هوسك وشغفك هو دائما مفتاح نجاحك وتميزك، وهذا ما حدث مع أدولف داسلر مؤسس شركة أديداس، الذي أوصله هوسه بالرياضة والأحذية لأن يتحول من صاحب ورشة صغيرة لإصلاح الأحذية داخل بلدة صغيرة وفقيرة في ألمانيا، لصاحب أكبر علامة تجارية في سوق الملابس الرياضية وهي أديداس تتخطى قيمتها التسويقية في الوقت الحالي 53 مليار دولار.
إذا كنت تريد أن تعرف كيف تأسست "أديداس" وسر نجاحها مؤسسها أدولف داسلر، وكيف حولها من تصنيع الأحذية إلى ملابس رياضية مريحة وكرات قدم كأس العالم عليك قراءة التفاصيل التالية....
من هو مؤسس أديداس؟
كانت بداية هذه العلامة العالمية متواضعة في بلدة هيرتسوجيناوراخ الصغيرة في بافاريا بألمانيا، على يد Adolf (Adi) Dassler أدولف داسلر، ولد "أدولف" يوم 5 نوفمبر عام 1990، في أثناء دراسته كان تعلم مهنة الخبر للإنفاق على نفسه، ولكنه كان يرى أنها مهنة قصيرة الأجل، بعد عودته من الجيش في نهاية الحرب العالمية الأولى، تعلم مهارات صناعة الأحذية، وافتتح مشروعًا صغيرًا لإصلاح الأحذية في الجزء الخلفي من منزل عائلته.
قاد أدولف داسلر شغفه للرياضة إلى البدء في تجربة الأحذية المتخصصة للرياضيين، وفي عام 1924 - مع شقيقه رودولف - قام رسميًا بتسجيل شركة، وافتتح مصنع للأحذية أطلقوا عليه "الأخوة داسلر"، لقد صنعوا بعضًا من أول أحذية الجري المسننة للألعاب الرياضية، وكانت بداية نجاحهم حينما أقنعوا عدداً من اللاعبين بارتدائها في أولمبياد 1928، حتى إن هذه الأحذية هي التي ساعدت العداءة لينا رادكي على ارتفاع 800 متر على الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية بأمستردام عام 1928.
في أولمبياد برلين المثيرة للجدل عام 1936، التقى آدي داسلر بالعداء الأمريكي الصاعد جيسي أوينز، ويقال إن "جيسي" اختار السباق في أحذية ركض "الإخوة داسلر"، وفاز بأربع ميداليات ذهبية، وظل جيسي ظل على اتصال بـ"داسلر" بعد هذا الحدث، وأصبح لاحقًا سفيراً لشركة Adidas.
تعرضت أعمال الأخوين دسلر وعلاقتهما بضغط هائل خلال فترة الحرب العالمية الثانية، نجا العمل تقريبًا، لكن علاقة العمل بينهما لم تنجح. اتفقوا على تقسيم "الإخوة داسلر" في عام 1948 وبعد فترة وجيزة أصبحوا منافسين.
تأسيس أديداس
في عام 1949 سجل "أدولف" شركته الجديدة تحت اسم "أديداس" "Adolf Dassler (adidas) Sportschuhfabrik، ولجعل منتجاته تبرز عن منافسيها، بدأ في تصميم أحذية أديداس بثلاثة خطوط مخيطة على الجانب. وُلدت "العلامة التجارية ذات الخطوط الثلاثة" وبدأت Adi في استخدام شعار الخطوط الثلاثة كعلامة تجارية للشركة، كانت زوجته "كاثي" تعمل معه أيضًا في الأعمال وقادوا معًا شركة Adidas خلال فترة من الابتكار والنمو.
معجزة برن 1954
كان حذاء كرة القدم أحد أكثر منتجات أديداس ابتكارًا في الخمسينيات من القرن الماضي، وهوس "داسلر" بتحسين تصميم حذاء كرة القدم دفعه للعمل بشكل وثيق مع فريق كرة القدم الوطني الألماني، وكان برفقتهم حيث حققوا تقدمًا مفاجئًا في نهائي كأس العالم 1954 في برن، سويسرا، كانوا سيواجهون، الفريق المجري الذي هزمهم 8-3 في وقت سابق من البطولة، ولكن كانت أحذية أديداس التي يرتديها الألمان الغربيون نصف وزن الأحذية التقليدية الإنجليزية الصنع التي يرتديها المجريون.
والأهم من ذلك، أنها تتميز أيضًا بمسامير ملولبة قابلة للإزالة يمكن تغييرها لتلائم ظروف الطقس، على أرضية رطبة وموحلة، ساعدت هذه الأحذية الألمان الغربيون على استعادة تأخرهم بهدفين لتحقيق فوز مفاجئ في كأس العالم. نظرًا لأنه تم عرضه في جميع أنحاء العالم على شاشات التلفزيون، فقد كان حدثًا وضع ألمانيا الغربية على الخريطة الرياضية وجعل أحذية أديداس اسمًا مألوفًا في جميع أنحاء العالم.
في أواخر الستينيات، قررت أديداس توسيع خط إنتاجها إلى الملابس، لم تكن البدلات الرياضية مفهومًا جديدًا للرياضيين، ولكن في عام 1967 أصدرت أديداس بدلة مصنوعة من ألياف تركيبية خفيفة الوزن جديدة، بتفاصيل عصرية أنيقة، تم استعارة 3 خطوط من أحذية أديداس ومزخرفة أسفل الذراعين والساقين.
ربما كانت ضربة العبقرية الحقيقية في هذا الإطلاق هي اختيار لاعب كرة القدم الألماني فرانز بيكنباور لتسويق البدلة الرياضية. كان أحد أشهر اللاعبين في العالم، وبمجرد أن أرتدي بدلة رياضية أديداس الجديدة حققت انتشارا واسعا.
يعد إطلاق الملابس الرياضية العصرية علامة فارقة في تاريخ أديداس، سرعان ما أصبح الأسلوب شائعًا في الولايات المتحدة حيث كان جنون الركض في السبعينيات يترسخ. أصبح بإمكان الأشخاص "العاديين" الآن ارتداء أديداس عند الخروج للجري - كانت البدلة الرياضية موجودة لتبقى.
كرات كأس العالم 1970
![أدولف داسلر Adolf Dassler مؤسس "أديداس" Adidas]()
نقطة تحول فارقة أيضا في تاريخ "أديداس" هو كأس العالم 1970، منذ بداية العلامة التجارية، لطالما كانت Adidas مرادفة لكرة القدم، ومع ذلك، بينما كانوا يرتدون أحذية كرة القدم وأطقم كرة القدم على أرض الملعب، فإن الكرات صنعت بواسطة شخص آخر، واستمر ذلك حتى عام 1963، عندما بدأت أديداس في صنع كراتها الخاصة، ثم قامت بعد ذلك بتزويد FIFA بالكرة الرسمية لكأس العالم 1970 في المكسيك.
أصبحت المباريات التي يتم بثها على التلفزيون أمرًا شائعًا وتم تصميم كرة TELSTAR خصيصًا لتظهر جيدًا على الشاشات السوداء والبيضاء، كانت هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها سلسلة من الألواح السوداء والبيضاء لبناء كرة، شيء أصبح مرادفًا لتصميم كرة القدم، وبدأ هذا علاقة استمرت عقودًا مع FIFA، وقدمت Adidas كرة المباراة في كل كأس عالم منذ ذلك الحين.
وفاة أدولف داسلر
توفي أدولف داسلر في 6 سبتمبر 1978، قبل وقت قصير من عيد ميلاده الثامن والسبعين، رجل ساعد شغفه بالرياضة وروح المبادرة في إعادة تعريف صناعة السلع الرياضية، وإنشاء معيار جديد في الملابس والأحذية ذات الأداء العالي، ترك وراءه شركة مزدهرة استحوذت عليها زوجته كاتي، بدعم من ابنهما هورست، أصبحت نهاية حقبة داسلر بداية لعصر آخر.
نهاية علاقة داسلر وأديداس
حب وشغف الملابس الرياضية الذي تشارك فيه الزوجان جعل "كاتي" تكمل مسيرته، بأن يصل للعالمية، فشهد عام 1986 تأسيس شركة Adidas USA، حيث أدركت الإمكانات في سوق الملابس الرياضية الأمريكية.
كان أحد النجاحات المبكرة هو حذاء Superstar الرياضي الشهير، الذي بدأ حياته كحذاء كرة سلة تقني، سرعان ما تحولت سوبر ستار إلى أزياء الشارع وتأكدت مكانتها الأيقونية عندما بدأت مجموعة الهيب هوب الأمريكية Run DMC في ارتداء أديداس كجزء من إطلالتها المميزة، ثم تخلد حبهم لأحذية أديداس الرياضية في أغنية "My adidas".
ولكن للأسف توفيت لحقت به زوجته سريعا، وبشكل مفاجئ وغير متوقع لحق بهم ابنهم هورست أدولف داسلر الذي توفي بشكل غير متوقع في عام 1987، عن عمر يناهز 51 عامًا فقط، كان ذلك بعد ثلاث سنوات فقط من وفاة والدته كاثي، وأدرجت الإدارة الجديدة "أديداس" البورصة الألمانية بقيمة أولية تبلغ 50 مليون مارك ألماني. بين عامي 1990 و 1992، باع أفراد عائلة Dassler المتبقون حصتهم الأكبر من الأسهم وللمرة الأولى لم تعد الشركة مملوكة لعائلة Dassler..
