هاني رشوان.. قصة نجاح ملهمة في مجال التكنولوجيا المالية

لم تكن رحلة رجل الأعمال المصري هاني رشوان في عالم ريادة الأعمال مفروشًا بالورود، بل واجه الكثير من التحديات، وفشل مشروعه الأول، وخسر الكثير من الأموال، إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة رحلته، حتى حقق نجاحًا كبيرًا بتأسيس شركة Payout، ومن ثم النجاح في قطاع العملات المشفرة بتأسيسه شركة 21.co، في السطور التالية نسلط الضوء على رحلته في عالم ريادة الأعمال والتحديات التي واجهها.

من هو هاني رشوان؟

هو رجل أعمال ومهندس كمبيوتر مصري، ولد في 7 مايو عام 1990 في القاهرة، وهو مؤسس شركة  21.co، ومؤسس سابق لشركتي Ribbon، وPayout.

ولد هاني رشوان، وترعرع في بيئة شجعته على الابتكار والإبداع، وقد أبدى منذ سنوات شبابه اهتمامًا كبيرًا بالتكنولوجيا وريادة الأعمال، وهو ما دفعه لدراسة التخصصات ذات الصلة.

بدأت مسيرته الريادية الأولى خلال سنوات الدراسة عام 2012، حيث أسس شركة Kout المتخصصة في تطوير المنتجات وحلول الدفع، ورغم فشل الشركة وإغلاقها، واصل مسيرته الريادية، وبدأ مشروعه الريادي التالي بتأسيسه شركة Payout، والتي ركزت على تقديم حلول مبتكرة لتسهيل العمليات المالية الرقمية، وتحليل البيانات الرقمية.

يؤمن هاني رشوان بأهمية الابتكار المستمر، ويضع تحسين جودة الخدمات المالية الرقمية ضمن أولوياته. يسعى لتحقيق رؤية تهدف إلى تعزيز التكنولوجيا المالية في الأسواق النامية وتوسيع خدماته لتشمل قطاعات جديدة.

حقق رشوان بعدها نجاحًا كبيرًا في قطاع العملات المشفرة، وقد حصل على العديد من الجوائز خلال مسيرته، ومنها تصنيفه في قائمة فوربس 30 تحت سن 30.

نشأ متنقلًا بين عدة مدن

ولد هاني رشوان في مدينة القاهرة، ونشأ في مدينة الإسكندرية، وقد نشأ في عائلة مشجعة للابتكار والإبداع، وكان لجداه أثر كبير على تفكيره ونشأته. كانت جدته أول سيدة تتولى منصب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لميناء الإسكندرية، أما جده، فقد كان خبيرًا في علم التشفير والبرمجة الحاسوبية، وكان ضابطًا في مخابرات الجيش المصري.

عاش رشوان طفولته متنقلًا بين عدة مدن، لذا يصف نفسه رحالًا، وقد كانت لتلك الرحلات أثر مهم على تشكيل شخصيته المحبة للمغامرة في المستقبل. في سن السابعة، انتقلت عائلته إلى مدينة بيتسبرغ في بنسلفانيا بالولايات المتحدة بسبب عمل والده، وخلال تلك الفترة، تنقلت العائلة لفترات قصيرة في السعودية وكارولينا الشمالية بالولايات المتحدة.

خلال المرحلة المتوسطة، انتقلت العائلة مرة أخرى إلى أوكلاهوما سيتي، حيث عمل والده في مشروعات المستشفيات، وخلال المرحلة الثانوية، انتقل عائلته مرة أخرى إلى مدينة كولومبوس في ولاية أوهايو، وكان يحب مرافقة والده في رحلاته إلى مدينة سان فرانسيسكو.

شخصية ريادية منذ الصغر

امتلك هاني رشوان شخصية ريادية منذ صغره، فقد اكتشف شغفه في التكنولوجيا في سن مبكرة، وحصل على أول حاسوب له من نوع Dell Inspiron في عمر 11 عامًا، ولم يستخدم الجهاز للعب مثل بقية الأطفال، بل انشغل بتعلم المزيد حول البرمجة وبرامج الكمبيوتر.

خلال المرحلة المتوسطة، انشغل هاني بالعمل على نظام التشغيل Linux، وهو نظام تشغيل حر مفتوح المصدر، وتمكن من خلال هذا النظام إنشاء موقعه الإلكتروني الأول.

خلال المرحلة الثانوية، كان رشوان مهووسًا بالألعاب الإلكترونية مثل بقية أقرانه، لكنه لم يكتفِ باللعب فحسب، بل أنشأ موقعي ألعاب إلكترونيين وهو في الـ14 من عمر فقط، وحققا ما يصل إلى 600 ألف زائر في أحد الأعوام.

تمكن رشوان من جني أموال من عمل لافتات الإعلانات التجارية والتسجيلية، وخلال تلك الفترة، بدأ بالتعرف على مبرمجين للعمل لحسابهم الخاص، وساعدوه على صيانة مواقعه الإلكترونية، وكانت تلك تجربة مبكرة له في ريادة الأعمال.

خلال سنوات نشأته، كان رشوان يرافق والده في رحلاته في مدينة سان فرانسيسكو لاكتشاف كل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا، ففي  عام 2007، شارك في مؤتمر TechCrunch 40، وشاهد عرض إطلاق Dropbox، والتي تعد أول خدمة تخزين سحابي.

دراسته الجامعية

في عام 2010، قرر رجل الأعمال المصري هاني رشوان الالتحاق بجامعة أوهايو لدراسة الاقتصاد وعلم الحاسوب، وخلال دراسته الجامعة، بدأ في إنشاء مشروعه الريادي الأول، والذي لم يحقق النجاح.

لم يكمل هاني دراسته في جامعة أوهايو لانشغاله بتسيير مشروعاته الرائدة، إلا أنه في عام 2017، قرر الانتقال للدراسة في جامعة كولومبيا لإكمال دراسته.

مشاريع تكنولوجية مبكرة

خلال دراسته في جامعة أوهايو، تعرف هاني رشوان على رائد أعمال بريطاني اسمه ديفان كوشال، والذي كان يعمل على تقنية مدفوعات تجارة إلكترونية يمكنها مساعدة صغار البائعين على وضع رابط شراء على صفحاتهم الإلكترونية.

قرر رشوان الانضمام إلى مشروع كوشال، وأسسا معًا شركة Kout المتخصصة في حلول الدفع وتطوير المنتجات، وبعدها قدما طلبًا للانضمام إلى حاضنة للشركات الناشئة في سان فرانسيسكو، وتمكنا من الحصول على استثمار قيمته 1.6 مليون دولار، وذلك في أوائل عام 2012.

كانت طموحات رشوان لهذا المشروع ضخمة للغاية، فقد آمن بأن شركته ستصل قيمتها السوقية 100 مليار دولار، إلا أن الواقع كان مغايرًا لتلك التوقعات، فسرعان ما انهارت شركته الناشئة، رغم استخدام حوالي 200 تاجر رابط الشراء الذي وفرته شركته.

كانت شركته الناشئة الأولى فاشلة، وانتهت بخلافات قضائية بينه وبين شريكه كوشال، فحصل كوشال على العلامة التجارية، بينما احتفظ رشوان بالمنتج وبراءة الاختراع.

تأسيس Payout نقطة فارقة في مسيرته

كان الفشل في مشروعه الأول درسًا تعلم هاني رشوان من خلاله كيفية تجنب الأخطاء، ودراسة السوق بشكل أفضل، لذا قرر إعادة تسمية الشركة إلى Ribbon، إلا أنه واجه المشكلات نفسها، رغم جذبه للشركات، لكنه فشل في أن يصل إلى الجمهور المستهدف.

قرر رشوان عند تلك النقطة التوقف والعودة إلى الدراسة، حيث التحق بجامعة كولومبيا، وعمل لفترة على تطوير تقنيته التي سمحت للشركات المالية منح الأموال للمستهلكين بشكل مباشر دون الحاجة إلى وسطاء.

خلال تلك الفترة، اكتشف رشوان طلبًا هائلًا على القروض، لذا تأسست شركته Payout، وهي شركة توفر للمقرضين عبر الإنترنت واجهة برمجة تطبيقات للدفعات والصرف.

تعاونت شركته مع كبار المقرضين  عبر الإنترنت، ومنها LendUp وProsper، وتمكن المقرضون من دفع الأموال إلى بطاقات الائتمان الخاصة باستخدام المنصة، وبحلول عامها الثاني، نقلت الشركة أكثر من 50 مليون دولار من القروض.

تأسيس شركة 21.co للعملات المشفرة

بعد نجاح تجربة مشروع Payout، اتجه هاني رشوان إلى مشروعه الريادي التالي، وهي شركة 21.co، والتي عرفت في البداية باسم Amun، وذلك في عام 2018، وهي شركة هدفت لبناء جسور في عالم العملات المشفرة.

أطلقت الشركة أول منتج تداول في البورصة للعملات المشفرة اسمه HOLD، وتم إطلاقها في بورصة SIX السويسرية في نوفمبر 2018. أصبحت الشركة الآن واحدة من أكبر الجهات المصدرة للمنتجات المتداولة في البورصة للعملات المشفرة.

في عام 2019، نجحت الشركة بقيادة هاني رشوان من جمع تمويل أولي قيمته 4 ملايين دولار من عدة مستثمرين، وفي عام 2022، أعلنت الشركة عن جولة تمويلية ثانية قيمتها 25 مليون دولار، فيما وصلت القيمة التسويقية للشركة في 2022 إلى 2 مليار دولار.