كان اللاعب السعودي الراحل مصطفى إدريس من أهم لاعبي نادي النصر السعودي، ومن أبرز المدافعين في تاريخ النصر، فقد تميز بقدراته المميزة في الملعب وقدرته على اللعب في أكثر من مركز، في السطور التالية تعرف على مسيرته الكروية وحياته.
من هو مصطفى إدريس؟
هو لاعب كرة قدم سعودي راحل ولد في 11 نوفمبر عام 1964 في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية وكان لاعب سابق في نادي النصر السعودي ولعب في مركز الدفاع.
تميز إدريس بمهاراته الكروية والعالية وقدرته على التسديد وخاصة تسديد ركلات الجزاء، ورغم أنه لعب في نادي الهلال في بدايته إلا أن اسمه ارتبط بنادي النصر السعودي.
امتدت مسيرته الكروية لعدة سنوات وقد اعتزل كرة القدم عام 2004 وأمضى سنوات الأخيرة في النادي في دكة الاحتياط بسبب كبر السن، وقد عمل في مهن مختلفة بعد اعتزال الكرة منها حارس أمن. شارك إدريس كذلك مع المنتخب السعودي في عدة بطولات.
عُرف إدريس بشخصيته المحبوبة والمتواضعة وأخلاقه الرياضية العالمية، وقد حصل على لقب "العقيد" من الجمهور السعودي الذي كان دائم التشجيع له.
رغم موهبته الكروية إلا أن نهاية لم تكن سعيدة مثل زملائه وأقرانه في النادي، فقط اضطر إلى العمل كحارس أمن بمرتب زهيد بعد الاعتزال وعانى من مرضى السكري لسنوات.
مرض مصطفى إدريس
في عام 2019 عاد اسم اللاعب السابق لنادي النصر مصطفى إدريس إلى الواجهة من جديد بعد نشر صورة له وهو على فراش المرض بسبب معاناته مع مرض السكري، وهو المرض الذي أدى إلى بتر قدمه الأولى عام 2019، وقدمه الثانية عام 2021.
أصبح إدريس حبيس المستشفيات لفترة طويلة قبل عامين من بتر قدمه، حيث أصيب بالغرغرينا، وقطع أحد أصابع قدمه، ورغم ذلك لم يبد إدريس أي امتعاض لحالته خلال حديثه مع الصحافة.
وبعد فترة من العملية الأولى التي أدت إلى بتر أصابعه أصيب إدريس بالمرض مرة أخرى، وأصبح مهددًا ببتر قدمه كاملة، وهو ما حدث بالفعل حيث تم بتر قدمه عام 2019.
تلقى إدريس دعمًا كبيرًا من نادي النصر خلال محنة مرضه، حيث أعلن نادي النصر برئاسة سعود السويلم وقتها تخصيص دخل مباراة النصر أمام الأنصار للاعب السابق مصطفى إدريس.
في عام 2021 اضطر إدريس لبتر قدمه الثانية بسبب المرض، وقد تطور المرض وتسبب في مضاعفات خطيرة منها تلف الأعصاب التي تتحكم في حركة الأطراف، وأصبح معقدًا غير قادر على الحركة.
وفاة مصطفى إدريس
وفي 19 يوليو عام 2021 توفي نجم فريق النصر السعودي السابق اللاعب مصطفى إدريس عن عمر 56 عامًا بعد صراع مع مرض السكري، وقد نعاه فهد المشيقح رئيس النصر السابق بتغريدة قال فيها: "اللهم في هذا اليوم الفضيل، ارحم عبده وأن تجعل ما أصابه خلال مرضه من معاناة تكفيرًا لذنوبه".
ونعى الرياضيون السعوديون اللاعب الراحل منهم الناقد الرياضي تركي الرحبي، والصحفي الرياضي سلطان العصيمي، وعند وفاته تصدر وسم "مصطفى إدريس في ذمة الله" منصة إكس، تويتر سابقًا، وشارك الوسم آلاف المغردين المشجعين للاعب الراحل.
مسيرته الكروية
بدأ اللاعب مصطفى إدريس مسيرته الكروية مع نادي الأهلي السعودي في الثمانينات وقد تدرج في الفرق المختلفة من الناشئين والشباب حتى تمكن من الترقي إلى الفريق الأول في النادي الأهلي عام 1982.
لعب إدريس مواسم عدة مع الأهلي حقق فيها نجاحًا باهرًا وتمكن من إثبات نفسه كلاعب أساسي في الفريق، ورغم أن مركزه الأساسي كان الدفاع إلا أنه أثبت موهبته في اللعب في مراكز مختلفة في أرض الملعب.
انتقال مصطفى إدريس إلى النصر السعودي
في عام 1990 وبعد مسيرة متألقة مع الأهلي السعودي انتقل مصطفى إدريس إلى نادي النصر، وذلك بطلب من الأمير عبد الرحمن بن سعود الذي أعجب بقدرات اللاعب ومهاراته الدفاعية وسرعته في أرض الملعب.
وسرعان ما تمكن إدريس من إثبات مهارته في النادي، وحقق مع النصر عدة بطولات، منها 3 ألقاب في الدوري السعودي، و6 ألقاب في بطولة كأس الملك، ولقب واحد في بطولة كأس ولي العهد، وكأس الخليج، وكأس السوبر الآسيوية، وكأس خادم الحرمين الشريفين وكأس الاتحاد السعودي وكأس السوبر الآسيوي.
لعب إدريس مع نادي النصر لمدة 14 عامًا شارك خلالها في 360 مباراة، وحقق فيها بطولات مختلفة، وقد عاش مواسمه الأخير مع نادي النصر في دكة الاحتياط بسبب كبر السن.
في عام 2000 انتقل إلى نادي الحزم السعودي، وظل يلعب بقميص النادي لمدة 4 سنوات حتى اعتزل كرة القدم عام 2004.
مشواره مع المنتخب السعودي
كان مصطفى إدريس ضمن تشكيلة المنتخب السعودي في الثمانيات، وقد شارك مع الأخضر في عدة بطولات منها كأس آسيا عام 1984، وكأس العالم عام 1994.
اعتزال كرة القدم
لم تكن نهاية مصطفى إدريس الكروية مميزة مثل نهاية العديد من أقرانه، فقد اضطر إلى الاعتزال عام 2004 وعمل كحارس أمن في القطاع الخاص براتب زهيد رغم مشواره الكروي الناجح في نادي النصر.
مصطفى إدريس وسامي الجابر
واجه مصطفى إدريس أزمة كبيرة مع إدارة نادي النصر بسبب تصريحاته حول اللاعب سامي الجابر عبد اعتزال كرة القدم، حيث قال في تصريحات صحفية أن أحد النصراويين عرض عليه مبلغ 100 ألف ريال سعودي من أجل إصابة مهاجم الهلال اللاعب سامي الجابر ولكنه رفض ذلك.
وبعد هذه التصريحات انقلبت عليه إدارة وجمهور نادي النصر، فأكد بعض الغداريون أن النادي عمل بكل جهده من أجل بث روح التنافس الشريف بين الأندية السعودية، وتصريح مصطفى إدريس هذا قلب الطاولة.
ورغم إن إدريس استبعد أن يكون هذا الشخص من الإدارة النصراوية أو أحد أعضاء النادي إلا أنه استمر في تلقي انتقادات عدة، فقد دافع الإداريون في النادي وأعضاء الشرف واللاعبين والجمهور أن النادي يحرص دائمًا على التنافس الشريف.