تمكن المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد من تسليط الضوء عن فلسطين والقضية الفلسطينية من خلال الأفلام التي أخرجها، وقد حصل على العديد من الجوائز العالمية بفضل أفلامه وترشح لجائزة الأوسكار مرتين، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.
من هو هاني أبو أسعد؟
هاني أبو أسعد هو مخرج أفلام فلسطيني هولندي ولد في 11 أكتوبر عام 1961 في مدينة الناصرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهاجر إلى هولندا عام 1980. درس هاني الديناميكا الهوائية في هارلم، وبعدها عمل لفترة كمهندس طيران في هولندا.
دخل أبو أسعد عالم السينما والتلفزيون كمخرج في التسعينات، وقد بدأ مسيرته المهنية في عالم السينما كمنتج تلفزيوني عمل القناة الرابعة والبي بي سي، وأسس عام 1990 شركة "أيلول" للإنتاج السينمائي بالتعاون مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي.
أخرج هاني العديد من الأفلام التي لاقت نجاحًا عالميا، ومنها فيلم "الجنة الآن" عام 2006 الذي ترشح لجائزتي أوسكار، وفيلم "عمر" عام 2013، كما ترشح لجوائز جولدن جلوب وجوائز في مهرجانات عالمية منها كان وهولندا السينمائي وغيرها.
أعمال هاني أبو أسعد
في عام 1992 كتب المخرج هاني أبو أسعد وأخرج فيلمه القصير الأول Paper House الذي عرض في التلفزيون الهولندي، وفاز بعدة جوائز في مهرجانات سينمائية في باريس والقدس وهولندا أيضًا.
في عام 1998 أخرج أبو أسعد فيلمه الأول "الفرخ الرابع عشر" من نص الكاتب الهولندي أرنون غرونبيرج، ثم أخرج أفلام وثائقية لاحقة منها "الناصرة"، والفيلم الطويل "زفاف رنا" عام 2002، وقد تم ترشيح فيلمه الوثائقي "الناصر" لجائزة أوفير للأفلام الوثائقية عام 2002.
في عام 2006 فاز فيلمه "الجنة الآن" بجائزة جولدن جلوب لأفضل فيلم بجائزة أجنبية، وترشح الفيلم بجائزة أوسكار عن نفسه الفئة، وفي عام 2005 حصل الفيلم على جائزة العجل الذهبي لأفضل فيلم روائي طويل في مهرجان هولندا السينمائي.
في عام 2013 أخرج هاني أبو أسعد فيلم "عمر" وعرض في مهرجان كان السينمائي، وفاز بجائزة لجنة التحكيم في المهرجان، وكان هذا الفيلم أو فيم فلسطيني يترشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية، وقد حصل على جائزة أفضل فيلم في حفل توزيع جوائز آسيا والمحيط الهادئ للشاشة.
في عام 2014 تمت دعوة هاني أبو أسعد للانضمام إلى أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، وفي عام 2018 انضم إلى لجنة تحكيم مهرجان سنوي سينمائي يقام في أمستردام، وقبلها أصدر فيلم "المعبود" وترشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية.
في عام 2017 أخرج هاني فيلم "الجبل بيننا" وهو فيلم درامي أمريكي من بطولة إدريس ألبا وكيت وينسليت ويستند إلى رواية تحمل الاسم نفسه، ويتحدي الفيلم عن جراح وصحفية نجوا من حادث تحطم طائر وتقطعت بهم السبل في ظروف صعبة، وقد عرض الفيلم في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي. وفي عام 2021 أخرج فيلم "صالون هدى".
فيلم "الجنة الآن" لهاني أبو أسعد
كان فيلم الجنة الآن واحد من أنجح أفلام المخرج هاني أبو أسعد على الإطلاق، وهو من بطولة علي سليمان وقيس ناصف، ويتحدث عن رجلين فلسطينين يستعدان لهجوم انتحاري في فلسطين المحتلة.
حصل الفيلم على جائزة جولدن جلوب لأفضل فيلم بلغة أجنبية وترشح لجائزة أوسكار من نفس الفئة، وعن الفيلم قال أبو أسعد أنه وجهة نظر فنية عن تلك القضية السياسية. تلقى أبو أسعد إشادة واسعة بفضل هذا الفيلم، وخلال تسلمه جائزة جولدن قال إنه يتمنى أن تكون الجائزة اعترافًا بأن الفلسطينيين يستحقون حريتهم دون قيد أو شرط.
فيلم عمر لهاني أبو أسعد
حقق فيلم عمر نجاحًا عالميًا كبيرًا ولكنه سبب جدلًا واسعًا في الأوساط العربية، الفيلم عرض عام 2013 في مهرجان كان السينمائي وحصل على جائزة لجنة التحكيم، كما ترشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية، وحصل على جائزة أفضل فيلم روائي طويل في حفل توزيع جوائز آسيا والمحيط الهادئ للشاشات لعام 2013.
يتحدث الفيلم عن شاب اسمه عمر يتسلق بشكل متكرر حاجز الضفة الغربية لزيارة حبيبته نادية، وهي طالبة ثانوية ينوي الزواج منها، ويتم القبض على عمر أثناء عبوره الحواجز. تلقى الفيلم نقدًا كبيرًا في الأوساط العربية بسبب مشهد القبلة بين البطلين في العمل.
المشاهد الجريئة في أفلام هاني أبو أسعد
أخرج المخرج هاني أبو أسعد العديد من الأفلام السينمائي الطويلة والقصيرة والأفلام الوثائقية منذ التسعينيات حتى الآن، وقد لاقت أفلامه صدى عالميًا واسعًا خصوصًا أنه ركز في أفلامه عن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
رغم أنه يدافع عن القضية الفلسطينية إلا أن أفلامه لم تخلُ من إثارة الجدل، ففي فيلمه "عمر" الذي ترشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية عام 2014 كان فيه مشهد قبلة بين البطل والبطلة، وهو ما أثار استياء الشعب الفلسطيني الذين رأوا أن الفيلم لا يعبر عن عادات وتقاليد الفلسطيني والمجتمع المحافظ.
أما في فيلم "صالون هدى" الذي عرض عام 2021 في مهرجان تورنتو العالمي للأفلام فقد تضمن مشهد تعر كامل، وقد أشعل هذا المشهد جدلًا حادًا في فلسطين والعالم العربي وتعرض لاستنكار شديدة من جهات مختلفة.
رغم أن أبو أسعد يدرك خطورة تضمين مثل هذه المشاهد في أفلام عربية، ولكنه يبدو مقتنعًا أنها مشاهدة ضرورية من الناحية الدرامية، ويقول: "أنا أحترم مشاعر الناس في مجتمعنا، ولهذا سأحذف المشهد من نسخة الفيلم التي ستعرض في العالم العربي وسأبقي عليها فقط في النسخة التي ستعرض في الغرب". أما عن رغبته في تقديم مثل هذه المشاهد فيقول إنها لسببين، الأولى إثارة النقاش حول القضايا التي يطرحها في أفلامه، وثانيًا فضح جرائم الاحتلال كذلك.
ويقول هاني إنه دائمًا يرحب بالنقد الذي تتلقاه الأعمال الفنية التي يخرجها ولكنه لا يحب أسلوب التخوين الذي يتبعه البعض حينما تختلف وجهات النظر.
