من دراسة الأدب إلى رئاسة واحدة من أكبر شركات الحديد والصلب في السعودية، إنها رحلة سيدة الأعمال السعودية نادية الدوسري الحاصة على لقب المرأة الحديدية لتمكنها من مواجهة العقبات والتحديات، ودخولها عالم الأعمال والتجارة بقوة وجرأة، في السطور التالية تعرف على مسيرتها وقصة حياتها.
من هي نادية الدوسري؟
هي سيدة أعمال سعودية تعد من أبرز سيدات الأعمال في المملكة العربية السعودية في الخليج، وهي الرئيسة التنفيذية والشريكة في شركة السيل الشرقية التي تعد من أبرز شركات الحديد والصلب في السعودية.
بدأت الدوسري مسيرتها المهنية في ريادة الأعمال بداية من عام 2006، حيث اضطرت إلى إدارة أعمال زوجها بعد تعرضه لحادث سيارة وخضوعه للعلاج لمدة 3 سنوات.
خلال قيادتها لشركة السيل، حققت الدوسري نجاحات مهمة، ولعل أبرزها قيادة الشركة نحو الصدارة، وعملت على توسيع أعمال الشركة، وتفوقت في مجال يكاد يكون حكرًا على الرجال، وأثبتت جدارتها في هذا القطاع الصعب.
حصلت الدوسري على لقب المرأة العالمية بعد حصولها على جائزة التفوق على مستوى الشرق الأوسط، كما تم تصنيفها من قبل عدة مجلات في قائمة لأقوى امرأة عربية.
نشأتها وتعليمها
ولدت السيدة نادية الدوسري في السعودية لأم بحرينية وأب سعودي يعمل في مجال الصناعة والتجارة، ونشأت في البحرين بجانب جدتها. درست نادية الأدب الإنجليزي، وحصلت على درجة البكالوريوس من كلية البنات بالدمام. حصلت بعد ذلك على دبلوم صحافة وكتابة حرة من كورنويل في بريطانيا.
زواجها وأبناؤها
تزوجت السيدة نادية في سن مبكرة، حيث كانت لا تزال طالبة في المرحلة الثانية. زوجها هو رجل الأعمال السعودي يوسف بن أحمد بن حمد الدوسري، مؤسس شركة السيل الشرقية في الدمام بالمنطقة الشرقية بالسعودية، وهي الشركة التي تأسست عام 1976 برأس مال 6 ملايين دولار.
![نادية الدوسري.. المرأة الحديدية أبرز سيدات الأعمال السعوديات]()
بداية مسيرتها المهنية
بدأت سيدة الأعمال نادية الدوسري مسيرتها المهنية بالعمل في شركة أفون الأمريكية عام 1996، حيث تم اختيارها مديرة لمنطقة صغيرة، إلا أنها أثبتت جدارتها، وسرعان ما أصبحت مديرة إقليمية للسعودية بأكملها.
وخلال عملها في أفون، شاركت الدوسري في تدريب وتطوير مجموعات في أسواق دبي والبحرين وأسواق غير عربية منها بريطانيا وتركيا، وقد حصلت على شهادات التفوق ومسابقة جيري الدولي.
خلال مسيرتها مع أفون، تعلمت الدوسري طريقة الإدارة، وتهيأت لتصبح سيدة أعمال من خلال خبراتها المهنية. بجانب عملها في الشركة، السيدة نادية الدوسري كاتبة، يحث تكتب في صحيفتي سعودي غازيت وعرب نيوز. السيدة نادية أيضًا عضو فعال في مبادرة كلينتون العالية التي أسسها الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون.
إدارتها شركة سيل الشرقية
في عام 1976، أسس زوج نادية الدوسري، السيد يوسف الدوسري، شركة السيل الشرقية للحديد والصلب خلال منتصف السبعينات، وقد تولى زوجها إدارة الشركة لسنوات، ثم تعرض لحادث سيارة، وخضع للعلاج لمدة 3 سنوات.
لم تكن نادية تفكر في دخول عالم الأعمال والتجارة حينها، إلا أن أزمة زوجها جعلتها تضطر لتولي زمام القيادة لإنقاذ الشركة خلال تلك الفترة الصعبة. استعانت نادية بعد قيادتها الشركة بالخبرة المهنية، والتي اكتسبتها من العمل في شركة أفون.
في عام 2004، وبعد أن أصدر خادم الحرمين الشريفين مرسومًا يسمح للمرأة بدخول القطاع الخاص، ترشحت نادية الدوسري لمجلس إدارة الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية عام 2004، وكانت أول امرأة سعودية تترشح لهذا المنصب.
أثبتت نادية نفسها في المنصب الذي تشغله، حيث بدأت كمدير قسم صغيرة، وبعدها بفترة دخلت كشريك مالي مع زوجها، وتدرجت في المناصب حتى وصلت إلى رئاسة مجلس الإدارة ومنصب الرئيس التنفيذي.
![نادية الدوسري.. المرأة الحديدية أبرز سيدات الأعمال السعوديات]()
إنجازات نادية الدوسري
منذ توليها منصب الرئيسة التنفيذية والشريكة لشركة سيل الشرقية، نجحت السيدة نادية الدوسري على ضمان بقاء الشركة في الصدارة. في عام 2014، وصلت القيمة السوقية للشركة 500 مليون دولار، وعمل تحت قيادتها نحو 145 موظفًا.
اهتمت نادية بشراء الصلب الخردة من السيارات والسفن ومعدات الملابس وحتى الغسالات، ثم تقوم شركتها ببيع الخليط المعدني المعاد تدويره في السوق السعودية. تحت قيادتها، توسعت الشركة وبنت ساحات خردة جديدة في الشرق الأوسط وآسيا، ووفرت آلات تقطيع ضخمة للصلب بهدف زيادة القدرة الإنتاجية.
بحلول عام 2014، أشرفت الدوسري على معالجة نحو 17 ألف طن من خردة الصلب شهريًا في وقت يعتبر فيه الحديد مادة خام مهمة في التصنيع، وتوفر نحو 47% من الطاقة اللازمة.
تتعاون شركتها مع أكثر من 350 شركة في السعودية مع وجود نحو 15 ساحة خردة في السعودية، ومن بين الشركات التي تتعامل معها شركة سيل الشركة الصناعية "سابك".
في عام 2006، أصبحت نادية صاحبة أول مشروع بيئي للاستفادة من مخلفات الحديد، أو ما يعرف باسم "الخردة"، وأطلقت مشروع "إحساسك وطني" للتوعية حول تلوث البيئة.
اليوم، تُعد نادية الدوسري نموذجًا نسائيًا ملهمًا في السعودية، وأحد رموز التغيير الإيجابي في مجتمع بدأ يشهد تحولات عميقة على مستوى تمكين المرأة. إن قصتها ليست مجرد سرد لمراحل النجاح.
![نادية الدوسري.. المرأة الحديدية أبرز سيدات الأعمال السعوديات]()
جوائز وتكريمات
حصلت السيدة نادية الدوسري على العديد من الجوائز تقديرًا لدورها المهم في عالم ريادة الأعمال. اختارتها مجلة فاينانشال تايمز ضمن قائمة أفضل 25 سيدة أعمال عربية، وفازت بجائزة رائد أعمال العام الناشئ من إرنست ويونغ، لتصبح أول سيدة أعمال ترشح لهذه الجائزة.
حصلت نادية فيما بعد على لقب المرأة الحديدة بعد حصولها على جائزة التفوق من قبل شركة إرنست أند يونغ، إلا أنها لا تفضل هذا اللقب، وتحب أن يطلق عليها سيدة أعمال أو فنانة أو كاتبة.