محمد أبو الخير شكري.. وزير الأوقاف في الحكومة السورية

واحد من الشخصيات البارزة في المشهد الديني والإداري في سوريا، إنه الوزير محمد أبو الخير شكري، الذي تولى منصب وزير الأوقاف في الحكومة السورية الجديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد، وهو المنصب الذي منحه دورًا في الإشراف على الشؤون الدينية وإدارة الأوقاف الإسلامية، وتعزيز قيم الاعتدال، في السطور التالية تعرف على مسيرته وقصة حياته وأهم إنجازاته.

من هو محمد أبو الخير شكري؟

محمد أبو الخير بن محمد لطفي بن محمد علي بن شكري، هو رجل دين وداعية وإمام وخطيب ووزير سوري يشغل منصب وزير الأوقاف في حكومة أحمد الشرع، ولد في أبريل عام 1961، ويعد من الشخصيات الدينية البارزة في سوريا والشام.

بدأ أبو الخير حياته العلمية بدراسة العلوم الشرعية، وقد نهل من كبار العلماء في الشام، واكتسب قاعدة علمية متنية. تدرج أبو الخير في المناصب الدينية والأكاديمية، وشغل عدة مناصب في المؤسسات الدينية والتعليمية قبل أن يتولى منصب وزير الأوقاف.

عمل أبو الخير كخطيب وإمام في العديد من المساجد السورية، كما كان يلقي دروسا عامة في المساجد، وكان يخطب في الجامع الأموي الكبير. برز اسم أبو الخير في العمل الدعوي داخل وخارج سوريا، فقد شارك في العديد من الأعمال الدعوية في دول أفريقية وأوروبية وآسيوية، وحضر عشرات المؤتمرات والندوات العلمية.

يشغل أبو الخير عضوية العديد من المجالس والمؤسسات الدينية والخيرية، منها جمعية خير الشام الاجتماعية، والمجلس الإسلامي السوري، وغيرها. لدى أبو الخير عشرات المؤلفات والمحاضرات الدينية.

سر اسم أبو الخير

نشأ الشيخ محمد أبو الخير شكري في أسرة سورية متدينة، فوالده الحاج محمد لطفي شكري كان من تلاميذ الشيخ أبو الخير الميداني رحمه الله.  سُمي محمد أبو الخير نسبة إلى الشيخ أبو الخير الميداني، أحد أبرز علماء السنة في سوريا، حيث توفي بعد ولادته بعدة أشهر.

نشأته وتعليمه

ولد الدكتور محمد أبو الخير شكري في أسرة دمشقية من أصول تركية، فجده من والده قدم من تركيا، واستقر في حماة، ثم انتقل إلى دمشق، واستقر في حي الساروجة، حيث ولد وعاش أبو الخير.

نشأ أبو الخير في عائلة محافظة متدينة تحرص على العلوم الشرعية، فقد درس والده على يد أهم شيوخ السنة في دمشق، وعلى رأسهم الشيخ أبو الخير الميداني.

درس أبو الخير في مدرسة معاوية بن أبي سفيان في حي الساروجة، وفي السبعينات، انتقلت العائلة إلى حي المزّة، وفيها درس في مدرسة بسّام بكورة في المرحلة الإعدادية، ثم حصل على الشهادة الثانوية من مدرسة سامي الدروبي.

التحق أبو الخير فيما بعد بكلية الدعوة الإسلامية فرع دمشق، ودرس فيها العلوم الشرعية، وحصل على الليسانس منها عام 1987. التحق بعدها بكلية الحقوق في جامعة دمشق، وحصل على درجة البكالوريوس عام 1991.

أراد أبو الخير أن يدرس الأدب العربي، لذا التحق بكلية الآداب في الجامعة اللبنانية، ودرس فيها لمدة 3 سنوات، ولم يتمكن من إكمال دراسته فيها لظروف خارجة عن إرادته.

حصل أبو الخير على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة منهاج القرآن الإسلامية في لاهور بباكستان، وكان عنوان رسالته "الإثبات بالشهادة بين الفقه والقانون".

حصل بعدها على درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية شعبة الفقه وأصوله من معهد الدعوة الجامعي للدراسات الإسلامية في بيروت عام 2010، وكان عنوان رسالته: "حقوق الطفولة بين الشريعة الإسلامية والتشريعات الدَّولية – دراسة مقارنة".

حصل محمد أبو الخير شكري على لقب أستاذ في المحاماة من نقابة المحامين في دمشق، وكان عنوان رسالة المحاماة التي عمل على تنفيذها "النفقة في قانون الأحوال الشخصية السوري مقارنة بالفقه الإسلامي".

دراسته العلوم الشرعية

لم تقتصر دراسة الشيخ محمد أبو الخير شكري للعلوم الشرعية على الدراسة الأكاديمية فحسب، بل دفعه والده دفعًا لدراسة العلوم الشرعية في المساجد، فجمع أبو الخير بين علم المساجد وبين الدراسة الأكاديمية.

كان والده هو معلمه الأول، وبعدها التحق أبو الخير بالدروس الدينية بجامعة التوبة في حي العقيبة وهو في التاسعة من عمره، وحفظ فيها القرآن الكريم. رافق أبو الخير كذلك والده في مجالس كبار علماء الشام، وحضر دروسهم، ومنهم الشيخ أنو الحصني، والشيخ محمد بعيون الزنكوسي، والشيخ محمد أبي اليسر عابدين وغيرهم. قرأ أبو الخير على هؤلاء الشيوخ، ودرس على يديهم لسنوات.

درس أبو الخير الفقه على المذهب الشافعي على يد الشيخ تيسير المخزومي، ودرس أصول الفقه على يد الشيخ ولي الدين فرفور. درس كذلك العلوم الشرعية على يد الشيخ عبد الرزاق الشرفا.

مسيرته المهنية

بدأ الشيخ محمد أبو الخير شكري مسيرته المهنية كإمام في جامع الإمام الشافعي في الثمانينات. أنشأ بعدها معهدًا لتحفيظ القرآن الكريم في الجامع، وكان له دور دعوي مميز، حيث قدم دروسًا دينية لمئات الطلاب والدعاة في المسجد.

حقق أبو الخير شهرة واسعة بفضل دروسه الدينية، وأقبل عليه الطلاب من العديد من المدن السورية، وتخرج على يده عشرات الدعاة والحفّاظ. كان أبو الخير يعمل في الخطابة في مساجد أخرى، منها جامع عبدالله بن الزبير، والجامع الأموي بالتناوب في الفترة من 2006 إلى 2008.

قدم أبو الخير دروسًا دينية في مساجد دمشق، منها الأكرم، وعبدالله بن الزبير، كما عمل في تدريس مادتي التوحيد والتفسير في المعهد الشرعي للدعوة والإرشاد في مجمع أبي النور. عمل في تدريس مادة أصول الفقه الإسلامي في معهد المحدث الأكبر الشيخ بدر الدين الحسني.

درّس محمد أبو الخير شكري مادة القانون الدولي الإنساني في جامعة أم درمان فرع دمشق، كما درس في معهد الشام العالي مادتي مقاصد الشريعة وأصول الفقه.

شارك أبو الخير في مؤتمرات علمية دولية، كما ساهم في تأسيس معهد شرعي في بنين، وقدم المحاضرات والدروس الدينية والدعوية في دول أوروبية وأفريقية وآسيوية كذلك.

مؤلفات محمد أبو الخير شكري

للدكتور محمد أبو الخير شكري عشرات الكتب والمؤلفات والمحاضرات الدينية والدعوية، ومن مؤلفاته الإثبات بالشهادة بين الفقه والقانون هي رسالة ماجستير مطبوعة، والطفولة بين الشريعة الإسلامية والتشريعات الدولية هي رسالة دكتوراه مطبوعة.

ألف كذلك النفقة في قانون الأحوال الشخصية السوري هي دراسة أعدت لنيل لقب أستاذ في المحاماة، وتتناول القواعد القانونية المنظمة للنفقة في التشريع السوري وأحكامها وتطبيقاتها العملية.

من مؤلفاته أيضًا: "المسجد ورسالته في الإسلام"، و"الإمامة بين البيعة والنص"، و"معاهد تحفيظ القرآن الكريم وسبل تطويرها".

تعيينه وزيرًا للأوقاف

في 29 مارس 2025، تم تعيين الدكتور محمد أبو الخير شكري وزيرًا للأوقاف في الحكومة السورية الجديدة تحت قيادة الرئيس أحمد الشرع.