عرف بمعارضته للسياسات الأمريكية حول العالم، ويوصف بأنه "أب علم اللسانيات الحديث"، وحصل على عدد كبير من الجوائز والتكريمات العالمية كما له عدد من المؤلفات الهامة وصلت إلى 100 كتاب.
إنه المفكر نعوم تشومسكي المولود في 7 ديسمبر من عام 1928، وبجانب وظيفته الجامعية فإنه فيلسوف ومؤرخ وناقد وناشط سياسي، وتم وصفه بأنه "أبرز مثقفي العالم" في استطلاع للرأي عام 2005، مسيرته وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية...
ولد تشومسكي في فيلادلفيا ببنسلفانيا، والده هو الدكتور ويليام زيف تشومسكي الذي ولد في أوكرانيا وهاجر إلى الولايات المتحدة في عام 1913، ونشأ نعوم في بيئة يهودية.
ووصف والداه بأنهما "ديموقراطون روزفلتيون طبيعون" تبنوا الموقف اليساري المتوسط على الساحة السياسية، وحصل على تعليمه الأساسي من مدرسة أوك لين كونتري دي.
وكتب مقالته الأولى في سن العاشرة عن انتشار الفاشية بعد سقوط برشلونة في الحرب الأهلية الإسبانية، وانتقل للمدرسة الثانوية في سنترال فيلاديفيا عندما بلغ 12 عاما.
وبدأ دراسة الفلسفة واللسانيات في جامعة بنسيلفانيا عام 1945، وحضر دروس متعددة لفلاسفة مثل وست تشرجمان ونيلسون قودمان وأستاذ اللسانيات زيليج هاريس.
وكانت قواعد الصيغ الصرفية هي رسالته للماجستير في عام 1951 بعنوان "الصيغ الصرفية في العبرية"، وخلال زياراته لمدينة نيويورك.
كان يزور مكتب الصحيفة الأناركية للغة اليديشية Freie Arbeiter Stimme ليعجب بالنقابي الأناركي لرودولف روكر، ومن المفكرين السياسيين الذين قرأ لهم تشومسكي في تلك الفترة.
دياغو دي أباد سانتيلان والديموقراطي الاشتراكي جورج أورويل وبرتراند راسل ودويت ماكدونالد وأعمال أخري من كتاب غير ماركسيين مثل كارل ليبكنشت وكارل كورش وروزا لوكسمبورغ.
وكان لقراءاته دور في اقتناعه بالمجتمع الأناركي النقابي، وأصبح قارئاً لمجلة "السياسة" اليسارية، وحصل على الدكتوراه في اللغويات من جامعة بنسيلفانيا في عام 1955.
بعد حصوله على الدكتوراه بدأ حياته الأكاديمية بالتدريس في معهد ماساتشوستس للتقنية، وفي عام 1961 أصبح أستاذاً في قسم اللغات الحديثة واللسانيات.
وفي 1966 حصل على الأستاذية الفخرية للغات الحديثة واللسانيات وبعد 10 سنوات تم تعييته بروفسوراً للمعهد، واستمر في التدريس لنحو 55 عاما متواصلة.
عرف تشومسكي بمعارضته للسياسات الأمريكية وفي عام 1967 اتخذ موقفا معارضا لحرب فيتنام، وكتب سلسلة مقاولات مناهضة للسياسات التي تقوم بها الولايات المتحدة.
وفي 1969 أصدر كتاب "سلطة أمريكا والبيروقراطيين الجدد"، وتعرض للتهديد بالقتل بسبب نقده للسياسة الخارجية للولايات المتحدة.
آراء نعوم السياسية المثيرة للجدل تأتي له بالمتاعب والانتقادات دائما ولكنه يصر عليها ويصفها بأنها "تقليدية أناركية" ويقال عنه إنه يميل إلى اليسارية.
كما يعد عضواً في حملة الدعوة للسلام والديموقراطية وعضو في عمال المصانع في الاتحاد العالمي الدولي، واللجنة الاستشارية الانتقالية في المنظمة الدولية من أجل مجتمع تشاركي.
أما عن مفهومه حول السلطة السياسية فيؤكد أن السلطة الحاكمة ما لم تكن مبررة فهي غير شرعية بطبيعتها وعبء إثباتها يقع على كاهل من هم في السلطة، وإن لم تستطع السلطة تحقيق هذا العبء فيجب تفتيتها.
كما انتقد السياسة الخارجية للولايات المتحدة ووصفها بالازدواجية حيث تدعو للديموقراطية وتتحالف مع منظمات ودول غير ديموقراطية.
كما له رأي شهير حول مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وقال: "ربما علينا أن نسأل أنفسنا حول ردة فعلنا لو هبطت القوات العراقية في مجمع جورج بوش واغتالته ومن ثم ألقت جثته في المحيط، وبشكل غير قابل للنقاش فإن جرائم بوش تتجاوز ما قام به بن لادن".
وقال أيضا إن الإعلام الأمريكي يقوم بصناعة الإذعان بين أوساط الجماهير، كما اشتهر بنقده للرأسمالية الأمريكية والشركات الكبرى ووصف نفسه بأنه اشتراكي وناقد لاستبدادية فروع الشيوعية..
رأيه في الإسلام السياسي
كان لتشومسكي رأي شهير حول الإسلام السياسي وموقف الدول الغربية منه، وقال إن الولايات المتحدة لا تخشي الإسلام السياسي، ولكن تخشى من استقلال الدول العربية.
كما أن طبيعة الأنظمة السياسية التي تدعمها أمريكا في العالم العربي تظل ثانوية حتى تتغير الأوضاع في هذه الدول وتسعى شعوبها إلى تحطيم القيد الذي يطوقها.
وأضاف: "الخوف من الإسلام السياسي يتطلب معارضة الديمقراطية، لكن استقلال الدول وليس الإسلام السياسي ظل دائماً خطراً يهدد الغرب، والدليل على ذلك أن الولايات المتحدة دعمت الإسلاميين المتطرفين لمواجهة خطر القومية العلمانية في بعض الأحيان".
جوائز وتكريمات نعوم تشومسكي
علي مدار مسيرته الطويلة حصل تشومسكي على عدد من الدرجات الفخرية من الجامعات الكبرى في العالم، ومنها جامعة لندن وجامعة شيكاغو وجامعة دلهي وجامعة بنلسيلفانيا وجامعة كامبريدج وجامعة هارفارد وجامعة كولومبيا.
كما يعتبر عضوا في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم والأكاديمية الوطنية للعلوم والجمعية الأمريكية للفلسفة.
كما حصل على جائزة مؤسسة بانكو بيلباو فيزكايا أرجنتاريا لرواد المعرفة في عام 2018، وجائزة إريك فروم في 2010، ووسام بنجامين فرانكلين.
وجائزة كيوتو في العلوم الأساسية، وجائزة جمعية علم النفس الأمريكية، وزمالة الجمعية الملكية في كندا.
قدم تشومسكي عددا كبيرا من المؤلفات الهامة منها "الدول الفاشلة - إساءة استخدام القوة والتعدي على الديمقراطية" و"قراصنة وأباطرة الإرهاب الدولي في العالم الحقيقي" و"الربح مقدما على الشعب".
و"الحادي عشر من سبتمبر" و"اللغة ومشكلات المعرفة" و"سنة الغزو مستمر" و"النظام العالمي القديم والجديد" و"ماذا يريد العم سام" و"أشياء لن تسمع بها أبدا" و"الدولة المارقة"
كما أصدر تشومسكي كتابا شهيرا بعنوان "من يحكم العالم؟" ويقول إن الكتاب لا يحدد الجهة التي تحكم العالم ولكنه يتحدث عن الجهات الفاعلة في رسم العلاقات الدولية.
وتشارك في الهيمنة الدولية مع القوى المكونة من الرأسمالية والمنظمات الاقتصادية والتجارية العالمية، كما تحدث عن تطور السياسة الأمريكية منذ القرن الماضي وعلاقاتها مع الدول الأوروبية وموقفها من قضايا العالم العربي والقضية الفلسطينية والصراع مع إيران.