ميخائيل كافيلاشفيلي اسم لمع في سماء الرياضة العالمية، فقد حقق نجاحًا كبيرًا في مسيرته الكروية، وأصبح من أبرز المهاجمين لنادي مانشستر سيتي، إلا أنه على عكس غيره من الرياضيين اتجه إلى السياسة بعد الاعتزال بدلًا من الدخول في مجال التدريب أو التحليل الكروي، ونجح في النهاية في أن يصبح رئيس جورجيا.. في السطور التالية تعرف على مسيرته الكروية وقصته حتى دخول القصر الرئاسي.
من هو ميخائيل كافيلاشفيلي؟
هو سياسي جورجي ولاعب كرة قدم سابق، لعب كمهاجم في عدة أندية أوروبية، وأشهرها مانشستر سيتي، ولد في 22 يوليو عام 1971 في بولنيسي ف يجمهورية جورجيا السوفيتية، وهو الرئيس الحالي لجورجيا.
نشأ ميخائيل في بيئة تشجع على المنافسة والعمل الجاد، وقد بدأ شغفه بالرياضة في سن مبكرة، وبرز في ألعاب متعددة، ثم قاده شغفه في كرة القدم إلى الاحتراف، وانضم إلى أكاديميات رياضية مختلفة أظهر فيها موهبته، ووضع فيها الأساسي لمسيرة رياضية مميزة.
انتقل ميخائيل خلال مسيرته الكروية لعدة ندية محلية وأوروبية، وأثبت قدراته على المستوى الدولي، وعرف بسرعته الفائقة ومهارات الاستثنائية التي جعلت منه واحدًا من أبرز لاعبي جيله.
كانت المحطة الأكثر أهمية في مسيرته الكروية انتقاله إلى نادي مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي، فقد كان من ضمن المهاجمين البارزين في الفريق. بعد الاعتزال، اتجه ميخائي كافيلاشفيلي إلى السياسة، ودخل الانتخابات البرلمانية، ثم تم اختياره عام 2024 رئيسًا لجورجيا في قرار واجه العديد من الانتقادات والمظاهرات.
مسيرته السياسية
بدأ ميخائيل كافيلاشفيلي مسرته الكروية مع نادي دينامو تبليسي، فقد لعب في أكاديمية الفريق في عام 1989، وسرعان ما برز كمهاجم ماهر، وأثبت نفسه في الفريق. لعب ميخائيل مع النادي حتى عام 195، وخلال تلك الفترة، شارك في 132 مباراة.
في عام 1994، تمت إعارته إلى نادي ألانيا فلاديكافكاز الروسي، وفي عام 1996، انتقل إلى نادي مانشستر سيتي قبل يوم واحد من انتهاء موسم الانتقالات، ولعب مع النادي لأول مرة في أبريل، وسجل هدفًا في مباراة الديربي ضد مانشستر يونايتد.
خلال موسمه مع مانشستر سيتي، خاض ميخائيل 24 مباراة، وسجل فيها هدفين في دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، إلا أنه لم يتمكن من إقناع الإدارة لتجديد عقده مع الفريق، فتم إرساله إلى عدة أندية سويسرية على سبيل الإعارة.
في عام 1998، انتقل ميخائيل إلى نادي جراسهوبرز في الدوري الإسباني، وقاد الفريق من الفوز بالدوري السويسري الممتاز في موسمه الأول، ومنذ ذلك الحين، أصبح ضمن التشكيلة الأساسية في الفريق، وواصل مسيرته الكروية في سويسرا التي شهدت أكثر فتراته الرياضية تألقًا.
انتقل ميخائيل كافيلاشفيلي للعب مع عدة أندية سويسرية، ومنها نادي زيورخ ولوسيرن وسيون وآراو، وقد أعاره نادي آراو إلى نادي فلاديكافكاز الروسي عام 2004، ولعب مع النادي 7 مباريات فقط، ثم عاد إلى سويسرا مرة أخرى.
في عام 2005، انتقل إلى نادي بازل السويسري، ولعب مع النادي في موسم 2005- 2006 تحت قيادة المدرب كريستيان جروس، وقد سجل هدفه الأول مع النادي في أول مباراة رسمية في الدوري المحلي في شباك فريق سانت جاكوب بارك، وكان الهدف الوحيد للفريق، وساهم في فوز فريقه.
تمكن ميخائيل من تحقيق نجاح كبير مع الفريق، وقد ساعد النادي في تصدر البطولة مناصفة مع نادي زيورخ حتى اليوم الأخير في الدوري، إلا أن النادي لم يتمكن من تحقيق الدوري في النهاية، وحصد نادي زيورخ البطولة.
خلال موسمه الأول مع بازل، لعب ميخائيل 10 مباريات، وكلها شارك فيها كبديل، وخلال موسمه الثاني شارك في 7 مباريات وكلها كبديل، وخلال مشواره مع النادي لعب 26 مباراة منها 14 مباراة في الدوري السويسري الممتاز، و3 في كأس الاتحاد الأوروبي، و9 مباريات ودية. سجل ميخائيل 12 هدفًا، منها 4 أهداف في الدوري، و8 في مباريات أخرى، وقد اعتزل كرة القدم عام 2006.
مسيرته الدولية
انضم ميخائيل كافيلاشفيلي إلى المنتخب الجورجي، وشارك في بطولة مالطا الدولية لكرة القدم، والذي فاز فيها منتخب بلاده عام 1998.
من الملاعب إلى أروقة السياسة
امتلك ميخائيل كافيلاشفيلي خطة مختلفة عن معظم لاعبي كرة القدم المعتزلين، فغالبيتهم يتجه إلى التدريب أو التحليل الكروي والظهور في البرامج التلفزيونية الرياضية، إلا أن ميخائيل كان لديه هدف آخر، ألا وهو دخول مجال السياسة.
بدأت رحلة ميخائيل مع السياسة عام 2016، حيث انتخب عضوًا في برلمان جورجيا عن حزب الحلم الجورجي، وهو الحزب الحاكم في جورجيا، إلا أنه في عام 2022 ترك الحزب، وشارك في تأسيس حزب قوة الشعب.
اشتهر ميخائيل بموقه المناهض للغرب في العديد من تصريحاته، وقد اتهم وكالات الاستخبارات الغربية بمحاولة دفع جورجيا لمواجهة مع روسيا، وخطابه هذا يتفق مع خطاب حزبه الجديد المنائ للتأثير الأجنبي.
انتخابه رئيسًا لجورجيا
في شهر ديسمبر 2024، انتخب المرشح من حزب "الحلم الجورجي" الحاكم ميخائيل كافيلاشفيلي كرئيس سادس لجورجيا، بعدما حصل على 224 صوتًا من أصل 300 في البرلمان الجورجي.
وكانت هذه المرة الأولى في تاريخ جورجيا التي يتم فيها اختيار لرئيس عن طريق اجتماع هيئة مكونة من 300 ناخب من برلمان جورجيا والمجلس الأعلى لمنطقة أجاريا والمجلس الأعلى لمنطقة أبخازيا، نواب من هيئات السلطات البلدية، بدلًا من انتخابات يشارك فيها الشعب، وقد كان ميخائيل هو المرشح الوحيد، لذا فإن فوزه في الانتخابات كان محتمًا.
سبب هذا القرار اضطرابًا في المشهد السياسي في جورجيا، فقد اعترضت المعارضة على هذه الانتخابات، ووصفتها بأنها "مسرحية هزلية"، وتم تنظيم العديد من المظاهرات أمام البرلمان التي تدعو إلى إلغاء هذا القرار، وإجراء انتخابات أخرى.
وقد اتهمت المعارضة ميخائيل كافيلاشفيلي بأنه دمية بين يدي الملياردير بدزينا إيفانيشفيلي، مؤسس حزب الحلم الجورجي، والذي يحكم جورجيا من خلف الكواليس منذ عام 2012 تقريبًا.