تعد السوبرانو المصرية نيفين علوبة من أبرز وأهم الأصوات الأوبرالية في مصر، ومن المواهب الاستثنائية التي حفرت لنفسها مكانًا مرموقًا بين أعمدة الفن الأوبرالي بصوتها الآسر. خلال مسيرتها، قدمت نيفين حفلات في العديد من مسارح العالم، ومن ثم اتجهت إلى مجال التدريب، وتدرب على يديها العديد من المغنيين، في السطور التالية تعرف على مسيرتها الفنية وحياتها.
من هي نيفين علوبة؟
هي سبرانو مصرية ولدت في ليفربول بإنجلترا عام 1955، حيث كان والدها يدرس الماجستير وقتها، وعاشت في إنجلترا لمدة سنتين، ثم عادت إلى مصر.
تعد أول سوبرانو مصرية تغني على خشبة المسرح الكبير عند افتتاح دار الأوبرا المصرية الجديدة في عام 1988. تعد نيفين من أبرز الأصوات الأوبرالية والكلاسيكية في مصر، وقد بدأت مسيرتها في سن مبكرة، ثم اتجهت إلى ألمانيا لدراسة الموسيقى في فرانكفورت، لتبدأ رحلتها الحقيقية في عالم الأوبرا.
تميزت نيفين بصوت سوبراني ليريكي نقي، وقد مكنها صوتها من أداء أدوار معقدة في العديد من الأعمال الأوبرالية الشهيرة لبيتهوفن، وفيردي وموتسارت. شاركت نيفين علوبة في مسارح مرموقة في أوروبا وأمريكية.
بعد نجاحها كمغنية في أوروبا، عادت إلى مصر، وهي تحمل خبرة فنية وثقافية واسعة، وساهمت في تأسيس قسم الغناء الأوبرالي في دار الأوبرا المصرية، ودرب أجيالًا من المطربين الشباب.
![نيفين علوبة.. أيقونة الغناء الأوبرالي والكلاسيكي في مصر]()
نشأتها وتعليمها
ولدت نيفين علوبة في إنجلترا، وقد نشأت في عائلة محبة للموسيقى والغناء الكلاسيكي، وبدأت رحلتها مع الغناء والموسيقى منذ سن 7 سنوات تقريبًا، حيث حصلت على عناية واهتمام من والدتها التي شجعتها على تعلم الموسيقى.
تدربت نيفين في سن السابعة على تعلم العزف على البيانو على يد المدربة أونجا ياسا، والدة الموسيقار وعازف البيانو المصري العالمي رمزي ياسا، وقد تدربت مع شقيقتها في الوقت نفسه.
أثبتت نيفين موهبتها في البيانو، واكتشفت السيدة أونجا موهبة نيفين في الغناء، ونبهت والدتها بموهبتها. حرصت والدتها على تطوير موهبة الغناء لديها، فبدأت نيفين التدرب على الغناء الأوبرالي على يد المدربة جيلان روكي، وكانت في سن الثالثة عشرة من عمرها.
التحقت بعدها بمعهد الكونسرفتوار في قسم البيانو، وبعدها سافرت إلى ألمانيا لدراسة البيانو بمنحة دراسية، وهناك بدأت بدراسة الأوبرا أيضًا بترشيح من مدربتها في مصر، وبالفعل، تم قبولها في قسم الأوبرا بعد مجموعة من الاختبارات.
بعد عامين من دراسة التخصصين معًا، قررت نيفين علوبة التخصص في مجال الأوبرا، وكانت حينها ثاني فنانة مصرية تدرس الغناء الأوبرالي في ألمانيا، وحصلت على درجة الماجستير والدكتوراه، وبعد التخرج عملت في ألمانيا لعدة سنوات، ثم عادت إلى مصر.
مسيرتها الفنية
بدأت الفنانة نيفين علوبة مسيرتها الفنية في ألمانيا، فبعد التخرج عملت في الأوبرا في ألمانيا لسنوات، كما حصلت على شهادة تدريس الغناء خلال تلك الفترة، وتعاونت مع عدد من النجوم الأوروبيين، وعدد من النجوم المصريين الذين يدرسون في ألمانيا.
في عام 1988، وبعد افتتاح دار الأوبرا المصرية الجديدة، قررت نيفين العودة إلى مصر، وعملت في الأوبرا. بدأت نيفين الغناء في الدار الجديدة، وقدمت أنواع مختلفة من الغناء في حفلاتها.
الفنانة نيفين هي أستاذة الصوت في الجامعة الأمريكية، كما أنها تقوم بتدريس المطربين الشباب، وأسست لشركة فابريكا للمسرح الموسيقي، وأشرفت على تقديم العديد من المسرحيات الغنائية، ومنها مسرحية البؤساء.
من بين الفنانات اللاتي درسن على يد الفنانة نيفين علوبة الفنانة الأوبرالية العالمية فاطمة سعيد، والفنانة الأوبرالية فرح ديباني.
![نيفين علوبة.. أيقونة الغناء الأوبرالي والكلاسيكي في مصر]()
رحلتها في تعلم اللغات
يعد تعلم العديد من اللغات الأوروبية من المهارات الأساسية التي يجب أن يتقنها أي مغني أوبرالي. تتقن الفنانة نيفين العديد من اللغات، منها الألمانية والإنجليزية والفرنسية، والإيطالية.
بدأت رحلتها في تعلم اللغات في سن مبكرة، فقد درست اللغة الفرنسية وهي طفلة، حيث كانت تدرس على يد مدرسة في المنزل. تعلمت فيما بعد اللغة الإيطالية خلال دراستها في الكونسرفتوار في مصر، وأتقنت اللغة الإيطالية خلال رحلاتها إلى إيطاليا.
تعلمت الفنانة نيفين أيضًا اللغة الألمانية بعد سفرها إلى ألمانيا للدراسة، وكانت رحلتها في تعلم الألمانية صعبة، ولكنها أتقنتها بمرور الوقت، كما أتقنت اللغات الأخرى خلال رحلاتها في أوبرا.
بعد عودتها إلى مصر، شاركت الفنانة نيفين في ترجمة عدد من الأغاني، ومنها ترجمة "أوبرات موزارت"، كما غنت المؤلفات الأوبرالية المصرية منها "أنس الوجود".
![نيفين علوبة.. أيقونة الغناء الأوبرالي والكلاسيكي في مصر]()
تكريمها من السفارة الفرنسية
حصلت الفنانة نيفين علوبة على وسام الفنون والآداب بدرجة فارس من السفارة الفرنسية في القاهرة عام 2023، ويعد هذا الوسام أرفع الأوسمة التي تمنح في فرنسا تكريمًا لشخصيات تركت بصمتها الرفيعة في مجالي الثقافة والفنون.
وقد جاء تكريمها تتويجًا لمسيرتها الفنية الاستثنائية التي امتدت لعقود، وقدمت خلالها إسهامات بارزة ومتعددة الأبعاد في المشهد الموسيقي المصري.