ممثلة ومغنية تدخل القلب، أدت مختلف الأدوار وبرعت فيها إنها الفنانة المصرية هدى سلطان التي تمرد على تقاليد العائلة وحققت حلمها بالتمثيل والذي كان السبب في انفصالها عن أول أزواجها.
تزوجت هدى خمس مرات وكان أطول زيجاتها هو الفنان الشهير فريد شوقي الذي أنجبت منه ابنتيها، ولكن انفصل بعد قصة حب وزواج لسنوات، وبعد رحلة عطاء لمدة 81 عاما غيبها الموت، مسيرتها الفنية وأبرز المعلومات عن حياتها في السطور التالية..
اسمها بالكامل بهيجة عبد العال ولدت هدى في إحدى القرى تسمى كفر أبو جندي، التابع لمركز قطور بمحافظة الغربية في 15 أغسطس عام 1925، شقيقة الممثل والمطرب محمد فوزي، ولديها شقيقة أخرى تدعى هند واسمها الفني هند علام.
ولدت في عائلة إقطاعية وكان رجل ثري يملك ثروة كبيرة وعدداً كبيراً من الأفدنة الزراعية، تزوج والدها من 3 نساء وأنجب 20 ولدا وبنت كان منهم 10 بنات و10 أولاد.
وتمرد شقيقها الأكبر محمد على قيود العائلة ودخل المجال الفني وحقق نجاحا كبيرا في الغناء والتلحين والإنتاج.
كان شقيقها محمد فوزي هو بواباته لكي تستطيع دخول الوسط الفني هي الأخرى، وبعد وفاة والدها انتقلت للقاهرة للعيش مع زوجها بالقرب من شقيقها في القاهرة، وحاولت إقناع شقيقها بموهبتها لكي يسمح لها بالتمثيل، ولكنه كان يرفض بسبب غيرته الشديدة عليها.
ودخلت هدى الوسط الفني بمحض الصدفة، فدعتها صديقة إليها لكي تغني في حفل كبير حضره مجموعة من النجوم كان من بينهم المنتج جبرائيل تلمحي الذي رشحها لأول أدوارها فيلم "ست الحسن" وقرر أن يمضي معها عقدا لمدة ثلاث سنوات.
وكان فيلم ست الحسن، ولكي تستطيع هدى إقناع شقيقها لجأت للفنان فريد الأطرش الذي توسط لها لدى الفنان محمد فوزي، وبالفعل مثلت الفيلم في عام 1950 وحققت نجاحا كبيرا.
اسم هدى سلطان كان من اختيار محامية الفنانة "هدى" وهي مفيدة عبدالرحمن، التي اختارت لها اسم هدى بدلا من بهيجة وأخبرتها أنه أنسب إليها، وفجأة أثناء حديثها مع المحامية اتصل بها صديق يدعى سلطان، فأطلقت عليها اسم هدى سلطان بمحض الصدفة.
كانت هدى عمرها 14 عاما حينما واجهت العائلة برغبتها في العمل بالتمثيل مثل شقيقها الفنان محمد فوزي، وتم زواجها بعدها مباشرة من أول أزواجها وهو محمد نجيب.
انتقلت هدى في منتصف الأربعينات من القرن الماضي مع زوجها ووالد ابنتها الكبرى نبيلة للعيش في القاهرة، وأصرت على تحقيق رغبتها الأولى، وبعد أول أدوارها في فيلم "ست الحسن" طلقها زوجها من شدة الغيرة عليها بعد أن نجحت وأصبحت وجها معروفا تتصارع الناس في الشوارع من أجل الحديث معها.
تخيلت هدى أن زواجها من المخرج والمنتج والموزع السينمائي فؤاد الجزايرلي سيكون حماية لها ضد أهلها بعد انفصالها لكي تكمل حلمها في التمثيل.
فأصرت على الزواج من الجزايرلي، الذي تعرفت عليه في بداية دخولها عالم الفن، ولكن بعد الزواج ومع بداية شهرة هدى وتعدد أدورها سيطرة الغيرة على قلب زوجها وانفصلا ولكن هذه المرة دون أن تسفر الزيجة عن أبناء.
حينما دخلت هدى عالم الغناء كان فؤاد الأطرش شقيق فريد الأطرش وأسمهان واحد من أهم الملحنين الذين تعاونت معهم، ولكن سريعا ما فوجئت بفريد يخبرها برغبة شقيقه في الارتباط بها.
وافقت هدى ولكن هذه الزيجة كان عمرها عدة شهور فقط، ووقعت مشاكل وخلافات بينهما أدت للانفصال السريع رغم محاولات شقيقه فريد للإصلاح بينهم إلا أن المحاولات لم تفلح، واستمر التعاون الفني بينهم بعد الطلاق.
دخل فريد شوقي إلى غرفة هدى أثناء تصويرها أحد المشاهد ووضع ورقة، وبعد انتهاء التصوير أخذت هدى تعنف الفراش لأنه سمح لفريد شوقي للدخول لغرفتها.
فجاء فريد ليعتذر لهدى فقالت له إنها ليست مثل السيدات التي يمكنه التسلي بها، فرد عليها إنه يريد أن يتزوجها فجاء ردها بالموافقة في الحال.
تزوجت هدى وفريد شوقي وكانت أطول زيجاتها وأنجحها، واستمر الزواج 15 عاما، وأنجبا خلالها ابنتهما ناهد ومها وأسسا سويا شركة إنتاج سينمائي وقدما ما يزيد عن عشرين فيلما مشتركا، ولكن انتهت قصة الحب الشهيرة بالانفصال في عام 1969.
ومن أشهر الأفلام التي قدمها الثنائي سويا هي رصيف نمرة 5، أبو الدهب، جعلوني مجرما، الأسطى حسن، المحتال، والنمرود.
أما عن سبب الطلاق، فيرجع لأنه بعد توقف إنتاج الأفلام بعد نكسة عام 1967 سافر فريد شوقي إلى تركيا، وألحت هدى عليه بالعودة لمصر ولكنه كان يرفض.
بدأت الصحف تنشر خبر المعجبات التي تحيط بفريد شوقي في تركيا قررت هدى السفر بنفسها والتأكد فسافرت وشاهدت المعجبات تحيطه فعادت لمصر وصممت على الانفصال، وحاول فريد شوقي إرجاعها عن قرارها بشتى الطرق ولكنها صممت.
بعد انفصالها عن فريد شوقي تزوجت هدى من زوجها الخامس والأخير وهو المخرج المسرحي حسن عبد السلام.
بعد أول أدوارها في ست الحسن والقبول الكبير الذي حققته في قلوب المشاهدين بدأت البطولات تنهال على هدى بشكل سريع ففي عام 1952 قدمت مع فريد شوقي أول أفلامهم سويا وهو فيلم الأسطى حسن الذي حقق نجاحا كبيرا.
وفي نفس العام قدمت فيلم حبيب قلبي وهو الفيلم الوحيد الذي شارك فيه الملحن الشهير رياض السنباطي، وفي عام 1953 قدمت مع يوسف بك وهبي فيلم بيت الطاعة.
وفي نفس العام شارك فريد شوقي فيلم حميدو، وشاركت الفنان عماد حمدي فيلم مكتوب على الجبين، وفي عام 1954 جمعها بوحش الشاشة فريد شوقي فيلم المحتال، وقدما سويا في نفس العام فيلم جعلوني مجرما.
كما قدمت معه في نفس العام أيضا فيلم أبو الدهب، وفي عام 1956 قدما واحد من أروع أفلام السينما وهو رصيف نمرة 5، وتعاونا في نفس العام في فيلم النمرود وفيلم بورسعيد.
وفي الستينات قدمت مجموعة رائعة من الأفلام مثل فيلم زوجة من الشارع مع عماد حمدي وفيلم صائدة الرجال وتعاونت فيه مع شكري سرحان.
وفي عام 1961 قدمت فيلم حياتي هي الثمن مع الفنان أحمد مظهر، وفي السبعينات قدمت مجموعة من الأفلام المميزة مثل فيلم عودة الابن الضال مع المخرج يوسف شاهين.
وفي الثمانينيات قدمت مجموعة متنوعة من الأفلام مثل وداعا بونابارت، الجريح، وصمة عار، وفي عام 1990 تعاونت مع المخرج العالمي يوسف شاهين في فيلم إسكندرية كمان وكمان.
أما أخر ظهور لها في السينما كان من خلال فيلم من نظرة عين مع الفنانة منى زكي في عام 2003. وفي التلفزيون كان لها حضورا قويا بمجموعة مميزة من المسلسلات.
منها مسلسل زينب والعرش، علي الزيبق، واشتراكها في ليالي الحلمية الجزء الأول، ودور أمينة في مسلسل بين القصرين، وفي عام 1996 قدمت المسلسل الشهير الوتد.
وشاركت في مسلسل رد قلبي، والليل وآخره في عام 2003 مع الفنان يحيى الفخراني، ومسلسل أحلام البنات في 2004 وفي 2005 كان أخر أعمالها في التلفزيون من خلال مسلسل للثروة حسابات أخرى ومسلسل سلالة عابد المنشاوي.
عاشت الفنانة الراحلة مرارة فقد الأبناء وتوفيت ابنتها مها فريد شوقي فمرضت ورحلت بعدها بخمسين يوما نتيجة مضاعفات مرض السرطان، يوم 5 يونيو عام 2006 عن عمر يناهز 81 عاماً.
