يعتبر العالم السعودي نايف الروضان من أبرز علماء الأعصاب في العالم، وبجانب ذلك فقد برع في علم النفس والفلسفة والسياسة وتمكن من أن يصنع لنفسه مكانة في هذه العلوم الثلاثة فقدم مؤلفات عدة وشغل مناصب في جامعات مرموقة، في السطور التالية تعرف على مسيرته المهنية وقصة نجاحه.
من هو نايف الروضان؟
هو عالم أعصاب وفيلسوف وخبير جيواستراتيجية سعودي ولد في 8 يونيو عام 1959 في مدينة سكاكا في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية ودرس في المملكة حتى المرحلة الثانوية ثم سافر إلى بريطانيا لدراسة الطب البشري.
يعد الروضان واخد من أبرز وأهم علماء الأعصاب والنفس والفلسفة في العالم، وقد كتب العديد من المؤلفات حول تخصصه، كما أن له عدة أبحاث هامة في مجال علم النفس والأعصاب.
اهتم الروضان كذلك بالفلسفة وخاصة الفلسفة العقلية، وكتب عدة مؤلفات في مجال الفلسفة، فضلا عن اهتمامه بمجال البحث السياسي وقدرته على الربط بين علم الأعصاب والسياسية لمعرفة وفهم السلوكيات السياسية المختلفة.
يشغل الروضان حاليًا منصب رئيس مركز الجيوستراتيجية والعولمة والأمن والمستقبل العالمي في مركز جنيف للسياسات الأمنية.
دراسته ونشأته
درست الطبيب نايف الروضان الطب في جامعة نيوكاسل بالمملكة المتحدة، وخلال دراسته تأثر كثيرًا بعالم الأعصاب الشهير لورد والتون، لذا قرر السفر إلى الولايات المتحدة لدراسة تخصص الجراحة العصبية في مستشفى مايو كلينك في مدينة روشستر.
خلال فترة اختصاصه تولى منصب رئيس المقيمين في مجال الجراحة العصبية وتابع دراسته وعمله حتى نال شهادة الدكتوراه عام 1988، وكانت دراسته تركز بشكل أساسي على الأنواع الفرعية لمستقبلات الأفيون والوروتنسين في الدماغ.
في عام 1993 حصل الروضان على زمالة في قسم الجراحة العصبية في كلية الطب بجامعة يال، وفي العام التالي حصل على زمالة قسم الجراحة العصبية من مستشفى ماستشوستس في كلية الطب بجامعة هارفارد.
![نايف الروضان Nayef Alroudan أهم علماء الأعصاب في العالم]()
مسيرته المهنية في مجال الطب
خلال عمله في مستشفى ماساتشوستس تابع الدكتور نايف الروضان نشاطه البحثي في العلوم العصبية والدماغ، كما أنه أجرى بحوثات رائدة في التقنية العصبية بالتعاون مع الطبيب جيمس مولر.
أسس الروضان العديد من المختبرات البحثية مع أطباء آخرين في مجال الجراحة العصبية الخلوية وتقنيات الجراحة العصبية وقد تمكن من أن يحصل على مكانة وسمعة مرموقة في مجال الجراحة العصبية في الولايات المتحدة.
أصبح الروضان الرئيس المقيم لجراحة المخ والأعصاب في عيادة مايو، كما عين في هيئة تدريس كلية الطب في جامعة هارفارد عام 1995.
قصة نايف الروضان مع العلوم السياسية
في بداية الألفينات تحول اهتمام الدكتور نايف الروضان إلى إيجاد العلاقة بين علم الأعصاب والعلوم السياسية والدولية، وقد كتب في سبيل ذلك العديد من المؤلفات والمنشورات بفضلها أصبح رائدًا في تطبيق علم الأعصاب وعلاقتها بالعلوم السياسية والعلاقات الدولية.
توصل الدكتور نايف إلى تحليلات دقيقة تفسر الاتجاهات في مجالات مختلفة مثل الأمن القومي والعالمي والحرب والسلام، وفي عام 2006 انضم إلى مركز جنيف للسياسات الأمنية في سويسرا كباحث في الجيوستراتيجية وقائد للجغرافيا السياسية.
في عام 2009 حصل الروضان على عضوية كلية سانت أنطوني التابعة لجامعة أوكسفورد بسبب البحوث والدراسات التي قدمها حول التحولات التاريخية في العالم العربي والإسلامي.
قدم الروضان تفسيرات لعدد من المصطلحات الإنسانية والفلسفية مثل العدالة العالمية وكرامة الإنسان والأمن الوطني وغيرها وقد ألف العديد من الكتب في ذلك.
من أهم أبحاث الروضان في مجال السياسة دراسة تأثير علم الأعصاب على الحرب. أظهرت أبحاثه أن علم الأعصاب يمكن أن يساعدنا في فهم كيفية اتخاذ القرارات في الحرب، وكيف يمكننا تصميم أسلحة أكثر إنسانية.
![نايف الروضان Nayef Alroudan أهم علماء الأعصاب في العالم]()
مؤلفات نايف الروضان
ألف الدكتور نايف الروضان العديد من الكتب والأوراق البحثية في مجال علم الأعصاب والفلسفة والسياسة، والتي وصل عددها إلى أكثر من 22 كتابًا ناقش فيها نظرياته حول علم النفس والفلسفة والأخلاق والعلوم السياسية والتاريخ والعلاقات الدولية.
ومن مؤلفاته كتاب "فلسفة الطبيعة البشرية" عام 2008 والتي تحدث فيها عن العصبية الكيميائية. في كتابه جادل الروضان الفرضية التي تقول بأن سلوك الإنسان محكوم دائمًا بالمبادئ، فيرى أن سلوك الإنسان محكوم بشكل أساسي بالمصلحة الشخصية العاطفية، وأن البشر بلا أخلاق بالفطرة والظروف هي ما تحدد بوصلة البشر الأخلاقية.
من مؤلفاته الأخرى كتاب "العاطفة الأنانية غير الأخلاقية" وفي هذا الكتاب استعرض نظرية الفلسفة العصبية في الطبيعة البشرية وآثار ذلك على الأمن العالمي، وقد أعجب بهذا الكتاب الدكتور مايكل فريدين البروفيسور في جامعة أكسفورد الذي وصف الكتاب بأنه يقدم توليفة من المناهج الفلسفية والعلمية للطبيعة البشرية.
في عام 2007 نشر الدكتور نايف الروضان كتاب بعنوان "الواقعية التعايشية: نظرية العلاقات الدولية في عالم مترابط وسريع" وفيه قدم بحثًا شاملًا ومتقنًا حول نظرية الواقعية التعايشية وكيف يمكن أن تتحقق من خلال نظام حكم يضمن تعايشا مفيدا ومتبادلا بين أطراف فاعلة.
في عام 2009 نشر كتاب "التاريخ المستدام وكرامة الإنسان: فلسفة التاريخ والانتصار الحضاري" وفيه ناقش فلسفته في التاريخ ودور الحكم الرشيد والصراع بين صفات البشر وحاجات الإنسان في إي نظام سياسي. وقد أعجب الرئيس الأمريكي جيمي كارتر بهذا الكتاب.
من كتب نايف الروضان الأخرى كتاب "الأبعاد الخمسة للأمن العالمي" وطرح فيها قاعدة المجموع المتعدد للأمن وهي قاعدة تعزز العدالة والدولية كمركز للسياسة العالمية بعيدًا عن الأسباب النفعية وإنما من أجل تحقيق مصالح دولية.
![نايف الروضان Nayef Alroudan أهم علماء الأعصاب في العالم]()
ألف كذلك كتاب "سياسات التقنيات الاستراتيجية الناشئة" وناقش فيها عن التطور الإنساني لمرحلة ما بعد التطور وناشد من خلال كتابه المجتمع العالمي لإنشاء قواعد أخلاقية للموازنة بين الحاجة للابتكار وضمان كرامة الإنسان في الوقت نفسه.
ومن كتبه الهامة أيضًا كتاب "دور العالم العربي الإسلامي في صعود الغرب: آثار في العلاقات الثقافية المتبادلة في الوقت الراهن" وناقش فيها الطريقة التي انتقلت فيها الأفكار في مجالات علمية وفلسفية من العالم العربي إلى الغرب ومدى تأثير ذلك في نشوء عصر النهضة في أوروبا.
