من الشخصيات البارزة في الأسرة المالكة في المملكة العربية السعودية، وصاحب مسيرة مليئة بالعطاء والعمل الخيري، إنه سمو الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود، الذي عرف بقيادته الحكيمة وأعماله الخيرية التي ساهمت في تحسين حياة الأفراد داخل المملكة وخارجها، ويعد مثالًا للمسؤولية الاجتماعية والابتكار، حيث جمع بين التميز في المناصب القيادية والالتزام بخدمة المجتمع من خلال مبادرات ومؤسسات إنسانية.
من هو الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود؟
هو الابن الثاني للملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، ولد في مدينة الرياض في عام 1950، وهو من الأسماء البارزة في الأسرة المالكة بالمملكة العربية السعودية. والدته هي الأميرة العنود بنت عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود.
تلقى سموه تعليمه العالي في جامعة كاليفورنيا سانتا باربرا، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية، وهو ما ساعده على بناء قاعدة معرفية متينة أهلته للتميز في مسيرته القيادية.
بدأ الأمير محمد بن فهد مسيرته العملية بتولي مناصب قيادية هامة، ومنها توليه منصب مساعد نائب وزير الداخلية، ومنصب أمير المنطقة الشرقية، وهو المنصب الذي شغله من عام 1985 وحتى عام 2013.
وخلال فترة قيادته للمنطقة، عمل على تطويرها، وأطلق العديد من المشاريع التنموية التي ركزت على تحسين البنية التحتية وتعزيز الاقتصاد المحلي، كما ركز على جهود التعليم والصحة والبيئة.
ولم تقتصر إنجازات سموه على المجال الإداري فحسب، بل امتدت إلى العمل الخيري، فقد أسس مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية، التي قدمت العديد من المبادرات الخيرية والإنسانية في قطاع التعليم وتمكين المرأة والثقافة، وأطلق العديد من البرامج التي تسعى لتعزيز التنمية المستدامة.
أبناء محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود
تزوج سمو الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعد من الأميرة جواهر بنت نايف بن عبدالعزيز آل سعود، وله منها 6 أبناء، وهم الأميرة نوف بنت محمد بن فهد، والأمير تركي بن محمد بن فهد، والأميرة نورة بنت محمد بن فهد، والأمير خالد بن محمد بن فهد، والأميرة مشاعل بنت محمد بن فهد والأمير عبدالعزيز بن محمد بن فهد.
وقد رعت زوجته الأمير جواهر العديد من المبادرات والبرامج الخيرية والإنسانية في المنطقة الشرقية، وعملت على تمكين دور المرأة.
مسيرته كأمير للمنطقة الشرقية
تولى سمو الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعودي منصب أمير المنطقة الشرقية بداية من عام 1985، وحتى عام 2013، وخلال تلك الفترة عمل على تطوير المنطقة الشرقية في كافة القطاعات.
وقد حقق المنطقة الشرقية تطويرًا بارزًا شمل تطوير البنية التحتية، والنهوض بالصناعة، والتي شملت الصناعة البترولية والصناعات الأساسية، والتركيز على تطوير السكك الحديدية والموانئ. اهتم سموه كذلك بتطوير التعليم والزراعة والخدمات الصحية، والنهوض بقطاع السياحة والترفيه، والتجارة والخدمات.
وقد أولى الأمير محمد بن فهد اهتمامًا كبيرًا بقطاع التعليم، وتم خلال إدارته إنشاء عدة مدارس ومراكز تعليمية وجامعات ساهمت في رفع جودة التعليم في المنطقة.
وفي قطاع الصحة، شهدت المنطقة تطورًا ملحوظًا في إنشاء مستشفيات ومراكز طبية متخصصة، فضلًا عن دعمه للبرامج الصحية التي تهدف إلى التوعية والوقاية من الأمراض.
الاهتمام بقطاع التعليم
كان قطاع التعليم من بين القطاعات التي اهتم به سمو الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود، فقد أسس العديد من المراكز التعليمة والمؤسسات العلمية، كما قدم دعمًا ماليًا للبحوث والدراسات العلمية، وأسس العديد من كراسي البحث العلمي في جامعات عالمية ومحلية.
ومن بين المؤسسات التعليمية التي أنشأت خلال فترة إدارته للمنطقة الشرقية جامعة الأمير محمد بن فهد، والتي بدأت الدراسة فيها في عام 2006، وقد وتبرع بمساحة أرض في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية لإقامة الجامعة عليها، كما تبرع لإنشاء أكبر كلية بالجامعة، وهي كلية الهندسة، وتأسست الجامعة بمواصفات عالمية.
أسس سمو الأمير برنامج "الأمير محمد بن فهد للبحوث والدراسات الاستراتيجية" في جامعة وسط فلوريدا في الولايات المتحدة، والذي يقدم تمويلًا للعديد من مجالات البحث الحيوية، مثل البحوث والدراسات الاستراتيجية والتبادل الثقافي والعلمي.
وقد دعم سمو الأمير محمد بن فهد كراس علمية لإجراء دراسات في جامعات مختلفة، منها جامعة سانتا باربرا في كاليفورنيا، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة الدمام.
وقد اهتم سموه كذلك بدعم البحوث والدراسات الميدانية التي تسلط الضوء على مشكلات المجتمع، وتجد حلولًا لها، ووفر الدعم المالي لهذه الدراسات.
وامتلك سموه نظرة أوسع فيما يتعلق بقطاع التعليم، فقد أسس كلية مخصصة لذوي الإعاقة البصرية، وهي كلية الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وهي كلية تمنح درجات عالية لذوي الإعاقة البصرية، وتهدف إلى توفير بيئة نموذجية لمساعدة ذوي الإعاقة البصرية للاندماج في المجتمع.
مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية
تعد مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية من أهم المبادرات الإنسانية التي أسسها سمو الأمير محمد بن فهد، والتي تم إطلاقها في عام 1990، والتي هدفت إلى تنفيذ وإنشاء مشروعات وبرامج تنموية تتعلق بالجوانب الإنسانية في المجتمع، وقد أطلقت الجمعية منذ تأسيسها العديد من المبادرات الخيرية والتنموية على المستويين المحلي والعالمي.
مبادرات الأمير محمد بن فهد
أطلق سمو الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود العديد من المبادرات الخيرية والإنسانية، ومنها برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب، والتي هدفت إلى تقديم المساعدة للشباب من الجنسين من خلال تقديم التدريب والتوظف لهم، وتنمية مواهبهم، ودعم ابتكاراتهم، ومشروعاتهم، وقد حصل البرنامج على جائزة دبي الأمم المتحدة العالمية لأفضل الممارسات في تحسين ظروف المعيشة عام 2002، كما حصلت المبادرة على جائزة الشارقة للعمل التطوعي عام 2007.
أطلق سموه كذلك مشروع "الأمير محمد بن فهد للإسكان الميسر"، والذي تبرع سموه بأراضي لبناء المساكن لإيواء المحتاجين وتحسين ظروفهم المعيشية.
اهتم سموه بتحسين أوضاع المرأة في المنطقة الشرقية، ووضع تنمية المرأة من بين أولوياته، وأطلق عدة مبادرات لتعزيز دور المرأة وتمكينها في المجتمع، ومنها برنامج "مهارة لتأهيل الفتيات"، وبرنامج "الأمير بن فهد لتنمية الشباب المكتب النسوي".
وأطلق سموه عدة صناديق مالية قدمت تمويلاً للمشروعات الصغيرة للسيدات، ومنها صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية المرأة، وصندوق الأميرة نوف لدعم المرأة العاملة.
اعتنى سموه بكل فئات المجتمع، وأسس "حاضنة مخرجات السجون ودور الملاحظة ومستشفى الأمل" وهي مؤسسة تعتني بنزلاء السجون الذين انتهت محكومياتهم، ونزلاء مستشفى الأمل الذين تماثلوا للشفاء، وتخلصوا من إدمان المخدرات.
وقد قدمت الحاضنة تدريباً لهم، ومساعدتهم على بدء مشاريعهم الخاصة، وتقديم الدعم المالي والمشورة الإدارية والفنية لهم.
جوائز الأمير محمد بن فهد
أطلق سمو الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود العديد من الجوائز لدعم الإبداع والتميز في مجالات مختلفة، ومنها جائزة الأمير محمد بن فهد لخدمة أعمال البر، وجائزة الأمير محمد بن فهد لأفضل أداء خيري في الوطن العربي، والتي وصلت قيمتها 300 ألف دولار.
أسس كذلك جائزة الأمير محمد بن فهد للأداء الحكومي المتميز، وجائزة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز للتفوق العلمي، وجائزة جامعة الأمير محمد بن فهد لأفضل عمل متميز في اليوم الوطني، وغيرها من الجوائز.
وفاة الأمير محمد بن فهد
أعلن الديوان الملكي السعودي عن وفاة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود يوم 28 يناير 2025، وسيتم الصلاة عليه في جامع الإمام تركي بن عبدالله في مدينة الرياض.