في حي العطايف أحد الأحياء الشعبية بوسط العاصمة الرياض خرج إلينا أسطورة كروية مميزة وهو مدافع فريق النصر الدولي السابق، ومدرب منتخب المملكة الأول الكابتن ناصر الجوهر صاحب لقب الجمجمة الذهبية، تعرف على مسيرته الكروية وإنجازاته في السطور التالية.
حياة ناصر الجوهر ونشأته
ناصر جوهر عبد العزيز هو لاعب كرة قدم سابق، ومدرب سعودي لكرة القدم، ولد في 6 يناير عام 1946 في حي العطايف في وسط الرياض، وشقيقه هو لاعب نادي النصر السابق سعد الجوهر.
بدأ ناصر لعب كرة القدم منذ الصغر، وتلقى دعمًا من شقيقه الكابتن سعود الجوهر، ولعب مع نادي النصر السعودي خلال الفترة من عام 1959 حتى عام 1979، وبعدها تحول إلى التدريب، ودرب المنتخب السعودي بداية من عام 2000 إلى 2011.
يعتبر الجوهر، وكنيته "أبو خالد" من أفضل الذين لعبوا في مركز الظهير الأيمن في تاريخ كرة القدم السعودية، وقد لعب لفترة قاربت الـ20 عامًا، واعتزل الكرة في بداية الثمانينيات.
مشواره كلاعب كرة قدم
بدأ ناصر الجوهر مشواره كلاعب كرة قدم مع نادي النصر السعودي في مركز الدفاع بداية من عام 1959، ومع النادي حقق العديد من الإنجازات، حيث يُعد من أفضل من لعبوا في مركز الظهير الأيمن في تاريخ المملكة.
لعب الجوهر في الملاعب لفترة قاربت 20 عامًا قدم خلالها العديد من الإنجازات، ومثل بلاده في العديد من الدورات والبطولات.
حقق الجوهر مع النصر العديد من البطولات، ومنها دوري المحترفين السعودي 9 مرات، وكأس ولي العهد السعودي مرتين، وكأس خادم الحرمين الشريفين مرتين، وكأس الاتحاد مرة واحدة عام 1976، وهو أول كأس اتحاد في تاريخ المملكة.
حقق كذلك مع النصر بطولة الدوري العالم 8 مرات، وكأس الملك مرة واحدة، وبطولة دوري المملكة، وهو أول دوري شامل يقام على مستوى المملكة كلها وذلك في عام 1975، وبطولة الشرقية، وكأس شهداء فلسطين عام 1968.
على الرغم من أنه مدافع، ولكنه كان هدافًا متمكنًا، فأحرز العديد من الأهداف أشهرها هاتريك في كأس شهداء فلسطين أمام الهلال، وهارتيك آخر في بطولة الدوري العام أمام الشباب عام 1970 وأهداف أخرى في مرمى نوادي نجمة الرياض، وغيرها.
حقق الجوهر مع النصر 16 بطولة متتالية خلال 20 عامًا، سجل خلال نهائياتها، ومباريات الحسم في 9 أهداف تاريخية.
أما مع المنتخب فقد مثّل بلاده في العديد من البطولات، أبرزها 4 بطولات كأس الخليج بداية من الدورة الأولى التي أقيمت عام 1970، وحقق مع منتخب بلاده الوصافة في مرتين في عامي 1972، و1974.
اعتزال كرة القدم
اعتزال ناصر الجوهر كرة القدم مع نادي النصر والمنتخب في عام 1979، وأقيم حفل الاعتزال له في ملعب الملز في مدينة الرياض في عام 1987، وشارك مع فريقه النصر السعودي أمام فريق كاظمة الكويتي.
شارك في هذه المباراة أسطورة كرة القدم الآسيوية ماجد عبد الله، وأسطورة كرة القدم الأفريقية محمود الخطيب وانتهت بالتعادل 2-2.
سجل للنصر ماجد عبد الله، وسعيد القحطاني، وسجل للفريق الكويتي جمال يعقوب، وصالح المسند، ونقلت المباراة على الهواء مباشرة على التلفزيون السعودي.
مسيرته التدريبية والإدارية
بدأ ناصر الجوهر مسيرته كمدرب وإداري مع نادي النصر السعودي في موسم 1990- 1991، وقاد النصر للمنافسة على أربع بطولات خلال موسم واحد فقط وحقق الوصافة في 3 منهم، وهم بطولة الدوري، والكأس السعودية، وبطولة كأس الكؤوس الآسيوية.
وصل الجوهر إلى نهائي البطولة العربية، وبعدها انتقل لتدريب المنتخب السعودي لكرة القدم، وحقق إنجازات كبيرة مع المنتخب، وظل يدرب المنتخب لمدة 11 عامًا.
في عام 2008 عاد الجوهر لتدريب النصر أمام ريال مدريد في مباراة اعتزال وتكريم الأسطورة الآسيوية ماجد عبد الله، وانتهت المباراة بنتيجة تاريخية بفوز النصر برباعية على النادي الملكي الإسباني.
وكانت هذه المباراة رد جميل الجوهر لماجد الذي سبق وشارك في مباراة اعتزاله قبل 20 عامًا.
تدريب المنتخب السعودي
بداية من عام 2000 بدأ ناصر الجوهر تدريب المنتخب السعودي، وخلال فترات متعددة ومتقطعة حتى عام 2011، وكانت البداية بتعيينه مدرباً مساعدا للمدرب التشيكي ميلان ماتشالا في كأس آسيا التي أقيمت في لبنان.
خسر المنتخب السعودي في أول مباراة له في البطولة أمام اليابان بأربعة أهداف، فأقيل المدرب التشيكي وعُين مكانه الجوهر، وتمكن من انتشار المنتخب من الحالة النفسية الصعبة التي كان يعاني منها.
قاد الجوهر المنتخب إلى نهائي البطولة أمام اليابان، وفازت اليابان مرة أخرى بنتيجة هدف مقابل لا شيء، بعد أن ضيع المنتخب السعودي ضربة جزاء مستحقة.
بعد هذه البطولة قاد الجوهر المنتخب في تصفيات كأس العالم بعد إقالة الصربي سلوبودان سانتراتش، وقاد المنتخب خلالالتصفيات والتأهل للنهائيات، وهو أول مدرب وطني يحقق هذا الإنجاز.
درب الجوهر المنتخب السعودي في دورة الخليج التي أقيمت في الرياض عام 2002، وقاد المنتخب للفوز بالبطولة أمام قطر بنتيجة ثلاثة أهداف لهدف، وهي أول بطولة تتحقق على أرض المملكة.
ثم واصل تدريب المنتخب في نهائيات كأس العالم 2002، وكان الجميع متخوفاً من هذه البطولة، وجاء تخوفهم في محله إذ هُزمت المملكة بثمانية أهداف أمام الماكينات الألمانية صاحبة التاريخ العريق في كرة القدم، وأحدثت هذه النتيجة ضجة كبيرة في الشارع الرياضي السعودي.
لم يسلم الجوهر من الانتقادات الحادة من الصحافة والإعلام والجمهور كذلك، وانتقدت اختياراته في التشكيلة، كما تم انتقاده بمجاملة بعض اللاعبين على حساب الأفضل والأكثر استحقاقًا وانضباطًا.
وعلى الرغم من الدعم الكبير الذي كان يتلقاه من الإعلام قبل هذه المباراة، ولكن انقلب الوضع بعد الهزيمة المخزية، حيث كان الإعلام أكثر من انتقده.
في عام 2005 عاد الجوهر إلى تدريب المنتخب في دورة ألعاب التضامن الإسلامية في جدة، وحقق المنتخب الذهبية بعد الفوز على المغرب في النهائي.
كان الجوهر قد تولى مسؤولية المنتخب الأولمبي عام 2008 خلفًا للمدرب بندر الجعيثن بعد إخفاقات في تصفيات أولمبياد بكين، وتسلم المنتخب في آخر 3 مبارايات وكاد أن يصل إلى النهائي، لكن التعادل السلبي مع اليابان حال دون ذلك.
عوض الجوهر هذه الخسارة بالفوز في أول كأس خليجية للمنتخبات الأولمبية عام 2008، وهو إنجاز تاريخي يسجل له وللمنتخب أيضًا.
في عام 2009 عاد الجوهر إلى قيادة المنتخب الأول في كأس الخليج، وتمكن من قيادة الأخضر للمباراة النهائية التي خسرها أمام عمان صاحبة الأرض بركلات الترجيح.
قاد الجوهر المنتخب في التصفيات التمهيدية لكأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، وفاز المنتخب في عدة مبارايات أما سنغافورة، وأوزباكستان، وتعادل أمام الإمارات وإيران، ولكنه تلقى هزيمة من الكوريتين الجنوبية والشمالية.
بعد هذه الخسارة استقال الجوهر من منصبه، وتم تعيينه مستشارًا في الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولا يزال يشغل هذا المنصب حتى الآن.
بعد هذه الاستقالة عاد مجددًا لتدريب المنتخب في نهائيات كأس آسيا عام 2011، ولكن تعرض المنتخب لخسارة كبيرة من الأردن، ثم خسارة قاسية من اليابان بخمسة أهداف، وهي الأولى من نوعها ليخرج المنتخب مبكرًا من البطولة، ويقدم الجوهر استقالته مجددًا بعد أسبوعين على تعيينه.