على الرغم من رحيل الفنان السوري الشهير محمد العقاد عن عالمنا عام 2001، ولكنه ترك خلفه إرثًا فنيًا كبيرًا، فهو واحد من رواد الدراما السورية، وبدأ حياته الفنية مع كبار الفنانين السوريين أمثال دريد لحام، ونهاد قلعي، تعرف على مسيرته الفنية وحياته في السطور التالية.
حياة محمد العقاد ونشأته
هو ممثل سوري ولد في 15 أكتوبر عام 1932 في العاصمة السورية دمشق، وظهر حبه وشغفه للفن في سن صغيرة، فقرر فيما بعد أن يصبح ممثلًا.
واجه العقاد مثل معظم فناني عصره معارضة من عائلته لدخوله مجال الفن في البداية، فكان في هذه الفترة يُطلق على الممثل لقب "المشخصاتي" ويصبح شخص غير موثوق به وسيء السمعة.
كما كانت في تلك الفترة العمل كممثل مخالفة للعادات والتقاليد العربية المحافظة، ولهذا السبب لم يكن سهلًا على العقاد أن يبدأ عمله في مجال الفن، ولكن بإصراره وعزيمته أصبح واحد من رواد الدراما السورية.
التحق العقاد بالفرقة السورية للتمثيل والموسيقى، ومثّل بجوار فنانين معروفين منهم أم كامل، وأبو فهمي، وأبو رشدي، وبعدها انتقل للتمثيل في فرقة سينما النصر التي أسسها الفنان عبد اللطيف فتحي، ثم انتقل بعد ذلك إلى التلفزيون.
تزوج العقاد من الممثلة اللبنانية مارغريت شمعون، وعاش معها حياة زوجية مستقرة أسفرت عن 3 أبناء، وهم سمير وسامر وهنادي. ورحل العقاد عن عالمنا في عام 2001 في شهر ديسمبر عن عمر 69 عامًا.
مشواره الفني
بدأ محمد العقاد مشواره الفني في المسرح، حيث انضم إلى الفرقة السورية للتمثيل والموسيقى، ومع هذه الفرقة مثّل في عدة مسرحيات بجوار ممثلين مسرحيين معروفين وقتها، منهم أبو رشدي، وأم كامل، وأبو فهمي.
انتقل العقاد بعد ذلك للتمثيل في فرقة سينما النصر، وهي فرقة أسسها الفنان السوري الراحل عبد اللطيف فتحي، وظل يمثل في هذه الفرقة حتى تأسيس التلفزيون السوري.
ومع هذه الفرقة قدم العقاد عروضًا في مختلف المحافظات السورية فيما يعرف باسم "المسرح الجوال"، ثم سافر مع الفرقة لتقديم عروض مسرحية في عدة دولة مسرحية.
شارك العقاد كذلك في مسرح العرائس منذ بداية تأسيس التلفزيون السوري، حيث تم اختياره من قبل إدارة مسرح عرائس التلفزيون لتقديم مسرحيات بالعرائس على التلفزيون، فساهم في تقديم مجموعة من البرامج المخصصة للأطفال، وشارك فيها.
كان العقاد المحرك الأساسي لهذه العرائس، كما كان يؤدي صوت الدمية الشهيرة "ديبو الفهمان" والتي تعد من أهم ذكريات الطفولة للسوريين حتى يومنا هذا.
شارك العقاد كذلك في عدة أعمال أنتجت في بدايات التلفزيون السوري، فكان من أوائل الفنانين السوريين الذين ظهروا على التلفزيون منذ تأسيسه في سوريا، ومن أشهر الأعمال الفنية التي شارك فيها مسلسل "مذكرات حماد" سنة 1968 من تأليف وإخراج دريد لحام.
لم يكتفِ العقاد بأن يكون ممثًلا ومحركًا للعرائس فحسب، بل كانت له تجارب في الإخراج كذلك، فأخرج عددًا من البرامج للتلفزيون السوري، ومنها برنامج "مجلة التلفزيون" التي أخرجها لعدة سنوات.
كانت له كذلك تجربة إخراجية ناجحة في دراما واحدة أخرج منها 5 حلقات فقط، وهو مسلسل "مبروكة" من تأليف الراحل محمد الماغوط، وصدر هذا العمل عام 1977 من بطولة ياسر العظمة، وجيانا عيد.
على الرغم من تقديم محمد العقاد للعديد من الأدوار الفنية، ولكن شخصية "أبو قاسم بياع الخيار" التي جسدها في المسلسل الكوميدي الشهير "صح النوم" عام 1972 كانت من أشهر أدواره في التلفزيون.
على الرغم من أن مساحة دوره في المسلسل لم تكن كبيرة، ولكنها حققت شهرة واسعة، ونجح العقاد في تجسيد الشخصية بطريقة كوميدية ولافتة، وأعاد تقديم هذه الشخصية مرة أخرى في الموسم الثاني من المسلسل، كما جسد الشخصية في مسرحية "ملح وسكر" لتصبح شخصية "أبو كاسم" الدور الأبرز له، وأصبح يُلقب به فيما بعد.
أعماله في السينما والتلفزيون
شارك العقاد كذلك في عدة أعمال سينمائية، كانت أولها فيلم "عقد اللؤلؤ" الذي صدر عام 1964 من بطولة صباح وفهد بلان، ونهاد قلعي، ودريد لحام.
شارك أيضُا في فيلم "خياط للسيدات" عام 1969 وقدم فيها دور الجزار أبو قاسم، والعمل من بطولة دريد لحام، ونهاد قلعي، وشادية، ومحمود جبر، ونجاح حفيظ، وسليم صبري وغيرهم.
الفيلم يتحدث عن صابر أفندي، وهو خياط للرجال يعاني من كساد بسبب عدم مواكبته للموضة، ورفضه لتطوير أفكاره حول الأزياء، إلى أن تقترح عليه زوجته أن يصبح خياطًا للنساء بدلًا من الرجال.
شارك كذلك في فيلم "واحد زائد واحد" عام 1971، وفي العام نفسه شارك في فيلم "عودة حميدو"، وفيلم "امرأة تسكن وحدها". وفي عام 1972 شارك في فيلم "العالم سنة 2000" وهو فيلم خيالي.
في عام 1973 شارك في فيلم "بنات آخر زمن" من بطولة إيهاب نافع، وأماليا أبي صالح، ومحمود جبر، وزياد مولوي، و"كاتلين، وموني عبد. يتحدث الفيلم عن شاب ثري وسيم يعيش حياة ترف وتربطه علاقات مع عدة فتيات إلى أن يتعرض لحادث صعب يغير نظرته عن حياته.
وفي عام 1974 شارك في فيلم "غوار جيمس بوند"، و"النصابين الخمسة" بشخصية أبي فتحي، وبعدها بعام شارك في فيلم "عندما تغيب الزوجات" بدور النقيب قاسم، وفيلم "صح النوم"، و"حبيبي مجنون جدًا".
وفي عام 1976 شارك في فيلم"ليل الرجال"، وفي عام 1980 شارك في فيلم "حارة العناتر"، وفي عام 1982 شارك في فيلم "إمبراطورية غوار"، وفي عام 1984 شارك في فيلم "الحدود"، و"اتفضلوا ممنوع الدخول"، وبعدها بعام شارك في فيلم "الشمس في يوم غائم".
في عام 2000 شارك في فيلم "حارة التنابر"، و"المرابي"، وكانت هذه آخر أعماله السينمائية.
أما في التلفزيون فقد شارك الفنان محمد العقاد في عدد كبير من المسلسلات منها "دنيا"، و"أيام شامية"، و"الغيوم البيضاء"، و"دائرة النار"، و"عريس الهنا"، و"الشطار"، و"وادي المسك"، و"حارة الملح"، و"ملح وسكر"، و"صح النوم"، و"حمام الهنا"، وغيرها.
