هاني جرجس فوزي.. المخرج الذي ارتبط اسمه بالجرأة والجدل

يعد المخرج والمنتج المصري الراحل هاني جرجس فوزي من أبرز الأسماء المهمة في عالم الإخراج السينمائي في مصر، إلا أن مسيرته المهنية ارتبط بالكثير من الجدل، وذلك بسبب رؤيته غير التقليدية للسينما، حيث يطرح في أعماله أسئلة شائكة تتعلق بالحريات والدين والمجتمع، ليصبح واحد من أنصار السينما الجرئية التي تتبنى الصراحة في طرح القضايا الاجتماعية، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.

من هو  المنتج هاني جرجس فوزي؟

هو مخرج ومنتج مصري، ولد في العاصمة المصرية القاهرة في 3 أكتوبر عام 1960، ويعد من أبرز المخرجين والمنتجين في مصر خلال التسعينات.

بدأ هاني مشواره السينمائي كمنتج، قبل أن يتحول إلى الإخراج، وقد أسس شركته الخاصة، وأنتج عددًا من الأفلام التي تميزت بطابعها التجاري والاجتماعي في الوقت نفس.

تحول هاني جرجس فوزي إلى الإخراج فيما بعد سلط الضوء عليه بشكل أكبر، وخاصة بعد إحراج أفلام جريئة ناقش فيها قضايا التابوهات، ومن أبرز أعماله "منتهى اللذة"، الذي تناول فيها قضايا العلاقات والحرية الشخصية.

عرفت أعمال هاني بتناولها قضايا حساسة وجريئة، مثل التدين الشكلي، وقمع المرأة، والمثلية الجنسية، وهو ما عرضه لانتقادات حادة، ولكن في الوقت نفسه كان محل إشادة من آخرين يرون فيه صوتًا للفن الحر، ويعكس واقعًا مجتمعيًا مسكوتًا عنه.

عائلة هاني فوزي

ولد المخرج هاني جرجس فوزي في القاهرة، وقد نشأ في عائلة فنية مهتمة بالسينما، فوالده هو المنتج الشهير جرجس فوزي، أما شقيقه فهو المخرج الراحل أسامة فوزي، الزوج السابق للفنانة المصرية سلوى خطاب.

زوجة هاني جرجس فوزي

تزوج المخرج المصري هاني جرجس فوزي من سيدتين مصريتين مسلمتين قبل وفاته، ولكن لم تذكر المصادر الصحفية أي معلومات عنهما.

هل أسلم المخرج هاني جرجس؟

نعم، كانت ديانة هاني جرجس فوزي المسيحية حيث ولد في عائلة مسيحية، لكنه اعتنق الإسلام، ولم يعلن عن هذا الأمر إلا بعد وفاته خشية إثارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين.

وقد علمت الصحافة بخبر اعتناقه الإسلام بعدما أعلن صديقه المقرب عن وصيته، حيث أوصى هاني أن يدفن في مقابر المسلمين، ليفاجئ الجمهور باعتناقه الإسلام.

وقد ذكرت الصحف أن هاني فوزي شعر بوعكة صحية قبل وفاته ب10 أيام، لذا سارع بكتابة وصيته، كما أوضحت الصحافة أنه اشترى لنفسه مقابر للمسلمين لكي يدفن فيها.

مسيرته المهنية

بدأ المنتج والمخرج هاني جرجس فوزي مشواره الفني في مجال الإخراج، حيث عمل في البداية كمساعد مخرج في عدد من الأفلام منها "الأقوياء"، للمخرج أشرف هاني، و"قهوة المواردي" للمخرج هشام أبو النصر، و"المتشردان" للمخرج السعيد مصطفى، وكلها خلال الثمانينات.

بعد رحيل والده المنتج الشهير جرجس فوزي عام 1986، أكمل هاني مشواره في الإنتاج السينمائي، وسرعان ما أصبح من أبرز وأكبر صناع السينما في التسعينات.

أنتج هاني مجموعة من الأفلام التي حققت نجاحًا جيدًا، ولكنها كانت مثيرة للجدل بسبب القضايا التي ناقشتها هذه الأفلام، ومن بين أعماله في تلك الفترة "زوجة محرمة"، و"تصريح بالقتل"، و"الجنتل"، و"وحسن اللو"، و"سوق النساء"، و"امرأة فوق القمة"، و"الإمبراطورة".

وقد شارك في بطولة أعماله كبار نجوم السينما في مصر، ومنهم بوسي، وحسين فهمي، وشريهان، ونادي الجندي، ومحمود ياسين، وفاروق الفيشاوي، وسهير رمزي، وغيرهم.

وخلال مسيرته، أنتج هاني جرجس فوزي 17 فيلمًا، ومن بين أفلامه في الألفية الجديدة "الكلام في الممنوع"، و"الحب الأول"، و"قصاقيص العشاق"، و"علاقات خاصة"، و"بلد البنات"، و"بدون رقابة"، و"توتي فروتي" وهو آخر أعماله كمنتج عام 2017.

أعمال هاني جرجس فوزي كمخرج

بعد السنوات من العمل كمنتج، اتجه هاني جرجس فوزي إلى مجال الإخراج، وقد أوضح هاني أن سر ابتعاده عن الإنتاج هو ظروف سوق السينما، فلم يعد قادرًا على إنتاج أفلام جريئة تناقض قضايا بجدية وتواجه الخسارة.

كانت بداية هاني في عالم الإخراج كمساعد مخرج منذ الثمانينات، ومن بين الأفلام التي عمل فيها كمساعد مخرج أفلام "ولا يزال التحقيق مستمرًا"، و"الخبز المر"، و"الأقوياء"، و"المشتردان"، و"ممنوع للطلبة"، و"الراقصة والطبال"، و"أرجوك أعطني هذا الدواء"، و"عسل الحب المر"، و"قفص الحريم"، و"عصر الحب"، و"بكره أحلى من النهاردة".

في عام 2009، خاض هاني جرجس فوزي أول تجربة له في عالم الإخراج من خلال فيلم "بدون رقابة"، والذي يناقش قضية الحب ومشكلات الشباب في الحب.

في عام 2010، أخرج هاني فيلم "أحاسيس" والذي تعرض لانتقادات حادة بسبب موضوع الجريء، حيث ناقش الفيلم المشكلات الجنسية للمرأة بعد الزواج لأسباب مختلفة من خلال عرض 4 نماذج نسائية يعانين من هذه المشاكل بعد الزواج.

في عام 2013، أخرج هاني آخر أفلامه في السينما، وهو فيلم "جرسونيرة" من بطولة غادة عبد الرازق. يحكي الفيلم عن زوجة رجل سياسي تقيم في شقة، وتفاجئ بدخول لص عليها المنزل.

لعبت دور الزوجة الممثلة غادة عبد الرازق، وزوجها كان الفنان نضال الشافعي، والفنان منذر رياحنة لعب دور اللص. حقق الفيلم إيرادات جيدة في السينما.

في عام 2018، أعلن هاني عن العودة إلى الإخراج مرة أخرى بعد غياب 5 سنوات من خلال فيلم "ترانس" وهي رواية للكاتبة رضوى العوضي، ويناقش الفيلم قضية التحول الجنسي، إلا أن هذا الفيلم لم ير النور.

وفاة هاني جرجس فوزي

توفي المخرج هاني جرجس فوزي في 20 يونيو عام 2021 عن عمر 60 عامًا بعد وعكة صحية نقل على أثرها إلى المستشفى.

بعد وفاته، كشفت أرملة صديقه الراحل طارق عبدالجليل أن هاني أوصى بأن يدفن بجانب صديقه  الذي توفي عام 2018 في مقابر الأسرة في منطقة البساتين، وقد نفذت أرملة طارق هذه الوصية.

أوصى هاني كذلك بأن يدفن أولًا، ثم يتم الإعلان عن وفاته، كما أوصى بأن يدفن بمقابر المسلمين كونه اعتنق الإسلام قبل وفاته.

في عام 2024، أدرج جهاز القومي للتنسيق الحضاري اسم المنتج هاني فوزي في مشروع "عاش هنا"، حيث تم تعليق لافتة على منزله في المعادي مكتوب عليها "عاش هنا" إحياء لذكراه.