ماركوس بيرسون.. الملياردير التعيس مبدع أسطورة ماينكرافت

اشتهر المبرمج السويدي الشهير ماركوس بيرسون بابتكاره لعبة "ماينكرافت" الشهيرة، التي تحولت من فكرة صغيرة إلى واحدة من أشهر الألعاب وأكثرها تأثيرًا، وقد نجح بفضل هذه اللعبة من تحقيق ثروة هائلة، ليصبح من أشهر المبتكرين في هذا المجال، ورغم ما حققه من ثروة، إلا أنه كره كونه مليارديرًا، في السطور التالي نسلط الضوء على مسيرته وإنجازاته.

من هو ماركوس بيرسون؟

ماركوس أليكيسج بيرسون، والشهير باسم "توتش"، هو مبرمج ومصم ألعاب فيديو سويدي، ولد في 1 يونيو عام 1979 في ستوكهولم بالسويد، وهو واحد من أشهر مطوري ألعاب الفيديو في العالم، ومبتكر لعبة "ماين كرافت" التي تعد اللعبة الأكثر مبيعًا في التاريخ.

بدأ ماركوس مسيرته المهنية كمبرمج في عدة شركات برمجية، واكتسب مهارات في تطوير البرامج، التي مكنته فيما بعد من دخول مجال تطوير الألعاب المستقلة، وفي عام 2009، أطلق النسخة الأولى من لعبة "ماينكرافت"، لتصبع اللعبة ظاهرة عالمية في وقت قصيرة، وتتيح لللاعبين بناء عوالمهم الخاصة.

أسس بيرسون لاحقًا شركة "موجانغ" لإدارة مشروعه الناجح، وبحلول عام 2014، تمكن من بيع الشركة إلى مايكروسوفت مقابل 2.5 مليون دولار، واعتبرت حينها واحدة من أكبر الصفقات في تاريخ صناعة الألعاب. بعد هذا النجاح، انسحب بيروسن من إدارة الشركة والمشروع، وتفرغ لمشروعات أخرى بعيدًا عن الأضواء.

نشأته وتعليمه

ولد ماركوس بيرسون في ستوكهولم في السويد، والدتها فنلندية، ووالده سويدي، ولديه أخت أكبر منه، وقد نشأ حتى السابعة في إيدسبين، حيث عمل والده في السكك الحديدية، بينما كانت والدته ممرضة.

انفصل والداه في سن السابعة، وعاش مع والدته، بينما انتقل والده للعيش في كوخ في الريف، وقد فقد بيرسون الاتصال بوالده أكثر من مرة بعد الانفصال، حيث عانى والده من الاكتئاب وإدمان الكحول والأدوية، كما دخل السجن بتهمة السرقة، كما عانت أخته من الإدمان أيضًا، وهربت من المنزل.

وبسبب الظروف الأسرية الصعبة، اكتسب بيرسون بألعاب الفيديو، وأصبح مهووسًا بها، وقد بنى عالمه الخاص بهذه الألعاب بعيدًا عن مشكلات العائلة، وقد صنع أول لعب على جهاز الكمبيوتر المنزلي في سن الثامنة فقط.

بحلول منتصف التسعينات، أدرك بيرسون أنه يريد أن يصبح مطورًا للألعاب، وقد نصحه المدرسون في مدرسته بدراسة التصميم الجرافيكي، وهو ما فعله بالفعل من سن 15 إلى 18 عامًا.

كان بيرسون طالبًا انطوائيًا، وقضى معظم وقته في البرمجة، ولعب ألعاب الفيديو، ولكنه رغم ذلك كان محبوبًا جدًا من زملائه، ولم يكمل دراسته الثانوية، رغم أنه كان طالبًا متفوقًا وذكيًا جدًا.

حياته الشخصية وعلاقاته

تزوج ماركوس بيرسون عام 2011 من إلين زيترستراند بعد علاقة دامت 4 سنوات، وحبيبته كانت مشرفة سابقة على منتديات ماين كرافت، ورزق منه بابنة واحدة، ولكنهما انفصل بعد عام واحد فقط من الزواج.

في عام 2011، انتحر والده بإطلاق النار على نفسه بعدما شرب بكثرة، وقد تحدث ماركوس عن هذا الأمر في مقابلة صحفية، وأكد أن والده كان الوحيد الذي دعمه في قراره لترك وظيفته اليومية والعمل على تطوير ألعابه الخاصة.

بداية مسيرته المهنية

بدأ ماركوس بيرسون مسيرته المهنية كمصمم ويب ومبرمج، وعمل لاحقًا في شركة Game Federation، وتعرف فيها على زميله رولف جانسون، وتعاونا معًا لتصميم لعبة الفيديو Wurm Online في أوقات فراغهما، وقد صدرت اللعبة عام 2006، إلا أن بيرسون ترك المشروع عام 2007.

بين عامي 2004، و2009، عمل بيرسون كمطور ألعاب ومبرمج لشركة Midasplaye، وبعدها عمل كمبرمج لشركة jAlbum. خلال فترة عمله، كان بيروسن يطور العديد من الألعاب الصغيرة، وشارك في مسابقات تصميم الألعاب، كما شارك في منتديات ومؤتمرات في هذا المجال.

من المشاريع الشخصية التي قام بها بيرسون مشروع RubyDung، وهي لعبة بناء قاعدة ثلاثية الأبعاد، وفي عام 2009 صمم لعبة Infiniminer، والتي أثرت على عمله مستقبلًا في لعبة RubyDung، وهي اللعبة التي اعتمد فيها على الأسلوب المرئي المكعب، وتعتبر هذه اللعبة النموذج الأولى لماين كرافت.

تأسيس وإصدار ماين كرافت

في شهر مايو عام 2009، أصدر كارلوس بيرسون الإصدار الأصلي للعبة ماين كرافت على منتديات TIGSource، وبدأ في تحديث اللعبة بناء على تعليقات وتوصيات المستخدمين، وأصدر عدة إصدارات للعبة فيما بعد بين عامي 2009، و2010، حيث مرت اللعبة بمراحل تطوير مختلفة.

في يونيو عام 2010، أصدر بيرسون الإصدار ألفا للعبة، وبعدها استقال من وظيفته في شركة jAlbum، للتركيز على لعبته، وفي سبتمبر سافر إلى واشنطن لحضور تمرين في البرمجة، وتلقى عرضًا بالعمل في شركة Valve، لكنه رفض العرض.

في ديسمبر عام 2010، انتقلت ماين كرافت إلى مرحلتها التجريبية، وبدأت بالتوسع في منصات أخرى، بما فيها الأجهزة المحمولة، وبحلول عام 2011، وصل عدد المستخدمين فيها إلى مليون حساب، وبعد 6 أشهر وصلت إلى 10 ملايين.

أصدرت شركته Mojang أول عملة في اللعبة باسم Minecon، وفي عام 2013، سجلت الشركة إيرادات بلغت 330 مليون دولار، وأرباحًا بلغت 129 مليون دولار.

مغادرة إدارة الشركة

في عام 2014 صرح ماركوس بيرسون أنه يعاني من الضغط والإنهاك من إدارة شركته ولعبة ماين كرافت، وذلك بسبب الاهتمام الإعلامي المكثف، وأعلن عن تركه إدارة الشركة عبر تغريدة على حسابه على تويتر.

وعرض بيرسون بيع حصته في موجانج عبر تويتر، حيث كان يملك حصة 71% في الشركة، وبالفعل في سبتمبر من نفس العام، وافقت مايكروسوفت على شراء شركة كوجانج مقابل 2.5 مليون دولار، وهو ما جعل بيرسون مليارديرًا، وغادر الشركة بعد الانتهاء من الصفقة.

بعد مغادرة شركة موجانج، ركز كارلوس بيرسون على عدد من المشاريع الصغيرة، ففي عام 2015 أسس شركة Rubberbrain، والتي أنفقت حوالي 60 مليون كرونة سويدية، إلا أنها حتى عام 2021 لم تطرح أي لعبة في السوق.

كارلوس بيرسون الملياردير التعيس

في عام 2015، تحدث كارلوس بيرسون صراحة عن معاناته وتذمره من حياته التي أصبحت تتسم بالوحدة والفراغ بعد إتمام صفقة البيع، وقد تم فهم كلامه بأنه تحذير لكل من يسعى ليصبح مليارديرًا مثله بأنه سيشعر بالعزلة، رغم الدول التي يسافر إليها والحفلات التي يحضرها مع أصدقائه.

ففي إحدى تغريداته نجده يقول: "المشكلة في حصولك على كل شيء هي أنك لا تجد دافعًا لتواصل المحاولة، ويصبح التفاعل البشري مستحيلًا نتيجة اختلال التوازن".

ثروة ماركوس بيرسون

وفقًا لمجلة فوربس، بلغت ثروة كارلويس بيرسون عام 2023 حوالي 1.2 مليار دولار أمريكي، حيث أصبح مليارديرا بعدما باع حصته من شركته لمايكروسوفت عام 2014.

بداية من عام 2014، عاش كارلوس في شقة بنتهاوس في ستوكهولم، كما اشترى منزلًا في كاليفورنيا مقابل 70 مليون دولار، ويقال إنه تفوق على جاي زي وبيونسيه في المزايدة على العقار.

يعد كارلوس من أكبر دافعي الضرائب في بلاده، كما أنه تبرع للعديد من المؤسسات الخيرية، منها منظمات أطباء لا حدود، ومنظمات خيرية أخرى.