يعد رائد الفضاء محمد فارس أول رائد فضاء سوري صعد إلى الفضاء ضمن برنامج الفضاء السوفيتي في الثمانينات محققًا إنجازًا كبيرًا في سوريا والوطن العربي وقد وصل إلى مناصب كبيرة في الدولة.
وخلال الساعات الماضية تصدر اسمه محركات البحث بعد إعلان خبر وفاته بعد صراع مع المرض.. وفي السطور التالية نتعرف على مسيرته وأبرز المعلومات عن حياته.
من هو محمد فارس؟
محمد أحمد فارس هو رائد فضاء وطيار عسكري سوري ولد في 26 مايو عام 1951 في مدينة حلب السورية، ويعد أول رائد فضاء سوري يصعد إلى الفضاء والثاني على مستوى العالم العربي.
درس فارس في الأكاديمية العسكرية وأصبح ضابطًا في سلاح الجو، وقد شغل عدة مناصب في سوريا منها مستشار عسكري للحكومة السورية كما عمل مدرسا في الأكاديمية العسكرية أيضًا.
تخرج فارس في كلية الطيران الحربية من الأكاديمية العسكرية السورية عام 1973، والتحق بعدها بسلاح الجو السوري وتمكن من الحصول على رتبة لواء، وفي منتصف الثمانينات اختير للمشاركة في برنامج للطيران الفضائي مع الاتحاد السوفيتي.
زوجة رائد الفضاء محمد فارس
تزوج رائد الفضاء محمد فارس من سيدة غير معروفة، وله منها 3 أطفال، وهو لا يحب الحديث عن حياته الشخصية ويبقيها بعيدة عن الأضواء. سافرت أسرته إلى تركيا عام 2012 بسبب الأوضاع في سوريا وقد حصل هو وأسرته على الجنسية التركية بعد سنوات من الإقامة فيها.
ديانة محمد فارس
ولد محمد فارس في أسرة مسلمة.
عمر محمد فارس
ولد رائد الفضاء محمد فارس في عام 1951 أي يبلغ من العمر 72 عامًا.
مسيرته المهنية
تخرج محمد فارس من كلية الطيران الحربية في الأكاديمية العسكرية عام 1973، والتحق بعدها بسلاح الجو السوري ثم حصل على رتبة لواء. عمل فارس عدة مهن منها مستشار في الطيران الحربي ومتخصص في الملاحة الجوية. عمل كذلك مدرسًا في الأكاديمية العسكرية.
أول رائد فضاء سوري
في عام 1985 تم اختيار محمد فارس من بين 3 مشتركين سوريين آخرين للمشاركة في برنامج للطيران الفضائي مع الاتحاد السوفيتي، ونجح فارس بأن يكون أول رائد فضاء سوري وثاني عربيًا مع رائد الفضاء السعودي الأمير سلطان بن سلمان آل سعود.
صعد محمد فارس إلى الفضاء في مركبة سويوز M3 إلى المحطة الفضائية مير عام 1987 مع اثنين من رواد فضاء روس كانوا ضمن برنامج التعاون في مجال الفضاء، وقد شارك في إعداد وترتيب الرحلة مع زملائه منهم رائد الفضاء السوري منير حبيب.
قبل الصعود إلى الفضاء تدرب فارس وأجرى العديد من الاختبارات في سوريا، ثم أكمل تدريباته في مدينة النجوم في روسيا، وقد استمرت تدريباته لمدة عامين قبل الصعود إلى الفضاء، وكان الهدف من الرحلة إلى الفضاء علميًا، وخلال الرحلة أجرى 13 تجربة علمية في الفضاء على متن المركبة الفضائية.
وبعد عودته إلى الأرض حصل على وسام ليبين نسبة للرئيس الروسي ويعد أعلى وسام مدني تمنحه الاتحاد السوفيتي السابق، ووسام بطل الاتحاد السوفييتي عام 1987، كما حصل على العديد من التكريمات والأوسمة في سوريا.
تجارب رائد الفضاء محمد فارس في الفضاء
أجرى فارس أيضًا العديد من الأبحاث العلمية في مجالات مختلفة مثل الصناعة والجيولوجيا والكيمياء والطب وفي الاستشعار والرصد الفضائي أيضًا، ومن ضمن التجارب التي قام بها تجربة حركة الدم في جسم الإنسان ومدى تأثير الفضاء والأجواء المحيطة عليها.
تجربة مراقبة القلب من خلال جهاز خاص يرصد ويقيس التغيرات التي تطرأ عليه في الفضاء، وتجربة تأثير الفضاء على رواد الفضاء. أجرى كذلك تجارب كيميائية مثل خلط معدن الجاليم ومعدن الاتنموان معًا في فضاء، وخلط معدن الألمنيوم والحديد معًا وتركيب المعادن الصناعية ومعرفة مدى فائدتها في الصناعة، وتجربة الموصلات الإلكترونية التي تدخل في الصناعات الإلكترونية.
أما من التجارب الجيولوجية التي أجراها فارس في الفضاء تجربة دراسة الطبقات الجيولوجية للأرض السورية على ارتفاع 300 كم، كما درس الأحواض المائية في سوريا وأنواع التربة، كما صور سوريا من الفضاء الخارجي بواسطة كاميرات خاصة.
استمرت رحلته في الفضاء 7 أيام و23 ساعة وبعد نجاح رحلته أصبح نجمًا لامعًا في سوريا وقد تم تسمية العديد من الشوارع باسمه كما سمي أحد المطارات باسمه أيضًا. كان فارس يتمنى إنشاء مركزًا وطني لأبحاث الفضاء ولكن الرئيس السوري حافظ الأسد رفض طلبه.
قرر فارس أن يترك السلك العسكري رغم أنه كان من الممكن أن يتقلد المراتب العليا بين صفوفه، وتفرغه في التعليم في مجال الفضاء والفلك.
حياته في تركيا
بعد الحرب في سوريا عام 2011 فضل رائد الفضاء محمد فارس الابتعاد عن أجواء الحروب، وغادر إلى تركيا وعاش فيها مع زوجته وأبنائه.
ورغم الانتقادات التي تلقاها من قبل السوريين إلا أنه رفض العنف في سوريا وهرب إلى تركيا عبر الطريق البري في نهاية عام 2012، وأقام في إسطنبول وعمل في مكتب داخل بناية متواضعة في منطقة الفاتح في إسطنبول.
رغم الدعوات التي وجهت له بالتعاون مع روسيا ولكنه رفضها جميعًا بسبب موقف روسيا من الحرب، كما رفض دعوات كثيرة من منظمات مجتمع مدني وحقوق الإنسان في أوروبا ليحصل على وضع لاجئ هناك، وأعتقد أنه سيتم استغلاله سياسيًا.
في تركيا عمل محمد فارس محاضرًا في مجال علوم الفلك والفضاء في الجامعات وفي مركز إف أوزاي كما شارك في الندوات واللقاءات العلمية، وقد قدم منذ سفره إلى تركيا حتى عام 2020 قرابة ألف محاضرة بعضها كانت في معهد بيليم مركزي في ولاية بورصة.
بعد سنوات من العيش في تركيا حصل محمد فارس على الجنسية التركية، وقد عبر عن سعادته بالحصول على الجنسية قائلًا: "أعتبر الشعبين السوري والتركي شعبا واحدا، لما لديهما من تاريخ مشترك".
وحاليًا تستشيره الحكومة التركية فيما يتعلق بحقوق اللاجئين السوريين هناك، كما يناقش قرارات القوات الجوية التركية والوضع العسكري بها.
وفاة محمد فارس
توفي رائد الفضاء السوري محمد فارس، أمس الجمعة، الموافق 19 أبريل 2024 بعد معاناة مع المرض في مدينة غازي عنتاب التركية.
وذكرت وسائل إعلامية أن رائد الفضاء السوري الراحل أصيب بوعكة صحية منذ حوالي 3 أسابيع، بعد إجراء جراحة في شرايين القلب، نتج عنها مضاعفات أدت لتدهور حالته الصحية حتى الوفاة.
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي حالة من الحزن بعد إعلان خبر رحيل السوري الوحيد الذي صعد إلى الفضاء حتى الآن.
