اعتمد المخرج السعودي محمود صباغ في الأفلام التي ينتجها أن تكون نابعة من ثقافة وموروث اجتماعي وعادات قد يتفق مع بعضها ويدعو إلى نبذ بعضها الآخر، تمكن الصباغ من رسم خارطة طريق مميزة للسينما السعودية من خلال أفلامه، وتميز بأسلوبه الفني الواقعي، تعرف على مسيرته الفنية في السطور التالية.
حياة محمود صباغ ونشأته
هو مخرج ومنتج وكاتب سيناريو سعودي ولد في 27 مارس عام 1983 في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، ويعد من أهم رواد السينما المستقلة في المملكة العربية السعودية بداية من عام 2013.
درس صباغ السينما الوثائقية في جامعة كاليفورنيا في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكي، ومع عودته إلى السعودية مجددًا اتجه إلى صنع الأفلام الوثائقية، وبعدها أخرج أول فيلم روائي طويل له "بركة يقابل بركة" الذي حقق نجاحًا كبيرًا.
مشواره الفني
مع عودة محمود صباغ إلى المملكة اتجه إلى إنتاج وإخراج العديد من الأفلام الوثائقية المستقلة، فأصبح من أهم رواد السينما المستقلة في المملكة بداية من عام 2013.
من الأفلام الوثائقية التي صنعها صباغ فيلم "قصة حمزة شحاتة"، وفيلم "كاش"، وفي عام 2015 أسس صباغ شركة "الحوش" للإنتاج الفني، وهي أول شركة سعودية متخصصة في مجال إنتاج الأفلام المستقلة، ومقرها في مدينة جدة.
وبعدها أنتج باكورة أعماله السينمائية الطويلة، وهو أول فيلم روائي طويل له "بركة يقابل بركة" عام 2016، وعُرض في قسم المنتدى في مهرجان برلين السينمائي لعام 2016.
يتحدث الفيلم عن بركة الذي يجسد شخصيتها الفنان هشام فقيه، وهو موظف في بلدية جدة ويعمل كممثل هاوٍ حيث يتدرب لتقديم شخصية أوفيليا في مسرحية هاملت، ويقابل فتاة عبر إنستجرام اسمها بركة أيضًا، وتجسدها الفنانة فاطمة البنوي، ومعًا يحاولان التحايل على القوانين الرجعية التي تحيط بهما، وسلطة الشرطة الدينية.
العمل من تأليف وإخراج صباغ، وشارك في العمل ريم الحبيب، وعبد المجيد الرهيدي، وخيرية نظمي، وماريان بلال.
تنافس الفيلم على جوائز مسابقة آفاق للسينما العربية في مهرجان القاهرة، كما ترشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي من جهة غير حكومية، حيث تم ترشيحه من قبل جمعية الثقافة والفنون تحت إشراف رئيسها الدكتور سلطان البازعي، ولم يتمكن صباغ من عرضه في السعودية في البداية بقرار سياسي.
يعد الفلك أول فيلم سعودي طويل يعرض على شاشة مهرجان برلين، كما أنه أول فيلم سعودي يرشح لجائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية في حفل الأوسكار.
في عام 2017 تم اختيار صباغ أحد حكام جائزة أفضل فيلم في الدورة الـ67 لمهرجان برلين السينمائي، وبعدها أعلن صباع عن فيلمه الطويل الثاني، وهو فيلم "عمرة والعرس الثاني"، وتم تصوير الفيلم بالكامل في المملكة العربية السعودية.
يتحدث الفيلم عن سيدة اسمها عمرة وهي ربة منزل في الرابعة والأربعين من عمرها، تكتشف أن زوجها المتقاعد ينوي الزواج من زوجة ثانية شابة، وفي سبيل فهم وضعها الجديد تبدأ حياتها في التفكك.
العمل من إخراج وتأليف صباغ، وشارك في العمل محمد الحمدان، وشيماء الطيب، وخيرية نظمي، وزينة حريري، وسارة الشامخ، وزيزي الحريري.
عُرض الفيلم في مهرجان لندن السينمائي، كأول عرض دولي له، كما شارك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نسخته الأربعين.
في هذا الفيلم يقف محمود صباغ مع المرأة، ويحاكم سلوك المجتمع تجاهها، واعتمد في فيلمه على إمكانات محلية وفنيين عرب من دول مختلفة مثل مصر والأردن.
وفي عام 2019 ابتكر صباغ فكرة لافتتاح سينما "الحوش" وهي أولى مبادرات السينما المستقلة، والأرت هاوس في قلب جدة، وهي عبارة عن سينما في الهواء الطلق، لتعد الأولى من نوعها في البلاد.
فبعد موافقة مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في المملكة من افتتاح دور عرض سينمائي في البلاد كان الصباغ من أوائل المشاركين في هذه الحركة.
سلسلة "في الحب والحياة".
بعد مغادرته صباغ مهرجان البحر الأحمر السينمائي تفرغ مرة أخرى للسينما وأخرج سلسلة "في الحب والحياة" وهي سلسلة مكونة من ثمانية أفلام قصيرة عرضت على منصة نتفلكس، وتعكس السلسة منظور الحب في الدول العربية.
ومن الأفلام التي أخرجها صباغ في هذه السلسة فيلم "حب في استودية العمارية" وتحكي القصة عن الحب بشكل جديد خلاف القصص القديمة المتعارف عليها، والعمل من بطولة سامي حنفي، وضي الهلالي.
ففي هذه القصة تصور شخصيتين تائهتين بين الحب والكره، وكلاهما يبحث عن الاحتواء في ظل الوحدة، ويعتبر هذا الفيلم تقديرًا لعصر جدة الذهبي فيما يتعلق بالفنون والموسيقى.
وفي حديث صباغ عن فيلمه تحدث أن الفيلم ليس عن الحب، وإنما عن مشاعر الرفض والإهمال العاطفي، وعن الرومانسية الممنوعة والمفقودة، حيث رغب أن يبتعد عن قصص الحب التقليدية.
اختار صباغ كذلك ستوديو العمارية لأنه الحي الذي انطلق منه قصة الموسيقى السعودية الرسمية الحديثة، وفي هذا الحي خرجت أسماء كبيرة خلدها الفيلم منهم فوزي محسون، وعمر كدرس، وكان صناع الأغنية السعودية الحقيقين من رواد هذا الحي.
اختياره مديرًا لمهرجان البحر الأحمر السينمائي
في عام 2020 تم اختيار محمود صباغ مديرًا لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي والرئيسي التنفيذي لها، وكان من ضمن اللجنة التي قامت باختيار المشاريع الفنية، حيث كان جزء كبير من المشاريع المختارة لمخرجات ومنتجات عربيات.
وفي 15 يوليو عام 2020 كشف مهرجان البحر الأحمر عن انتهاء مدة تكليف صباغ بالإدارة التنفيذية للمهرجان، وفي مايو عام 2022 أعلنت المؤسسة اختيار المنتج محمد التركي ليشغل المنصب في دورته الثانية من 1 إلى 10 ديسمبر المقبل في مدينة جدة.