اشتهرت الفنانة المصرية من أصل لبناني منى داغر بأدوار الفتاة الشريرة الحقودة في أغلب أعمالها، وعلى الرغم من تكرار أدوارها في السينما إلا أنها تمكنت من ترك أثر إيجابي في قلوب محبيها.
شغل اسمها الصحافة والرأي العام بسبب تداول آخر حول وفاتها ودفنها في البقيع واعتناقها الإسلام، فما حقيقة هذا الأمر؟ وهل دُفنت في مكة حقًا؟ تعرف على كل ذلك في السطور التالية.
حياة منى داغر ونشأتها
اسمها الحقيقي إلين داغر واسم الشهرة هي منى، هي ممثلة مصرية من أصل لبناني ولدت في 13 نوفمبر عام 1923 في لبنان، وجاءت مع أسرتها إلى مصر وهي طفلة رضيعه، وتوفي والدها قبل مجيئها إلى لبنان، وقد تلقت تعليمها في المدارس الأجنبية في مصر.
استقرت منى مع عائلتها في مدينة الإسكندرية بصحبة ابن عمها أسعد داغر الذي كان يعمل صحفيًا في جريدة الأهرام
نشأت منى في عائلة فنية، فوالدتها هي الممثلة والمنتجة آسيا داغر، وخالتها هي الممثلة المصرية من أصل لبنان ماري كويني، وقد اشتهرت منى بتقديم العديد من الأدوار الثانوية في الأفلام وكانت معظمها متشابهة.
أسلمت منى في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، وتزوجت من المهندس علي برهان، ولديها من ابنها الدكتور محمد، وابنتها تفيدة.
انفصلت منى زوجها محمد وبعدها بعام تزوجت من المحامي علي منصور الذي كان يتولى قضايا والدتها الفنانة والمنتجة آسيا داغر، وأنجبت منه ابنتين، وهما ألفت علي منصور التي تعمل في الأمم المتحدة وتعيش في الولايات المتحدة، وابنتها سمية التي توفيت.
حقيقة دفنها في البقيع
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا العديد من المنشورات التي تشير إلى أن منى داغر هي أول فنانة تدفن في المدينة المنورة بعد إسلامها، كما تداولت أخبار أنها توفيت أثناء أداء فريضة الحج، لتصبح أول مسيحية تدفن في البقيع بالمدينة المنورة وصلى عليها 50 ألف مسلم في المدينة المنورة.
من الأخبار الأخرى المنشورة عنها أنها أنجبت ابنتها الكبرى من زوجها المحامي علي منصور أثناء تأديتها فريضة الحج، وسمت ابنتها فاطمة الزهراء، ثم تلتها بإنجاب 3 بنات أخريات.
ولكن كل هذه الأخبار ليست حقيقة، حيث خرج ابنها محمد علي برهان ونفى صحة هذه المعلومات في تصريحات لبعض الصحف المصرية، حيث أكد أن والدته توفيت ودفنت في القاهرة في 27 مايو عام 2000.
وذكر برهان أن والدتها أسلمت في الأربعينيات وتزوجت من والده المهندس علي برهان، ثم انفصلت عنه عام 1953، ثم تزوجت بعد ذلك المحامي علي منصور.
مشوارها الفني
نظرًا لانتماء منى داغر لعائلة فنية فقد تأثرت بالفن بشكل كبير، واتجهت إلى مجال التمثيل، حيث قدمت أول أعمالها السينمائية عام 1944، وهو فيلم "أما جنان" من بطولة والدتها آسيا داغر، وفؤاد شفيق، وحسن فايق، وعبد الفتاح القصري، وفردوس محمد وغيرهم.
حصرها المخرجون في أدوار الفتاة الأرستقراطية الحقودة والشريرة، والتي هدفها طوال الفيلم كله على خطف حبيب البطلة.
شاركت منى عام 1945 في فيلم "هذا جناه أبي" من بطولة صباح، وزكي رستم، وسراج منير، وفردوس محمد، وعلي رشدي، وجسدت في هذا الفيلم دور خطيبة سمير.
في العام نفسه شاركت في فيلم "القلب له واحد" من بطولة ميمي شكيب، وأنور وجدي، وصباح، ثم شاركت في فيلم "الجيل الجديد" من بطولة حسين صدقي، وسميرة خلوصي، وعلوية جميل، ومنسي فهمي، ومحمد الديب، والعمل من تأليف يوسف جوهر، وإخراج أحمد بدرخان.
في عام 1946 شاركت في فيلم "أم السعد" من بطولة ماري كويني، ومحمد سلمان، وبديعة مصابني، وبشارة واكيم، وفي عام 1948 شاركت في فيلم "الواجب" من بطولة سراج منير، وفردوس محمد، وعماد حمدي.
في عام 1949 شاركت في فيلم "ست البيت" من بطولة فاتن حمامة، وعماد حمدي، وزينب صدقي، وفي هذا الفيلم جسدت دور مديحة صديقة إلهام التي لعبت دورها فاتن حمامة، حيث ستخطف زوجها منها بطلب من حماتها.
شاركت منى كذلك في فيلم "السجينة رقم 17" من بطولة ماري كويني، وعماد حمدي، ومحمود المليجي، وروحية خالد، ودرية أحمد، يتحدث الفيلم عن فتاة فقيرة تعيش مع والدتها المريضة، فتقرر السفر مع خالتها إلى الريف، وهناك تتزوج من رجل وتعيش معه في منزله مع أخته وابنة عمه التي تحاول التفرقة بين الزوجين بأي شكل.
في عام 1950 شاركت منى داغر في فيلم "شاطئ الغرام" من بطولة ليلى مراد، وحسين صدقي، وتحية كاريوكا، وميمي شكيب، ومحسن سرحان، ثم شاركت في فيلم "ساعة لقلبك" من بطولة شادية، وكمال الشناوي، وشاركت كذلك في فيلم "الزوجة السابعة" بطولة ماري كويني، ومحمد فوزي، وشادية، وإسماعيل ياسين.
في عام 1951 شاركت في فيلم "ضحيت غرامي" من بطولة ماري كويني، وتحية كاريوكا، وعماد حمدي، ومحمود المليجي، ونجمة إبراهيم، وكيتي، ويحكي الفيلم عن رجل يخون زوجته المتفانية في خدمة أسرتها مع راقصة، ويقرر العودة إلى زوجته، فتغير الراقصة وتقتله وتتهم الزوجة بالقتل.
شاركت بعد ذلك في فيلم "الدنيا حلوة" من بطولة شادية وكمال الشناوي، ويتحدث عن صديقتين يقعان في حب طيار شاب، فتحاول الأولى أن تحتفظ به لنفسها مع أنه لا يبادلها الحب، وتدبر مكيدة مع والدته لتفوز بقلب الطيار.
في عام 1952 شاركت في فيلم "من القلب للقب" من بطولة ليلى مراد، وكمال الشناوي، ثم شاركت في فيلم "قدم الخير" من بطولة شادية، ومحمد سلمان، وإسماعيل يس، وإخراج حلمي رفلة.
شاركت بعد ذلك في فيلم "حياتي أنت"، و"ظلمت روحي" من بطولة شادية، ومحسن سرحان، و"أنا وحدي" من بطولة ماجدة، وميمي شكيب، وسعاد محمد، وفيلم "آمال" من بطولة شادية ومحسن سرحان.
في عام 1953 شاركت في فيلم "نشالة هانم"، وفي العام التالي شاركت في فيلم "يا ظالمني" من بطولة صباح، وسين صدقي، ومحمود المليجي، وآخر أعمالها الفنية هو فيلم "لمين هواك" من بطولة هدى سلطان، وعماد حمدي، وفريد شوقي، وكمال الشناوي.
قررت منى بعد ذلك اعتزال التمثيل، بسبب حصرها في أدوار الفتاة الشريرة الغيورة، وابتعدت عن مجال التمثيل حتى وفاتها.