واحد من أشهر الممثلين الكوميديين في تاريخ السينما المصرية، وبجانب ذلك برع في تقديم أدوار الشر، إنه الراحل ممدوح وافي الذي لم يكن ممثلًا مبدعًا فحسب، بل كان صديقًا وفيًا أيضًا، تعرف على مسيرته الفنية في السطور التالية.
حياة ممدوح وافي ونشأته
ممدوح محمد علي وافي هو ممثل مصرية، ولد في قرية المندرة في محافظة الفيوم في 11 مايو عام 1951، وبدأ مسيرته الفنية من خلال المسرح، حيث شارك في مسرحية حمري جمري.
درس وافي في كلية التجارة، وبعد التخرج عمل في أحد البنوك الحكومية، ولكن حبه للفن دفعه للدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية، وشارك في أول مسرحية لها عام 1979.
في خلال دراسته في المعهد شارك وافي في العديد من المسرحيات، وتمكن من الحصول على أول دور له في السينما عام 1981، وشارك أيضًا في العديد من المسلسلات التلفزيونية الناجحة.
تزوج ممدوح من سيدة من خارج الوسط الفني مسيحية الديانة، وقد تحدى أهله من أجل الزواج منها بسبب حبه الشديد لها، وأنجب منها 3 أبناء، وهم نورا، وهاني، وياسمين التي تعمل كممثلة.
اشتهر وافي في التلفزيون والسينما بروحه الجويلة وابتسامته الصداقة، فقد أبدع في تقديم عدة أدوار كوميدية ناجحة، وبرع كذلك في تقديم أدوار الشر ببراعة.
صداقته مع أحمد زكي ووفاته
جمعت علاقة صداقة قوية مع ممدوح وافي والراحل أحمد زكي بداية من دراستهما سويًا في المعهد العالي للفنون المسرحية، وفي وقت الدراسة كانا يسكنان معًا في إحدى الشقق السكنية للطلاب.
شارك وافي مع أحمد زكي في أكثر من عمل فني، وقدم معه في الغالب دور صديقه، ومن الأفلام التي شارك فيها مع أحمد زكي ما يلي "البيضة والحجر"، و"استاكوزا"، و"سواق الهانم"، و"مستر كاراتيه"، و"الاحتياط واجب"، و"الناصر 65"، وغيرها.
وقالت ياسمين ابنة الفنان الراحل ممدوح إن أحمد زكي كان بمثابة عم بالنسبة لهم، واستمرت علاقة الصداقة بين والدها وزكي لسنوات طويلة حتى وفاته، كما قالت إنه كان هناك كرسي في المسرح عند والدها خاص لأحمد زكي فقط.
ذكرت كذلك أن والدها كان يرافق أحمد زكي في رحلاته دائمًا، مثل القاهرة أو الإسكندرية، وكانت خلافاتهما لا تستمر لأكثر من يوم واحد.
استمرت علاقة الصداقة القوية هذه في السراء والضراء، فعندما أصيب أحمد زكي بالسرطان رافقه وافي في رحلته العلاجية.
في البداية رفض أحمد زكي إجراء بعض الفحوصات الطبية، ولكي يقنعه وافي بالقيام بها أخبره أنه سيجري هو الآخر هذه الفحوصات لنفسه، ليتفاجأ بمرضه هو الآخر بسرطان الجهاز الهضمي.
وأوضحت ياسمين وافي أن أحمد زكي كان دائمًا يطلب من والدها شراء مقبرة بجوار مقبرته، وخاصة بعد أن عرضت نقابة المهن التمثيلية مقابر للفنانين بأسعار معقولة، ولكن رفض والدها ذلك، وكان دائمًا يتجنب الحديث عن الموت.
ظل أحمد زكي يستمر في الطلب من والدها شراء مقبرة بجوار مقبرته، فأغلق والدها الحديث معه بجملة "اللي يموت الأول ياخد التاني معاه".
بعد أن اكتشف وافي حقيقة مرضه بالسرطان أخفى الأمر عن زوجته وأبنائه وعن صديقه أيضًا حتى لا يشعر أن أكبر داعماً له اهتز، وكان مصدر طاقة إيجابية للجميع، واستقبل مرضه بسعة صدر.
بدأ وافي العلاج، ولكن بسبب ضعف عضلة القلب لم يتحمل جسده علاج السرطان، وتوفي في 17 أكتوبر عام 2004 عن عمر 53 عامًا.
بعد وفاة وافي طلب أحمد زكي من أبناء وافي بدفنه في مقبرته، وقد وافقوا على ذلك، لأن أهل وافي في الفيوم، وكان من الصعب عليهم دفن والده في مقابر الأسرة في الفيوم.
بعد وفاته ب5 أشهر توفي صديق عمره أحمد زكي في 27 مارس عام 2005، ودفن أحمد بجوار صديقه وافي بحسب تصريحات ابنته ياسمين.
مشواره الفني
بدأ ممدوح وافي مشواره الفني من خلال المسرح عام 1979، حيث شارك في العديد من الأعمال المسرحية المتميزة، ومنها مسرحية "حمري جمري"، و"الهجمي"، و"هي والتلامذة"، و"حضرات السادة العيال"، و"تزوير في أوراق عاطفية".
في الثمانينيات شارك وافي في العديد من الأعمال التلفزيونية، منها مسلسل "أبنائي الأعزاء شكرًا"، و"أنف وثلاث عيون"، و"الورثة المحترمون"، و"حتى لا يختنق الحب"، و"الخليل بن أحمد"، و"البركان"، و"ينابيع النهر"، و"شاءت الأقدار"، و"سنبل بعد المليون"، و"الزوجة أول من يعلم".
شارك كذلك في عدة أفلام ناجحة منها "نواعم"، و"راجل بسبع أرواح"، و"ابن تحية عزوز"، و"أحضان الخوف"، و"الأوباش"، و"محامي تحت التمرين"، ، و"عشرة على عشرة"، و"بيت القاصرات"، و"غضب الحليم"، و"الاحتياط واجب"، و"غريب ولد عجيب"، وغيرها.
في التسعينيات واصل وافي في تقديم العديد من الأدوار في السينما، منها أفلام "مغامرات رشا"، و"البيضة والحجر"، و"شفاه غليظة"، و"إلا ابنتي"، و"مستر كاراتيه"، و"إنذار بالطاعة"، و"الباشا"، و"سواق الهانم"، و"المراكبي"، و"أبو زيد زمانه"، و"ناصر 65".
شارك في مسلسلات "حارة المحروسة"، و"يوميات ونيس"، و"الأزواج الطيبين"، و"درس العمر"، و"أحلام فستق"، و"مرفوع مؤقتًا من الخدمة"، و"يوم عسل يوم بصل"، و"قط وفار"، و"السيرة الهلالية"، و"حضرة المحترم".
في الألفينات شارك وافي في مسلسلات "الفجالة"، و"بيت الزعفراني"، و"ليه يا دنيا ليه"، و"عائلة الحج متولي"، ، و"السيرة الهلالية"، و"عالم بدون أسرار"، و"رجل في زمن العولمة"، و"انظر حولك وابتسم"، و"الدنيا حظوظ"، و"اجري اجري اجري".
شارك أيضًا ممدوح وافي في مسلسلات "بياع المواويل"، و"نهارك نادي" عام 2004 الذي كان آخر أعماله الفنية قبل وفاته. وفي السينما شارك في أفلام "رحلة مشبوهة"، و"أبناء الشياطين".
لم يحصل وافي طوال مسيرته الفنية على دور البطولة مطلقًا، ولكنه تمكن من تحقيق نجاح كبير في الأعمال التي شارك فيها، وحتى لو كانت مساحة الشخصية صغيرة. أبدع وافي مع أحمد زكي، وشكل الاثنان ثنائيًا فنيًا ناجحًا.
