محمد بن راشد آل مكتوم: محطات في حياة صاحب السعادة في الإمارات

في الخامس عشر من شهر يوليو الجاري يحتفل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بعيد ميلاده الـ72، وفي هذه المناسبة نستعرض أبرز محطات حاكم دبي، الذي يعتبروه الإماراتيون سر سعادة الإمارت.

يوم ميلاد محمد بن راشد آل مكتوم ونشأته:

وُلِد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في 15 يوليو عام 1949 في إمارة دبي، وهو الابن الثالث بين أربعة إخوة، ونشأ في بيت جده الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم، والذي كان يصحبه معه في مجالسه ليكون مدرسته الأولى في الحكم.

ومنذ طفولته تدرب محمد بن راشد على الصيد بالصقور والفروسية والرماية والسباحة، وتعلم الإنجليزية وقواعد اللغة العربية والجغرافيا والتاريخ والرياضيات في مدرسة الأحمدية في عام 1955.

وانتقل محمد بن راشد وهو في سن العاشرة إلى مدرسة الشعب ثم الثانوية وتخرج منها في عام 1965، ثم اتجه إلى الحياة العسكرية بالالتحاق بكلية مونز العسكرية البريطانية في آلدرشوت في لندن بعد دراسته للإنجليزية في مدرسة بل للغات في كامبريدج.

رحلة ما قبل الصعود إلى الحكم في دبي:

وفي أواخر الستينات أصدر الشيخ راشد مرسومًا بتعيين ابنه محمد بن راشد  رئيسًا للشرطة والأمن العام بدبي، وفي عام 1971 أصدر مرسومًا آخر أوكل فيه له بتشكيل قوة دفاع دبي، التي اندمجت عام 1975 في القوات المسلحة الإماراتية، ليصبح حينها أصغر وزيرًا للدفاع في حكومة الدولة الآتحادية.

وفي 3 يناير 1995 عُين الشيخ محمد بن راشد رسميا كولى عهد إمارة دبى، ليحول دبى لأول حكومة إلكترونية بشكل كامل فى العالم 11 مايو 1999.

وحين صدر مرسوما بتعيينه وليًا للعهد في إمارة دبي، قال الشيخ محمد بن راشد:"لا أعرف فيما إذا كنت قائدًا جيدًا أم لا، لكن ما أعرفه إنني الآن في مركز قيادي، وعندي رؤية واضحة للمستقبل، تمتد قدما إلى 20 أو 30 عامًا".

وأضاف :"لقد اكتسبت هذه الرؤية من والدي، المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، الذي يعتبر بحق في مقام الوالد لدبي، لقد أطلق المشاريع، ووقف عليها شخصيًا، كان يستيقظ باكرًا، قاصدًا مواقع المشاريع ليشرف عليها شخصيًا، وأنا أسير على خطاه"

ولاية محمد بن راشد لإمارة دبي:

وتولى الشيخ محمد بن راشد حكم ولاية دبى بعد رحيل أخيه الشيخ مكتوم بن راشد فى 4 يناير 2006، ومنذ توليه الحكم في إمارة دبي وأخذ على عاتقه القيام بإصلاحات رئيسية جعلته رمزًا للسعادة في الإمارات.

بدأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عهده في إمارة دبي بإطلاق استراتيجية الحكومة الاتحادية في عام 2008، كذلك  بدأت معظم المشاريع الحديثة في دبي مع توليه ولاية العهد في الإمارة، والتي ساهمت بصورة سريعة في رسم صورة مشرقة جديدة لدبي.

إنجازات محمد بن راشد آل مكتوم:

كان لتعيين الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولاية عهد إمارة دبي، آثار هائلة في تحويل دبي إلى مركز تجاري وسياحي عالمي، وذلك بفضل المبادرات والمشاريع التي أطلقها وساهمت في تطوير دبي وازدهار مستقبلها، ومنها:

مهرجان دبي للتسوق:

وفي أواخر عام 1995 أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولادة مهرجان دبي للتسوق، وذلك بهدف توظيف المهرجان كوسيلة للترويج للاقتصاد الإماراتي على المستوى العالمي، والذي انعكس نجاحه في قيمة المبيعات التي تجاوزت المليار دولار في دورته الأولى.

وأمد الشيخ محمد بن راشد مهرجان دبي العديد من النشاطات المثيرة، منها كأس دبي العالمي لسباقات الخيول، والذي تزامن مع بداية مهرجان دبي للتسوق، وهو ما عزز من دبي أن تصبح وجهة عالمية للتسوق والترفيه.

مبني الشيخ راشد:

ومن مشاريع محمد بن راشد آل مكتوم، تطوير مطار دبي الدولي وإنشاء مبنى جديد لاستقبال المسافرين أُطلق عليه اسم "الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم"، وزوده بأحدث الخدمات العصرية التي تحتويها أفضل المطارات العالمية بتكلفة تقدر بـ 540 مليون دولار أمريكي، وهو ما برز أثره في ازدهار السياحة في دبي.

برج العرب:

وتبني الشيخ محمد بن راشد مشروع فندق برج العرب، الذي أنشأه على جزيرة اصطناعية تبعد مئة متر عن شاطيء البحر، على ارتفاع ستين مترًا لينافس أعلى الأبنية في العالم.

جزيرة النخلة:

وفي عام 2001 أطلق الشيخ محمد بن راشد مشروع جزيرة التخلة، وهو مشروع منتجع يتألف من ثلاث جزر صناعية على شكل النخلة بنيت على ساحل دبي، وتعد أكبر ثلاث جزر صناعية في العالم.  

مدينة دبي للإنترنت:

ومن المشاريع الاقتصادية الكبيرة التي دشنها الشيخ محمد بن راشد مشروع مدينة دبي للإنترنت التي أعلن عنها في أكتوبر 1999، بهدف تقديم خدمات فعالة ومنافسة في مجال تكنولوجيا المعلومات.

حكومة دبي الإلكترونية:

وبعد عام واحد من إعلانه بدأ تأسيس مدينة دبي الإلكترونية في مايو 1999، تحول المشروع إلى واقع فعلي وتحولت حكومة دبي بشكل كامل إلى حكومة إلكترونية، وأصبحت أول حكومة إلكترونية متكاملة في العالم تهدف إلى توفير خدمات حكومية من شأنها تلبية متطلبات المواطنين الإماراتيين اليومية.

برج خليفة:

ومن المشاريع الكبيرة المميزة التي تُنسب للشيخ محمد بن راشد، مشروع برج خليفة الذي دشنه في يناير 2010، والذي يرتفع 828 مترًا عن سطح الأرض، ليشكل أعلى ناطحة سحاب في العالم، ويدفع الدولة نحو تحقيق النمو والازدهار الاقتصادي الوطني والتنمية المستدامة.

ويتكون برج خليفة الذي تمتلكه شركة إعمار العقارية من 180 طبقة وفندقًا، ويتألف من 403 أجنحة، و1044 شقة سكنية.

تطوير طيران الإمارات:

كما اتجه الشيخ محمد بن راشد إلى تطوير طيران الإمارات بشراء ما يصل إلى 60 طائرة في عام 2001 بقيمة تبلغ 10 مليارات دولار.

رؤية الإمارات 2021:

وأطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عدة مؤسسات ومبادرات لتحقيق التنمية المستدامة أبرزها رؤية الإمارات 2021 فى عيدها الذهبى.

دور محمد بن راشد في نشر العلم بالإمارات:

ساهم الشيخ محمد بن راشد في نشر العلم في إمارة دبي من خلال العديد من المشاريع، منها:

• مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة.
• دبي العطاء.
• قمة المعرفة.
• جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة.
• جائزة محمد بن راشد للغة العربية.
• مكتبة محمد بن راشد.
• تحدي القراءة العربي.

دور محمد بن راشد في الريادة:

أطلق الشيخ محمد بن راشد العديد من المشاريع التي تساهم في ابتكار المستقبل والريادة، ومنها:

• مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
• جائزة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب.
• جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال.
• جائزة رواد الأعمال الشباب.
• مؤسسة دبي المستقبل.
• جائزة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية للمياه.

أعمال الشيخ محمد بن راشد الإنسانية والتنموية:

ويمتلك محمد بن راشد آل مكتوم رؤية خاصة في العمل الإنساني والخيري والمجتمعي،  تنطلق من إحداث تغيير إيجابي مستدام عبر مشاريع وبرامج تنموية تهدف إلى تحسين الحياة، لذا أطلق مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، كمؤسسة تنموية مجتمعية إنسانية.

وتهدف مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم لصنع الأمل وبناء المستقبل، وتتسم بطابعها المتكامل في تليبية احتياجات الناس والمجتمعات، ويندرج تحتها 33 مؤسسة ومبادرة تنفذ أكثر من 1400 برنامج تنموي.

وأسهمت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في دعم أكثر من 130 مليون شخص في 116 دولة خلال السنوات الماضية، وكانت قد سجلت في العام 2016 حجم إنفاق كلي بلغ 1.5 مليار درهم إماراتي.

إساهمات محمد بن راشد في إثراء الثقافة:

ومنذ صغره ظهرت على الشيخ محمد بن راشد موهبة الشعر، فكان ينظر الشعر العربي النبطي ويؤلفه، لذا نال الشعر حظا من اهتمامات الشيخ محمد بن راشد بعد خلال ولايته لإمارة دبي، ومن أجله نظم العديد من المسابقات الشعرية سعيًا لترسيخ التراث الثقافي وتشجيع المواهب الوطنية على نظم الشعر.

وأسس الشيخ محمد بن راشد مركز الشيخ محمد للتواصل الحضاري تحت شعار "الأبواب المفتوحة- العقول متفتحة" للتعرف على ثقافة الإمارات وعاداتها وتقاليدها وإزالة العوائق الثقافية بين الشعوب المختلفة والتواصل بين الثقافات.

وفي شهر مارس 2009، أطلق الشيخ محمد بن راشد "جائزة محمد بن راشد آل مكتوم لداعمي الفن" التّي يتمّ منحها من قبل هيئة دبي للثقافة والفنون لرعاة الفن الذين يساهمون في تقديم الدعم والرعاية لإثراء القطاع الفني في دبي.

وتهدف جائزة محمد بن راشد لداعمي الفن إلى ترسيخ مكانة الإمارة كمركز للإبداع والابتكار، وتطوير البنية التحتيّة للفنون، وتعزيز نمو هذا القطاع وتشجيع الفنانين على مواصلة مسيرة التطور وتحفيزهم على الارتقاء بمستوى الأعمال الفنيّة الذين يبدعون بها.

كما أطلق الشيخ محمد بن راشد "جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة" لتكريم الهيئات والمؤسسات والأفراد على إنجازاتهم في مجال نشر المعرفة، وتشجيعهم على بذل المزيد من الجهود وتطوير برامج ومبادرات من شأنها نشر المعرفة عبر مختلف المجالات في دبي.

كتب أصدرها محمد بن راشد آل مكتوم:

وأصدر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عدة كتب، منها:

• كتاب رؤيتي: ويتناول فيه كيفية طرق حكمه لدبي وتاريخ الاقتصاد والتطور فيه.
• تأملات في السعادة الإيجابية.
•  قصتي "50 قصة في خمسين عام".