يلقب بالطائر وسوبرمان والطلقة؛ إنه ببساطة مايكل جوردان واحد من أعمدة لعبة كرة السلة الأمريكية والعالمية، والمساهمين بتطويرها وانتشارها. لاعب لا يعرف شيء اسمه المستحيل.
صعد سلم العالمية بخطوات ثابتة وواثقة، قرر الالتحاق بفريق الجامعة لكرة السلة، وبعد أسابيع من التدرب لم يجد اسمه ضمن قائمة المقبولين، ليعيد قراءة القائمة عدة مرات للتأكد من الأمر ولكن دون جدوى، ليذهب مسرعاً إلى البيت ويبدأ بالبكاء.
حيث بدأت والدته بتهدئته وتقديم النصائح له ومنها "أن أفضل شيء يمكن أن تفعله هو أن تثبت للمدرب بأنه قد ارتكب خطأ كبيراً بعدم ضمك للفريق" وليبدأ مايكل جوردان بعدها العمل والتدرب الشاق إلى أن وصل لسجل العظماء والخالدين في تاريخ كرة السلة. مسيرته وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية...
تعلم الخياطة والطهي وغسل الملابس على يد والدته التي كانت موظفة في أحد البنوك، أما والده فقد كان يعمل مشرفاً في مصنع جنرال إلكتريك في مسقط رأس مايكل جوردان بروكلين – نيويورك، التي ولد فيها في 17 فبراير/شباط عام 1963 ولديه أربعة إخوة. كان متعلقاً بوالديه كثيراً حيث يقول: "أبي وأمي هم الأبطال الحقيقيون، فلا يمكنني أن أرى أبطالا غيرهم".
عانى جوردان في صغره من أصحاب البشرة البيضاء بسبب تصرفاتهم الغير لائقة تجاهه، هذا ما كشف عنه جوردان في كتابه الذي صدر بعنوان "مايكل جوردان الحياة" بقلم رولاند لازني؛ والذي يتناول فيه حياته وقصصه ونجاحاته من صغره وغيرها من الأحداث، وتقول بعض المقتطفات من الكتاب أن جوردان كان لديه مشاعر كره لأصحاب البشرة البيضاء في صغره، بسبب قيام إحدى الفتيات بنعته بالزنجي فرد جوردان بسكب المشروب على الفتاة مما جعل المدرسة تطرده رداً على هذا التصرف.
كان نجماً في كرة السلة وكرة القاعدة وكرة القدم الأمريكية، أما تركيزه فكان على كرة السلة التي لم يكن مناسباً لها في البداية بسبب قصر قامته، مما دفع المدرب لرفضه لكنه لم ييأس، وإنما بدأ التدرب بشكل أكبر، حيث كان يذهب باكراً للمدرسة للتدرب صيفاً وشتاء، وبدأ طوله يزداد ومهاراته تتطور ليلفت انتباه المدرب أكثر بهذا التقدم، وتطور مستواه كثيراً حتى وصل إلى معدل 29.2 نقطة في المباراة، وذلك في آخر سنوات دراسته الثانوية، ليحصل وبسبب تفوقه في لعب كرة السلة على منحة جامعية من جامعة كاليفورنيا.
انضم بعد ذلك لفريق الجامعة، وفي أول موسم له مع الفريق سمي جوردان كأفضل لاعب صاعد، وكانت أول ألقابه في عام 1982 بحصوله على لقب دوري الجامعات لينال لقب أفضل لاعب في الدوري، وخلال لعبه مع فريق الجامعة حقق أربع بطولات مع الفريق.
قرر في عام 1984 الانتقال إلى دوري محترفي كرة السلة الأمريكية NBA نحو فريق (شيكاغو بولز) في دوري كرة السلة الأمريكية، حيث فاز معه بستة ألقاب في الدوري، فضلاً عن عددٍ من الألقاب الشخصية، وقد ساعد المنتخب الأمريكي لكرة السلة على التفوق في الثمانينات والتسعينات.
تقاعد في عام 1993، بعد اغتيال والده في نفس العام حيث قام أحد اللصوص بإيقافه، وقتله وسرقة سيارته، ولأن والده كان يحب كرة القاعدة فقد عاد للملاعب في عام 1995، حيث وقع جوردن عقداً مع نادي (شيكاغو وايت سوكس) لكرة القاعدة المملوك من قبل فريق (شيكاغو بولز)، وحقق معه الكثير من النجاحات، لكنه قرر الاعتزال ثانية في عام 1999، إلى أن عاد للملاعب في موسم 2001.
قرر الاعتزال نهائياً في عام 2003 بعد أن سجل متوسط 32.292 نقطة في المباراة الواحدة ليصنف كثالث أعلى معدل في تاريخ كرة السلة الأمريكية، فقد لعب 15 موسماً في الدوري الأمريكي لكرة السلة، بمعدل تسجيل 30.12 نقطة في المباراة، وهو الأعلى في تاريخ الدوري الأمريكي لكرة السلة متفوقاً على ويلت تشامبرلينز الذي كان معدله 30,06 نقطة في المباراة، وبعد ذلك أعلن اتحاد الأميركي لكرة السلة أن جوردان حقق إيرادات لكرة السلة الأمريكية بقيمة ستة مليارات دولار.
كان مركز جوردان في كرة السلة هو الجناح الذي يسمى الشوتنج جارد (Shooting Guard)، وعرف جوردان بالتسديدات التي ينفذها في أواخر أي هجمة، فضلاً عن لعبه الهجومي المفاجئ مقتحماً بقوة لتسديد الضربات، وهذا ما مكنه من إرباك منافسه، إلا أن ملاعب السلة تشهد بأنه لاعب خلوق مع الآخرين، بقي أن نذكر أنه وخلال مسيرته قام بتنفيذ حوالي 8772 رمية حرة.
- جائزة رياضي القرن.
- جائزة أفضل رياضي لتسعينات القرن العشرين.
- جائزة أفضل لاعب لكرة السلة لتسعينات القرن العشرين.
- جائزة أفضل لعبة في العقد والتي كانت ضد فريق (لوس أنجلوس ليكرز) عندما سجل هدفا كضرب من الخيال عام 1991.
- اختير واحد من أعظم 50 لاعبا في تاريخ الدوري الأميركي للمحترفين، (1991_1992_1993_1995_1996).
- حاصل على الميدالية الذهبية لكرة السلة في دورة الألعاب الأولمبية، 1984، 1992، 1996.
- اختير ضمن قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة في الرياضة 1997.
- لقب الدوري الأمريكي للسلة ست مرات.
- فاز بلقب الهداف في عشر مرات.
- تم اختياره ضمن فريق الدوري الأمريكي 10 مرات.
- لقب أفضل مدافع تسع مرات.
- لقب أفضل سارق للكرات في أربع مرات.
في عام 1985 وقع مايكل جوردان عقداً مع شركة (NIKE) لتصميم أحذية خاصة به يلبسها أثناء المباريات، وتباع في الأسواق في نفس الوقت، فقدمت له مجموعة من الموديلات الرائعة خلال مسيرة لعبه، والتي منها:
- Air Jordan 12: بدأ مايكل جوردان ارتداء هذا الحذاء خلال مباراته الشهيرة Flu Game (المباراة التي لعبها على الرغم من مرضه، وأحرز فيها ثمان وثلاثين نقطة)، وقام جوردان بالتوقيع على الحذاء حينها، وبيع هذا الحذاء خلال مزاد علني مقابل 104 آلاف دولار أميركي.
- Michael Jordan Nike Air: مصنوع من الجلد الفاخر أبيض اللون، مع شعار Nike باللون الأحمر، ارتدى مايكل جوردان هذا الحذاء موسم (1984-1985) خلال مباراة فريقه شيكاغو بولز مع فريق لوس أنجليس ليكرز، وآخر مرّة ارتدى فيها جوردان هذا الحذاء كانت في 1984، ودوّن توقيعه عليه، سعر هذا الحذاء يبلغ 100 ألف دولار أميركي.
- Air Jordan OVO 12: من أفخر أحذية شركة Nike، وتبلغ قيمته 100 ألف دولار أميركي، ويتوافر باللونين الأبيض والأسود، مصنوع من أفخر أنواع الجلود.
- Air Jordan Silver Shoes: هو حذاء باهظ الثمن، مصمم للمشاهير، يحمل توقيع مايكل جوردان ويبلغ سعره 60 ألف دولار أميركي.
- Air JordanI: يقدر سعره بـ 25 ألف دولار أميركي، ارتداه الكثير من لاعبي كرة السلة الأميركيين.
حصل مايكل جوردن على درجة البكالوريوس في الجغرافيا في عام 1986، وعمل خلال حياته كرجل أعمال ولاعب كرة سلة بالإضافة للتمثيل حيث مثل في فيلم (SPACE JAM)، وأدى شخصيته في فلم الكرتون (Pro Stars) وظهر في العديد من الأعمال الفنية كفيلم الرسوم المتحركة (لوني تونز وباك إن أكشن) وفي إحدى حلقات مسلسل (زوجتي وأطفالي).
تزوج وهو في عمر الخمسين من عارضة الأزياء إيفيت برييتو، وأقام حفلاً حضره الكثير من المشاهير في ولاية فلوريدا، وهو الزواج الثاني لجوردان الذي انفصل عن زوجته الأولى خوانيتا فاوني عام 2006، ولديه ثلاثة أولاد من زوجته السابقة (جيفري، وماركوس، وياسمين) أما من إيفييت فقد أنجب توأماً، وقد نفى جوردان أبوته لطفل ادعت إحدى النساء أنها حملت به من جوردان عام 1995.
يعتبر أغنى رياضي في العالم، حيث حصل على خمسمئة مليون دولار حتى عام 2012 من شركة (NIKE) التي تسوق أحذية جوردان، إلا أن الشركة تعتبره أحد أسباب نجاحها، وتقدر مجلة فوربس ثروة جوردان بأكثر من مليار دولار، حيث استثمر جزءاً كبيراً من هذه الأموال بإنشاء مشاريع خاصة به حيث إنه يمتلك ستة مطاعم، وثمانين بالمئة من نادي (تشارلوت بوبكاتس) وعدة وكالات للسيارات، كما حصل في عام 2009 على تعويض قدره تسعة ملايين دولار ونصف بسبب استخدام أحد المتاجر لاسمه دون استئذانه، لكنه قدم المبلغ للجمعيات الخيرية، وقدم ملايين الدولات لنحو 23 جمعية خيرية تعنى بأطفال شيكاغو.
هكذا انتهت مقالتنا والتي استعرضنا فيها طفولة وإنجازات مايكل جوردان؛ والمسيرة الاحترافية لأحد أبرز نجوم كرة السلة.
