واحد من أبرز رجال الأعمال والمال في بنجلادش، وصاحب الريادة الاقتصادية في جنوب آسيا، إنه رجل الأعمال البنجلاديشي محمد عزيز خان الذي نجح في تأسيس واحدة من أكبر المجموعات الاقتصادية في البلاد، وهي مجموعة Summit، التي تعمل في قطاعات مختلفة، منها الطاقة والاتصالات، في السطور التالية تعرف على مسيرته المهنية وقصة نجاحه.
من هو محمد عزيز خان؟
هو رجل أعمال وملياردير سنغافوري من أصول بنجلاديشية، ولد في عام 1955 في مدينة دكا في بنجلاديش، وهو المؤسس والرئيس لمجموعة Summit التي تعد من أكبر التكتلات الاقتصادية في بنغلاديش.
نشأ خان في أسرة مؤمنة بأهمية العلم والعمل الجاد، وقد درس حتى المرحلة الجامعية، وسرعان ما وجه أنظاره واهتمامه نحو ريادة الأعمال، ليبدأ مسيرته في الثمانينات حينما لاحظ الحاجة الماسة للبنية التحتية والطاقة في البلاد.
استثمر محمد عزيز خان في مشروعات صغيرة، والتي توسعت لتصبح مجموعة Summit، والتي أصبحت فيما بعد واحدة من أكبر المجموعات الصناعية في بنغلاديش. بدأت المجموعة كمستورد لمعدات الاتصال، ثم توسعت في مشروعات الطاقة الكهربائية، والغاز، والبنية التحتية، لتغدو لاعبًا أساسيًا في الاقتصاد البنجلاديشي.
عرف خان بقدرته على عقد شراكات استراتيجية مع مؤسسات عالمية، وهو ما جعله أو ملياردير بنجلاديشي يدخل قائمة فوربس للمليارديرات. تخلى خان عن جنسيته البنجلاديشية عام 2024 للحصول على الجنسية السنغافورية حيث يستقر هناك مع عائلته.
نشأته وتعليمه
ولد محمد عزيز خان في عام 1955 وسط ظروف عصيبة عاشتها بلاده، ففي عام 1971، نجا خان من حرب تحرير بنجلاديش بعد ثورة وصراع مسلح لسنوات أدى في النهاية إلى حصول بلاده على استقلالها.
خلال سنوات الحرب، رأى خان بعينه أصدقاءه وجيرانه يتعرضون للقتل بسبب أصولهم أو اللغات التي يتحدثون بها، كما تعرض لإطلاق النار مرتين. أراد خان أن ينضم إلى الثورة، ويقاتل مع الثوار، إلا أن اعتقال والده وتعرضه للتعذيب على يد الجيش ثبّط من عزيمته.
ولد خان في أسرة مكونة من 7 أبناء، وتلقى تعليمًا جيدة بفضل اهتمام والديه، كما أنه تدرب على تنس الريشة وتنس الطاولة، وكان بطلًا رياضيًا في مدرسته. التحق خان فيما بعد بجامعة دكا، حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال.
عائلة محمد عزيز خان
تزوج محمد عزيز خان من أنجمان عزيز خان، ورزق منها ب3 بنات، وهن عائشة، وأديبة، وعزيزة. تعمل عائش خان المدير الإدارية والرئيسة التنفيذية لشركة Summit Power. ابنته الثانية أديبة زميلة في كلية وولفسون جامعة كامبردج. أما ابنته الصغرى عزيزة هي واحدة من مديري مجموعات شركات Summit. لدى خان من بناته الثلاث 5 أحفاد.
بجانب بناته، يعمل عدد من إخوته معه في الشركة، منهم شقيقه الأكبر فاروق خان، وإخوته ظافر خان ولطيف هان وفريد خان، وهم نواب رئيس مجموعة شركات القمة.
![محمد عزيز خان.. أول ملياردير من بنغلاديش يدرج في قائمة فوربس]()
روح تجارية منذ سن مبكرة
بدأ محمد عزيز خان مشواره في عالم ريادة الأعمال حينما كان في سن الثامنة عشرة من عمره فقط، حيث دفعه موت والده إلى الانخراط في التجارة، وقبل وفاة والده كان قد اقترض مبلغ 30 ألف تاكا لبدء مشروعه.
انخرط خان في مجال التجارة، وكان أول مشروع له العمل في مجال استيراد البلاستيك، ثم اتجه إلى تصدير الأسمدة، وسارعت أعماله في النمو حتى أصبح لاحقًا مصنعًا ومصدرًا بعدما اشترى مصنعًا للأحذية اسمه PVC.
وخلال تعاملاته التجارية، لاحظ خان مشكلة تواجه التجار ورجال الأعمال في البلاد، حيث تتأخر المنتجات في الميناء بسبب مشكلة انقطاع التيار الكهربائي في البلاد، واضطر في النهاية إلى دفع غرامات تأخير باهظة أكثر من مرة.
كانت تلك الأزمة سببًا في رغبة خان في الاستثمار في قطاع الطاقة، حيث توجه إلى سلطات الميناء، وطلب منهم أن يسمحوا لها بإنشاء محطة طاقة في الميناء، حيث لا تضطر السفن للبقاء في الميناء لفترة أطول، وبالتالي زيادة إيرادات الميناء.
تأسيس مجموعة Summit
في عام 1997، أسس رجل الأعمال محمد عزيز خان شركة Summit Power، والتي كانت حينها شركة ناشئة في قطاع الطاقة، والآن تعد أكبر شركة مستقلة لإنتاج الطاقة في بنجلاديش، وتمثل 19% من إجمالي الطاقة الإنتاجية المركبة للقطاع الخاص في بنجلاديش، ونحو 8% من إجمالي الطاقة الإنتاجية المركبة في البلاد، وتمتلك الشركة 18 محطة طاقة.
في عام 2016، قرر خان نقل مقر الشركة الرئيسي إلى سنغافورة، إلا أنه يعيش ويستقر في سنغافورة منذ عام 1988 تقريبًا. وسع خان فيما بعد استثماراته، ودخل في قطاعات مختلفة، فقد أنشئ أول منشأة خاصة خارج ميناء البلاد، والتي تتعامل حاليًا مع حوالي 30% من صادرات البلاد، وحوالي 10% من وارداتها.
![محمد عزيز خان.. أول ملياردير من بنغلاديش يدرج في قائمة فوربس]()
التوسع في استثماراته
أسس فيما بعد شركة Summit للاتصالات، وهي أول شركة تقوم بإنشاء شبكة نقل اتصالات على مستوى البلاد، وتمد الألياف الضوئية إلى 70% من مساحة بنجلاديش، ونجحت الشركة في ربط بنجلاديش بالهند وميانمار من خلال الألياف الضوئية الأرضية.
استثمرت مجموعته فيما بعد في قطاع العقارات والضيافة، وكانت البداية ببناء فندق من فئة الخمسة نجوم، وتملك مجموعته حاليًا عدة فنادق، وأكثر من ألف متجر بجوار مطار دكا الدولي.
في عام 2011، قاد محمد عزيز خان مجموعته لتأسيس مشروع مشترك مع شركة جنرال إلكتريك لبناء محطات توليد الطاقة الكهربائية بقدرة 327 ميجاواط، وحصل على تمويل بقيمة 327 مليون دولار من البنك الدجولي.
في عام 2012، قاد خان الشركة لإنشاء مشروع مشترك مع شركة تشينا إنرجي جروب لبناء مشاريع طاقة مختلفة. في عام 2015، فازت مجموعته بصفقة بناء أول حديثة أعمال عالية التقنية في بنجلاديش.
في عام 2016، تم إدراج شركة Summit Group في بورصة بنجلاديش، وأعلن خان حينها أن المجموعة ستساعد في جمع 2.5 مليار دولار الاستثمار في مشاريع في بنجلاديش.
أول ملياردير بنجلاديشي في قائمة فوربس
في عام 2018، أدرجت مجلة فوربس آسيا محمد عزيز خان وعائلته لأول مرة في المرتبة 34 بين أغنى أغنياء سنغافورة. في عام 2020، أصبح عزيز خان في المرتبة 37 بين أغنى أغنياء سنغافورة.
في عام 2023، قدرت فوربس ثروته ب1.22 مليار دولار، وفي عام 2025، قدرت فوربس ثروته ب1.1 مليار دولار، ويحتل المرتبة 2828 في قائمة مليارديرات العالم.
![محمد عزيز خان.. أول ملياردير من بنغلاديش يدرج في قائمة فوربس]()
أعماله الخيرية ومجموعته الفنية
يعد محمد عزيز خان من بين المهتمين بالأعمال الخيرية، فقد أسس مؤسسة أنجمان وعزيز الخيرية لتمكين الأطفال ومساعدتهم على لتعلم، وقد تعاونت المؤسسة مع صندوق الأمم المتحدة للطفولة. مكنت مؤسسته الخيرية الأطفال في بنجلاديش لمواصلة تعليمهم، وتوفير بيئة آمنة لهم لمواصلة تعليمهم.
يعرف خان أيضًا بحبه للفنون، فهو يمتلك مجموعة كبيرة من اللوحات الفنية في منزله في سنغافورة، ويمتلك لوحات للعديد من الفنانين، ومنهم الفنان البنجلاديشي زين العابدين. لدى خان ولع بالفانين الأقل شهرة، حيث يقدم دعمه لطلاب الفنون الجامعيين، ويحضر معارضهم، ويشترى أعماله. يمتلك أيضًا لوحات لبيكاسو وبيرين شومي، وليم تزي بينغ.