يعد الأديب والكاتب السعودي مرزوق بن تنباك من أهم النقاد في مجال الأدب في المملكة العربية السعودية، ولم يشتهر فقط بسبب مؤلفاته في الأدب والنقد الأدبي، وإنما بسبب آرائه المختلفة سواء في الموضوعات الاجتماعية أو الدينية، تعرف على مسيرته في السطور التالية.
حياة مرزوق بن تنباك ونشأته
مرزوق بن صنيتان بن مرزوق بن راشد بن مدرهم بن تنباك بن صالح بن حيّانة الحربي هو مفكر وناقد وأديب سعودي ولد في المملكة العربية السعودية وتحديدًا في قرية المديرا التابعة لمحافظة وادي الدرع في منطقة المدينة المنورة عام 1950.
نشأ مرزوق في أسرة لها سيادة على عشيرة الأشدة من بلاد المسورح، وبطبيعة الحالة كانت أسرة ميسورة الحالة. انتقل وهو صغير إلى ذا الحليفة في وادي العقيق التابع لمنطقة المدينة المنورة مع أسرة والتحق بمدرسة ذي الحليفة الابتدائية.
بعد أن أنهى دارسته الابتدائية التحق بمدرسة طيبة بالمدينة المنورة للمرحلتين المتوسطة والثانوية، وخلال دراسته في المدينة المنورة التحق بدورس المسجد النبوي، وتعلم على يد شيوخها، ومنهم مححمد الأمين الشنقيطي، وأبو بكر الجزائري، وعبد القادر شيبة الحمد، وعطية محمد سالم، وغيرهم.
لم يقتصر تعلمه على المدرسة وشيوخ المسجد النبوي فقط، وإنما تعلم أيضًا على أيدي شيوخ القبيلة وشيوخ قبائل حرب، فعرف عنهم عادات العرب وتقاليدهم والأصول.
بعد إنهاء دراسته الثانوية التحق مرزوق بالدراسة في كلية الآداب في جامعة الملك سعود في مدينة الرياض، وتخرج فيها وبعدها عُين معيدًا، ثم ابتعث إلى بريطانيا لدراسة الدكتوراه.
حصل مرزوق على الماجستير الدكتوراه في الأدب من جامعة إدنبرة في اسكتلندا، ثم عاد إلى المملكة وعمل أستاذًا مساعدًا في جامعة الملك سعود، ثم ترقى ليصبح أستاذَا مشاركًا حتى حصل على درجة الأستاذية في الآداب.
عُرف مرزوق بآرائه التي تكون مثيرة للجدل للبعض، ففي أحد حواراته قال إن المرأة في السابق كانت ممنوعة، وليست عاجزة، والدليل على ذلك هو تواجد المرأة الآن في المجتمع السعودي، ودورها فيه، ولما أزيل هذا المنع ظهر دورها في المجتمع.
قال أيضًا إن كل الفتاوي التي صدرت منذ مئات الأعوام تصلح لهذا العصر، وإنما نحتاج إلى فتاوي واجتهادات جديدة تناسب متطلبات هذا العصر، كما يرى التراث الإسلامي على أنه منجم يجب البحث فيه والتفكير في الحاضر والماضي أيضًا.
حياته المهنية والأدبية
بدأ مرزوق بن تنباك حياته المهنية كمحاضر وأستاذ في كلية الآداب جامعة الملك سعد، حيث بدأ كأستاذ مساعد بعد عودته من البعثة البريطانية، ثم حصل على درجة الأستاذية في الآداب منذ عدة سنوات.
وفي أثناء عمله في التدريس قدم مرزوق العديد من الأبحاث الأكاديمية في مجال الأدب، كما نا العديد من العضويات في جمعيات وأكاديميات داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، فكان رائد اللجنة الاجتماعية عام 1982، كما عمل وكيل كلية الآداب سنة 1987.
بالإضافة إلى ذلك تم تعيين مرزوق رئيسًا للجنة الثقافية لمعرض الرياض الدولي للكتاب سنة 2013. بالإضافة إلى العضويات، فقد شارك في العديد من المؤتمرات الأدبية، ومنها مؤتمر مهرجان الشعر والقصة الثالث لدول الخليج الذي أقيم في مدينة أبها بالمملكة سنة 1988.
أيضًا شارك في مؤتمر التراث والثقافة في الرياض عام 1987، ومؤتمر التغيرات الاجتماعية في الأدب العربي في الهند سنة 1985، وشارك كذلك في مؤتمر محاربة العنصرية، ومؤتمر اللغة العربية وتحديات القرن الواحد والعشرين الذي أقيم في ماليزيا عام 1996.
أهم مؤلفاته والبحوث التي نشرها
نشر مرزوق بن تنباك العديد من الأبحاث، ومنها بحث "التسامح في الغيرة في شعر مسكين الدرامي" وهو بحث أدبي نٌشر في مجلة الدارة عام 1987. من ضمن أبحاثه أيضًا بحث عن "المتنبي والنقاد والتوحيد" الذي نُشر في مجلة كلية العلوم الإنسانية في جامعة قطر.
كذلك نشر بحثًا بعنوان "الانتماء في الشعر العربي القديم" الذي نُشر في مجلة كلية الآداب بجامعة الإسكندرية في مصر، كذلك نشر بحث "الجارة في الشعر العربي القدم" ونُشر في مجلة جامعة الملك سعود.
أما المؤلفات فيملك مرزوق العديد من المؤلفات المميزة، ولعل أهمها كتاب "إشكالية الأدب الإسلامي" وهو كتاب يبحث عن الإشكالية التي طرحها الأدب الإسلامي وآثارها ما بين مؤيد ومعارض منذ انطلاق هذا النوع من الأدب.
من مؤلفاته في الأدب أيضًا كتاب "الفصحى ونظرية الفكر العامي"، وهو كتاب تم نره عام 1986، وأساسه هو بحث علمي كتبه مرزوق ونشر في مجلة اليمامة السعودية عام 1977، وبعد نشر المقال بتسعة سنوات تم نشر الكتاب، وهو مكون من 268 صفحة.
يتناول الكتاب التعريف بمحبي العامية، ودعاة العامية في البلدان العربية والمملكة العربية السعودية بشكل خاص، مع التوضيح الخلفية التاريخية للاهتمام بالعامية في الدول العربية في فترة الاحتلال وقبلها وبعدها.
الكتاب يعتبر بحث غزير المادة مليء بالقناعات، واهتم في كتابه بالأبحاث العلمية المنظمة للاستفادة من التراث الشعبي الجارف بالتراث العامي في بلاد شبه الجزيرة العربية، ولهذا حصل الكتاب على جائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج.
ألف أيضًا كتاب "الغيور والصبور" الذي صدر عام 1990 من لجنة التراث والفنون الشعبية بالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون.
كما صدر له كتاب "الجوار عند العرب"، وهو كتاب يتابع فيه مرزوق القصور لماهية الجوار عند العرب كما جاء على ألسنتهم من خلال موروثهم الحضاري والشعري.
يعتبر الكتاب مادة شعرية جامعة لما قاله اللسان العربي في خلق الجوار، وهي صفة حثها القرآن الكريم، وموجودة في صفات العرب، وأرفق العديد من الأبيات الشعرية التي تتحدث عن خُلق الجوار عند العرب.
من مؤلفات الدكتور مرزوق بن تنباك أيضًا كتاب "رسائل إلى الوطن"، وكتاب "الضيافة وآدابها"، ويتحدث في هذا الكتاب عن الضيافة عند العرب.
كما ألف كتاب "الوأد عند العرب بين الوهم والحقيقة"، فقضية الوأد عند العرب أضحت من مسلمات الموروث الإسلامي، وأراد الدكتور أن يبحث بها، وتحدث في الكتاب أن الوأد لم يكن إلا من الأساطير والأوهام التني تناقلها الناس لكنها لم تثبت، وأيضًا صدر له كتاب "في سبيل لغة القرآن"