• معلومات شخصية

    • الاسم الكامل

      ليوبولد وايس

    • اسم الشهرة

      محمد أسد.. المستشرق النمساوي صاحب أشهر ترجمة للقرآن

    • اللقب

      محمد أسد

    • الفئة

      صحفي,كاتب

    • الوفاة

      20 فبراير 1992
      مدريد، إسبانيا

    • الزوجة

      إليسامنيرة بنت حسين الشمريبولا حميدة

    • أسماء الأولاد

      طلال

    • عدد الأولاد

      1

السيرة الذاتية

تلقى محمد أسد قبل اعتناقه الدين الإسلامي تعليمًا يهوديًا صارمًا، فقد كانت عائلته عائلة يهودية عريقة في دراسة التوراة والتلمود، إلا أن رحلته الروحية في البحث عن ملة إبراهيم قادته في النهاية إلى اعتناق الإسلام ليصبح من أهم المفكرين الإسلاميين الذين اهتموا بالقضايا الإسلامي وحمل رسالة الإسلام وظل وفيًا لها حتى وفاته، تعرف أكثر على قصة إسلام وأهم إنجازاته.

من هو محمد أسد؟

اسمه الأصلي قبل الإسلام "ليوبولد وايس" وهو مفكر وكاتب ومستشرق نمساوي ولد في 2 يونيو عام 1900 في مدينة ليبميرغ، التي كانت آنذاك جزءًا من الإمبراطورية النمساوية، وأصبحت حاليًا مدينة أوكرانية.

يعد أسد من أبرز المفكرين الإسلاميين في العالم، فقد عرف برحلاته الكثيرة في الدول العربية والإسلامي وعمل صحفي وكاتب ولغوي ودبلوماسي ومنظر سياسي كذلك، واشتهر بشكل كبير بمؤلفاته العديدة ولعل أهمها ترجمة القرآن الكريم إلى الإنجليزية.

نشأته وحياته

نشأ ليوبولد وايس في أسرة يهودية عرقة في دراسة التوراة والتلمود، وكان أحد أجداده من الأحبار الذين عرفوا بعلمهم الوافر في الديانة اليهودية، وبهذا الشكل تلقى دراسة رصينة في اليهودية وفقًا لعادات وتقاليد عائلته اليهودية المتدينة.

تعلم ليوبولد الكثير من اللغات، منها العبرية الآرامية بسبب دينه اليهودي، إضافة إلى لغته الأم الألمانية والبولندية، كما تعلم لغات أخرى فيما بعد وهي الإنجليزية والفرنسية والفارسية والعربية كذلك.

درس الكتاب المقدس اليهودي ونصوص التلود والميشنا والجمارا، كما تعمق في تعقيدات تفسير الكتاب المقدس، وفي سن الرابعة عشرة هرب من المدرسة وانضم إلى الجيس النمساوي، ولكن والده تعقبه بمساعدة الشرطة وعاد إلى فيينا.

نشأ في عائلة برجوازية ليبرالية ميسورة الحال، وكانت والدته تريد أن يصبح حاخامًا مثل بعض أقاربه. انتقل إلى فيينا ليدرس الأدب والفلسفة، ولكنه انتقل إلى برلين وعمل في إحدى الصحف الألمانية.

محمد أسد.. المستشرق النمساوي صاحب أشهر ترجمة للقرآن

الهجرة إلى برلين

مع بلوغه سن العشرين قرر محمد أسد مغادرة فيينا، وكان وقتها مؤهلًا للحصول على الجنسية النمساوية، وهناك عمل في الصحافة ووجد المجتمع الألماني يعيش تحولات اقتصادية وسياسية واجتماعية وإبداعية.

اكتشف أسد برلين وشعر بالاستقلالية الفردية فيها، وعمل في الصحافة لعدة سنوات جال خلالها في بلاد الشرق الأدنى، فجال بغداد وحلب وإسطنبول وبلاد فارس وأفغانستان والقاهرة ونشرت مقالاته في صحف ألمانية وهولندية وسويسرية مشهورة، وجمعت بعض مقالاته في كتابه "الشرق غير الرومانسي" وصدر عام 1924.

اعتناق الإسلام

في إحدى رحلاته في فلسطين اكتشف محمد أسد ملة سيدنا إبراهيم، وهناك اكتشف فرقًا كبيرًا بين اليهود المهاجرين إلى فلسطين من أوروبا وبين سكان القدس الأصليين من العرب، فأدرك أن شخصية إبراهيم تتجسد في وجوه العرب وصفاتهم وأنهم أبناء إبراهيم حقًا.

شعر أسد أن أبناء جلدته من اليهود الأوروبيين هم غرباء عن ملة إبراهيم، وبسبب رحلاته في فلسطين ومصر اكتسب خبرة بالشرق العربي وأصبح محبًا للعرب.

في عام 1926 قرر ليوبولد وايس اعتناق الإسلام في برلين، وذلك عندما قرأ ترجمة سورة التكاثر، وحينها قال: "هذه ليست حكمة رجل عاش في الجزيرة العربية بالقرون الخوالي.. إن صوت القرآن أكبر من أن يكون صوت محمد".

قرر ليوبولد تحويل اسمه إلى محمد أسد، وفي الحقيقة ليو تعني أسد في لغته، وعن الإسلام يقول: "يبدو لي الإسلام عملًا معماريًا مثاليًا، فقد تم تصميم جميع أجزائه بشكل متناغم لتكمل وتدعم بعضها البعض، فلا يوجد شيء زائد عن الحاجة ولا ينقصه شيء، والنتيجة هي بناء من التوازن المطلق ورباطة الجأش".

وقد ذكر محمد أسد أسبابه اعتناقه الإسلام في كتاب "الطريق إلى مكة" ويقول فيها أن هناك عاملين أساسيين دفعاه لاعتناق الإسلام، أولهما معرفته بطبيعة العقيدة اليهودية التي درسها في صباه على رجال الدين اليهود والتي كانت سببًا في إبعاده عن دين الآباء والأجداد بدلًا من تقربه منها.

ويقول محمد أسد عن هذا الأمر: "إن تكوين العهد القديم نفسه كتاريخ لأحفاد إبراهيم كان يميل أن يجعل الله يبدو لا كخالق الناس أجمعين وربهم، ولكن كإله قبلي يكيف الخلق كله حسب حاجات شعب الله المختار".

النقطة الثانية أو العامل الثاني هو الفراغ الروحي الذي عاشته القارة الأوروبية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى والتي أدت إلى تخلخل القيمة الأخلاقية والروحية لأوروبا والأخذ بالعلم بدلًا من الدين والأخلاق وظهور علم التحليل النفسي الذي وصفه بأنه "خمر قوي".

الانتقال إلى السعودية

بعد عام من اعتناقه الإسلام زار السعودية وزار الملك عبد العزيز وسكن في المدينة المنورة، وأدى فريضة الحج 5 مرات، وقد كتب كتابًا عن الحج بعنوان "الطريق إلى مكة".

وفي السعودية قام أسد بالعديد من الجولات في أنحاء نجد والحجاز وأصدر صحيفة "عرفات" وبدأ في الدراسات والأبحاث الإسلامية، بجانب إصدار العديد من المقالات في الصحف الأوروبية للتعريف عن الإسلام وقضايا الشرق الأوسط كذلك، في السعودية تعرف على الملك سعود بن عبد العزيز وابنه فيصل

وكتاب الطريق إلى مكة لمحمد أسد يعد من أهم مؤلفاته التي كتبها، والتي لا يحكي فيها فقط رحلته للحج بمعناه الشعائري، ولكن يرصد رحلته الفكرية والروحية والأخلاقية وسيرته الذاتية وقصته للانتقال من دين إلى دين آخر.

محمد أسد.. المستشرق النمساوي صاحب أشهر ترجمة للقرآن

السفر إلى ليبيا

ظل محمد أسد في السعودية حتى تلقى رسالة من الزعيم الليبي أحمد السنوسي التي دعاه فيها للسفر إلى ليبيا للقاء القائد الليبي عمر المختار، وقد ساعد أسد في الحرب الشعبية الليبية ضد الاحتلال البريطانية نفسه، كما أنه ساعد في تمويل المقاتلين.

وقد كتب أسد عن السنوسي: "ليس في الجزيرة العربية كلها شخص أحببته كما أحببت السيد أحمد، ذلك أنه ما من رجل ضحى بنفسه تضحية كاملة مجردة من كل غاية في سبيل مثل أعلى كما فعل هو".

هدف أسد برحلته إلى ليبيا بعث الحركة الجهادية في ليبيا وإمدادها بالسلاح والمال من مصر، ولكنه عندما وصل كانت الحركة الجهادية قد فشلت، وعندما أدرك أن المعركة العسكرية في ليبية أصبحت خاسرة عرض على المختار العودة معه إلى مصر والسعي من جديد لبناء حركة جهادية ليبية مرة أخرى، إلا أن المختار أصر على البقاء في ليبيا.

الانتقال إلى القارة الهندية

بعد أن قدّم جهوداً جبارة في دعم الإسلام في مناطق العرب وشمال إفريقيا، قرر أسد التوجه نحو دعم المسلمين في القارة الهندية.

انطلق إلى الشرق الإسلامي، حيث زار إيران وأفغانستان والهند قبل تقسيمها، وهناك التقى بالشاعر الفيلسوف محمد إقبال. اكتشف إقبال مواهبه الفكرية والالتزام العميق لديه بقضايا الإسلام، وأقنعه بالاستقرار هناك للمساعدة في بناء الأسس الفكرية للدولة الإسلامية الجديدة، باكستان.

بعد وفاة إقبال وتأسيس دولة باكستان، حصل أسد على جنسيتها وعمل في إدارة "الإحياء الإسلامي".ساهم في صياغة أفكار الدستور الإسلامي المتوخاة للدولة، وأصبحت هذه الأفكار أساسًا نظريًا لكتابه القيم "منهاج الحكم في الإسلام".

عمل بعد ذلك في وزارة الخارجية الباكستانية، مسؤولًا عن علاقات باكستان بالعالم العربي، ثم أصبح سفيرًا لها في الأمم المتحدة في نيويورك.

في وقت لاحق، خطط الإسرائيليون لمحاولة استغلال خلفية أسد اليهودية أثناء عمله كسفير لباكستان في نيويورك في بداية الخمسينيات، ومع ذلك أدركوا في النهاية أنه قد جرد ولاءه للإسلام، وأنهم لن يستطيعوا استغلاله، وفي عام 1952، استقال أسد من منصبه كسفير لباكستان في الأمم المتحدة ليتفرغ لكتابة كتابه "الطريق إلى مكة".

محمد أسد.. المستشرق النمساوي صاحب أشهر ترجمة للقرآن

الاعتقال ومقتل والديه

في عام 1939 ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية اعتقل محمد أسد وزوجته وابنه بسبب جنسيته الألمانية وظل معتقلًا حتى نهاية الحرب في عام 1945.

وخلال سنوات اعتقاله تم اعتقال والديه في ألمانيا النازية على يد النازيين وقتلا مع من قتل من اليهود في الهولوكوست، وعلم بأمر مقتل والديه بعد خروج من السجن.

ترجمة محمد أسد للقرآن

في عام 1955 رحل محمد أسد إلى إسبانيا حيث عاش بقية حياته مع زوجته الأمريكية، وبدأ مشروعه الأهم على الإطلاق وهو ترجمة القرآن الكريم وتفسيره باللغة الإنجليزية وهو كتاب "رسالة القرآن" الذي قدم فيه ترجمة رصينة للقرآن الكريم بجانب تعليقات من عنده تدل على علمه بمعاني القرآن ومعرفته الواسعة.

اعتمد مجلس "العلاقات الإسلامية الأميركية" (كير) في واشنطن هذه النسخة المعدلة، ويوزعها حاليًا كجزء من حملته لتوزيع مليون نسخة من الترجمة الإنجليزية للقرآن الكريم.

الإسلام من وجهة نظر محمد أسد

بالنسبة لمحمد أسد فإن الإسلام دين كامل يشكل كل جوانب الحياة، وقد فصّل وجهة نظره تلك في كتابه "منهاج الإسلام في الحكم" حيث قال إن الإسلام منهج كامل من القيم الأخلاقية ويملك نظرية اجتماعية شاملة تدعوا إلى الاستقامة والاعتدال في الأمور الشخصية والعامة".

يقول أسد كذلك أن الدين الإسلام قادر على خلق التوازن بين الجانب المادي والروحي، فالدين الإسلامي يوفر المطالب الروحية لأفراده كما أنه يوفر له حاجاته المعيشية أيضًا.

أكد كذلك أن الإسلام دين عملي يربط بين النظرية والعمل، فهو ليس عقيدة صوفية ولا عبارة عن فلسفة وإنما هو نهج للحياة حسب قوانين الطبيعة التي سنها الله لخلقه، ويرى كذلك أن الدين الإسلام يملك مرونة في التشريع، كما أنه منح فرصة للمسلم بأن يضع الشريعات الضرورية بالاجتهاد عن طريق التحليل العقلي المستقل.

يرى كذلك أن الإسلام دين التقدم، فهو يدعو دائمًا إلى التقدم في كافة جوانب الحياة سواء الفكرية والروحية والسياسية، كما أنه يحمل حضارية سامية، فيهدف إلى إقامة العدل في الأرض، وهي الغاية النهائية التي تستهدفها رسالة الإسلام الاجتماعية.

محمد أسد.. المستشرق النمساوي صاحب أشهر ترجمة للقرآن

زوجات محمد أسد

تزوج محمد أسد أكثر من مرة، فقد تزوج من سيدة ألمانية اسمها إيلسا سافرت معه إلى السعودية وعاشت معه لمدة 6 سنوات وقد أسلمت هي أيضًا وتوفيت بعد أداء فريضة الحج.

وبعدها تزوج من سيدة سعودية من الرياض اسمها منيرة بنت حسين الشمري وأنجب منها ابنه الوحيد طلال، وساتمر زواجهما لمدة 20 عامًا ثم انفصلا حيث استقرت الأم في المدينة المنورة، وقد توفيت في الرياض عام 1978.

ابنه الوحيد طلال ولد عام 1932 وحصل على الجنسية البريطانية ودرس في جامعة أكسفورد وحصل على درجة الدكتوراه في علم الإنسان وأنثروبولوجيا الدين والثقافة، وكان يلقي محاضرات في جامعات عدة منها جامعة الملك سعود وجاعتي نيويورك وجون هوبكنز.

لدى ابنه طلال العديد من الإسهامات الفكرية ودراسات متعلقة بالدين الإسلامي والمسيحي، كما أن له العديد من المؤلفات، ومنها "تشكيلات العلمانية"، و"جينالوجيا الدين"، و"إنثروبولوجيا الإسلام" وغيرها من المؤلفات.

تزوج للمرة الثالثة من سيدة أمريكة اسمها بولا حميدة عام 1952 بعد انفصاله عن زوجته السعودية أم طلال وقد عاشت معه حتى وفاته في التسعينيات.

محمد أسد.. المستشرق النمساوي صاحب أشهر ترجمة للقرآن

أهم مؤلفات محمد أسد

أصدر محمد أسد العديد من المؤلفات التي ترجمت لعدة لغات منها اللغة العربية، ومن كتبه المترجمة كتاب "الإسلام على مفترق الطرق" والذي صدر عام 1932، وكتاب "الطريق إلى مكة" عام 1954.

ومن أهم إ،جازاته على الإطلاق هو ترجمة وشرح الجزء الأول من صحيح البخاري، وقد نشر عام 1938 في بداية اعتناقه الإسلام، والإنجاز الثاني هو كتاب "رسالة القرآن" وهي ترجمة لمعاني القرآن الكريم وقد استغرقته سنوات من الجهد وصدرت الترجمة عام 1680 في قرابة ألف صفحة.

ويتحدث أسد عن الأشخاص الذين تأثر بهم، ويدين بالفضل إلى محمد عبده في كتابه "رسالة التوحيد" حيث ذكر إنه قلد منهجه فلم يتجه إلى الإسرائيليات التي توجد في بعض كتب التفسير، واستعان كذلك بثقافته الأوروبية.

ورغم جهوده المضنية في ترجمة القرآن إلا أنه تعرض لانتقادات من بعض الدارسين، ومن جملة تلك الانتقادات أنه اختار كلمة GOD للدلالة على لفظ الله، كما أنه انتقد بشدة بسبب تأويله بعض المعجزات القرآنية تأويلًا ماديًا، وتأكيد على بشرية الأنبياء وترجيحه عدم عصمتهم.

وفاة محمد أسد

ظل محمد أد في إسبانيا واش مع زوجته الثالثة بولا حميدة أسد حتى وفاته في 20 فبراير عام 1992 عن عمر 91 عامًا، وقد دفن في مقبرة المسلمين في غرناطة في مقاطعة الأندلس المغاربية السابقة.

بعد وفاته تم افتتاح مركز ثقافي يحمل اسمه  في أوكرانيا عام 2015، وفي عام 2008 تم تسمنة منطقة في مدينة أونو في فيينا باسم "محمد أسد بلاتز" تكريمًا له بسبب بناء الجسور بين الأديان.

في عام 2013 أصدر البريد الباكستاني طابعًا بفئة 15 روبية عليها صورة محمد أسد تكريمًا على دوره البارز في السياسة في باكستان.

يبدو لي الإسلام عملًا معماريًا مثاليًا، فقد تم تصميم جميع أجزائه بشكل متناغم لتكمل وتدعم بعضها البعض، فلا يوجد شيء زائد عن الحاجة ولا ينقصه شيء، والنتيجة هي بناء من التوازن المطلق ورباطة الجأش

أهم الأعمال

  • ترجمة القرآن إلى الإنجليزية

  • ترجمة وشرح صحيح البخاري

  • كتاب الطريق إلى مكة

معلومات أخرى

  • قتل والديه في ألمانيا خلال حكم النازيين

  • ساعد عمر المختار في مقاومته ومكث في ليبيا لمدة 3 أشهر

  • قدم أشهر ترجمة للقرآن الكريم

  • عاش في السعودية لمدة 6 سنوات

  • رفض الزواج من سيدة سعودية لأنها لا تزال قاصرا وتزوج من سيدة أخرى من الرياض

  • لديه ابن وحيد من زوجته السعودية اسمه طلال

  • انفصلت عنه زوجته السعودية منيرة بعد زواج دام 20 عامًا تقريبًا

  • ساهم في تأسيس دولة باكستان ومساعدة محمد إقبال في بناء دولته الجديدة