نيكولا ميكافيلي: القصة وراء كتابه الأشهر «الأمير»

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 01 يونيو 2021
نيكولا ميكافيلي: القصة وراء كتابه الأشهر «الأمير»

«الغاية تبرر الوسيلة».. عبارةٌ شهيرةٌ تنسب إلى المفكر الإيطالي نيكولا ميكافيلي، تعرف عليه وعلى كتابه الأشهر «الأمير».

نيكولا ميكافيلي

منذ ظهوره في القرن السادس عشر أصبح كتاب «الأمير» لميكافيلي مثار جدل كبير، رغم ذلك فقد أصبح مادةً ضروريةً لدراسة علم السياسة في عصر النهضة. ولد ميكافيلي في فلورنسا، ولم يتلق تعليماً واسعاً، لكنه أظهر ذكاءً حاداً.

شارك ميكافيلي في الحياة السياسية المضطربة التي مرت بها مدينة «فلورنسا» في الفترة التي عاش فيها، كما لعب دوراً هاماً في تطور الفكر السياسي، وقد أسس منهجاً جديداً في السياسة، بأفكار تبشر بمحاولات لتجاوز الفكر الديني.

وكانت أهمية ماكيافيلي التاريخية أنه كان واحداً من أوائل من رأوا الدولة بعين إنسانية، واستنبطوا قوانينها من العقل والخبرة لا من اللاهوت.

كتاب «الأمير»

وعن دوافعه إلى تأليف كتاب «الأمير» كتب: «عندما يحل المساء، أعود إلى البيت، وأدخل المكتبة، بعد أن أنزع عني ملابسي الريفية التي غطاها الوحل والأوساخ، ثم أرتدي ملابس البلاط والتشريعات، وأبدو في صورة أنيقة، أدخل المكتبة لأكون في صحبة هؤلاء الرجال الذين يملؤون كتبها، فيقابلونني بالترحاب وأتغذى بذلك الطعام الذي هو لي وحدي؛ حيث لا أتردد في مخاطبتهم وتوجيه الأسئلة إليهم عن دوافع أعمالهم، فيتلطفون علي بالإجابة، ولأربع ساعات لا أشعر بالقلق، وأنسى همومي؛ فالعوز لا يخيفني والموت لا يرهبني. لقد تملكني الإعجاب بأولئك العظام».

وتابع: «ولأن دانتي قال: (يحفظ العلم الذي يأتي بالتعلم) ولقد دونت ملحوظات من محاوراتهم، وألفت كتاباً عن الحكومات؛ حيث أنكب جاهداً في التأمل والتفكر بما يتعلق بهذا الموضوع، ومناقشة ماهية الحكم، وأنواعه، وكيفية امتلاكه، ولماذا يفقد. وعليه، فهذا –على الأرجح– سيعجبك، إلا أنه لأمير جديد سيكون محل ترحابه. ولذا فقد أهديت الكتاب لجلالته جوليانو. وقام فيليبو كازافتشيو بإرساله، وسيخبرك عن محتواها وعن حواري معه، ومع ذلك فما زالت تحت التنقيح». 

لم ينشر كتاب «الأمير» إلا بعد وفاة مكيافيلي بخمس سنين، وقد واجه العديد من الاعتراضات، حتى إن روما وضعته عام ألف وخمسمئة وتسعة وخمسين 1559 ضمن الكتب الممنوعة، وأحرقت كل نسخه.

مكانة ميكافيلي

ولم يصل مكيافيلي وفكره إلى مكانته المعروفة إلا في القرن الثامن عشر مع عصر النهضة؛ عندما مدحه جان جاك روسو، وهيجل ليعد أحد الأركان التي قام عليها عصر التنوير في أوروبا. 

وكان مؤمناً بأن السياسة ليست ما تمليه الأخلاق، ولكنها دروسٌ مستفادةٌ من التاريخ وتصحيح الماضي، كما أن للنضال طريقتين؛ إحداهما تسير حسب القوانين، والأخرى باستخدام القوة. وعلى الأمير أن يفهم جيداً كيف يستخدم كلتا الطريقتين.

يبرر مكيافيلي قيام الأمير بأي عمل بتحقيق هدف تقوية الدولة والحفاظ عليها، ولو كان مخالفاً للقوانين والأخلاق، ولكن هذا السلوك يـتـبع لتحقيق نجاة الدولة ليس إلا، وإن لزم الأمر يجب أن يأتي قبل قناعات الأمير الأخلاقية الشخصية، ليس لكونه السيد بل خادم الدولة.

من أشهر مقولاته

«أن تكون مخشي الجانب أكثر أمناً بكثير من تكون محبوباً، ولكن ليس من المستحسن أن تكون مكروهاً ولا أن تتجاهل الفضيلة والعدل ما لم يهددا مـلكك». 

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة