تمكنت المهندسة والطبيبة الأمريكية ماي جيمسون من تحقيق نجاح كبير كونها أول امرأة من أصل أفريقي تسافر إلى الفضاء حينما شاركت في مهمة فضائية على متن مكوك إنديفور عام 1992، في السطور التالية تعرف على مسيرتها المهنية وأهم إنجازاتها.
من هي ماي جيمسون؟
ماي كارول جيمسون هي مهندسة وطبيبة أمريكية ولدت في 17 أكتوبر عام 1956 في ولاية ألاباما بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي أول امرأة أمريكية من أصل أفريقي تصعد إلى الفضاء.
انضمت جيمسون إلى فريق رواد الفضاء STS-47 التابع لناسا وتم اختيارها للمشاركة في مهمة على متن المكوك الفضائي إنديفور عام 1992 ولمدة 8 أيام تقريبًا.
بعد رحلتها إلى الفضاء تركت وكالة ناسا وأسست شركة لأبحاث التكنولوجية، كما أسست مؤسسة تعليمية غير ربحية.
نشأتها وتعليمها
نشأت ماي جيمسون في عائلة من الطبقة المتوسطة. كان والدها مشرف صيانة في منظمة غيرية، أما والدتها عملت مدرسة لغة إنجليزية ورياضيات في مدرسة ابتدائية، وهي الابنة الصغرى بين 3 أطفال وهم تشارلي جيمسون ودوروثي جيمسون.
أحبت جيمسون العلوم منذ صغرها، وكانت تريد دائمًا السفر إلى الفضاء، وقد أدى البرنامج التلفزيوني "ستار تريك" إلى زيادة اهتمامها بالفضاء أكثر، وخاصة موجود ممثلة أمريكية أفريقية ضمن طاقم المسلسل.
خلال دراستها في المدرسة استمعت جيمسون بدراسة الطبيعة وعلم وظائف الأعضاء البشرية، وقد تلقت دعمًا كبيرًا من والديها. درست جيمسون الباليه وهي في سن الثامنة، وقد التحقت بالمدرسة الثانوية في سن صغير نظرًا لتفوقها حيث كانت في الثانية عشرة من عمرها فقط.
درست جيمسون في مدرسة مورغان بارك الثانوية وتخرجت فيها عام 1973، وبعدها التحقت بجامعة ستانفورد، وكانت في السادسة عشرة من عمرها فقط، ورغم صغر سنها إلا أنها غادرت المنزل من أجل الالتحاق بالجامعة.
دراستها الجامعية
درست ماي جيمسون في جامعة ستانفورد، وكانت تبلغ من العمر 16 عامًا، وعن حياتاه الجامعية أوضحت أن عدد الطلاب الأمريكيين من أصل أفريقي كان قليلاً جدًا، كما أكدت أنها تعرضت للتمييز بسبب عرقها خلال دراستها الجامعية.
وأوضحت جيمسون أن غطرستها ساعدتها على إكمال دراستها الجامعية، وأكد أن بعض الغطرسة ضرورية للنساء والأقليات من أجل تحقيق النجاح في مجتمع يهيمن عليه الذكور البيض.
خلال دراستها الجامعية شغلت جيمسون منصب رئيس اتحاد الطلاب السود، كما صمتت عدة عروض موسيقية وراقصة في الجامعة، وقد درست الهندسة الكيميائية في الجامعة وحصلت على درجة البكالوريوس عام 1977.
بعد التخرج التحق جيمسون بكلية طب كورنيل في جامعة كورنيل في نيويورك، وخلال دراستها سافرت إلى كوبا لإجراء دراسة ممولة من رابط طلاب الطب الأمريكية، كما سافرت على تايلاند وعدة دول في شرق إفريقيا. خلال دراستها للطب واصلت جيمسون الرقص، وقد تخرجت بدرجة الطب عام 1981.
![ماي جيمسون Mae C. Jemison أول امرأة من أصل إفريقي تذهب إلى الفضاء]()
مسيرتها المهنية
وبعد التخرج تدرب في المركز الطبي في جامعة جنوب كاليفورنيا، وفي عام 1982 عملت كطبيبة عامة في مجموعة روس لوس الطبية.
في عام 1983 انضمت ماي جيمسون إلى طاقم عمل فيلق السلام، وظلت تعمل فيه كمسؤولة طبية حتى عام 1985، حيث كانت مسؤولة عن صحة متطوعي فيلق السلام الذين كانوا يخدمون في ليبيريا.
أشرفت جيمسون أيضًا على الصيدلية والمختبر والطاقم الطبي، وعملت على تقديم الرعاية الطبية لهم، كما أنها عملت في مراكز السيطرة على الأمراض للمساعدة البحث عن لقاحات جديدة ومختلفة للأمراض.
ماي جيمسون أول رائدة فضاء من أصل أفريقي
بعد عودتها إلى الولايات المتحدة بعد إنهاء خدمتها في فيلق السلام قررت جيمسون إكمال دراستها وحصلت على دورات هندسية كنوع من الدراسات العليا، واستقرت في لوس أنجلوس في كاليفورينا.
في عام 1985 تقدمت جيمسون إلى برنامج رواد الفضاء في ناسا، ولكن أجلت ناسا اختيار المرشحين الجدد بعد كارثة مكوك الفضاء تشالنجر الذي تحطم بعد 73 ثانية من انطلاقه ف يعام 1986.
تقدمت جيمسون مرة أخرى في ناسا عام 1987 وقد تم اختيارها بين ما يقرب من 2000 متقدم ضمن فريق مكون من 15 رائد فضاء، وكانت الرحلة التي شاركت فيها هي الأولى بعد انفجار مكوك تشالنجر.
بعد اختيارها ضمن الفريق تصدر اسم ماي جيمسون الصحف الأمريكية والعالمية أيضًا، فقد وصفتها مجلسة أسوشيتد برس بأنها "أول رائدة فضاء سوداء".
قبل انطلاق رحلتها إلى الفضاء عملت جيمسون في مركز كينيدي للفضاء وتدرب على برامج كمبيوتر المكوك في مختبر SAIL، وفي سبتمبر 1989 تم اختيارها للانضمام إلى طاقم فريق STS-47 كأخصائية مهمة علمية، ودورها كان التركيز على التجارب العلمية.
![ماي جيمسون Mae C. Jemison أول امرأة من أصل إفريقي تذهب إلى الفضاء]()
مهمتها في رحلة مكوك STS-47
ذهبت ماي جيمسون إلى الفضاء ضمن المكوك الفضائي STS-47 من يوم 12 سبتمبر إلى 0 سبتمبر عام 1992، وضم الفريق 7 أفراد وكانت مهمة تعاونية بين الولايات المتحدة واليابان.
قامت جيمسون مع فريقها ب43 تجربة في علوم الحياة ومعالجة المواد، وقد تم تدريب جيمسون وزميلها رائد الفضاء الياباني مامورو موهري على استخدام تمرين التدريب على التغذية.
اختبرت جيمسون في الفضاء نظام العلاج بالسوائل التابع لناسا، كما أنها كانت باحثة مشاركة في تجربتين عن الخلايا العظمية، كما شاركت في تجربة حث إناث الضفادع على الإباضة وتخيب البيض لمعرفة كيفية تطور الضفادع الصغيرة في حالة انعدام الجاذبية.
![ماي جيمسون Mae C. Jemison أول امرأة من أصل إفريقي تذهب إلى الفضاء]()
إنشاء شركتها الخاصة
في عام 1993 قررت جيمسون الاستقالة من وكالة ناسا وبدأت في إنشاء شركتها الخاصة، وهي شركة Jemison Group Inc وهي شركة استشارية، كما أسست مؤسسة دوروثي جيمسون للتميز على اسم والدتها تكريمًا لها.
ضمن المشاريع التي ترعاها المؤسسة مشروع "الأرض التي نشاركها" وهو معسكر علمي للطلاب من أعمار 12 إلى 16 عامًا، وقد أقامت المعسكر على المستوى الدولي أيضًا.
مسيرتها المهنية بعد ناسا
عملت ماي جيمسون كأستاذة للدراسات البيئية في كلية دارتموث في الفترة بين 1995 إلى 2002، كما أنها أستاذة ف يجامعة كورنيل أيضًا.
لدى جيمسون عضوية في العديد من الجمعيات والمنظمات العلمية، منها الجمعية الطبية الأمريكية، وجمعية مستكشفي الفضاء والجمعية الأمريكية لتقدم العلوم والجمعية الكيميائية الأمريكية وغيرها.
![ماي جيمسون Mae C. Jemison أول امرأة من أصل إفريقي تذهب إلى الفضاء]()
