"آنا جيلان" في الفيلم الشهير حبيبي دائما.. أم المنصور في فيلم وا إسلاماه.. الخرساء في فيلم رصيف نمرة 5.. كلها أدوار متنوعة لأدوار من أهم الأدوار في تلك الأعمال قدمتها الفنانة المتألقة نعيمة وصفي التي رغم أن موهبتها كانت بالفطرة إلا أنها أصرت على الالتحاق بمعهد التمثيل لتتقن الموهبة وتدعمها بالدراسة، ولتقدم لنا مسيرة فنية تصل إلى 98 عمل من أهم الأعمال في السينما والدراما المصرية، مسيرتها الفينة وأبرز المعلومات عن حياتها في السطور التالية...
نشأة نعيمة وصفي وحياتها
ولدت نعيمة وصفي حماده سليمان الخشابي، في مدينة ديروط بمحافظ أسيوط، يوم 10 فبراير عام 1923، والدها كان مهندسا يدير إحدى شركات الري الفرنسية، وكانت والدتها ربة منزل، ولديها 5 إخوة، كانت عائلتها من العائلات الثرية التي تمتلك العديد من الأفدنة.
كان والدهم حريصاً على تعليم جميع أبنائه، ولكنه توفي فقررت أمها استكمال المسيرة وانتقلت بهم إلى القاهرة من أجل دخول الجامعة، كانت "نعيمة" تعشق التمثيل والشعر والكتابة منذ طفولتها.
وبرزت موهبتها منذ الصغر، وبعد الانتهاء من المرحلة الثانوية التحقت بمعهد المعلمات، بعد التخرج عملت لفترة في التدريس ولكنها لم تحب تلك المهنة، فقررت أن تتجه للكتابة.
في عام 1948 فازت "نعيمة" بجائزة عن قصة نشرتها في مجلة أنا وأنت، بدأت "نعيمة" تتردد على المسارح حبا في الفن، وهناك تعرفت على الفنانة نجمة إبراهيم التي شجعتها على دخول المجال.
قررت "نعيمة" أن تلتحق بمعهد التمثيل الذي أسسه الفنان زكي طليمات، في منتصف الأربعينات من القرن الماضي، وكان معها في الدفعة كوكبة من نجوم الفن ومنهم، حمدي غيث، صلاح منصور، وشكري سرحان، وكانت الفتاة الوحيدة التي تخرجت من أول دفعة للمعهد.
بدأت "نعيمة" مسيرتها من على خشبة المسرح، انضمت لفرقة المسرح الحديث مع مؤسسها الفنان زكي طليمات، وشاركت في العديد من العروض المسرحية، ثم انتقلت إلى فرقة المسرح القومي، ومن أشهر المسرحيات التي قدمتها "نعيمة"، شيء في صدري، جلفدان هانم، ومسرحية الناس اللي تحت.
ومثلما تألقت "نعيمة" على المسرح دخلت أيضا لعالم السينما والتلفزيون، وقدمت العديد من الأدوار المتميزة، في السينما مثل أفلام رصيف نمرة 5، حبيبي دائما، وفيلم وا إسلاماه، ومن أشهر أعمالها في التلفزيون مسلسل حكاية ميزو مع الفنان سمير غانم.
الانشغال بالتمثيل لم يمنع نعيمة وصفي من الاستمرار في الكتابة التي تحبها وتبدع فيها، فكانت تكتب مقالا أسبوعيا في مجلة روز اليوسف، كما أنها كتبت للتلفزيون مسلسل أين مكاني ومسلسل أم أولادي، وعرف عنها أيضا نشاطها الاجتماعي فكانت أمين المرأة في الاتحاد الاشتراكي عن العاصية، وكان لها دور كبير في حملات محو الأمية لدى الفتيات.
في عام 1981 حصلت نعيمة وصفي على جائزة أفضل ممثلة دور ثان من جمعية الفيلم عن دورها المتميز في الفيلم الشهير حبيبي دائما، كما أنها فازت بجائزة الدولة التشجيعية عن مجمل أعمالها على المسرح.
أما عن زوج نعيمة وصفي وأولادها، فتزوجت بعد قصة حب كبيرة من الكاتب الصحفي عبد الحميد سرايا وهو مؤسس قسم الخارجي بجريدة الأهرام، وقالت في عدة أحاديث لها إن زوجها ليس مجرد رجل عادي في حياتها فهو ضابط الإيقاع لما يتميز به من الصرامة والجدية وفي الوقت نفسه الحنية على الجميع.
وقالت إنه كان لديه عادة طوال حياته أن يجمع أفراد الأسرة لقضاء يوم الجمعة في أحد المتنزهات القريبة، وحينما توفي زوجها رثته في قصيدة. وعرف عن "نعيمة" أن علاقتها بزملائها في الوسط الفني محدودة ولم تجتمع بهم تقريبا إلا في حفل زفافها.
أما عن أبنائها، فأنجبوا 3 أبناء وهم، خالد وهو طبيب يقيم في لندن بالمملكة المتحدة، محمد هو مخرج أفلام وثائقية، وابنة وحيدة هي منى والتي تعمل مهندسة ديكور وتقيم في الولايات المتحدة الأمريكية.
وخرجت شائعة بأن الفنان الكوميدي حسام داغر حفيدها، ولكن هذا الأمر غير صحيح، وتوفيت نعيمة وصفية يوم 7 أغسطس عام 1983 عن عمر يناهز 60 عاما.
أشهر أعمال نعيمة وصفي
قدمت نعيمة وصفي مجموعة من الأدوار المحفورة في ذاكرة المشاهد المصري والعربي ومن أهم تلك الأدوار، دور الخرساء في فيلم رصيف نمرة 5 في عام 1956.
الفيلم من إخراج نيازي مصطفى، وبطولة كوكبة من النجوم فريد شوقي، هدى سلطان، زكي رستم، ومحمود المليجي، وكان دورها أحد المحاور الأساسية في الفيلم لأنه عن طريقها يستطيع فريد شوقي التعرف على من قتل زوجته.
ومن أدوارها المتميزة أيضا شخصية أم المنصور في الفيلم الشهير وا إسلاماه، والذي عرض في عام 1961، وتم اختياره ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما وفقا لتصويت النقاد.
الفيلم من بطولة النجوم أحمد مظهر، رشدي أباظة، عماد حمدي، وتحية كاريوكا، وجسدت فيه واحد من أشهر المشاهد في الفيلم وهو قتلها لشجرة الدور التي قدمتها الفنانة تحية كاريوكا بـ "القباقيب" بعدما قتلت زوجها ووالد ابنها عز الدين أيبك، والذي قدمه الفنان عماد حمدي.
ومن منا ينسى دورها في فيلم السمان والخريف في عام 1967 حيث قدمت والدة الدباغ، مع النجوم محمود مرسي، عبد الله غيث، نادية لطفي، ليلى شعير، وشويكار، والفيلم من إخراج حسام الدين مصطفى ورواية الكاتب الكبير نجيب محفوظ، وتم اختياره أيضا ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.
وفي عام 1977 قدمت واحد من أشهر أدوارها وهو دور عنايات هانم في المسلسل الشهير حكايات ميزو مع النجوم سمير غانم، إسعاد يونس، فردوس عبد الحميد، حسين الشربين، وسامي مظهر، وهو من إخراج محمد أباظة، وتأليف لينين الرملي، وقدم الموسيقى التصويرية للمسلسل الفنان عزت أبو عوف، ولعبت "نعيمة" دور عمة الشاب المستهتر ميزو.
وفي عام 1980 جسدت نعمة وصفي واحد من أشهر أدوارها وهو آنا جيلان في الفيلم الرومانسي الشهير حبيبي دائما، مع النجوم نور الشريف وبوسي، ومن تأليف كوثر هيكل وإخراج حسين كمال.
وولم تتوقف مسيرة نعيمة وصفي عن العطاء، فقدمت حوالي 98 عمل، كان آخرهم في عام 1983 قبل وفاتها حيث شاركت في عدة مسلسلات ومنها، الرجل والطريق، حكاية الدكتور مسعود، وحكاية العرندس، أما أول أعمالها على الشاشة فكان في عام 1951 وهو فيلم طيش الشباب.
