محمد أوز.. بين النجاح الطبي والريادة الإعلامية

يعد الدكتور محمد أوز، والمعروف إعلاميًا باسم "دكتور أوز" واحد من أشهر جراحي القلب في أمريكا والعالم، وواحد من أشهر الشخصيات في مجال الطب والصحة العامة، فقد استطاع أن يجمع بين خبرته الطبية ومهاراته الإعلامية، وأصبح من المصادر الهامة لنشر الوعي الصحي، وذلك بفضل برنامجه التلفزيوني الشهير "ذا دكتور أوز شو"، والذي جعله من الشخصيات الإعلامية البارزة، وبجانب ذلك، فقد شغل عدة مناصب سياسية، تعرف أكثر على مسيرته وحياته.

من هو محمد أوز؟

محمد جنكيز أوز، هو طبيب وجراح قلب ومؤلف ومقدم برامج تلفزيونية، وأستاذ فخري لجراحة القلب والصدر في جامعة كولومبيا، أمريكي من أصول تركي، ولد في 11 يونيو عام 1960 في كليفلاند بولاية أوهايو في الولايات المتحدة الأمريكية.

يعد محمد أوز من أبرز الأطباء وجراحي القلب في أمريكا والعالم، وقد اشتهر حول العالم بفضل برنامجه الطبي الشهير "دكتور أوز" الذي يعد من أهم وأفضل برامج الطب والصحة العالم في أمريكا.

بدأ أوز مسيرته المهنية كطبيب متخصص في جراحة القلب والصدر، وقد ترعرع في بيئة تشجع على التعليم، والتحق بجامعة هارفارد، ثم درس في جامعة بنسلفانيا، وجمع بين شهادة الطب وماجستير في إدارة الأعمال.

برز أوز كأحد أفضل جراحي القلب، وكان له الفضل في تطوير تقنيات مبتكرة في جراحة الصمامات وزارعة القلب، وشغل منصب أستاذ جراحة في جامعة كولومبيا، وركز على البحث العلمي والتعليم.

في بداية الألفية، توسعت مسيرته لتشمل الإعلام، وبدأ بالظهور في برامج شهيرة، منها برنامج أوبرا وينفري، ثم أطلق برنامجه الخاص "دكتور أوز" عام 2009، وجمع فيها بين تقديم نصائح صحية ومناقشة قضايا طبية مختلفة.

وإلى جانب الإعلام، ألف أوز العديد من الكتب الصحية، وحصل على العديد من الجوائز، كما أنه دخل مجال السياسية، وبرز كشخصية سياسية، وخاصة خلال فترة حكم دونالد ترامب الأولى، ثم ترشح لانتخابات مجلس الشيوخ عام 2022.

نشأته وتعليمه

ولد الدكتور محمد أوز في ولاية أوهايو لأبوين تركيين، والدته اسمها سونا ووالده اسمه مصطفى أوز، وقد هاجرا من مقاطعة قونيا في تركيا، حيث درس والده في كلية الطب بجامعة إسطنبول عام 1950، وسافر بعدها إلى الولايات المتحدة للانضمام إلى برنامج الإقامة العامة في كليفلاند، وهناك ولد ابنه محمد.

تدرب والده مصطفى في جراحة القلب والصدر في جامعة إيموري في أتلانتا، وكان رئيسًا لجراحة الصدر في المركز الطبي في ديلاوير لعدة سنوات قبل العودة إلى تركيا.

أما والدته سونا، فتنحدر من واحدة من العائلات الثرية في إسطنبول، وهي من أصول شركسية من جانب الأم، حيث كانت جدتها الكبرى محظية في حريم السلطان محمود الثاني.

لدى أوز شقيقتين، وهما سيفال أوز، ونازليم أوز، وقد نشأ في بيئة إسلامية مختلطة، حيث كان والده مسلمًا تقليديًا، أما والدته فكانت مسلمة علمانية.

نشأ أوز في أمريكا بشكل أساسي، ولكنه كان يمضي الصيف في تركيا في طفولته، وقد خدم في الجيش التركي لمدة 3 أشهر، حتى يحافظ على جنسيته التركية، بجانب الجنسية الأمريكية التي يمتلكها، وهو يجيد اللغتين التركية والإنجليزية بطلاقة.

تلقى أوز تعليمه في مدينة تاور هيل، ثم التحق بجامعة هارفارد، وحصل على درجة البكالوريوس في علم الأحياء، وبعدها حصل على درجتي دكتوراه في الطب، وماجستير إدارة الأعمال من جامعة بنسلفانيا.

خلال سنوات دراسته، كان أوز ضمن فريق كرة القدم وفريق كرة الماء الجامعي للرجال، كما أنه كان نشطًا في هيئة الطلاب كذلك.

زوجة محمد أوز وعائلته

تزوج محمد أوز من المؤلفة والشخصية التلفزيونية الأمريكية ليزا ليمولي عام 1985، وقد تعرف عليها من خلال والديه، حيث كان حينها يدرس في جامعة بنسلفانيا، ولديه منها 4 أطفال، ومن بين بناته المؤلفة والمقدمة ديفني أوز.

ديانة محمد أوز

ولد محمد أوز في عائلة مسلمة، ولكنه يُعرّف نفسه دائمًا بأنه مسلم علماني، حيث تأثر بالجنب الروحاني في الإسلام أكثر من الجانب الشرعي منه، ويربط الكثير من وجهات نظره الإسلامية بالصوفية.

يعد أوز أيضًا من المعارضين للشريعة الإسلامية، رغم أنه مسلم، وأشار إلى أن زوجته وبناته مسيحيون، فيما صرح بأنه يعتقد بأن أمريكا تأسست على القيم المسيحية واليهودية.

وقد تأثر أوز كثيرًا بنشأته الدينية المختلطة، فقد صرح بأن والده كان يتبع التعاليم الإسلامية بشكل صارم، فيما كانت زوجته كمالية، أي مؤيدة لكمال أتاتورك، كما أنه كانت علمانية.

ثروة محمد أوز

تبلغ ثروة محمد أوزي بين 100 مليون إلى 300 مليون دولار، وهو يملك عدة عقارات في أمريكا وتركيا، منها عقار في ولاية فلوريدا تقدر قيمته بين 5 ملايين و25 مليون دولار، ومزرعة مواشي في الولاية نفسها.

مسيرته المهنية

بدأ د. محمد أوز مسيرته الطبية بالعلم كطبيب مقيم في مستشفى بريسبتيريان في نيويورك، وبعدها انضم للعمل في جامعة كولومبيا، وفي منتصف التسعينات، أسس مركز الرعاية التكميلية للقلب مع زميله جيري وايتورث، ووفر في المركز أنواعاً مختلفة من الطب البديل لمرضى القلب، وقد تلقى المركز انتقادات عدة من الجامعة، بسبب استخدامه الطب البديل لعلاج المرضى.

في عام 1996، حقق أوز شهرة كبيرة بعدما أجرى عملية زراعة قلب ناجحة للاعب البيسبول المحترف فرانك توري، وبسبب تلك الشعبية، بدأ الخلاف مع زميله وايتورث، الذي ترك المركز في النهاية، ليعيد أوز افتتاحه عام 2000 كمعهد القلب والأوعية الدموية وبرنامج الطب التكاملي، وشغل منصب مدير المعهد.

في عام 2001، أصبح أوز أستاذًا في كلية الأطباء والجراحية في جامعة كولومبيا، وظل يشغل هذا المنصب حتى عام 2018، حيث أصبح بعدها أستاذ فخري، إلا أن الجامعة قطعت علاقتها به عام 2022، بعدما تعرض لانتقادات حادة بسبب تقديمه معلومات مزيفة.

خلال مسيرته المهنية، ساعد أوز على تطوير العديد من الأجهزة والإجراءات المتعلقة بجراحة القلب، وحصل على العديد من براءات الاختراع في هذا التخصص.

مسيرته في الإعلام

حقق الدكتور محمد أوز شهرة كبيرة في الإعلام بفضل ظهوره المستمر في برنامج أوبرا، وينفري على مدار 5 مواسم، وفي عام 2009، بدأ برنامجه الخاص "دكتور أوز"، وخلال العرض تناول قضايا طبية مختلفة، مثل الشيخوخية ومرض السكري، وغيرها من الأمراض.

استمر البرنامج لمدة 13 موسمًا، وفي عام 2013، قدم برنامج "الجراح أوز"، وحصل الدكتور أوز على 9 جوائز إيمي بفضل أعماله التلفزيونية.

ورغم النجاح الذي حققه بفضل برنامجه، إلا أنه تعرض لانتقادات حادة من الأطباء، واتهم بالترويج لمعلومات طبية زائفة، منها ترويجه لأدوية لإنقاص الوزن، والتي استغلها المسوقون فيما بعد من أجل الترويج لمنتجاتهم.

وخلال جائحة كورونا، روج أوز إلى استخدام هيدروكسي كلوروكين، وهو عقار مضاد للملاريا، على أنه دواء فعال لكورونا، وقد تعرض لانتقادات حادة بسبب هذا الأمر، وخاصة بعدما تم الكشف على أنه يملك أسهما لا تقل عن 630 ألف دولار في شركتين تنتجان هذه الأدوية.

مسيرته السياسية

بدأ محمد أوز مسيرته السياسية في عام 2007، حيث انضم إلى الحزب الجمهوري في نيوجيرسي، وعرف بأنه متبرع نشط للجمهوريين، كما أنه دعم حملة الرئيس جورج دبليو بوش عام 2004، ودعم ترشيح الحاخام شمولي بوتيتش للكونجرس الأمريكي في نيوجيرسي.

في عام 2018، وخلال فترة دونالد ترامب الأولى، تم تعيين أوز في مجلس الرئيس للرياضة واللياقة البدنية والتغذية، وقد أثرت آراؤه على الكثير من قرارات ترامب، إلا أنه طرد من منصبه خلال حكم جو بايدن.

في عام 2021، ترشح أوز لمقعد مجلس الشيوخ الأمريكي في ولاية بنسلفانيا عن الحزب الجمهوري، وقد تلقى تأييدًا من دونالد ترامب، ودافع عن أنه يملك جنسية مزدوجة.

لم يتمكن أوز من الفوز في انتخابات مجلس الشيوخ في النهاية، ولو كان تم انتخابه، لكان أول مسلم ينضم إلى مجلس الشيوخ الأمريكي، وأول مسلم ينضم إلى الكونجرس الأمريكي كمجهوري، كما كان سيصبح أحد أغنى أعضاء الكونجرس.

في نوفمبر عام 2024، تم ترشيح أوز ليشغل منصب مدير مراكز الرعاية الطبية والخدمات الطبية في إدارة ترامب الثانية، وقد صرح ترامب بأن أوز سيعمل جنبًا إلى جنب مع روبرت كينيدي جونيور، الذي المرشح لشغل منصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية.

أبرز آرائه السياسية

يصف محمد أوز نفسه بأنه جمهوري معتدل، وقد عرف برفضه للإجهاض، ما عدا في حالات الاغتصاب أو سفاح القربى أو الخطر على صحة المرأة، ويؤمن بأن الحياة تبدأ بمجرد الحمل، وليس من المهم أن ينبض القلب لتبدأ الحياة. أعلن أوز أنه مؤيد لعقوبة الإعدام لتجار المخدرات.

واجه أوز اتهامات بالولاء المزدوج، حيث اتهمه من تقديمه بأنه يرتبط بعلاقات مع حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الحزب الجمهوري. يرى أوز أن إسرائيل حليف ديمقراطي مميز لأمريكا، وهو يدعم إبقاء السفارة الأمريكية في القدس واستمرار المساعدات العسكرية لإسرائيل.

في عام 2009، صرح أوز بأن الرعاية الصحية يجب أن تكون متوفرة للجميع، ورغم ذلك، فإنه في عام 2022 صوت لإلغاء قانون الرعاية الميسرة إذا انتخب لمجلس الشيوخ.

في عام 2010، دعم أوز المتحولين جنسيًا، كما أنه أيد زواج المثليين، ولكنه أيد حظر المتحولين جنسيًا من المشاركة في الرياضات المقسمة حسب الجنس.

كتب محمد أوز

ألف د محمد أوز العديد من الكتب، وتعد كتبه من بين الكتب الأكثر مبيعًا وفقًا لنيويورك تايمز، وقد ألف 7 من كتبه الثمانية مع طبيب التخدير الأمريكي مايكل فريدريك رويزن، كما أنه لديه عمود منتظم في عدة مجلات.

من بين كتب أوز: "الشفاء من القلب: جراح رائد يجمع بين التقاليد الشرقية والغربية لخلق طب المستقبل"، و"الطب التكميلي والبديل لأمراض القلب والأوعية الدموية: الدليل السريري".

ألف كذلك سلسلة كتب طبية بعنوان "أنت" والتي تناول فيها نصائح للصحة العامة والجمال ونصائح للحمل والولادة وغيرها.