أشهر أمهات الدراما السورية وواحدة من أجمل وأبرز ممثلات الشاشة السورية، إنها الفنانة السورية الراحلة نبيلة النابلسي التي دخلت مجال الفن في السبعينات وعملت قبل مهنة الفن في مجال التمريض لسنوات، في السطور التالية تعرف على مسيرتها الفنية وحياتها.
حياة نبيلة النابلسي ونشأتها
هي ممثلة سورية ولدت في 1 يناير عام 1949 في حي العمارة بالعاصمة السورية دمشق، وبدأت مسيرتها الفنية في فترة السبعينات.
عملت الفنانة نبيلة قبل دخولها مجال التمثيل في عدة مهن، ففي سن الثالثة عشرة من عمرها عملت ككاتبة على آلة كاتبة، وبعدها اتجهت إلى مجال التمريض وظلت تزاول مهنة التمريض لمدة سنتين، وبعدها دخلت مجال التمثيل من الإعلانات التجارية.
تمكنت بفضل جمالها وموهبته الفنية من لفت انتباه المنتجين والمخرجين لها، لتبدأ مسيرتها الفنية كممثلة عام 1970 مع المخرج السينمائي نبيل المالح الذي عرض عليها دور فلاحة فقيرة حامل في فيلم "رجال تحت الشمس" لتبدأ مشواره الفني.
طوال مسيرتها الفني اشتهرت الفنانة نبيلة بتقديمها أدوار الأم، حتى حصلت على لقب أشهر أم في الدراما السورية، كما ساعدها صوتها المميز على خوض تجربة التمثيل في الإذاعة، وقدمت العديد من المسلسلات الإذاعية.
لم تقتصر مشاركاتها على سوريا فقط، بل لها مشاركات في مصر، ولعل أبرزها فيلم "دمي ودموعي وابتسامتي" مع نجلاء فتحي ونور الشريف وحسين فهمي.
تزوجت الفنانة نبيلة من السيد هشام إياسو، وأنجبت منه ولدين، وهما سامر، وأنس وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد قالت إنها نجحت في حياتها الزوجية بفضل التعاون والحب والاحترام بينها وبين زوجها، وبفضل تفعم زوجها لطبيعة عملها وغيابها عن المنزل لفترات طويلة.
مرضها ووفاتها
توفيت الفنانة نبيلة النابلسي في 29 يونيو عام 2010 عن عمر 61 عامًا بعد صراع مع مرض السرطان، وقد حضر جنازتها عدد من الشخصيات الرسمية والفنانين وتقدمهم وزير الإعلام السوري آنذاك محسن بلال.
وقد قال نقيب الفنان أسعد عيد أن الفنانة الراحلة كانت من مؤسسي الحركة الفنية السورية، أما الفنان صال الحايك فقد قال إن الفن السوري خسر كثيرًا بوفاة الفنان نبيلة، وقد وصفه المخرج مأمون النبي بانها كانت إنسانة رائعة دخلت القلوب منذ أول تجربة لها في التلفزيون.
وقد نعتها الفنانة أمل عرفة، وقالت: "ندما سمعت الخبر لم أصدق كان فاجعة حقيقة بالنسبة لي كنت أتمنى رؤيتها قبل الوفاة لكن يد القدر سبقتني، إنا لله وإنا إليه راجعون".
نعاها أيضًا عدد من المخرجين والنجوم، منهم المخرج المسرحي تامر العربيد، والمخرج محمد الشيخ نجيب، والفنان مصطفى الخاني وغيرهم.
مشوارها الفني
بدأت الفنانة السورية نبيلة النابلسية مشوارها الفني من خلال السينما، حيث كانت تعمل ممثلة في الإعلانات التجارية، وحينها اكتشفها المخرج السوري نبيل المالح الذي أعجب بأدائها ومنحها دور الفلاحة الفقيرة الحامل في فيلم "رجال تحت الشمس" عام 1970 مع يوسف حنا وخالد تاجا وكان هذا الفيلم انطلاقتها في عالم الفن والشهرة.
واصلت بعدها نبيلة تقديم عدد من الأفلام السينمائية، ففي عام 1971 شاركت في فيلم "امرأة تسكن وحدها" من بطولة دريد لحام ونهاد قلعي وآمال رمزي، ، وفي العام التالي شاركت في فيلم "شباب في محنة".
شاركت نبيلة كذلك في عدد من الأفلام المصرية، منها فيلم "رحلة حب" من بطولة حسن يوسف وشمس البارودي، وفيلم "دمي ودموعي وابتسامتي" عام 1973 من بطولة نور الشريف ونجلاء فتحي، وحسين فهمي، وكمال الشناوي، حسن كمال.
شاركت كذلك في أفلام "وجه آخر للحب"، و"هاوي مشاكل"، و"نساء للشتاء" من بطولة نيللي، ورفيق سبيعي، ومحمد جمال، ومحمود جبر، وفي عام 1974 شاركت في فيلم "غوار جيمس بوند"، و"بنات للحب" من بطولة نيللي وأحمد رمزي، ومحمد رضا.
غابت بعدها الفنانة نبيلة عن السينما والتمثيل لمدة 8 سنوات لتطوي محطتها الأولى في عالم الفن، وتكرس حياتها لتأسيس بيت الزوجية، حيث تزوجت وأنجبت ولدين وهما سامر وأنس.
وخلال محطتها الأول تميزت أدوار الفنانة نبيلة بالجرأة، لتبدأ محطتها الثانية وهو العمل في التلفزيون لتبدأ مسيرتها الفنية في التلفزيون بداية من عام 193 مع المخرج غسان جبري.
أدوارها في التلفزيون
بدأت الفنانة نبيلة النابلسي محطتها الثانية في التلفزيون عام 1983 مع المخرج غسان جبري، والكاتب محمود دياب، وشاركت في مسلسل "دموع الملائكة" وكانت أعمالها في الدراما سببًا في نجوميتها الحقيقية، حيث أضحت بعدها من الأسماء المهمة في الدراما السورية، ومن أكثر الأمهات اللواتي قدمن دور الأم بصدق وعفوية.
نبيلة النابلسي وأدوار الأم
تعتبر نبيلة النابلسي واحدة من أهم الممثلات العربيات التي قدمت أدوار الأم بطريقة مبدعة ومختلفة عن النماذج التقليدية، وكانت الأم في أدوارها تظهر بصورة حقيقية ومعقدة، حيث كانت تعرض حياة الأمهات في المجتمع العربي بطريقة واقعية ومؤثرة.
اختارت الفنانة نبيلة أن تقوم بأدوار الأم في الدراما السورية بنفسها، وفي بدايتها كانت تعتمد على المكياج لتبدو بشكل أكبر في التلفزيون ويكون مقنعًا للجمهور أن تقدم هذا الدور.
ومن أهم أدوار الأم التي قدمتها النابلسي في مسيرتها الفنية، مسلسل "حمام القيشاني" الذي تم عرضه في العام 1990، والذي كان يتناول حياة النساء في المجتمع العربي المحافظ. وفي هذا المسلسل، قدمت النابلسي دور الأم بطريقة مؤثرة ومتألقة، حيث نجحت في تجسيد شخصية الأم التي تحاول بكل جهدها الحفاظ على عائلتها وتوفير الحياة الكريمة لهم.
وكذلك، قدمت النابلسي أدوار الأم في مسلسلات أخرى مثل "الفراري" و"الأرجوحة" و"أحلام لا تموت" و"بيت العيلة" و"الحور العين" و"أحقاد خفية" و"ليس سراباً"، وفي كل مرة نجحت النابلسي في إضفاء روحها الفنية الخاصة على الشخصية التي تجسدها، وتقديم أداء مميز يبقى في ذاكرة المشاهدين.
كما قدمت النابلسي أدوار الأم في الأعمال المسرحية، حيث نجحت في إثراء المسرح العربي بأعمال متميزة مثل "لحظة من فضلك" و"مطلوب مسؤول" و"ناس اللي تحت" و"شباب آخر زمن" و"خيوط العنكبوت" و"بكرا أحلى".
عكست أدوار الأم الذي قدمته النابلسي في أعمالها الفنية مدى مهارتها الفنية وقدرتها على تجسيد شخصيات متعددة بطريقة مميزة ومؤثرة، وتركت النابلسي بصمة فنية مميزة في عالم الفن العربي، وستظل أعمالها الفنية محفورة في ذاكرة المشاهدين.