترنت.

تشمل أنواع التنمر التي تصدر عن الآخرين الإساءة اللفظية سواء مكتوبة أو صوتية أو المضايقة مع إرسال رسائل متكررة أو غير مرغوب فيها لشخص ما عبر الإنترنت بهدف إزعاجه أو جعله يشعر بالخوف من مغادرة مكانه.

نشر شائعات أو أكاذيب عن شخص ما عبر الإنترنت بهدف إلحاق الضرر بسمعته وهو ما يعرف بالتشهير ويعاقب عليه القانون.

تعمد استبعاد شخص ما من محادثات جماعية أو مجموعات عبر الإنترنت أو منعه من المشاركة في أنشطة اجتماعية عبر الإنترنت أو انتحال شخصية شخص ما عبر الإنترنت ونشر رسائل أو منشورات باسمه بهدف تدمير حياته وإلحاق المزيد من الضرر به.

مشاركة محتوى محرج مثلما ذكرنا من مشاركة صور أو مقاطع فيديو محرجة لشخص ما عبر الإنترنت بدون أن يكون له يد في ذلك أو موافقًا عليه لتدمير سمعته كليًا لدى الآخرين.

تعرفنا على إجابة سؤال هل الرسائل النصية من أدوات التنمر الإلكتروني وما هي الأسباب الواقعة خلف التنمر الإلكتروني وطريقة علاجها وتخليص من يعاني منها من تلك المشكلة التي قد تدمر حياته بالكامل.