يعد رجل السياسة ماهر الشرع من الشخصيات السياسية البارزة منذ بداية سقوط نظام بشار الأسد، فهو من الكوادر الإدارية التي عرفت بالهدوء والدقة، وبرز اسم في مناصب حاسمة داخل هيكل الدولة، آخرها تعيينه أمين عام الرئاسة السورية الجديدة، في السطور التالية نسلط الضوء على مسيرته وحياته.
من هو ماهر الشرع؟
هو سياسي وطبيب سوري، شغل سابقًا منصب وزير الصحة بالوكالة، ويشغل حاليًا منصب أمين عام رئاسة الجمهورية الجديدة في سوريا، ولد في عام 1973 بلدة فيق جنوب سوريا، ويعد من أبرز الأسماء السياسية في النظام السوري الجديد.
عمل الشرع كطبيب لسنوات، وبرز اسمه في القطاع العام السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد، حيث تم تعيينه وزيرًا للصحة في الحكومة الانتقالية. برز الشرع كشخصية تنفيذية دقيقة، وعرف بهدوئه وتصريحاته السياسية الموزونة، وحصره على تطبيق القانون واللوائح بشكل منضبط.
في شهر أبريل 2025، وبعد عدة أسابيع من الإعلان عن الحكومة الجديدة تحت قيادة الرئيس أحمد الشرع، تم اختيار ماهر الشرع في منصب أمين عام رئاسة الجمهورية الجديدة في سوريا.
أين درس ماهر الشرع؟
حصل ماهر الشرع على درجة الدكتوراه في العلوم الطبية، وهو متخصص في الجراحة النسائية والتوليد، وعلاج العقد والإخصاب المساعد ومتخصص في جراحة الأورام والتجميل النسائية.
حصل الشرع كذلك على دبلوم في إدارة النظم الصحية، وهو ما يجعله صاحب خبر وخلفية مهمة في الجانب الإداري في القطاع الصحي.
زوجة ماهر الشرع
لا يوجد أي معلومات عن ماهر الشرع وزوجته.
هل ماهر الشرع أخو أحمد الشرع؟
نعم، ماهر الشرع هو شقيق الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي عرف باسم الجولاني، وقد ساعد ماهر شقيقة أحمد في مهام إدارية في القطاع الصحي في شمال سوريا، حيث بسطت هيئة تحرير الشام سيطرتها عليها لسنوات.
![ماهر الشرع.. أمين عام الرئاسة السورية الجديد]()
مسيرته المهنية
عمل ماهر الشرع كطبيب لسنوات، وذكرت بعض المصادر أنه ترأس قسم التوليد والجراحة النسائية في واحدة من المستشفيات الحكومية في سوريا في الفترة من 2004 إلى 2012.
كان للشرع دور إداري بارز في القطاع الطبي قبل سقوط نظام بشار الأسد، حيث شغل منصب مستشار لوزير الصحة في حكومة الإنقاذ السورية، التابعة إداريًا لهيئة تحرير الشام في الشمال السوري، التي سيطرت عليه الهيئة لعدة سنوات تحت قيادة أحمد الشرع.
ماهر الشرع وزير الصحة
بعد سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من شهر ديسمبر عام 2024، بدأت إدارة الرئيس أحمد الشرع بتعيين شخصيات سياسية بارزة بشكل مؤقت لإدارة الحكومة في الفترة الانتقالية التي تشهدها البلاد.
وكان اسم ماهر الشرع من بين السياسيين والإداريين البارزين الذين تولوا منصبًا في الحكومة الانتقالية، حيث تم تعيينه وزيرًا للصحة كونه من الكفاءات الطبية السورية، ولديه خبرة طويلة في العمل الإداري في القطاع الصحي.
وقد أثار هذا القرار جدلًا وردود أفعال متباينة، بين معارض ومؤيد لهذا القرار. وقد أسقط عددًا من المنتقدين للقرار بأن وجود ماهر الشرع بجانب شقيقه أحمد الشرع يشبه بصورة كبيرة تواجد ماهر الأسد بجانب شقيقه الرئيس السابق بشار الأسد، وأثار ذلك التشابه مخاوف لبعض السوريين من تكرار المشهد الذي استمر لعقود في سوريا، حيث توسعت فيها صلاحيات العائلة الحاكمة.
إلا أن ماهر الشرع منذ توليه الوزراة، خرج أمام الصحافة بعدد من التصريحات الموزونة والعقلانية التي طمأنت الشارع السوري، ولعل أبرزها محاولة إعادة تنظيم العمل في المستشفيات الحكومية، ومعالجة مشكلات حقيقية تواجه وزارة الصحة، وأبرزها التضخم في عدد الموظفين.
ومن أبرز القرارات التي اتخذها ماهر الشرع كوزير للصحة أنه أعلن عن إحالة كل من لا يملك وظيفة ذات طابع مهني في قطاع الصحة إلى إجازة لمدة 3 أشهر، وتحويل إلى وزارة التأمينات الاجتماعية لإيجاد وظيفة مناسبة له في قطاع آخر.
بدأ الشرع كذلك خطته من أجل تحسين الوضع المادي وزيادة الرواتب للعاملين بالقطاع، كما كانت من ضمن أولوياته هو إزالة العقوبات المفروضة على القطاع الصحي السوري، التي فرضت خلال نظام بشار الأسد.
عقد وزير الصحة عدة اجتماعات مع منظمات محلية ودولية من أجل توجيه وزارة الصحة تلك المنظمات للاحتياجات الميدانية.
![ماهر الشرع.. أمين عام الرئاسة السورية الجديد]()
تعيينه أمينًا عامًا للرئاسة السورية
في الخامس من شهر أبريل عام 2025، وبعد أقل من شهر من تكوين الحكومة السورية الجديدة المكونة من 23 وزيرًا تحت قيادة الرئيس أحمد الشرع، تم تعيين ماهر الشرع، شقيق الرئيس السوري أحمد الشرع، في منصب الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية السورية بديلًا عن عبدالرحمن سلامة.
يبرز منصب الأمين العام كأحد المناصب الحساسة في ديوان الرئاسة، ويتفاوت المنصب في صلاحيات وتفاصيله الإجرائية حسب طبيعة النظام السياسي والإداري القائم في كل دولة، لكن بشكل عام يحتفظ بجوهر ثابت يتمثل في كونه العمود الفقري للعمل الرئاسي من الناحية التنظيمية.
من مهام الأمين العام ضبط العمل اليومي داخل مؤسسة الرئاسة، بداية من ترتيب الأولويات والملفات، وصولًا إلى تنظيم جدول أعمال الرئيس اليومي، كما أنه يشرف على مهمة تنسيق اللقاءات والاجتماعيات الرسمية، سواء على المستوى المحلي، أو في إطار الزيارات الدبلوماسية، وهو ما يجعله حلقة وصل بين الرئيس ومؤسسات الدولة.
يمتد عمل الأمين إلى طواقم العمل داخل الرئاسة، حيث يضمن سير العمل في الأقسام المختلفة، بداية من إدارة الموظفين، ومتابعة الأداء المؤسسي، كما يشرف على إعداد المراسلات الرئاسية الرسمية، وتنسيق عملية توثيق الوثائق الواردة والصادرة عن الرئاسة.
وفي بعض المناسبات، يتم تكليف الأمين العام بتمثيل الرئيس شخصيًا، ومن بين أبرز أدواره نقل التوجهات الرئاسية إلى مختلف الوزارات والجهات الرسمية، ومتابعة تنفيذها بشكل يضمن تطابق الفعل مع الرؤية الرئاسية.