مبدأ التوأم الرقمي.. ما هو؟ وكيف تسعى السعودية لتطبيقه؟

  • تاريخ النشر: منذ 20 ساعة
مبدأ التوأم الرقمي.. ما هو؟ وكيف تسعى السعودية لتطبيقه؟

صرح وزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر الخريف، خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي 2025، بأن المملكة العربية السعودية تسعى إلى زيادة  استثماراتها في التكنولوجيا، كون أن التكنولوجيا هي المفتاح التي يمكن من خلالها السعودية اللحاق بالركب.

وخلال كلمته، ركز الخريف بأن الوزارة تعمل بنشاط مع شركائها ومورديها لاستكشاف كيفية توسيع نطاق استخدام تقنيات مختلفة، مثل "التوأم الرقمي" لتحسين العمليات الصناعية وتحقيق الأهداف الطموحة لرؤية المملكة 2030.

وبعد هذه التصريحات تم التركيز على مصطلح "التوأم الرقمي"، والذي يعد من المفاهيم الحديثة في عالم الصناعة والتكنولوجيا، فماذا يعني هذا المصطلح؟

اقرأ أيضًا: نمو سوق المعدات الثقيلة في السعودية ليتجاوز 4 مليارات دولار

ما هو التوأم الرقمي؟

التوأم الرقمي هو مفهوم حديث أحدث ثورة كبيرة في عالم الصناعة والتكنولوجيا، وتعمد فكرته بشكل أساسي على إنشاء نموذج رقمي يحاكي بدقة نظامًا معينًا أو كائنًا ماديًا، ويتم تحديث هذا النموذج باستمرار بناء على البيانات المجمعة في الوقت الفعلي.

يسمح هذا النموذج الافتراضي بمحاكاة الظروف الحقيقية بشكل دقيق، ويساعد الشركات على تحسين عملياتها، والتنبؤ بنتائجها المحتملة، كما يساعد المؤسسات على اتخاذ قرارات أكثر فعالية وذكاء.

تعود أصول هذا المصطلح إلى عام 1991، حيث أشار إليه عالم الكمبيوتر الأمريكي ديفيد جيليرنتر في كتابه "عوالم المرآة"، إلا أن التطبيق الحقيقي لهذا المصطلح كان في عام 2002، عندما قدمها الدكتور مايكل غريفز من جامعة ميشيغان ضمن سياق الصناعات التحويلية.

في عام 2010، طوّرت ناسا هذا النموذج من خلال العالم جون فيكرز، والذي أعطى دفعة قوية لكيفية تطبيق هذا النموذج في الصناعات المتقدمة.

كيف يمكن تطبيق هذه التقنية؟

ولتوضيح كيفية عمل تقنية التوأم الرقمي، يمكننا وضع مثال على شركة تعمل على تطوير توربينات الرياح، حيث تقوم الشركة أولًا بتزويد التوربينات بمجموعة من المستشعرات التي تجمع بيانات متعلقة بالعوامل البيئية مثل درجات الحرارة والطقس وحركة الرياح.

يتم نقل هذه البيانات لاحقًا إلى نظام رقمي يحاكي عمل التوربينات بشكل افتراضي، ويمكن للشركة استخدام هذا النموذج لاختبار سيناريوهات مختلفة محتملة، مثل تغير درجات الحرارة، أو زيادة سرعة الرياح وغيرها، وذلك دون الحاجة لإجراء تجارب ميدانية مكلفة.

ويتميز  هذا النموذج بأنه بيئة افتراضية متكاملة، يمكنه التعامل مع بيانات متعددة وتحليلها في الوقت الفعلي، وهو ما يسمح بإجراء تحسينات فورية على العمليات الإنتاجية وتحسين الكفاءة وتطوير المنتجات بشكل أسرع وأكثر دقة.

ويشيد العديد من الخبراء بهذه التقنية، ويرون أن الشركات التي ستعتمد على هذا المفهوم في مجال التصنيع ستحقق قفزات نوعية في أسواقها، مما يجعل المنافسة أمامها صعبة.

كيف تطبق السعودية هذه التقنية؟

وتركز المملكة العربية السعودية، منذ إطلاق رؤية 2030، على تطبيق هذه التقنية في قطاعات مختلفة، وعلى رأسها التصنيع والتعدين، واللذان يعدان محورين أساسين في رؤية 2030.

وبفضل هذه التقنية، يمكن تحسين كفاءة  الإنتاج، ودعم قرارات الشركات بالاعتماد على البيانات الدقيقة، كما ستعزز من قدرة المملكة على المنافسة على الصعيد الدولي.

ويعتبر قطاع التعدين بشكل أخص ركيزة ثالثة للصناعات الوطنية، فوفقًا للتقديرات الرسمية، رفعت المملكة في عام 2024 تقييمها لإمكانات ثرواتها المعدنية غير المستغلة إلى نحو 2.5 تريليون دولار، وهو ما يكشف على إمكاناته هائلة لدعم التحول الاقتصادي في المملكة.

المصدر: بلومبرج

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة