شاعر الألف أغنية، ومؤلف أغاني لكبار المطربين في مصر والوطن العربي، إنه الشاعر الغنائي محمد حمزة الذي ألف كلمات أشهر الأغاني لمطربين مثل عبد الحليم، ورشدي، وفايزةـ ووردة، وسميرة سعيد، وأصالة، وعفاف راضي، ووصلت عدد أغنياته إلى 1200 أغنية، تعرف على مسيرته وحياته في السطور التالية.
حياة محمد حمزة ونشأته
هو شاعر ومؤلف مصري ولد في 20 يونيو عام 1940 في مدينة المنيا، وعاش فيها لمدة سنتين، وبعدها انتقلت أسرته إلى مدينة سوهاج بسبب عمل والده في السكة الحديد، والذي تطلب تنقل الأسرة إلى أكثر من مدينة.
بعد قضاء أربع سنوات ونصف في مدينة سوهاج انتقلت الأسرة للمرة الثانية إلى مدينة القاهرة، ولم يكمل حمزة وقتها عامه السابع، وهناك التحق بمدرسة بمباقادن التي درس فيها الفنان عادل إمام.
التحق حمزة بعد ذلك بالمدرسة الخديوية، وعاش مع أسرته في حي القلعة، ثم انتقلت الأسرة للعيش في منطقة الحلمية بعد حصوله على الثانوية العامة.
التحق حمزة بكلية الآداب ودرس في قسم الفلسفة، ولكنه لم يكمل دراسته الجامعية، وتوقف عند الدراسة لسنوات، ليعود في سن الأربعين ليحصل على الشهادة الجامعية، نظرًا لانشغاله بعمل الصحفي في بدايته في روز اليوسف، وعمل في مجال الشعر الغنائي كذلك.
بدأ حمزة حياته المهنية محررًا وصحفيًا في مجلة روز اليوسف، حيث عمل محررًا فنيًا تحت إدارة رئيس قسم الفن الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، وكان من زملائه صلاح عبد الصبور، ورجاء النقاش، وكامل زهيري، وهو ما أثر على حياته بشكل كبير.
واشتهر في كتابة الأغاني باللهجة العامية واكتسبت مؤلفاته شهرة واسعة، وقد بدأ في كتابة الأغاني في المدرسة الخديوية في المرحلة الثانوية.
تزوج من الإعلامية الراحلة فاطمة مختار، ولديه ابنتان توأم، الأولى المخرجة دينا حمزة، والثانية المعدة والممثلة دعاء حمزة التي تعمل معدة بقناة النيل الثقافية.
توفي الشاعر محمد حمزة في 18 يونيو عام 2010 عن عمر 69 عامًا بعد تعرضه لسكتة دماغية.
مشواره الفني والمهني
عمل محمد حمزة في البداية كمحرر وصحفي فني في جريدة روز اليوسف، ووفي الجريدة تعرف على كبار الصحفيين منهم صلاح عبد الصبور، ورجاء النقاش، وكامل الزهيري، وأثرت معرفته به حياته المهنية بشكل كبير.
وكان وقتها يكتب العديد من الأشعار الغنائية باللهجة المصرية، وكانت محاولته الأولى في المرحلة الثانوية، حيث ذهب إلى قهوة تسمى "قهوة الجارة" وكانت معروفة بتواجد فيها عدد من الفنانين منهم شفيق جلال، ومحمد رشدي.
تعرف حمزة وقتها على الملحن حسن أبو النجا، وعرض عليه أن يقرأ له محاولاته، وحينها استهزأ به الملحن، ونصحه بالاهتمام بدراسته، ولكنه الملحن شفيق جلال وافق على سماع أغنية له، فقرأ عليه أغنية "مغرم صبابا" فأعجب بالأغنية ونصحه بالتقدم بها إلى الإذاعة.
بالفعل ذهب حمزة إلى الإذاعة، وعرضت أغنيتان على لجنة الإذاعة المكونة من أحمد رامي، ومحمود حسن إسماعيل، وطاهر أبو فاشا، ووافقت اللجنة على الأغنية الأولى وهي "ليلة الرؤية يا حلاوة رمضان" وغناها الفنان محمد عبد المطلب، وطلبوا تعديل الأغنية الثانية.
بعد تقدمه للإذاعة اشتهر بشكل كبير، وكانت بدايته الفنية موفقة، إذ ألق للعديد من الفنانين، منهم عبد الحليم حافظ الذي كتب له أكثر من 30 أغنية، والبداية كانت من أغنية "سواح" وهي الأغنية التي كانت سببًا في تكوين علاقة الصداقة بينه وبين العندليب، كما كانت لها الفضل بتعريفه بالملحن بليغ حمدي.
كتب محمد حمزة أغنيات للعديد من الأجيال الفنية، بداية من عبد الحليم وفايزة أحمد، ثم غنى للجيل التالي مثل هاني شاكر، وعفاف راضي، وسمير سعيد، ووردة، وأصالة وغيرهم، وكتب لأغلب المطربين والمطربات وقتها، ما عدا الفنانة أم كلثوم.
من الأغنيات التي كتبها للراحل العندليب "سواح"، و"زي الهوا"، و"جانا الهوا"، و"نبتدي منين الحكاية"، و"موعود"، و"أي دمعة حزن لا"، و"حاول تفتكرني"، و"ماشي الطريق"، و"مداح القمر"، و"فدائي"، و"مين أنا"، و"بحلم بيوم"، و"عاش اللي قال".
كتب كذلك للفنانة فايزة أحمد "أؤمر يا قمر"، و"أعلنت عليك الحب"، و"احنا النهاردة إيه"، و"أحلى طريق"، كما كتب لشادية أغنية "يا حبيبتي يا مصر"، وأغنية "حكايتي مع الزمن" لوردة الجزائرية.
كتب حمزة كذلك أغنية "عيون بهية" وهي أجمل ما غنى الفنان محمد العزبي، وكتب لأصالة أغنية "سامحتك"، وكتب طوال حياته 1200 أغنية.
كتب كذلك أغنيات العديد من الأفلام والمسلسلات منها أفلام "ليلى بكى فيها القمر"، و"أبي فوق الشجرة"، و"ابنتي العزيزة"، و"وداد الغازية"، و"آه يا ليل يا زمن"، و"نص ساعة جواز".
يقول الشاعر محمد حمزة إن فكرة الأغنية تأتي له في أي وقت، ويقوم بتدوين الفكرة فورًا، أما عملية الصياغة تحتاج إلى وقت، فهناك أغنيات كتبها في نصف ساعة، وأغنيات ظل يكتبها لأسابيع.
من ضمن المواقف التي تعرض لها هي أغنية "أي دمعة حزن لا" التي غناها العندليب، حيث كتب حمزة الأغنية كلها ما عدا آخر فقرة لم يتمكن من كتابتها، وحينها عرض عليه العندليب السفر إلى لندن والإقامة في شقته هناك حتى يتمكن من إكمال الأغنية.
وكانت علاقة مع العندليب قوية جدًا، حيث قال إنه يملك مكتبة في منزله نصف الكتب التي فيها اشتراها له العندليب، كما أنه سافر إلى لندن قبل الإسكندرية بفضل العندليب.
وبالفعل سافر حمزة وظل 15 يومًا في لندن يمكث في شقة العندليب وتمكن من كتابة آخر كوبيلة في الأغنية ثم عاد إلى مصر مجددًا.
أما أغنية "ميتا أشوفك" التي غناها الفنان محمد رشدي كتبها حمزة في ساعة ونصف فقط، وقد كتب أغنية بنفس العنوان للفنان محرم فؤاد، حيث كتب أغنية على نفس العنوان، وحققت الأغنيتان شهرة كبيرة.
كتب حمزة أغنية "كل غنوة" التي غنتها الفنانة وردة من أجل زوجته الإعلامية فاطمة مختار حيث كانت مريضة قلب، والتي كتب فيها:
وعملت إيه فينا السنين عملت إيه
فرقتنا لا، غيرتنا لا
ولا ذوبت فينا الحنين السنين
لا الزمان، ولا المكان
قدروا يخلوا حبنا
ده يبقى كان، يبقى كان الزمان
وبحب والله بحبك والله والله والله بحبك
قد العيون السود أحبك