اشتهرت المصممة والنحاتة الأمريكية مايا لين بسبب تصاميمها ومنحوتاتها المميزة والتي تعتمد فيها على المناظر الطبيعية والاعتماد على الأعمال ذات الطابع البيئي، فضلًا عن الإلهام من هندسة الطبيعية وهو ما جعل أعمالها وتصاميمها تحظى باهتمام كبير في السطور التالية تعرف على مسيرتها الفنية وحياتها.
من هي مايا لين؟
مايا ينغ لين هي مصممة ونحاتة أمريكية من أصل صينين ولدت في 5 أكتوبر عام 1959 في أثنيا بأوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية وهي واحدة من أهم المهندسين المعماريين والمصممين الرائدين في العالم.
عرفت مايا بتصميماتها المبتكرة والإبداعية التي ساهمت على جعل العالم مكانًا أكثر إنسانية وجمالًا وقد استلهمت تصاميمها من الهندسة الطبيعية، وتنصب رؤيتها على التركيز على المستقبل.
تجد في تصميماتها دائمًا أنها تحاول التوازن في العلاقة بين الطبيعة وما تعنيه للإنسان، كما أنها تحاول دائمًا أن تجد مكانًا بين العلم والفن والعمار وبين الشرق والغرب والعام والخاص في تصميماتها.
لاقت أعمالها وتصميماتها رواجًا واهتمامًا كبيرين، وقد تم اختيارها لعضوية الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب كما تم اختيارها عضواً في لجان تحكم عدة مسابقات مثل المسابقة التذكارية لموقع مركز التجارة العالمي.
اهتمت لين بالقضايا البيئية منذ أن كانت صغيرة وقد عكست اهتمامها ذلك في أعمالها الفنية، كما أنها مدافعة عن البيئة وعملت في مجلس أمناء الدفاع عن الموارد الطبيعية.
نشأتها وتعليمها
ولدت مايا لين في أسرة صينية مهاجرة، فقد هاجر والدها إلى الولايات المتحدة عام 1948 ثم تبعته زوجته في العالم التالي واستقرا في ولاية أوهايو قبل ولادة لين.
والدها هو هنري هوان لين، وأصله من مدينة فوتشو، وقد شغل منصب عميد كلية الفنون الجميلة في جامعة أوهايو، أما والدتها فهي من شنغهاي واسمها جوليا تشانغ لين وهي شاعرة وأستاذة الأدب سابقًا في جامعة أوهايو. خالتها هي الفنانة والشاعرة لين هويين وهي أول مهندسة معمارية في الصين الحديثة.
أوضحت لين أنها لم تعرف أصولها الصيني إلا في وقت متأخر من حياتها، وأنها بدأت الاهتمام بثقافتها الصينية في الثلاثينيات فقط من عمرها. كانت لين طالبة متفوقة ولكنها كانت انطوائية ولا تملك الكثير من الأصدقاء.
درست مايا في مدرسة أثينا الثانوية ودرست الهندسة المعمارية في جامعة أوهايو عام 1981 ثم حصلت على الماجستير في الهندسة المعمارية عام 1986.
حياتها الشخصية
كانت مايا لين متزوجة من دانيال وولف وهو تاجر وجامع أعمال فنية ولكنها انفصلت عنه وأنجب منه ابنتين وما إنديا وراشيل. لدى مايا أخ أكبر منها اسمه تان لين وهو شاعر.
مايا لين وتصميم النصب التذكاري لقدامى المحاربين في فيتنام
بدأت نجاحات مايا لين كمصممة منذ أن كانت طالبة في الجامعة، في عام 1981 وعندما كان عمرها 21 عامًا فازت بمسابقة تصميم عامة لتصميم النصب التذكاري لقدامى المحاربين في فيتنام، والذي بُني في المتنزه الوطني في واشنطن العاصمة.
فازت مايا من بين 1422 مشاركة، وكان تصميمها عابرة عن جدار من الجرانيت الأسود حُفر فيه أسماء 57 ألف جنديًا سقطوا في الحرب، والجدار على شكل حرف V، وقد تم الانتهاء من تنفيذ التصميم عام 1982.
كان الهدف من تصميمها هو فتحة أو جرح في الأرض يرمز إلى الألم الذي سببته الحرب، وقالت: "تخيلت أنني آخذ سكينًا وأقطع الأرض وأفتحها، ومع مرور الوقت، سيشفي ذلك العنف والألم الأولي".
أثار هذا التصميم جدلًا كبيرًا بسبب بساطته وافتقاره إلى الخبرة المهنية فضلًا عن عرقها الآسيوي، حيث رأى البعض أنه كيف لامرأة من أصل صيني أن تصمم نصبًا تذكاريًا لرجال وجنود أمريكيين.
اعترض البعض أيضًا على استبعاد أسماء المحاربين الذين على قيد الحياة، واشتكى البعض من اللون الداكن لحجر الجرانيت وأنها تعبر بذلك عن موقف سلبي تجاه حرب فيتنام.
وأوضحت لين أنها لولا أن المشاركين في المسابقة لم يكونوا معروفين لم تكن لتفز أبدًا بسبب أصلها العرقي، يدعم تعليقها ذلك الاعتراضات التي واجهتها بسبب عرقها.
أهم مشاريع المصممة مايا لين
بعد فوزها في هذه المسابقة صممت مايا لين العديد من المشاريع في منها النصب التذكاري للحقوق المدنية في ولاية ألاباما والنصب التذكاري في جامعة مشيغيان، كما أنها تمتلك حاليًا معرضًا فنيًا في مدينة نيويورك.
من مشاريعها أيضًا تصميم "كنيسة السلام" التي تقع على قمة الجبل، و"مشروع كونفلوينس" وتم الانتهاء منه عام 200 وهو عبارة عن سلسلة من المنشآت الخارجية على طول نهر كولومبيا بين ولايتي واشنطن وأوريجون.
خط "11 دقيقة" وهو عمر ترابي قدمته في السويد لمؤسسة واناس، وقد استلهمت هذا العمل من تلال الثعبان في ولايتها في أوهايو وقد استغرق إكمال هذا التصميم 11 دقيقة فقط.
في عام 2006 صممت "خط الماء" وهو عبارة عن أنابيب من الألومنيوم والطلاء وتمثيل لسلسلة جبال وسط المحيط الأطلسي وقد وصفت هذا التصميم بأنه رسم وليس نحتًا.
من تصاميمها أيضًا تصميم متحف الربيع في أوهايو ويقع المتحف في حديقة سينسناتي النباتية ويتميز بتصميمه المنحنى الذي يشبه زهرة اللوتس.
صممت كذلك مركز فوكس للفنون في ويسكونسن ويقع في وسط مدينة ميلووكي ويتميز بتصميمه الداخلي الفسيح الذي يضم مساحات واسعة للمعتصاميمهاامياتها المميزة أيضًا تصميم مركز الفنون في لندن ومركز الفنون في بوسطن ومركز جاك كيربي للموسيقى في بوسطن. صممت كذلك تصميم "طية في الميدان" عام 2013 وهو أكبر تصاميمها على الإطلاق حيث تم بناؤه على مساحة 105 ألف متر مكعب وفي نيوزيلندا وهي مجموعة خاصة داخل حديقة النحت.
في عام 2010 بدأت في تصميم نصب "ما هو المفقود" لإحياء ذكرى التنوع البيولوجي الذي فقد في الانقراض الجماعي السادس للكوكب، وتهدف بهذا التصميم إلى رفع مستوى الوعي حول فقدان التنوع البيولوجي، ويشمل التصميم منصات متعددة كما أنه مكون تفاعلي على الإنترنت.
حصلت مايا لين بفضل نصب "ما هو مفقود" والنصب التذكاري لقدامى المحاربين في فيتنام على وسام الحرية الرئاسي لعام 2016.