المهندس هاني عازر خبير الأنفاق العالمي أو "أمنوحتب الفراعنة" كما تطلق عليه الصحافة في أوروبا هو مهندس مصري ألماني أشرف على إنشاء العديد من المحطات العالمية في أوروبا وفي مصر، ومنها محطة قطار برلين، ومعًا سنتعرف على قصة نجاحه الملهمة.
هاني حلمي عازر هو مهندس مصري ألماني ولد في مدينة طنطا بمصر في 11 نوفمبر عام 1948 درس في مدرسة أحمد ماهر الابتدائية في مدينة طنطا.
مدرسة هاني عازر في المرحلة الثانوية كانت مدرسة النقراشي الثانوية في مدينة القاهرة، ودرس الهندسة المدنية في جامعة عين شمس وحصل منها على درجة البكالوريوس عام 1973.
وبعدها سافر إلى ألمانيا لاستكمال دراسته في الهندسة المدنية في مدينة بوخوم الألمانية، وتخرج فيها عام 1978 واستقر هناك للعمل في مجال البناء وخاصة في الأنفاق.
ترأس هاني العديد من الفرق الهندسية، ولعل أهمها فريق بناء نفق "تيرجارتن" تحت مدينة برلين عام 1994، وبعدها أصبح من كبار المهندسين في أوروبا.
زوجة هاني عازر
تزوج عازر من سيدة ألمانيا غير معروفة ولديه منها ولدان أحدهما يعمل مهندسًا ميكانيكيًا، والآخر مهندسًا كهربائيًا ويعيشوا معًا في ألمانيا، ويعود لفترات إلى مصر للعمل على مشاريع قومية.
ولد هاني لأسرة مسيحية فوالده هو حلمي عازل، ووالدته هي آنجيل صليب يوسف، ولديه 3 أخوة وهم جرجس، وطلعت، ونبيل، وأختان هما فايزة وسهير.
تحدث عازر عن قصة نجاحه وكفاحه التي لم تكن سهلة إطلاقًا فمسيرة 40 عامًا من النجاح والإنجازات التي يتشرف بها أي مواطن مصري جاءت بعد كد وتعب شاق.
وكشف عازر عن بداية حياته أنه بدأ من "الصفر" وبالكفاح والعمل تمكن من تحقيق أحلامه، فلم يبدأ عمله كمهندس خبير ويقدره الجميع، وإنما عمل الكثير من الوظائف.
حيث قال إنه كان يبيع جرايد الساعة 4 صباحًا وعمل نادل أيضًا في عدة مطاعم لكي ينفق على نفسه ولم يكن يخجل من القيام بتلك المهام إطلاقًا.
كما أضاف في حواره التلفزيوني أن حياته كانت بسيطة للغاية، وأكثر من شجعه هما والدها حيث كانا الداعمين الأهم في حياته وظلا يشجعانه لتحقيق طموحاته وأهدافه المستقبلية.
لم يعرف عازر المستحيل فإذا واجهته مشكلة لا يتوانَ عن التفكير فيها حتى يحلها، وذكر في أحد حواراته:
"عندما تواجهني مشكلة في العمل لا أجد لها حلاً رغم مواصلة التفكير في مخرج لها، أتركها وأخرج للشرفة وأشرب كوب شاي وأدندن بلحن لعبد الحليم حافظ أو أفكر في أي شيء آخر، وللعجب يقتحم الحل خلوتي، فأعود مسرعًا للعمل."
أظهر هاني عازر تفوقًا ونبوغًا كبيرين في ألمانيا وتدرج في مسيرته الدراسية والمهنية بسرعة، وبعد التخرج تلقى عرض عمل من كبرى شركات البناء الألمانية شركة "بولنسكي سولنا" ومن خلال العمل معها أشرف على عدة مشاريع بناء كبيرة.
ومن أهم إنجازاته هو ترأسه لفريق بناء نفق "تيرجارتن" تحت برلين عام 1994 ويعد هذا المشروع من أبرز المشروعات التي فتحت له آفاق واسعة للعمل في مشاريع أخرى.
وأظهر هاني في هذا المشروع مهارته وذكاءه فبسبب صعوبة التضاريس وعدم استقرار التربة كان من الصعب إنشاء هذا النفق، ولكنه تمكن من حل هذه المشكلة، وبعدها أصبح اسمه مرتبطًا ببناء العديد من الأنفاق حول أوروبا.
وبحلول عام 1995 أصبح عازر كبيرة المهندسين لأكبر محطات قطارات في أوروبا وهي محطة قطار "ليرتر بانهوف" في مدينة برلين الألمانية، وتوالت المشاريع الضخمة التي أشرف عليها بعد ذلك.
ففي عام 2006 شيد محطة سكة حديد برلين ويعد من أهم مشاريع في مسيرته المهنية الحافلة بالعديد من النجاحات، وبسبب هذا المشروع كرمته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في العام نفسه وحصل على وسام الاستحقاق الألماني نظرًا لخدماته للدولة الألمانية.
وأشرف عازر على مشروعات ألمانية ضخمة وكبيرة وتصل ميزانية أحد المشروعات 700 مليون يورو. وفي عام 2018 اختير من قبل وزارة الهجرة المصرية ليكون رئيسًا شرفيًا مدى الحياة لمبادرة "مصر تستطيع" كما عُين عضوًا فخريًا في مجلس علماء مصر.
وفي أواخر عام 2018 كلفه الرئيس عبد الفتاح السيسي لمتابعة المشروعات القومية التي تنشئها مصر، كما عُين مستشارًا للشؤون الهندسية والمشروعات المصرية القومية التي تنفذها الدولة.
ومن ضمن المشروعات التي أشرف عليها في مصر المشروع القومي للطرق، ومشروع نفق قناة السويس الجديدة التي يُعد الأضخم في تاريخ مصر والشرق الأوسط، والذي نفذ في وقت قياسي وتم الانتهاء منه في 2019 خلال 3 سنوات فقط.
وتتكون من 6 أنفاق تمتد أسفل قناة السويس ومنها نفقان في بورسعيد، ونفقان في الإسماعيلية، ونفق الشهيد أحمد أحمد1 ونفق الشهيد أحمد حمدي 2، وتكلف هذا المشروع 12 مليار جنيه مصري.
كذلك أشرف عازر على تطوير شبكة سكك حديد مصر، وفي الوقت نفسه يعمل في مدينة فرانكفورت الألمانية كأحد كبار المهندسين فيها.
وطوال مسيرته المهنية ترأس عازر العديد من المناصب، ومنها رئيسًا لفريق بناء نفق تيرجارتن في برلين عام 1994، وكبير المهندسين في محطة "ليرتربانهوف" في برلين عام 1995.
فضلًا عن تقلده منصب رئيس شرفي لمؤسسة "مصر تستطيع" وعضو فخري في مجلس علماء مصر، ومستشار للشؤون الهندسية في مصر منذ عام 2018.
حصل هاني عازر على العديد من الجوائز والتكريمات نظرًا لجهود الكبيرة سواء في ألمانيا أو في بلده مصر، ومنها:
- وسام الاستحقاق الألماني عام 2006 بعد تشييده محطة سكك حديد برلين وكرمته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بنفسها.
- أدرج في قائمة أهم 50 شخصية ألمانية.
- حصل على وسام الاستحقاق من جمهورية ألمانيا الاتحادية عام 2019 عن جميع إنجازاته.
هاني عازر المصري حتى النخاع يُشبه الألمان بأبي الهول المصري، وهو مثال حي على عبقرية المصريين التي تتجلى معظمها في الخارج.